الحاجة لطيفة أبوحميد.. من أساطير الصبر الفلسطيني
صفحة 1 من اصل 1
الحاجة لطيفة أبوحميد.. من أساطير الصبر الفلسطيني
الحاجة لطيفة ناجي أبو حميد "أم يوسف" واحدة من أساطير الصبر والعطاء الفلسطيني، لم تبخل بأي من أولادها على الوطن الذي اعتمل حلم تحريره وتطهيره من الدنس الصهيوني في قلبها وعقلها وجوارحها منذ أن خرجت من قريتها الأصلية "أبو شوشة " فأرضعت أولادها جميعاً حب الجهاد من أجل تحرير الأرض والعودة إلى التراب الذي تركوه مبللاً بدماء الشهداء ودموع الأمهات الثكالى وقت هجرة عام 1948م، وكانت النتيجة أن غاب سبعة من أبنائها عن ناظريها الأول كان شهيداً في العام 1991 والستة الآخرون توالى اعتقالهم الواحد تلو الآخر بين عامي 2001-2004 من قِبَّل قوات الموت الصهيونية نظراً لنشاطهم النضالي والعسكري.
ليس غريباً أن تتوارى الأجساد الخالية من الأنفاس ونبض الحياة الصاخبة في مقابر تحت الأرض هكذا قضى الله على الموتى لإكرامهم، ولكن الغريب أن يزج بأجساد نابضة بالحياة قسراً في مقابر ظلامية فوق سطح الأرض، المُعَّذَبون فيها من البشر ولكن شتان بين الاثنين فالأولين خطيئتهم العظمى أنه لم يخيل إليهم أن تنتهك حرماتهم دون أن يحركوا ساكناً أو يدافعوا عن حق في وجه باطل أحمق.
أما الآخرون فهم فما يريدونه على العكس ومن يخالف يقضى عليه بالأسر طويلاً أحياناً بقية عمره وأحياناً أخري يفرج عنه حينما يصبح كهلاً لا يقوى على الحراك بفعل ما تعرض له من تعذيب وتنكيل داخل زنازين معتقلاتهم القاتمة، هكذا كان المصير لأبناء الحاجة أم يوسف، حيث تشير ل أن فلذات أكبادها السبعة الشهيد والأسرى الستة يدفعون ضريبة النضال الذي آمنوا به من أجل تحرير الأرض والوطن، وبمزيد من الفخر تبدأ الحديث عن بطولاتهم الواحد تلو الآخر تقول أنها ربت أولادها جميعاً على عشق الأرض والحرية فشبوا مدافعين عنها حافظين لها غير مستسلمين لتنكيل المحتل الذي أذاقهم الويلات منذ بداية الهجرة عام 48، وتبدأ سرد حكاياتها السبعة مع فلذات كبدها الذي توالي غيابهم فتبين أن أولى آلام الفقد التي داهمت قلبها وتركت فيه حزناً مريراً وفخراً مجيداً كانت في الحادي والثلاثين من العام1999 حين رحل ابنها عبد المنعم حميد شهيداً أثناء مجابهته لقوات الاحتلال.
وتتابع :"بعدها بسنوات قليلة توالت آلام الفقد والغياب القسري حين غاب عن ناظري فلذة كبدي "ناصر" داخل زنازين سجن عسقلان بعد اعتقاله عام 2001 بتهمة تصفية العملاء وقتل سبعة صهاينة خلال عام 2000 بالإضافة إلى تورطه في 12 عملية قتل واستهداف لصهاينة، وبصوتٍ امتزجت فيه نبرة الحزن بالفخر قالت الأم المكلومة كانت نتيجة بطولات ناصر أن هدم منزلنا وأصبح كومة من الرماد والركام بالإضافة إلى مطاردته لمدة 12 عاماً من قبل قوات الاحتلال خاصة بعدما أجهز على أكبر العملاء المتعاونين مع الصهاينة في دكانه وأرداه قتيلاً في العام 1991 ، وتشير بعد أن تربصت به قوات الاحتلال واعتقلته بعد أن أصابته بتسعة أعيرة نارية في مختلف أجزاء جسده حكمت عليه بسبع مؤبدات وخمسون عاماً آخرين من شأنهم أن يقصوه بعيداً عن عيني لكنهم لن يمحوا محياه من عقلي ووجداني، تنتابها لحظات صمت لا أملك فيها إلا الإيعاز لها بالصبر والسلوان.
فتبادرني بابتسامة خفيفة ثم ما تلبث أن تنظر إلى صور أبنائها السبعة المتناثرة على جدران الغرفة التي نجلس بها تقول :" كانت تلك قصة أسر ناصر، تليها فوراً حادثة اعتقال "نصر" عام 2002 الذي حكم عليه ظلماً وعدواناً بخمسة مؤبدات بتهمة مشابهة "كما تفيد الأم الصابرة على فراق أولادها بين شهيد وأسير، تزداد حدة الألم في نبرات صوتها تبدو وكأنها اختنقت بكاءً رغم حرصها الشديد ألا تسدل دمعة واحدة على وجنتيها فهي من زرعت حب الوطن وعشق الحرية في قلوب أبنائها لكن الفراق الطويل وعدم تنعمها برؤية محياهم من وراء جدار السجن وشبك الزيارة أثقل الحزن في قلبها، وتستطرد بعدها عمدت قوات الاحتلال إلى اختطاف ثالث أبنائي من حضني كان هذه المرة شريف ومحمد على التوالي وقضت بالحكم على شريف بأربعة مؤبدات بينما محمد مؤبدين فقط، وتتابع الأم لم يمض عامان على اعتقال أبنائي الأربعة حتى تم اعتقال اثنين من أولادي باسل وإسلام في عام 2004..
من ناحية أخرى تؤكد أم يوسف أنها منذ اعتقال أولادها الأربعة المحكومين بمؤبدات متفاوتة الأعداد لم تتمكن من زيارتهم خاصة مع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة فباتت تعاني ألم حرمانها من زيارة أولادها إلا أن صرخاتها المتلاحقة إثر مشاعر الشوق والحنين التواقة لأبنائها الستة مكنتها في منتصف آذار مارس 2005 من زيارتهم بعد غياب طويل راوح الأربع سنوات والعام ونصف مضوا على قلبها ليس سنيناً بل دهوراً من الألم لها أول وليس لها آخر، وتقول أنها ما إن ظفرت بالموافقة على زيارة أبنائي حتى رحت أتنقل بين السجون الصهيونية من سجن عوفر إلى عسقلان مروراً بالنقب الصحراوي فقط لأتلمس ملامح أولادي من وراء شبك الزيارة فنعمت برؤيا محياهم شامخي الهمم غير منكسرين العزيمة قلوبهم عامرة بالصبر والجلد والإيمان لم تتمكن الأحكام القاسية والزنازين المظلمة أن تنال من عزائمهم..
قالت الحاجة أم يوسف ذلك ثم ولت تلملم ذكريات الألم باعتقال أولادها فهي لا تملك الآن إلا اختزال المزيد من الحنين لهم الذي بات يعصف بقلبها الضعيف كلما طال الانتظار، والإصرار على أمل يبرق لها يوماً بإشراقة محيا أولادها الستة التي لا تكاد تغيب عن عينيها يوماً رغم تأكدها أن الأحكام التي قضى بها الاحتلال على أجسادهم يستحيل معها بصيص أمل إذ أنها تتراوح بين المؤبدات السبعة الاثنين، غير أن أملها الوحيد هو الإفراج عن فلذات كبدها بإحدى صفقات المبادلة
ليس غريباً أن تتوارى الأجساد الخالية من الأنفاس ونبض الحياة الصاخبة في مقابر تحت الأرض هكذا قضى الله على الموتى لإكرامهم، ولكن الغريب أن يزج بأجساد نابضة بالحياة قسراً في مقابر ظلامية فوق سطح الأرض، المُعَّذَبون فيها من البشر ولكن شتان بين الاثنين فالأولين خطيئتهم العظمى أنه لم يخيل إليهم أن تنتهك حرماتهم دون أن يحركوا ساكناً أو يدافعوا عن حق في وجه باطل أحمق.
أما الآخرون فهم فما يريدونه على العكس ومن يخالف يقضى عليه بالأسر طويلاً أحياناً بقية عمره وأحياناً أخري يفرج عنه حينما يصبح كهلاً لا يقوى على الحراك بفعل ما تعرض له من تعذيب وتنكيل داخل زنازين معتقلاتهم القاتمة، هكذا كان المصير لأبناء الحاجة أم يوسف، حيث تشير ل أن فلذات أكبادها السبعة الشهيد والأسرى الستة يدفعون ضريبة النضال الذي آمنوا به من أجل تحرير الأرض والوطن، وبمزيد من الفخر تبدأ الحديث عن بطولاتهم الواحد تلو الآخر تقول أنها ربت أولادها جميعاً على عشق الأرض والحرية فشبوا مدافعين عنها حافظين لها غير مستسلمين لتنكيل المحتل الذي أذاقهم الويلات منذ بداية الهجرة عام 48، وتبدأ سرد حكاياتها السبعة مع فلذات كبدها الذي توالي غيابهم فتبين أن أولى آلام الفقد التي داهمت قلبها وتركت فيه حزناً مريراً وفخراً مجيداً كانت في الحادي والثلاثين من العام1999 حين رحل ابنها عبد المنعم حميد شهيداً أثناء مجابهته لقوات الاحتلال.
وتتابع :"بعدها بسنوات قليلة توالت آلام الفقد والغياب القسري حين غاب عن ناظري فلذة كبدي "ناصر" داخل زنازين سجن عسقلان بعد اعتقاله عام 2001 بتهمة تصفية العملاء وقتل سبعة صهاينة خلال عام 2000 بالإضافة إلى تورطه في 12 عملية قتل واستهداف لصهاينة، وبصوتٍ امتزجت فيه نبرة الحزن بالفخر قالت الأم المكلومة كانت نتيجة بطولات ناصر أن هدم منزلنا وأصبح كومة من الرماد والركام بالإضافة إلى مطاردته لمدة 12 عاماً من قبل قوات الاحتلال خاصة بعدما أجهز على أكبر العملاء المتعاونين مع الصهاينة في دكانه وأرداه قتيلاً في العام 1991 ، وتشير بعد أن تربصت به قوات الاحتلال واعتقلته بعد أن أصابته بتسعة أعيرة نارية في مختلف أجزاء جسده حكمت عليه بسبع مؤبدات وخمسون عاماً آخرين من شأنهم أن يقصوه بعيداً عن عيني لكنهم لن يمحوا محياه من عقلي ووجداني، تنتابها لحظات صمت لا أملك فيها إلا الإيعاز لها بالصبر والسلوان.
فتبادرني بابتسامة خفيفة ثم ما تلبث أن تنظر إلى صور أبنائها السبعة المتناثرة على جدران الغرفة التي نجلس بها تقول :" كانت تلك قصة أسر ناصر، تليها فوراً حادثة اعتقال "نصر" عام 2002 الذي حكم عليه ظلماً وعدواناً بخمسة مؤبدات بتهمة مشابهة "كما تفيد الأم الصابرة على فراق أولادها بين شهيد وأسير، تزداد حدة الألم في نبرات صوتها تبدو وكأنها اختنقت بكاءً رغم حرصها الشديد ألا تسدل دمعة واحدة على وجنتيها فهي من زرعت حب الوطن وعشق الحرية في قلوب أبنائها لكن الفراق الطويل وعدم تنعمها برؤية محياهم من وراء جدار السجن وشبك الزيارة أثقل الحزن في قلبها، وتستطرد بعدها عمدت قوات الاحتلال إلى اختطاف ثالث أبنائي من حضني كان هذه المرة شريف ومحمد على التوالي وقضت بالحكم على شريف بأربعة مؤبدات بينما محمد مؤبدين فقط، وتتابع الأم لم يمض عامان على اعتقال أبنائي الأربعة حتى تم اعتقال اثنين من أولادي باسل وإسلام في عام 2004..
من ناحية أخرى تؤكد أم يوسف أنها منذ اعتقال أولادها الأربعة المحكومين بمؤبدات متفاوتة الأعداد لم تتمكن من زيارتهم خاصة مع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة فباتت تعاني ألم حرمانها من زيارة أولادها إلا أن صرخاتها المتلاحقة إثر مشاعر الشوق والحنين التواقة لأبنائها الستة مكنتها في منتصف آذار مارس 2005 من زيارتهم بعد غياب طويل راوح الأربع سنوات والعام ونصف مضوا على قلبها ليس سنيناً بل دهوراً من الألم لها أول وليس لها آخر، وتقول أنها ما إن ظفرت بالموافقة على زيارة أبنائي حتى رحت أتنقل بين السجون الصهيونية من سجن عوفر إلى عسقلان مروراً بالنقب الصحراوي فقط لأتلمس ملامح أولادي من وراء شبك الزيارة فنعمت برؤيا محياهم شامخي الهمم غير منكسرين العزيمة قلوبهم عامرة بالصبر والجلد والإيمان لم تتمكن الأحكام القاسية والزنازين المظلمة أن تنال من عزائمهم..
قالت الحاجة أم يوسف ذلك ثم ولت تلملم ذكريات الألم باعتقال أولادها فهي لا تملك الآن إلا اختزال المزيد من الحنين لهم الذي بات يعصف بقلبها الضعيف كلما طال الانتظار، والإصرار على أمل يبرق لها يوماً بإشراقة محيا أولادها الستة التي لا تكاد تغيب عن عينيها يوماً رغم تأكدها أن الأحكام التي قضى بها الاحتلال على أجسادهم يستحيل معها بصيص أمل إذ أنها تتراوح بين المؤبدات السبعة الاثنين، غير أن أملها الوحيد هو الإفراج عن فلذات كبدها بإحدى صفقات المبادلة
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
مواضيع مماثلة
» كلام كبير وعبرة لطيفة
» إحذر الجن عند قضاء الحاجة؟؟
» الحاجة فوزية إبراهيم امرأة من ميدان التحرير
» عماد حمتو يقدم وصفة الانتصار على الهم الفلسطيني!
» هبة اشتية أديبة صغيرة سطرت ببراءة واقعها الفلسطيني الأليم
» إحذر الجن عند قضاء الحاجة؟؟
» الحاجة فوزية إبراهيم امرأة من ميدان التحرير
» عماد حمتو يقدم وصفة الانتصار على الهم الفلسطيني!
» هبة اشتية أديبة صغيرة سطرت ببراءة واقعها الفلسطيني الأليم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى