إبراهيم هنانو المجاهد السوري
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إبراهيم هنانو المجاهد السوري
إن الجهاد في سبيل الله روح يسري في أمة الإسلام، له سمت واحد ـ من جيل إلى جيل ـ وإن اختلفت العصور، وله صولة واحدة وإن اختلف الزمان والمكان. نرى أجيال المجاهدين جيلا بعد جيل نستلهم منهم القدوة والأسوة الحسنة، كلما حاصرنا أعداء الله.
بين أيدينا صورة من صور الجهاد بطلها القائد السوري إبراهيم هنانو الذي جاهد الفرنسيين، وأشعل الثورة ضدهم، في عزيمة ومضاء يذكرنا بموقف جعفر بن أبي طالب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين عقر فرسه يوم مؤته، وقد اختلفت التأويلات حول قيامه بعقر الفرس بين رغبته في قطع الطريق على الأعداء من الاستفادة من فرسه بعد أن أحيط به، وبين رغبته في المضي في مواجه الأعداء لا يبقى على شيء غير الثخن في أعداء الله أو الشهادة.
وقد قام إبراهيم هنانو بموقف مشابه حيث جمع أثاث بيته وأحرقه، وقال قولته المشهورة: لا أريد أثاثاً في بلد مستعمر، وكان هذا الحدث شرارة انطلاق الصدام المسلح بين الثوار والقوات الفرنسية الغاشمة في 23 أكتوبر 1919م، حيث استمر القتال لقرابة سبع ساعات، وأقام هنانو محكمة للثورة لكل من يتعامل مع فرنسا أو يسيء للثورة.
وعلى الفور قامت فرق المجاهدين بقيادة هنانو، بإزعاج الفرنسين محققة نجاحات ضخمة، فذاع صيت هنانو وكثر المنضمون إليه، بل حتى إن ابنته طلبت خمسة رؤوس لجنود فرنسيين كمهر لها.
ولد إبراهيم هنانو في بلدة "كفر تخاريم" في محافظة إدلب غربي حلب في سورية، ونشأ في أسرة غنية، حيث كان والده سليمان آغا أحد أكبر أثرياء مدينة كفر تخاريم، ووالدته كريمة الحاج علي الصرما من أعيان كفر تخاريم.
أتم هنانو الدراسة الابتدائية في كفر تخاريم، ثم انتقل إلى حلب، حيث أتم دراسته الثانوية، ثم درس بالجامعة السلطانية في الآستانة، وحصل على ليسانس الحقوق.
أثناء عمله في إستانبول، تزوج بفتاة من أرض روم، ورزق وقتها بابنته نباهت، وبعد ولادتها باثنتي عشرة سنة رزق بابنه طارق، وتوفيت زوجته بعد ولادة ابنه بخمسة عشر يوما.
عمل مديرا لضواحي إستانبول لمدة ثلاث سنوات، ثم تم تعينه قائم مقام بنواحي أرض روم، ليبقي فيها أربع سنوات، ثم ليتم تعينه بعدها قاضي تحقيق في كفر تخاريم، حيث بقي فيها ما يقارب الثلاث سنوات.
انتخب عضوا في مجلس إدارة حلب لمدة أربع سنوات، وعين بعدها رئيسا لديوان الولاية لمدة سنتين، وذلك عند رشيد طليع والي حلب، والذي شجعه على الثورة في الشمال بالتنسيق مع الملك فيصل. وتم انتخابه ممثلا لمدينة حلب في المؤتمر السوري الأول في دمشق في دورة (1919 - 1920).
بدأت مقاومته للاحتلال الفرنسي بعد أن عقد اجتماعا في منزل قائم مقام إدلب عمر زكي الأفيوني نهاية عام 1919 برئاسة هنانو، ضم الاجتماع كبار ووجهاء ادلب والمناطق المجاورة لها، وعدد من الوطنيين من أنطاكيا والحفة واللاذقية، لتنظيم شؤون الثورة، وتم الاتفاق على اختيار هنانو لتأليف قوات عربية على شكل عصابات من المجاهدين لمشاغلة الفرنسين الذين احتلو مدينة أنطاكية والتي كانت تحت سيطرة عزة هنانو أخ إبراهيم، والذي اضطر لتسليم المدينة بناء على أوامر الحكومة العربية في سوريا.
وبعد فترة طويلة من العمليات التي قام بها هنانو والمجاهدون معه من إزعاج الفرنسيين، حتى أصبحوا بحاجة للسلاح والعتاد، وقد كان الضغط الفرنسي كبيرا، فاضطر إلى الاستعانة بأصدقائه في تركيا لطلب العون. مما أمن له سلاحا وذخيرة كانت كافية لإلحاق أضرار فادحة بالفرنسيين في جميع المواجهات، سواء من ناحية الأفراد أو العتاد.
لكن الفرنسيين قاموا بدخول دمشق، ومن ثم حلب لقمع الثورة، بعدما تعاون معهم مصطفى كمال أتاتورك الذي أوقف معونته للثوار، ولجأ هنانو وقواته إلى جبل الزاوية؛ ضمن المنطقة المحصورة بين حماة وحلب وإدلب، فقام الكثير بالانضمام إليه هناك مما سمح له بإنشاء قاعدة عسكرية ولتصبح المنطقة مقرا له.
وبعدما تمكن الفرنسيون من إضعاف موقف هنانو، أصروا على أن تصبح الدولة التي يطالب بها في المناطق التي تخضع لثورته (إدلب - حارم - جسر الشغور -أنطاكية)، مكبلة بقيود عسكرية، الأمر الذي رفضه هنانو، ورأى أنه اتفاق مذل، واتضح له لاحقا أن فرنسا تجمع قواتها كلها إلى الساحل السوري، ولهذا كانت تفاوض هنانو لإلهائه فقد قام غورو بجمع مئة ألف جندي على الساحل السوري.
حكم الفرنسيون على هنانو أربع أحكام غيابية بالإعدام من قبل محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية، ومع سيطرتهم على الطرق، ونقص الدعم العسكري لهنانو، اضطر في يوليو 1921 إلى مغادرة معاقله إلى الجنوب، حيث حاول التفاوض مع الشريف عبداالله. في الطريق إلى شرق الأردن تعرض لكمين قرب جبل الشعر بالقرب من حماة في 16 يوليو 1921م، في معركة مكسر الحصان حيث فقد معظم من كان معه. واستطاع هو النجاة بنفسه، وتم القضاء على ثورته، كما تم القبض عليه وهو في طريقه للقدس، حيث قبض عليه الإنجليز في 13 أغسطس 1921م وسلموه إلى الفرنسيين.
وبعد القبض على هنانو قدم إلى محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية بتهمة الإخلال بالأمن، والقيام بأعمال إجرامية، وعقدت المحاكمة أول جلساتها في (15 مارس 1922 م)، وترافع عنه محامون مشهورون من حلب، حيث أظهروا أن التهم باطلة كون هنانو خصم سياسي وليس مجرما، بدليل أن الفرنسيين قبلوا بالتفاوض معه مرتين ووقعوا معه هدنة.
وعندما قال رئيس المجلس العرفي العسكري للزعيم هنانو: إن الشعب السوري لم يطلب منك إعلان الثورة؟.. وبدون إذن من الرئيس وقف سعد الله الجابري رفيقه في الجهاد وقال: "إننا نحن الذين طلبنا من الزعيم هنانو مقاتلتكم.. ونحن لن نتخلى عن مقاتلتكم، مادام فينا وطني واحد، حتى تخرجوا من بلادنا".
وفي 25 مارس 1922م طالب النائب العام الفرنسي المحكمة بإعدامه قائلا : "لو أن لهنانو سبعة رؤوس لطلبت قطعها جميعاً"· لكن القاضي الفرنسي أطلق سراح هنانو معتبراً ثورته ثورة سياسية مشروعة، معلنا استقلالية السلطة القضائية الفرنسية عن السلطة العسكرية.
وفي صباح الخميس 21 من نوفمبر1935، توفي قاهر الفرنسيين القائد المجاهد إبراهيم هنانو، وصلي عليه في الجامع الأموي بحلب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين أيدينا صورة من صور الجهاد بطلها القائد السوري إبراهيم هنانو الذي جاهد الفرنسيين، وأشعل الثورة ضدهم، في عزيمة ومضاء يذكرنا بموقف جعفر بن أبي طالب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين عقر فرسه يوم مؤته، وقد اختلفت التأويلات حول قيامه بعقر الفرس بين رغبته في قطع الطريق على الأعداء من الاستفادة من فرسه بعد أن أحيط به، وبين رغبته في المضي في مواجه الأعداء لا يبقى على شيء غير الثخن في أعداء الله أو الشهادة.
وقد قام إبراهيم هنانو بموقف مشابه حيث جمع أثاث بيته وأحرقه، وقال قولته المشهورة: لا أريد أثاثاً في بلد مستعمر، وكان هذا الحدث شرارة انطلاق الصدام المسلح بين الثوار والقوات الفرنسية الغاشمة في 23 أكتوبر 1919م، حيث استمر القتال لقرابة سبع ساعات، وأقام هنانو محكمة للثورة لكل من يتعامل مع فرنسا أو يسيء للثورة.
وعلى الفور قامت فرق المجاهدين بقيادة هنانو، بإزعاج الفرنسين محققة نجاحات ضخمة، فذاع صيت هنانو وكثر المنضمون إليه، بل حتى إن ابنته طلبت خمسة رؤوس لجنود فرنسيين كمهر لها.
ولد إبراهيم هنانو في بلدة "كفر تخاريم" في محافظة إدلب غربي حلب في سورية، ونشأ في أسرة غنية، حيث كان والده سليمان آغا أحد أكبر أثرياء مدينة كفر تخاريم، ووالدته كريمة الحاج علي الصرما من أعيان كفر تخاريم.
أتم هنانو الدراسة الابتدائية في كفر تخاريم، ثم انتقل إلى حلب، حيث أتم دراسته الثانوية، ثم درس بالجامعة السلطانية في الآستانة، وحصل على ليسانس الحقوق.
أثناء عمله في إستانبول، تزوج بفتاة من أرض روم، ورزق وقتها بابنته نباهت، وبعد ولادتها باثنتي عشرة سنة رزق بابنه طارق، وتوفيت زوجته بعد ولادة ابنه بخمسة عشر يوما.
عمل مديرا لضواحي إستانبول لمدة ثلاث سنوات، ثم تم تعينه قائم مقام بنواحي أرض روم، ليبقي فيها أربع سنوات، ثم ليتم تعينه بعدها قاضي تحقيق في كفر تخاريم، حيث بقي فيها ما يقارب الثلاث سنوات.
انتخب عضوا في مجلس إدارة حلب لمدة أربع سنوات، وعين بعدها رئيسا لديوان الولاية لمدة سنتين، وذلك عند رشيد طليع والي حلب، والذي شجعه على الثورة في الشمال بالتنسيق مع الملك فيصل. وتم انتخابه ممثلا لمدينة حلب في المؤتمر السوري الأول في دمشق في دورة (1919 - 1920).
بدأت مقاومته للاحتلال الفرنسي بعد أن عقد اجتماعا في منزل قائم مقام إدلب عمر زكي الأفيوني نهاية عام 1919 برئاسة هنانو، ضم الاجتماع كبار ووجهاء ادلب والمناطق المجاورة لها، وعدد من الوطنيين من أنطاكيا والحفة واللاذقية، لتنظيم شؤون الثورة، وتم الاتفاق على اختيار هنانو لتأليف قوات عربية على شكل عصابات من المجاهدين لمشاغلة الفرنسين الذين احتلو مدينة أنطاكية والتي كانت تحت سيطرة عزة هنانو أخ إبراهيم، والذي اضطر لتسليم المدينة بناء على أوامر الحكومة العربية في سوريا.
وبعد فترة طويلة من العمليات التي قام بها هنانو والمجاهدون معه من إزعاج الفرنسيين، حتى أصبحوا بحاجة للسلاح والعتاد، وقد كان الضغط الفرنسي كبيرا، فاضطر إلى الاستعانة بأصدقائه في تركيا لطلب العون. مما أمن له سلاحا وذخيرة كانت كافية لإلحاق أضرار فادحة بالفرنسيين في جميع المواجهات، سواء من ناحية الأفراد أو العتاد.
لكن الفرنسيين قاموا بدخول دمشق، ومن ثم حلب لقمع الثورة، بعدما تعاون معهم مصطفى كمال أتاتورك الذي أوقف معونته للثوار، ولجأ هنانو وقواته إلى جبل الزاوية؛ ضمن المنطقة المحصورة بين حماة وحلب وإدلب، فقام الكثير بالانضمام إليه هناك مما سمح له بإنشاء قاعدة عسكرية ولتصبح المنطقة مقرا له.
وبعدما تمكن الفرنسيون من إضعاف موقف هنانو، أصروا على أن تصبح الدولة التي يطالب بها في المناطق التي تخضع لثورته (إدلب - حارم - جسر الشغور -أنطاكية)، مكبلة بقيود عسكرية، الأمر الذي رفضه هنانو، ورأى أنه اتفاق مذل، واتضح له لاحقا أن فرنسا تجمع قواتها كلها إلى الساحل السوري، ولهذا كانت تفاوض هنانو لإلهائه فقد قام غورو بجمع مئة ألف جندي على الساحل السوري.
حكم الفرنسيون على هنانو أربع أحكام غيابية بالإعدام من قبل محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية، ومع سيطرتهم على الطرق، ونقص الدعم العسكري لهنانو، اضطر في يوليو 1921 إلى مغادرة معاقله إلى الجنوب، حيث حاول التفاوض مع الشريف عبداالله. في الطريق إلى شرق الأردن تعرض لكمين قرب جبل الشعر بالقرب من حماة في 16 يوليو 1921م، في معركة مكسر الحصان حيث فقد معظم من كان معه. واستطاع هو النجاة بنفسه، وتم القضاء على ثورته، كما تم القبض عليه وهو في طريقه للقدس، حيث قبض عليه الإنجليز في 13 أغسطس 1921م وسلموه إلى الفرنسيين.
وبعد القبض على هنانو قدم إلى محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية بتهمة الإخلال بالأمن، والقيام بأعمال إجرامية، وعقدت المحاكمة أول جلساتها في (15 مارس 1922 م)، وترافع عنه محامون مشهورون من حلب، حيث أظهروا أن التهم باطلة كون هنانو خصم سياسي وليس مجرما، بدليل أن الفرنسيين قبلوا بالتفاوض معه مرتين ووقعوا معه هدنة.
وعندما قال رئيس المجلس العرفي العسكري للزعيم هنانو: إن الشعب السوري لم يطلب منك إعلان الثورة؟.. وبدون إذن من الرئيس وقف سعد الله الجابري رفيقه في الجهاد وقال: "إننا نحن الذين طلبنا من الزعيم هنانو مقاتلتكم.. ونحن لن نتخلى عن مقاتلتكم، مادام فينا وطني واحد، حتى تخرجوا من بلادنا".
وفي 25 مارس 1922م طالب النائب العام الفرنسي المحكمة بإعدامه قائلا : "لو أن لهنانو سبعة رؤوس لطلبت قطعها جميعاً"· لكن القاضي الفرنسي أطلق سراح هنانو معتبراً ثورته ثورة سياسية مشروعة، معلنا استقلالية السلطة القضائية الفرنسية عن السلطة العسكرية.
وفي صباح الخميس 21 من نوفمبر1935، توفي قاهر الفرنسيين القائد المجاهد إبراهيم هنانو، وصلي عليه في الجامع الأموي بحلب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51256
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
رد: إبراهيم هنانو المجاهد السوري
الف شكر لك علي جهودك
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57271
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» أحمد المحلاوي المجاهد والداعية إلى الله
» بنان علي الطنطاوي والنظام السوري
» الشاعر السوري مروان حديد.. شهيد المحنة!
» زينب الحصني فتاة حمص التي اغتالها يد النظام السوري
» الشيخ الصابوني وانحياز العلماء لثورة الشعب السوري
» بنان علي الطنطاوي والنظام السوري
» الشاعر السوري مروان حديد.. شهيد المحنة!
» زينب الحصني فتاة حمص التي اغتالها يد النظام السوري
» الشيخ الصابوني وانحياز العلماء لثورة الشعب السوري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى