هبة اشتية أديبة صغيرة سطرت ببراءة واقعها الفلسطيني الأليم
صفحة 1 من اصل 1
هبة اشتية أديبة صغيرة سطرت ببراءة واقعها الفلسطيني الأليم
هبة سامر اشتية ريحانة العطاء والتحدي والإرادة الفلسطينية، خرجت من بين ركام المنازل المدمرة، من بين الأشلاء المذبوحة المقهورة ظلماً وألماً، من فلسطين وتحديداً في مدينة سلفيت نبتت تماماً كما تنبت الورود وسط الأشواك، في حاراتها العتيقة عاشت، وبين شوارعها وأزقتها كانت تلعب وتلهو كفراشة حطت بخفة على زهر الربيع مع نسمات الصبح البديع، منذ نعومة أظافرها تعلقت بفنون الأدب، فكتبت الخواطر والقصص وشاركت في المسابقات المدرسية فكانت الأولى بين زهرات جيلها على الدوام..
"لها أون لاين" تقترب من الطفلة الموهوبة نحاورها وأمها التي تقص علينا بداية الهواية عند طفلتها الرقيقة الحس والقلب.. طالما حلمت بحياة أفضل لشعبها المدمر رغم إشراقه ملامحه بالحياة، هكذا قالت الأم عن ابنتها الزهرة الندية هبة، وأضافت: أسميتها هبة لأن موعد ولادتها تثاءب مع موعد اندلاع حرب الخليج التي شلت الحركة في المدن الفلسطينية تماماً كما شلتها في دول الحرب المتناحرة، وتتابع الأم: "لقد كانت الطفلة هبة الله لي ولزوجي في الأرض، أحسنت تربيتها ورعايتها..
تتحدث الأم عن زهرة عمرها قائلة: "أنها لمست فيها حب القراءة والمعرفة منذ أن كانت في رياض الأطفال، فقد تميزت عن من هم في مثل سنها، وبعد أن التحقت بالمدرسة الابتدائية زاد شغفها بالقراءة والكتابة لم أجدها يوماً أضاعت وقتها في اللهو عديم الفائدة، جل وقتها كان لتحصيل العلم واكتشاف الجديد..
تصفها الأم بأنها لماحة، ذكية، سريعة البديهة، حاضرة الذهن، جل تفكيرها انصب على مشاكل وطنها وهمومه، تعلقت بواقعها المرير وصاغته في قصص أدبية لتنأى به عن الظلمة والسواد إلى حيز النور، قصصها كانت بمثابة طوق النجاة الذي يتعلق به أصابع الشخص الغريق، عبرت عن الواقع الفلسطيني المرير الذي لم يخلو يوماً من مجزرة صهيونية، تحصد أرواح بريئة ذنبها الوحيد أنها تحمل الهوية الفلسطينية، ومذابح أخرى لأناس تركوا البلاد دون عودة لعكس السبب الأول أي أنهم لا يملكون الهوية الفلسطينية.
المرتبة الأولى
تشير أم هبة التي لم تكمل تعليمها أن زهرة عمرها اعتادت أن تحصد المراتب الأولى دوماً في كل شيء، في المراحل التعليمية المختلفة لم تتنازل يوماً عن المرتبة الأولى، وكذلك في المسابقات المحلية التي تقيمها مديرية التعليم في سلفيت كانت الأولى على كل المدارس دوماً، وعلى الرغم من ثقتها بنفسها النابعة من تميزها واجتهادها إلا أن الشك كان يختلس قلبها للحظات فلم تكن متأكدة من أنها ستحصل على المرتبة الأولى أيضاً في المسابقة التي أقامتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) وجاء الإعلان عن نتائجها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي الأول للوزراء المكلفين بالطفولة في الرباط في الثاني عشر من الشهر الجاري..
وهنا أسأل الأم عن اللحظات التي تلقت فيها هبة خبر الفوز، فتبادرني بابتسامة عفوية رقيقة تماماً كقلبها الذي احتضن هبة ورعى موهبتها على الرغم من عدم إكمالها لتعليمها، فقالت تفاجئنا برنين هاتف المنزل في ساعة مبكرة من الصباح أشرت على هبة أن ترد وكانت البشرى من معلمتها في المدرسة التي أخبرتها أنها الفائزة الأولى على مستوى العالم الإسلامي في مسابقة (ايسيسكو) عن قصتها القصيرة "فلسطيني الأصل لكن بدون هوية" في البداية لم تصدق هبة قالت لمعلمتها عبر الهاتف نعم لقد فزت بمقالة شجرة الزيتون بمسابقة المدرسة، وبعد أن شرحت لها المعلمة الحقيقة سجدت شكراً لله وأقبلت تقبل يداي كانت الفرحة ظاهرة على ملامحها حينها زرفت دموع الفرح فخراً بإنجاز صغيرتي التي تثبت لي يوماً بعد يوماً أنها بحق كانت هبة الله لي في الأرض..
المسابقة وموضوع المشاركة
لقد أهلتها موهبتها ومعايشتها للهم الفلسطيني في سلفيت خاصة والوطن عامة، أن تنسج الكلمات والعبارات والأحاسيس الندية قصصاً تروي الواقع الفلسطيني المرير في الأحياء والمدن الفلسطينية، تقول الأم أن طفلتها استقت موضوع القصة التي شاركت فيها بالمسابقة من الواقع الذي يحيط بها، أسألها كيف فتجيب أن طفلتها كانت دائمة السؤال عن أولئك الجيران والأهل الذين غادروا الأرض والوطن وطالت غربتهم، وحين أجبتها بأن سبب عدم رجوعهم هو عدم امتلاكهم للهوية الفلسطينية تأثرت كثيراً وراحت تغدق عليَّ بالأسئلة، لماذا أليس فلسطينيين يحق لهم الدخول إلى وطنهم والعيش فيه بكرامة وعندما أخبرتها أن الاحتلال يمنع من ليس لديه هوية فلسطينية دخول فلسطين ثارت وغضبت، شعرت حينها بأن قلبها تمزق على حال أولئك الفلسطينيين النازحين المحرومين من العودة إلى منبت جذورهم وأصول أجدادهم..
غابت الفتاة في لحظات صمت طويلة إلى أن جاء نبأ المسابقة لم تجد أقوى من هذا الموضوع الذي سيطر على جل تفكيرها وحواسها تشارك فيه فكتبت بقلبها الحزين عن الفلسطيني ذي الأصل والجذور المحروم من الهوية الفلسطينية والممنوع من دخول وطنه ووطن آبائه وأجداده فكانت قصتها القصيرة "فلسطيني الأصل لكن بدون هوية" التي استحقت عليها لقب الأولى على العالم الإسلامي في الإنتاج الأدبي من بين 51مشاركة أخري جمعت مختلف الأقطار العربية والإسلامية..
هبة تتحدث عن نفسها
مازالت كلماتها بريئة تماماً كملامح وجهها الصغير، المشع بالأمل في فجر جديد مليء بالحب والخير لكل بني البشر، عن القصة تقول هبة أنها أنجزتها في بحر ساعتين فقط حيث أن الموضوع تمكن من قلبها فباتت الكلمات تخرج عبر القلم طواعية دون الحاجة إلى التفكير فيما إذا كانت مناسبة أم تحتاج إلى المزيد من التعديل، فقط استعانت بإحساس الظلم والقهر الذي يعيشه أولئك الفلسطينيين في غربتهم الأبدية عن وطنهم..
وتتابع في كل عمل أقوم به أستحضر أمامي مآسي شعبي فأخطها كلمات وعبارات، ومن ثم أنسج تفاصيلها في قصص تحكي الواقع المرير وهذا سر نجاحها، فأنا أعبر عما أحس بقلبي تجاه حكايا الظلم والقهر الذي يحياها الفلسطيني في شتى بقاع الأرض، في الوطن وخارجه..
وعن أحلامها تتحدث بعفويتها البسيطة فتقول أن جل أمنياتها أن تجمع بين تخصصين هما الأقرب إلى نفسها إحداهما أن تكون مهندسة كمبيوتر والأخر أن تكون أديبة يلمع اسمها في سماء الأدب الفلسطيني لتكون لها المساحة الأكبر في التعبير عن هموم وطنها وأهلها..
"لها أون لاين" تقترب من الطفلة الموهوبة نحاورها وأمها التي تقص علينا بداية الهواية عند طفلتها الرقيقة الحس والقلب.. طالما حلمت بحياة أفضل لشعبها المدمر رغم إشراقه ملامحه بالحياة، هكذا قالت الأم عن ابنتها الزهرة الندية هبة، وأضافت: أسميتها هبة لأن موعد ولادتها تثاءب مع موعد اندلاع حرب الخليج التي شلت الحركة في المدن الفلسطينية تماماً كما شلتها في دول الحرب المتناحرة، وتتابع الأم: "لقد كانت الطفلة هبة الله لي ولزوجي في الأرض، أحسنت تربيتها ورعايتها..
تتحدث الأم عن زهرة عمرها قائلة: "أنها لمست فيها حب القراءة والمعرفة منذ أن كانت في رياض الأطفال، فقد تميزت عن من هم في مثل سنها، وبعد أن التحقت بالمدرسة الابتدائية زاد شغفها بالقراءة والكتابة لم أجدها يوماً أضاعت وقتها في اللهو عديم الفائدة، جل وقتها كان لتحصيل العلم واكتشاف الجديد..
تصفها الأم بأنها لماحة، ذكية، سريعة البديهة، حاضرة الذهن، جل تفكيرها انصب على مشاكل وطنها وهمومه، تعلقت بواقعها المرير وصاغته في قصص أدبية لتنأى به عن الظلمة والسواد إلى حيز النور، قصصها كانت بمثابة طوق النجاة الذي يتعلق به أصابع الشخص الغريق، عبرت عن الواقع الفلسطيني المرير الذي لم يخلو يوماً من مجزرة صهيونية، تحصد أرواح بريئة ذنبها الوحيد أنها تحمل الهوية الفلسطينية، ومذابح أخرى لأناس تركوا البلاد دون عودة لعكس السبب الأول أي أنهم لا يملكون الهوية الفلسطينية.
المرتبة الأولى
تشير أم هبة التي لم تكمل تعليمها أن زهرة عمرها اعتادت أن تحصد المراتب الأولى دوماً في كل شيء، في المراحل التعليمية المختلفة لم تتنازل يوماً عن المرتبة الأولى، وكذلك في المسابقات المحلية التي تقيمها مديرية التعليم في سلفيت كانت الأولى على كل المدارس دوماً، وعلى الرغم من ثقتها بنفسها النابعة من تميزها واجتهادها إلا أن الشك كان يختلس قلبها للحظات فلم تكن متأكدة من أنها ستحصل على المرتبة الأولى أيضاً في المسابقة التي أقامتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) وجاء الإعلان عن نتائجها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي الأول للوزراء المكلفين بالطفولة في الرباط في الثاني عشر من الشهر الجاري..
وهنا أسأل الأم عن اللحظات التي تلقت فيها هبة خبر الفوز، فتبادرني بابتسامة عفوية رقيقة تماماً كقلبها الذي احتضن هبة ورعى موهبتها على الرغم من عدم إكمالها لتعليمها، فقالت تفاجئنا برنين هاتف المنزل في ساعة مبكرة من الصباح أشرت على هبة أن ترد وكانت البشرى من معلمتها في المدرسة التي أخبرتها أنها الفائزة الأولى على مستوى العالم الإسلامي في مسابقة (ايسيسكو) عن قصتها القصيرة "فلسطيني الأصل لكن بدون هوية" في البداية لم تصدق هبة قالت لمعلمتها عبر الهاتف نعم لقد فزت بمقالة شجرة الزيتون بمسابقة المدرسة، وبعد أن شرحت لها المعلمة الحقيقة سجدت شكراً لله وأقبلت تقبل يداي كانت الفرحة ظاهرة على ملامحها حينها زرفت دموع الفرح فخراً بإنجاز صغيرتي التي تثبت لي يوماً بعد يوماً أنها بحق كانت هبة الله لي في الأرض..
المسابقة وموضوع المشاركة
لقد أهلتها موهبتها ومعايشتها للهم الفلسطيني في سلفيت خاصة والوطن عامة، أن تنسج الكلمات والعبارات والأحاسيس الندية قصصاً تروي الواقع الفلسطيني المرير في الأحياء والمدن الفلسطينية، تقول الأم أن طفلتها استقت موضوع القصة التي شاركت فيها بالمسابقة من الواقع الذي يحيط بها، أسألها كيف فتجيب أن طفلتها كانت دائمة السؤال عن أولئك الجيران والأهل الذين غادروا الأرض والوطن وطالت غربتهم، وحين أجبتها بأن سبب عدم رجوعهم هو عدم امتلاكهم للهوية الفلسطينية تأثرت كثيراً وراحت تغدق عليَّ بالأسئلة، لماذا أليس فلسطينيين يحق لهم الدخول إلى وطنهم والعيش فيه بكرامة وعندما أخبرتها أن الاحتلال يمنع من ليس لديه هوية فلسطينية دخول فلسطين ثارت وغضبت، شعرت حينها بأن قلبها تمزق على حال أولئك الفلسطينيين النازحين المحرومين من العودة إلى منبت جذورهم وأصول أجدادهم..
غابت الفتاة في لحظات صمت طويلة إلى أن جاء نبأ المسابقة لم تجد أقوى من هذا الموضوع الذي سيطر على جل تفكيرها وحواسها تشارك فيه فكتبت بقلبها الحزين عن الفلسطيني ذي الأصل والجذور المحروم من الهوية الفلسطينية والممنوع من دخول وطنه ووطن آبائه وأجداده فكانت قصتها القصيرة "فلسطيني الأصل لكن بدون هوية" التي استحقت عليها لقب الأولى على العالم الإسلامي في الإنتاج الأدبي من بين 51مشاركة أخري جمعت مختلف الأقطار العربية والإسلامية..
هبة تتحدث عن نفسها
مازالت كلماتها بريئة تماماً كملامح وجهها الصغير، المشع بالأمل في فجر جديد مليء بالحب والخير لكل بني البشر، عن القصة تقول هبة أنها أنجزتها في بحر ساعتين فقط حيث أن الموضوع تمكن من قلبها فباتت الكلمات تخرج عبر القلم طواعية دون الحاجة إلى التفكير فيما إذا كانت مناسبة أم تحتاج إلى المزيد من التعديل، فقط استعانت بإحساس الظلم والقهر الذي يعيشه أولئك الفلسطينيين في غربتهم الأبدية عن وطنهم..
وتتابع في كل عمل أقوم به أستحضر أمامي مآسي شعبي فأخطها كلمات وعبارات، ومن ثم أنسج تفاصيلها في قصص تحكي الواقع المرير وهذا سر نجاحها، فأنا أعبر عما أحس بقلبي تجاه حكايا الظلم والقهر الذي يحياها الفلسطيني في شتى بقاع الأرض، في الوطن وخارجه..
وعن أحلامها تتحدث بعفويتها البسيطة فتقول أن جل أمنياتها أن تجمع بين تخصصين هما الأقرب إلى نفسها إحداهما أن تكون مهندسة كمبيوتر والأخر أن تكون أديبة يلمع اسمها في سماء الأدب الفلسطيني لتكون لها المساحة الأكبر في التعبير عن هموم وطنها وأهلها..
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
مواضيع مماثلة
» لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
» الحاجة لطيفة أبوحميد.. من أساطير الصبر الفلسطيني
» تحميل فيلم صغيرة علي الحب (1966)
» طفلة صغيرة تحرج مدرسة بسؤال
» عماد حمتو يقدم وصفة الانتصار على الهم الفلسطيني!
» الحاجة لطيفة أبوحميد.. من أساطير الصبر الفلسطيني
» تحميل فيلم صغيرة علي الحب (1966)
» طفلة صغيرة تحرج مدرسة بسؤال
» عماد حمتو يقدم وصفة الانتصار على الهم الفلسطيني!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى