د.عبد الملك آل الشيخ: الرواية السعودية كانت شاهدة على التغيرات الاجتماعية للمملكة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
د.عبد الملك آل الشيخ: الرواية السعودية كانت شاهدة على التغيرات الاجتماعية للمملكة
مضمون الأعمال الروائية السعودية تعدّد بتعدد التيارات الفكرية
أتعجّب أحياناً من بعض الأسماء التي تكتب الرواية
لا يمكن أن يُسمّى العمل الأدبي رواية إلاّ إذا انزلق في وحل اجتماعي
الفن الروائي السعودي متقدم جداً على مستوى التكنيك الفني
أتعجّب أحياناً من بعض الأسماء التي تكتب الرواية
لا يمكن أن يُسمّى العمل الأدبي رواية إلاّ إذا انزلق في وحل اجتماعي
الفن الروائي السعودي متقدم جداً على مستوى التكنيك الفني
أثار
الكم الكبير من الأعمال الروائية التي شهدتها السعودية في الفترة الأخيرة،
العديد من الأسئلة والجدل سواء من قبل النقاد أو من قبل المبدعين في
الحقول الأدبية الأخرى كالشعر والقصة، والأخيرة بالذات تُعدّ هي الضحية
الأولى لهذا الاتجاه؛ إذ إن معظم كُتّابها هجروها إلى فضاء الرواية.
وفي
هذا الحوار يضع الناقد والباحث السعودي عبد الملك آل الشيخ الرواية
السعودية على طاولة التشريح، ويجيب عن الأسئلة الملحة حول مدى إبداعية
الرواية المعاصرة في المملكة، ومدى إسهامها في معالجة إشكاليات الواقع.
تزايُد عدد الأعمال الروائية التي تصدر في السعودية: أتعدّه ظاهرة إيجابية أم سلبية؟ وما شهادتك على هذه الأعمال؟
إذا
نظرنا إلى التوثيق الببلوغرافي الذي عمله بعض الباحثين فسندهشُ من مراحل
النماء الروائي في المملكة العربية السعودية، إنه نماء متوافقٌ مع زيادة
الوعي، وانبثاق الحرية التعبيرية، وتعدّد التيارات الفكرية، وهنا سيكون هذا
التزايد إيجابياً، ولكن وجهة أخرى تعطينا زاوية سلبية للتزايد الروائي،
خصوصاً تلك الأعمال التي نتجت عن جملة من الصحفيين، أو الإعلاميين أو كتاب
المقالة الذين رأوا أنّ الكتابة الروائية تحقق لهم شهرةً، أو تعبيراً
نزقاً، أو حرية مزعومة، فولجوا تيار الرواية دونما سندٍ من موهبةٍ روائية،
ودربةٍ فنية متراكمة. إنني أتعجبُ أحياناً من بعضِ الأسماء التي كتبت في
الرواية، ولم أعهدْ لها قصة قصيرة واحدة!
وأما عن شهادتي على مجمل الرواية السعودية فأقولُ: "إنّ كلَّ الفضاءات تحملُ الغثَّ والسمينَ".
هل تعتقد أن هذا الزخم انعكس إيجاباً على المضمون والتكنيك الروائي؟
ستعجبُ
من قولي إذا قلتُ لك إنَّ الفنّ الروائي السعودي متقدمٌ جداً على مستوى
التكنيك الفني، لكن بشرط أن نستثني الدخلاءَ على هذا الفنِّ، إن أعمالاً
يكتبُها "علوان" أو "عبد الحفيظ الشمري" أو "يوسف المحيميد"، أو "رجاء
عالم" وغيرُهم تتجاوز ـ بمراحل ـ ما تجدُه في الرواية العربية الأخرى. إن
التكنيك الفني في الرواية السعودية مزيجٌ من انفتاح ثقافي على سائر
المطروح، مع احتفاظ أصيل بنكهة خاصة، وفي الجانب الآخر فإن المضمون ـ كما
قلت سابقاً ـ متعدد بتعدّد التيارات الفكرية الدارجة في البيئة الثقافية
السعودية، إنك تجدُ روايات تعبر عن واقعية مفرطة، أو ليبرالية متحررة، أو
رومانسية حالمة، وتجدُ عند "العريني" و"خالد الجبرين"، و"سارة الزامل"،
و"بدرية العبد الرحمن" مضموناً إسلامياً بأشكال مختلفة. ليست مشكلة المضمون
والفنِّ في الكثرةِ بل في التعبير عن وقائع الحياة بصدقٍ وحرفيِّة، وهذا
يتحقق على صعيد واحد من قبل روائي أو مئةِ روائي.
هل تعبّر هذه الأعمال الروائية عن تحوّلات اجتماعية وثقافية في المملكة؟
بالتأكيد
إن الرواية السعودية مذ نشأت في عام 1930م، وهي تتماشى مع الفكر والثقافة،
ومتغيّرات المجتمع، فمثلاً في عصر الطفرة الاقتصادية شهدنا روايات "عبد
العزيز مشري" التي تؤرّخ لتلك الفترة، وفي العقد الأخير تتحكم التحوّلات
السياسية والتقلبات الاجتماعية في صياغة سجل الرواية السعودية. إنّ الرواية
تكاد تكون بياناً أدبياً لمسارات فكرية متضاربة، وبالتالي فهي تحاول أن
تعبّر عن ذلك التضارب، وتلك التغيّرات الاجتماعية والثقافية. وأما سؤالك عن
الدوافع التي أجّجت للنتاجِ الروائي في المشهد الثقافي فهي مختلفة من
روائي لآخر، ولعل التباين فيها مضحكٌ؛ فروائي يدفعه الهم الفكري، والالتزام
الثقافي تجاه مجتمعه، وروائي تدفعه رغبته في السير خلف التقليعات الجديدة
والتي يظن الرواية منها!
ما تأثير هذا العدد الكبير من الروايات على الواقع الثقافي والاجتماعي في المملكة؟
ما
لي أراكَ متخوّفاً من العدد الكبير للروايات السعودية؟ لِمَ لا يكونُ هذا
التخوّف حاضراً مع كلّ منجز حضاري آخر؟ فالقنوات تسد عين الشمس، والصحف
تدفن أجنحة الرفوف. فأين تخوّفك؟! ليست المشكلة في العدد. المشكلةُ في
المخزون المضموني. وما زلت أقول إن هذا المخزونَ يعكس رؤى مختلفة يؤمن بها
أطياف المجتمع السعودي. فدعْ عنك القلقَ!
كذلك
هل تعتقد أن هذه الأعمال الروائية عالجت بالفعل القضايا الاجتماعية
الملحة؟ وهل عملت على تعرية ما كان مستوراً أم أنها تجنّت على هذا المجتمع؟
كسائر
الفنون الأدبية الرواية مازالت مقصرة في طرْقِ كلِّ المضامين؛ خصوصاً إذا
علمت أن تياراً نقدياً قوياً يطالبها بالتوقف عند عتبات كثير من المشكلات
الاجتماعية، وينادي بعدم طرْق كل ما هو مستور عن العيون، وعلى الرغم من ذلك
فالرواية تمارس فعلها السحري الفطري في كشف المشكلات، ولا يمكن أن يُسمّى
العمل الأدبي رواية إلاّ إذا انزلق في وحل اجتماعي، وحاول تصفيته من
الشوائب، ومع ذلك فإن بعض الممارسات الروائية تكاد تكون متجنيةً على قيم
المجتمع وذوقه، ولا يحدثُ هذا إلاّ حين يكتب الرواية مدَّع ٍ للفنِّ
الروائي، غيرُ محسنٍ لأداته الدقيقة الموجعة!
هل يمكن القول إن الرواية السعودية (الصادرة حديثاً تحديداً) تعيش صراعاً مع مجتمعها بحكم أنها مسّت -في أكثرها- جوانب حسّاسة؟
الواجبُ
على الرواية الحقة أن تعيش صراعاً مع المشكلات الاجتماعية، لا أن تعيش
صراعاً مع قيم المجتمع السائدة، ولا يعني هذا أن كل قيم المجتمع السائدة لا
تقبل النقض والصراع. إنك تتوهم الصراع هنا؛ لأنك تنظرُ إلى الجانب المعارض
لهذه الروايات، وحين تنظر إلى الجانب المرحب بهذه الروايات فسترى نوعاً من
الصراع الإيجابي تخلقهُ الرواية بين مكونات المجتمع حيال قضية اجتماعية
معينة، وهذا هو هدف الرواية.
هل
تعتقد أن بعض النقاد السعوديين كانوا غير أمناء في تناول بعض الأعمال
الروائية؟ فمثلاً رواية (بنات الرياض) أجمع النقاد على أنها ضعيفة، في
الوقت الذي انبرى فيه نقاد بحجم "الغذامي" للدفاع عنها..!!
الأمانة
النقدية لها شكلانِ: داخلي وخارجي. فالداخلي لا يعلمه إلاّ الله، والخارجي
يظهر في سلوك النقاد حيال عمل أدبي، وأخالفك الرأي في المثالِ الذي طرحته،
فالنقادُ لم يجمعوا على ضعفها أو جودتها، بل انقسم النقاد حيالها إلى
قسمين، والغذامي اتخذ مكانه بين أولئك.
هل تعتقد أن ما صدر من أعمال روائية في السعودية خلال الفترة الأخيرة قادر على مقاومة الزمن مثلما فعلت الأعمال الروائية القديمة؟
سأتركُ
الحكمَ للزمنِ؛ فهو كفيلٌ بنطقِ الحكم في هذه المسألة. إن الرواية فنٌّ
شديد الحساسية، فقد تجد رواية ممقوتة الآنَ، وهي سجل محتفلٌّ به في غدٍ!
ولماذا كان العنصر النسائي هو الأكثر تأليفاً للرواية في السعودية خاصة في السنوات الأخيرة ؟ ما تفسيرك لهذا؟
لم
تكنِ المرأة هي الأكثر تأليفاً للرواية السعودية على إطلاقها، وإن كنت ترى
هذا في السنوات الأخيرة؛ فهي كثرة نسبية، ولعل الأمر راجع إلى ثورة المرأة
على كل تقاليد الإقصاء التي مورست عليها زمناً في كلِّ ما يخص الشأن
الأدبي، ثم لا تستغربْ؛ فقد قيل: إن المرأة تُولدُ قاصةً!
أخيراً إلى أين يمكن أن تصل الرواية السعودية في تصورك؟
صعبٌ
أن نتخيل مدارات فنٍّ حساسٍ وهلاميٍّ كالرواية، والأصعب أن تتخيل وعورة
الطريق الذي سيمشي فيه، والأصعب مراتٍ أن تتوقع المدى من التجاوب مع مشكلات
المجتمع الحقيقية، ومحاولة علاجها، ولكن بالنظر إلى الرواية السعودية في
مراحلها المختلفة، فأراها ستكون سجلاًّ أوّلياً للحياة الاجتماعية
السعودية، بشرط أن تُعطى المساحة الكافية من التقدير، وأن تتخلص من فئة
الأدعياء، وأن تتكئ على منهج من الرغبة الحقيقية في خدمة المجتمع، وحينها
ستصل إلى مناطق يصعبُ تخيّلها الآن، ونتركها للأجيال القادمة كي ينعموا
بالتأليفِ عنها.
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
رد: د.عبد الملك آل الشيخ: الرواية السعودية كانت شاهدة على التغيرات الاجتماعية للمملكة
الف شكر لك ويعطيك العافيه
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57272
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
مواضيع مماثلة
» التغيرات العمرية لأبناء أوباما فى آخر أربع سنوات لحكمه
» فلم ناروتو شيبودن شاهدة أnaruto shippuden
» المخيم في الرواية الفلسطينية
» أنماط الرواية العربية الجديدة
» الرواية المصرية: سؤال الحرية ومساءلة الاستبداد
» فلم ناروتو شيبودن شاهدة أnaruto shippuden
» المخيم في الرواية الفلسطينية
» أنماط الرواية العربية الجديدة
» الرواية المصرية: سؤال الحرية ومساءلة الاستبداد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى