أم مجاهد.. مسيرة زوجة شهيد على قمة النجاح
صفحة 1 من اصل 1
أم مجاهد.. مسيرة زوجة شهيد على قمة النجاح
ليس بعد شهادة الزوج البطل إلا حياةً أخرى ملؤها التحدي والإرادة على مواصلة الدرب وسلوك ذات الطريق والنهج الذي سار عليه الشهيد قبل تضرج دمائه واختلاطها بتراب الأرض راوية له.
مشهد طالما عهدناه في زوجات الشهداء وأسرهم التي آثرت أن تكمل الطريق بذات النهج وتربي الأبناء على ذات المبادئ الحاملة في طياتها العزة والكرامة والإباء، هنا سلمي كانت واحدة من أولئك الزوجات التي أصرت على المواصلة متحدية بإرادتها وإيمانها القوي كافة العقبات والمشكلات لتربي أبناءها وتؤهل ذاتها لأن تكون امرأة فاعلة في المجتمع.
"لها أون لاين" في السطور التالية تلقي الضوء على مشوار حياة "هَّنَا أبو دية"، زوجة الشهيد المناضل "عوض سلمي" وكيف استطاعت رغم صغر سنها تحمل مسئولية أولادها وحيدة وتحقق أحلامها في استكمال دراستها الأكاديمية:
سنوات ست مضت وهي تحيي الذكرى التي ما غابت عنها يوماً، كانت فيها نعم الأم والمربية الحاضنة لأطفالها الداعمة لصمودهم وصبرهم على فقدهم لأبيهم رمز الحب والدفء والعطاء، المستشهد في الحادي والثلاثين من ديسمبر عام 2000، تحدثنا "هَّنَا أبو دية"، أم مجاهد كما تحب أن نناديها عن مشوار حياتها مع زوجها الشهيد عوض: "كان مشواراً عامراً بالود والاحترام والتقدير على الرغم من قصر مدته إلا أن ذكراه الحميمة ساعدتني في استكمال مسيرة حياتي بعد استشهاد عوض في ذات الدرب وبنفس النهج القويم الذي مدني به في كل تصرفاته وأقواله وأفعاله السديدة"، وبشيء من التفصيل تسرد بعض ملامح المشوار فتبدأ من حيث الخطوة الأولى في طريقها إلى زوجها وسندها مودعة بيت أبيها: "كان ذلك قبل سنوات عديدة بعد نجاحي في الثانوية العامة بتفوق حيث تزوجت من عوض مباشرة وشاءت الأقدار أن يرزقني الله بالأطفال مبكراً الأمر الذي أعاق استكمالي لمسيرتي التعليمية إلى أن تمكنت في العام 1994 من الالتحاق بكلية العلوم غير أني ما لبثت أن تركتها بفعل مطاردة قوات الاحتلال لي في كل خطوة أخطوها ظناً منهم أني أقابل زوجي المطارد سراً".
تستذكر بعضاً من ممارسات جنود الاحتلال لها تقول: "كنت عندما أغدو إلى الجامعة يعكف الجنود على تفتيش منزلي وقلبه رأساً على عقب وحينما أعود إليه يمزقون كتبي وكراساتي ويكيلون لي سيلاً جارفاً من الإهانات والألفاظ النابية، لم يدم الحال طويلاً فقررت الرحيل إلى بيت أهلي إلا أنهم حاصروني هناك واقتحموا منزل أبي وأعملوا فيه الخراب، وضربوا أشقائي أمام ناظري كما انهالوا عليّ أيضاً بالضرب المبرح ففضلت بعدها السكون طويلاً في منزلي خاصة أنني كنت حاملاً".
تروح ببصرها بعيداً تحملق في صورة زوجها ورفيق عمرها تشير بعدها: "إن عوض لم يرضَّ أبداً عن مسألة تركها لدراستها الجامعية وكان يحثها على استكمال الدراسة ذلك أنه كان مدركاً أن العمر لن يطول به ليربي أطفاله ويعول أسرته، أرادني أن أتحمل المسئولية وأعتمد على نفسي كي لا أصدم حين يفارقني شهيداً"، وتابعت: "حاولت التوفيق بين رغبته في استكمالي دراستي ورغبتي في الابتعاد عن المضايقات التي يكيلها لي جنود الاحتلال في كل خطوة أخطوها خارج جدران منزلي فالتحقت بمركز لتعليم الكمبيوتر وحصلت على عدد من الدورات المتقدمة ساعدتني في تطوير ذاتي".
الاستشهاد وبداية الرحلة
فقط ثماني سنوات طوت تفاصيل الحياة بحلوها وسعادتها مع رفيق عمرها البطل عوض سلمي، كما طوتها بمرها وألمها وحزنها وقسوتها مع جنود الاحتلال الذين تفننوا في إذاقتها وأطفالها الخمسة ألواناً شتى من العذابات خلال فترة مطاردة زوجها واعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية لأعوام طويلة، لكن مع كل هذه القسوة والصلف تحملت وثابرت وصبرت بحمد الله وفضله علاوة على أنها استطاعت أن تكون لأطفالها الأم والأب والصديقة النصوحة وبخاصة بعد استشهاده في الحادي والثلاثين من ديسمبر 2000 إبان اندلاع انتفاضة الأقصى.
تقول أم مجاهد: "البداية كانت جد صعبة قاسية عانيت وأطفالي لوعة الفراق الأبدي غير أن كلمات عوض ووصاياه بقيت هي الدافع لتقدمي وصبري والحمد لله"، وتضيف: "خطوتي الأولى كانت إلى الجامعة لاستكمال دراستي الجامعية كما كان دوماً يوصيني عوض، كان عليَّ تحدي جميع الظروف من حولي لأكلل مشواري بالنجاح سواء في مجال تربيتي لأطفالي أو في مجال دراستي وتطوير ذاتي، عمدت أولاً إلى تغيير اختصاصي من كلية العلوم إلى كلية التربية قسم التعليم الأساسي والسبب أني كنت أود أن أكون قريبة من أطفالي أعتني بها وألاحظ أمورهم صغيرها وكبيرها ولم تكن كلية العلوم تحقق لي ذلك نظراً لأن مواعيد المختبرات العملية عادةً ما تكون في نهاية اليوم الدراسي ما يعني تأخري".
وتواصل الحديث عن أهم قراراتها العلمية: "الحمد لله كان قراري بالتحويل صائباً لم أندم عليه أبداً، الخطوة الثانية كانت الإصرار على الحصول على تقدير امتياز كي أتمكن من الحصول على إعفاء من الرسوم الدراسية كلياً أو جزئياً فلا تكون الرسوم عائقاً أمام استكمال حلمي وحلم عوض من قبلي بالتخرج وحمل الشهادة الجامعية التي تتيح لي بعد ذلك فرصاً أفضل للعمل لأحيا وأطفالي حياةً كريمة هانئة بإذن الله".
الثقة بالله سر النجاح
رغم الضغوط من حولها والإحباطات التي تعرضت لها إلا أن ثقتها بالله وصلابة إرادتها وقوة عزمها جعلتها تضرب بكافة الملاسنات الكلامية والإحباطات عرض الحائط لتتوج طالبةً جامعية متفوقة وأماً حنوناً قدوةً في كل شيء في العلم والتحصيل وتفاصيل الحياة الدقيقة.
تقول أم مجاهد: "أساس نجاحي وارتقائي بأسرتي كان اعتمادي منهجا وبرنامجا لا يحيد عنه أحد ولا يقصر فيه أحد، عمدت إلى تنظيم أوقات الدراسة لي ولأطفالي فكنت أنشغل نهاراً معهم لإتمام ما يصعب عليهم من الواجبات المدرسية والاستذكار والمراجعة لهم بالإضافة إلى قراءة القصص لهم وبخاصة قصص الأنبياء لتثقيفهم دينياً وكذلك بعض القصص الهادفة التي تقوّم السلوك وتضيف جديداً إلى خبراتهم المعرفية، أما دراستي الخاصة فتكون بعد صلاة الفجر".
وتلمح أم مجاهد أن دراستها في تخصص التعليم الأساسي أفادتها كثيراً للارتقاء بمستوى أطفالها التعليمي بالإضافة إلى أنها جعلتها أكثر استقراراً وهدوءًا عصبياً ونفسياً؛ فقبل الدراسة كانت عصبية أما الآن فقد اعتمدت الصبر منهجاً لها والمرونة في التعامل مع أطفالها أسلوباً في التربية السليمة القويمة لهم وتشير إلى أن دراستها وتنظيم وقتها أعطت أطفالها دافعاً لأن يبرعوا في التحصيل والتفوق قائلة: "كنت لهم قدوة في التوفيق بين تلبية رغباتهم وملاحظة دراستهم وإنجاز أعمال المنزل وأيضاً دراستي والتزامي بمواعيد المحاضرات في الجامعة والحمد لله استطعت أن أصل بهم إلى قناعة بأن الجهد والكد والصبر والمسئولية أمور مطلوبة لتسير الحياة كما يرام، فلا شيء يأتي بسهولة وليس هناك شيء يستحيل تحقيقه إذا ما توافرت العزيمة والإرادة القوية".
النجاح والعمل
مرت سنوات العمر سريعاً وأنهت أم مجاهد مشوار تعليمها الجامعي بتفوق كما أوصاها رفيق عمرها زوجها وسندها الشهيد عوض، كان نجاحها هدية ثمينة لروحه.
تؤكد أم مجاهد أنها لم تنتظر طويلاً بفضل الله تعالي للحصول على فرصة عمل مناسبة تتعيش وأطفالها من راتبها، فقد وفقها الله للعمل في الجامعة الإسلامية، ساعدها على ذلك تفوقها على كامل دفعتها، رغم أن تخرجها كان في منتصف العام الدراسي إلا أن الحظ كان بفضل الله حليفها، عن هذه اللحظات تقول: "طبيعياً شعرت بفرحة عارمة وفخر كبير فلم يضع أبداً جهدي وتعبي في الدراسة"، وتتابع: "انعكس نجاحي وعملي بشكل إيجابي على طبيعة علاقة الأقارب بي، فبعد أن كانوا من المعارضين لي ولدراستي أضحوا من أشد المعجبين بإصراري وراحوا يشجعونني أكثر على المضي قدماً في استكمال الدراسة الأكاديمية العليا خصوصاً والدي الذي كان معارضاً بالأساس فكرة خروجي للدراسة، الحمد لله أصبحت أكثر ثقة بذاتي فالنجاح يحتاج التصميم والثبات ووضوح الأهداف لاختيار الطرق المثلى للوصول إليها وتحقيقها".
مشهد طالما عهدناه في زوجات الشهداء وأسرهم التي آثرت أن تكمل الطريق بذات النهج وتربي الأبناء على ذات المبادئ الحاملة في طياتها العزة والكرامة والإباء، هنا سلمي كانت واحدة من أولئك الزوجات التي أصرت على المواصلة متحدية بإرادتها وإيمانها القوي كافة العقبات والمشكلات لتربي أبناءها وتؤهل ذاتها لأن تكون امرأة فاعلة في المجتمع.
"لها أون لاين" في السطور التالية تلقي الضوء على مشوار حياة "هَّنَا أبو دية"، زوجة الشهيد المناضل "عوض سلمي" وكيف استطاعت رغم صغر سنها تحمل مسئولية أولادها وحيدة وتحقق أحلامها في استكمال دراستها الأكاديمية:
سنوات ست مضت وهي تحيي الذكرى التي ما غابت عنها يوماً، كانت فيها نعم الأم والمربية الحاضنة لأطفالها الداعمة لصمودهم وصبرهم على فقدهم لأبيهم رمز الحب والدفء والعطاء، المستشهد في الحادي والثلاثين من ديسمبر عام 2000، تحدثنا "هَّنَا أبو دية"، أم مجاهد كما تحب أن نناديها عن مشوار حياتها مع زوجها الشهيد عوض: "كان مشواراً عامراً بالود والاحترام والتقدير على الرغم من قصر مدته إلا أن ذكراه الحميمة ساعدتني في استكمال مسيرة حياتي بعد استشهاد عوض في ذات الدرب وبنفس النهج القويم الذي مدني به في كل تصرفاته وأقواله وأفعاله السديدة"، وبشيء من التفصيل تسرد بعض ملامح المشوار فتبدأ من حيث الخطوة الأولى في طريقها إلى زوجها وسندها مودعة بيت أبيها: "كان ذلك قبل سنوات عديدة بعد نجاحي في الثانوية العامة بتفوق حيث تزوجت من عوض مباشرة وشاءت الأقدار أن يرزقني الله بالأطفال مبكراً الأمر الذي أعاق استكمالي لمسيرتي التعليمية إلى أن تمكنت في العام 1994 من الالتحاق بكلية العلوم غير أني ما لبثت أن تركتها بفعل مطاردة قوات الاحتلال لي في كل خطوة أخطوها ظناً منهم أني أقابل زوجي المطارد سراً".
تستذكر بعضاً من ممارسات جنود الاحتلال لها تقول: "كنت عندما أغدو إلى الجامعة يعكف الجنود على تفتيش منزلي وقلبه رأساً على عقب وحينما أعود إليه يمزقون كتبي وكراساتي ويكيلون لي سيلاً جارفاً من الإهانات والألفاظ النابية، لم يدم الحال طويلاً فقررت الرحيل إلى بيت أهلي إلا أنهم حاصروني هناك واقتحموا منزل أبي وأعملوا فيه الخراب، وضربوا أشقائي أمام ناظري كما انهالوا عليّ أيضاً بالضرب المبرح ففضلت بعدها السكون طويلاً في منزلي خاصة أنني كنت حاملاً".
تروح ببصرها بعيداً تحملق في صورة زوجها ورفيق عمرها تشير بعدها: "إن عوض لم يرضَّ أبداً عن مسألة تركها لدراستها الجامعية وكان يحثها على استكمال الدراسة ذلك أنه كان مدركاً أن العمر لن يطول به ليربي أطفاله ويعول أسرته، أرادني أن أتحمل المسئولية وأعتمد على نفسي كي لا أصدم حين يفارقني شهيداً"، وتابعت: "حاولت التوفيق بين رغبته في استكمالي دراستي ورغبتي في الابتعاد عن المضايقات التي يكيلها لي جنود الاحتلال في كل خطوة أخطوها خارج جدران منزلي فالتحقت بمركز لتعليم الكمبيوتر وحصلت على عدد من الدورات المتقدمة ساعدتني في تطوير ذاتي".
الاستشهاد وبداية الرحلة
فقط ثماني سنوات طوت تفاصيل الحياة بحلوها وسعادتها مع رفيق عمرها البطل عوض سلمي، كما طوتها بمرها وألمها وحزنها وقسوتها مع جنود الاحتلال الذين تفننوا في إذاقتها وأطفالها الخمسة ألواناً شتى من العذابات خلال فترة مطاردة زوجها واعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية لأعوام طويلة، لكن مع كل هذه القسوة والصلف تحملت وثابرت وصبرت بحمد الله وفضله علاوة على أنها استطاعت أن تكون لأطفالها الأم والأب والصديقة النصوحة وبخاصة بعد استشهاده في الحادي والثلاثين من ديسمبر 2000 إبان اندلاع انتفاضة الأقصى.
تقول أم مجاهد: "البداية كانت جد صعبة قاسية عانيت وأطفالي لوعة الفراق الأبدي غير أن كلمات عوض ووصاياه بقيت هي الدافع لتقدمي وصبري والحمد لله"، وتضيف: "خطوتي الأولى كانت إلى الجامعة لاستكمال دراستي الجامعية كما كان دوماً يوصيني عوض، كان عليَّ تحدي جميع الظروف من حولي لأكلل مشواري بالنجاح سواء في مجال تربيتي لأطفالي أو في مجال دراستي وتطوير ذاتي، عمدت أولاً إلى تغيير اختصاصي من كلية العلوم إلى كلية التربية قسم التعليم الأساسي والسبب أني كنت أود أن أكون قريبة من أطفالي أعتني بها وألاحظ أمورهم صغيرها وكبيرها ولم تكن كلية العلوم تحقق لي ذلك نظراً لأن مواعيد المختبرات العملية عادةً ما تكون في نهاية اليوم الدراسي ما يعني تأخري".
وتواصل الحديث عن أهم قراراتها العلمية: "الحمد لله كان قراري بالتحويل صائباً لم أندم عليه أبداً، الخطوة الثانية كانت الإصرار على الحصول على تقدير امتياز كي أتمكن من الحصول على إعفاء من الرسوم الدراسية كلياً أو جزئياً فلا تكون الرسوم عائقاً أمام استكمال حلمي وحلم عوض من قبلي بالتخرج وحمل الشهادة الجامعية التي تتيح لي بعد ذلك فرصاً أفضل للعمل لأحيا وأطفالي حياةً كريمة هانئة بإذن الله".
الثقة بالله سر النجاح
رغم الضغوط من حولها والإحباطات التي تعرضت لها إلا أن ثقتها بالله وصلابة إرادتها وقوة عزمها جعلتها تضرب بكافة الملاسنات الكلامية والإحباطات عرض الحائط لتتوج طالبةً جامعية متفوقة وأماً حنوناً قدوةً في كل شيء في العلم والتحصيل وتفاصيل الحياة الدقيقة.
تقول أم مجاهد: "أساس نجاحي وارتقائي بأسرتي كان اعتمادي منهجا وبرنامجا لا يحيد عنه أحد ولا يقصر فيه أحد، عمدت إلى تنظيم أوقات الدراسة لي ولأطفالي فكنت أنشغل نهاراً معهم لإتمام ما يصعب عليهم من الواجبات المدرسية والاستذكار والمراجعة لهم بالإضافة إلى قراءة القصص لهم وبخاصة قصص الأنبياء لتثقيفهم دينياً وكذلك بعض القصص الهادفة التي تقوّم السلوك وتضيف جديداً إلى خبراتهم المعرفية، أما دراستي الخاصة فتكون بعد صلاة الفجر".
وتلمح أم مجاهد أن دراستها في تخصص التعليم الأساسي أفادتها كثيراً للارتقاء بمستوى أطفالها التعليمي بالإضافة إلى أنها جعلتها أكثر استقراراً وهدوءًا عصبياً ونفسياً؛ فقبل الدراسة كانت عصبية أما الآن فقد اعتمدت الصبر منهجاً لها والمرونة في التعامل مع أطفالها أسلوباً في التربية السليمة القويمة لهم وتشير إلى أن دراستها وتنظيم وقتها أعطت أطفالها دافعاً لأن يبرعوا في التحصيل والتفوق قائلة: "كنت لهم قدوة في التوفيق بين تلبية رغباتهم وملاحظة دراستهم وإنجاز أعمال المنزل وأيضاً دراستي والتزامي بمواعيد المحاضرات في الجامعة والحمد لله استطعت أن أصل بهم إلى قناعة بأن الجهد والكد والصبر والمسئولية أمور مطلوبة لتسير الحياة كما يرام، فلا شيء يأتي بسهولة وليس هناك شيء يستحيل تحقيقه إذا ما توافرت العزيمة والإرادة القوية".
النجاح والعمل
مرت سنوات العمر سريعاً وأنهت أم مجاهد مشوار تعليمها الجامعي بتفوق كما أوصاها رفيق عمرها زوجها وسندها الشهيد عوض، كان نجاحها هدية ثمينة لروحه.
تؤكد أم مجاهد أنها لم تنتظر طويلاً بفضل الله تعالي للحصول على فرصة عمل مناسبة تتعيش وأطفالها من راتبها، فقد وفقها الله للعمل في الجامعة الإسلامية، ساعدها على ذلك تفوقها على كامل دفعتها، رغم أن تخرجها كان في منتصف العام الدراسي إلا أن الحظ كان بفضل الله حليفها، عن هذه اللحظات تقول: "طبيعياً شعرت بفرحة عارمة وفخر كبير فلم يضع أبداً جهدي وتعبي في الدراسة"، وتتابع: "انعكس نجاحي وعملي بشكل إيجابي على طبيعة علاقة الأقارب بي، فبعد أن كانوا من المعارضين لي ولدراستي أضحوا من أشد المعجبين بإصراري وراحوا يشجعونني أكثر على المضي قدماً في استكمال الدراسة الأكاديمية العليا خصوصاً والدي الذي كان معارضاً بالأساس فكرة خروجي للدراسة، الحمد لله أصبحت أكثر ثقة بذاتي فالنجاح يحتاج التصميم والثبات ووضوح الأهداف لاختيار الطرق المثلى للوصول إليها وتحقيقها".
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
مواضيع مماثلة
» أحمد الجعبري.. مجاهد استشهد عندما عاد كيوم ولدته أمه!!
» اجر50 شهيد
» عبد القادر الحسيني.. شهيد الأمة!
» الشاعر السوري مروان حديد.. شهيد المحنة!
» مفتى حلب الشيخ إبراهيم السلقيني شهيد كلمة حق عند "بشار" جائر!
» اجر50 شهيد
» عبد القادر الحسيني.. شهيد الأمة!
» الشاعر السوري مروان حديد.. شهيد المحنة!
» مفتى حلب الشيخ إبراهيم السلقيني شهيد كلمة حق عند "بشار" جائر!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى