نور الدين محمود ابن حلب حامي الشام وباني مدارسها
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نور الدين محمود ابن حلب حامي الشام وباني مدارسها
أكثر من تسعمائة عام تفصلنا عن الحاكم العادل نور الدين محمود زنكي، ابن حلب الذي حمى أهلها، ولم يقتلهم، ولم يذبحهم على خلفياتهم العقائدية أو العرقية، إنما بث الأمان في كل ربوع الشام، وكسر العدو الصليبي حين أراد أمته بشر!
استحق نور الدين محمود كغيره من قادة الأمة العظماء أن يعيشوا بيننا نروي سيرهم، ونستلهم حكمهم و ردود أفعالهم حيال مواقف الحياة، لأنهم أثبتوا أن القائد الحقيقي لا يموت، وإن تتابعت السنين والأيام.
ويعد نور الدين محمود من أبرز شخصيات الدولة الزنكية؛ إذ تحفل سيرته بجهاد طويل ضد الصليبيين، وضد دولة الرافضة (العُبيدية) في سبيل نصرة الإسلام، ورفع رايته.
ولم يكن نور الدين قائدا عسكريا فقط، فقد اعتنى بمصالح شعبه، حين أسقط ما كان يؤخذ من المكوس، وأعطى عرب البادية إقطاعيات لئلا يتعرضوا للحجاج، وقام بتحصين بلاد الشام وبنى الأسوار على مدنها، وبنى مدارس كثيرة منها: العادلية، والنورية، ودار الحديث.
واهتم نور الدين بالعلوم الشرعية، فكان أول من بنى مدرسة للحديث الشريف، وقام ببناء الجامع النوري بالموصل، وبنى الخانات(*) في الطرق.
أضف إلى كل ذلك تواضعه وهيبته ووقاره وإكرامه للعلماء الذين كان واحدا منهم، حيث كان فقيهًا على المذهب الحنفي، وكان يجلس في كل أسبوع أربعة أيام يحضر الفقهاء عنده، ويأمر بإزالة الحُجاب حتى يصل إليه من يشاء، ويسأل الفقهاء عمّا يُشكل عليه، ووقف نور الدين كتبًا كثيرة ليقرأها الناس.
ولد القائد العادل نور الدين محمود في يوم الأحد 17 شوال سنة 511هـ الموافق 1118م بحلب، وقد نشأ في كفالة والده حاكم حلب والموصل وغيرهما، وتعلم القرآن والفروسية والرمي، وكان شهمًا شجاعًا ذا همة عالية.
قال ابن كثير فيه: "كان رحمه الله حسن الخط، كثير المطالعة للكتب الدينية، متبعًا للآثار النبوية، محافظًا على الصلوات في الجماعات، كثير التلاوة محبًّا لفعل الخيرات، عفيف البطن والفرج، مقتصدًا في الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس، حتى قيل: إنه كان أدنى الفقراء في زمانه أعلى نفقة منه من غير اكتناز ولا استئثار بالدنيا، ولم يُسمَع منه كلمةُ فُحشٍ قطّ في غضب ولا رضا، صموتًا وقورًا".
وتحفل سيرة البطل نور الدين محمود بالكثير من المواقف التي تأتي جميعها مشحونة بالنبل والمروءة ومتانة الخلق المسلم، وكلها مثبته في المراجع التاريخية.
غير أن أهم ما يلفتنا سيرة هذا البطل هو البعد الإنساني العالي في سيرته الذي حفظ له مكانة عالية بين نفوس الأجيال المسلمة، وصار أحد الأبطال الشعبيين الذين ناصروا أمتهم.
إن التفاتة سريعة لما قدمه نور الدين محمود لأهل الشام من خير كثير مازالت تذكره الأجيال الحاضرة، ينقلنا مباشرة إلى ما يلاقيه أهل الشام اليوم على يد قواد خلفوا نور الدين واحتلوا مكانه، فأفسدوا وخربوا بلادهم وقتلوا العائلات والنساء والأطفال بدماء باردة.
الفرق كبير بين حاكم عادل تأبى الذاكرة الجمعية للأمة الشامية والأمة الإسلامية إسقاطه، وبين حاكم ظالم سيسقط من الذاكرة، بمجرد خلعه من أرض الشام الطاهرة، ولا يذكر إلا للعنة، أو لاستلهام العبرة من مواقفه المخزية!
وفي أوائل شوال سنة 569 هـ الموافق 1174م سقط الحاكم العادل نور الدين محمود زنكي مريضا بالذبحة الصدرية، وبقي على فراش المرض أحد عشر يوما ليتوفي في 11 شوال 569 هـ الموافق 15 مايو 1174م وهو في التاسعة والخمسين من عمره، ودفن في البيت الذي كان ملازما فيه في قلعة دمشق، ثم نقل جثمانه إلى المدرسة النورية الواقعة في سوق الخواصين بدمشق، فرحمه الله رحمة واسعة.
استحق نور الدين محمود كغيره من قادة الأمة العظماء أن يعيشوا بيننا نروي سيرهم، ونستلهم حكمهم و ردود أفعالهم حيال مواقف الحياة، لأنهم أثبتوا أن القائد الحقيقي لا يموت، وإن تتابعت السنين والأيام.
ويعد نور الدين محمود من أبرز شخصيات الدولة الزنكية؛ إذ تحفل سيرته بجهاد طويل ضد الصليبيين، وضد دولة الرافضة (العُبيدية) في سبيل نصرة الإسلام، ورفع رايته.
ولم يكن نور الدين قائدا عسكريا فقط، فقد اعتنى بمصالح شعبه، حين أسقط ما كان يؤخذ من المكوس، وأعطى عرب البادية إقطاعيات لئلا يتعرضوا للحجاج، وقام بتحصين بلاد الشام وبنى الأسوار على مدنها، وبنى مدارس كثيرة منها: العادلية، والنورية، ودار الحديث.
واهتم نور الدين بالعلوم الشرعية، فكان أول من بنى مدرسة للحديث الشريف، وقام ببناء الجامع النوري بالموصل، وبنى الخانات(*) في الطرق.
أضف إلى كل ذلك تواضعه وهيبته ووقاره وإكرامه للعلماء الذين كان واحدا منهم، حيث كان فقيهًا على المذهب الحنفي، وكان يجلس في كل أسبوع أربعة أيام يحضر الفقهاء عنده، ويأمر بإزالة الحُجاب حتى يصل إليه من يشاء، ويسأل الفقهاء عمّا يُشكل عليه، ووقف نور الدين كتبًا كثيرة ليقرأها الناس.
ولد القائد العادل نور الدين محمود في يوم الأحد 17 شوال سنة 511هـ الموافق 1118م بحلب، وقد نشأ في كفالة والده حاكم حلب والموصل وغيرهما، وتعلم القرآن والفروسية والرمي، وكان شهمًا شجاعًا ذا همة عالية.
قال ابن كثير فيه: "كان رحمه الله حسن الخط، كثير المطالعة للكتب الدينية، متبعًا للآثار النبوية، محافظًا على الصلوات في الجماعات، كثير التلاوة محبًّا لفعل الخيرات، عفيف البطن والفرج، مقتصدًا في الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس، حتى قيل: إنه كان أدنى الفقراء في زمانه أعلى نفقة منه من غير اكتناز ولا استئثار بالدنيا، ولم يُسمَع منه كلمةُ فُحشٍ قطّ في غضب ولا رضا، صموتًا وقورًا".
وتحفل سيرة البطل نور الدين محمود بالكثير من المواقف التي تأتي جميعها مشحونة بالنبل والمروءة ومتانة الخلق المسلم، وكلها مثبته في المراجع التاريخية.
غير أن أهم ما يلفتنا سيرة هذا البطل هو البعد الإنساني العالي في سيرته الذي حفظ له مكانة عالية بين نفوس الأجيال المسلمة، وصار أحد الأبطال الشعبيين الذين ناصروا أمتهم.
إن التفاتة سريعة لما قدمه نور الدين محمود لأهل الشام من خير كثير مازالت تذكره الأجيال الحاضرة، ينقلنا مباشرة إلى ما يلاقيه أهل الشام اليوم على يد قواد خلفوا نور الدين واحتلوا مكانه، فأفسدوا وخربوا بلادهم وقتلوا العائلات والنساء والأطفال بدماء باردة.
الفرق كبير بين حاكم عادل تأبى الذاكرة الجمعية للأمة الشامية والأمة الإسلامية إسقاطه، وبين حاكم ظالم سيسقط من الذاكرة، بمجرد خلعه من أرض الشام الطاهرة، ولا يذكر إلا للعنة، أو لاستلهام العبرة من مواقفه المخزية!
وفي أوائل شوال سنة 569 هـ الموافق 1174م سقط الحاكم العادل نور الدين محمود زنكي مريضا بالذبحة الصدرية، وبقي على فراش المرض أحد عشر يوما ليتوفي في 11 شوال 569 هـ الموافق 15 مايو 1174م وهو في التاسعة والخمسين من عمره، ودفن في البيت الذي كان ملازما فيه في قلعة دمشق، ثم نقل جثمانه إلى المدرسة النورية الواقعة في سوق الخواصين بدمشق، فرحمه الله رحمة واسعة.
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
رد: نور الدين محمود ابن حلب حامي الشام وباني مدارسها
الف شكر لك علي جهودك
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57272
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى