الدكتور جابر قميحة الأديب الموسوعي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الدكتور جابر قميحة الأديب الموسوعي
نشعر بالتقصير إذا اكتفينا في تقديرنا للراحل الكبير الدكتور جابر قميحة على جانب واحد من جوانب الفكر والأدب فلقد كان شاعرا كبيرا، وكان ناقدًا حصيفًا منصفًا، يعرف لكل مبدع قدره، حتى وإن كان من مدرسة أخرى غير التي ينتمي إليها فكريا وأدبيا، وكان من كبار كتاب المقالات؛ بما يملكه من فكر ثاقب، وثقافة موسوعية وذاكرة قوية، حفظها الله عليه حتى آخر أيامه، وبما يملكه أيضًا من لغة رشيقة سلسة عذبة، بعيدة عن التقعر والتعقيد، مع متابعة جيدة للأحداث المستجدة على الساحة المحلية والدولية.
وكان رحمه الله تعالى متحدثًا لبقا و حكّاء من طراز فريد، يتوق كل من يستمع إليه دائمًا إلى المزيد، وكان مناظرا فذًا، يمتلك أدوات التناظر من معرفة وقدرة على استدعاء الشواهد وحسن العرض. إضافة إلى قدرة عجيبة على التلاعب بالخصم إن كان ممن يستحقون ذلك، وكان الدكتور جابر صاحب عزيمة وهمة رغم مرضه تتضاءل أمامها همم الكثيرين من الأصحاء، وكان حازمًا في إدارة ذاته، فلا يطغى واجب على واجب، حيث يقدر لكل فرض وقته. وكان محبًا لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلمولدينه ولدعوته، ولكل من يعمل لنصرتها. وكان سخيًا كريمًا لا يبخل بجهد ولا بوقت ولا بمال حسبما تقتضي الظروف والأحوال.
كما كان حاضر البديهة خفيف الظل، يعرف بالدعابة وبالجد حسبما يقتضي الموقف، ولاشك أنه أصابه ما أصاب كل مبدعي الحركة الإسلامية من غبن قد يكون للحركة عذر في بعض جوانبه، و لكنها بلا شك مدانة بالتقصير في جوانب أخرى كثيرة، حيث إن يقينًا ما كان في الإمكان أبدع مما كان.
ولد الدكتور جابر المتولي قميحة في 12 من أبريل 1934 بمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية بمصر، وتخرج في كلية دار العلوم حيث حصل على الليسانس منها دار عام 1957.
كما حصل على الماجستير في الأدب من جامعة الكويت عام 1974، والدكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة القاهرة عام 1979، بالإضافة إلى ذلك حصل على ليسانس في القانون من كلية الحقوق بجامعة القاهرة 1965، ودبلوم عالٍ في الشريعة الإسلامية 1967.
ولقد عاني الدكتور قميحة ـ رحمه الله ـ من محاولات التهميش بما لا يقل عما حدث مع رائد من رواد المسرح، وهو الكاتب الكبير "علي أحمد باكثير" وكان الدكتور قميحة يعزو هذا التدهور لما آلت إليه الحال بعد ثورة يوليو التي كان كثيراً ما يسميها ساخرا بـ"الميمونة".
وقد ذكر ذلك الدكتور حلمي القاعود حين أكد تجاهل وسائل الإعلام للكتاب الإسلاميين، وما يحدث لهم ولإبداعاتهم من تجاهل، فلا يسلط عليهم ولا عليها ضوء، ولا يتم نشر أي خبر عنهم في الجرائد الكبرى، ويرى أن حدوث هذا من رابع المستحيلات؛ لأن المشرفين على هذه الصفحات معادون لكل ما هو إسلامي.
ويرى القاعود أن لجوء الراحل وأمثاله لطباعة مؤلفاتهم في كتب تطبعها دور طبع متواضعة، أو تنشر لهم بعض الجرائد المتواضعة بعض ما يكتبون لهو الصمود الأسطوري بعينه في هذا الجو الكئيب، والذي فرضه الليبراليون والماركسيون والعلمانيون، الذين لا يؤمنون أصلًا بالتعددية كما يدّعون.
عمل الدكتور جابر قميحة رحمه الله مدرساً وموجهاً للغة العربية في بداية حياته، ثم مدرساً للأدب العربي الحديث بكلية الألسن بجامعة عين شمس، ثم أستاذاً مساعدا، ثم عمل أستاذاً مشاركاً بجامعة الملك فهد بالظهران.
وقد خلف الدكتور قميحة ثروة أدبية كبيرة ستظل شاهدا على إنجازه للمكتبة العربية، منها:
لجهاد الأفغان أغني 1992، الزحف المدنس 1992، ومنهج العقاد في التراجم الأدبية، أدب الخلفاء الراشدين، التقليدية والدرامية في مقامات الحريري، أدب الرسائل في صدر الإسلام، الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود.
وكتاب التراث الإنساني في شعر أمل دنقل، ط هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان ـ القاهرة 1987 م، و صوت الإسلام في شعر حافظ إبراهيم، 1987م، الأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجناية التطرف، رواية وليمة لأعشاب البحر في ميزان الإسلام والعقل والأدب، ط دار الاعتصام، القاهرة، إلى جانب عدد من المؤلفات الإسلامية، مثل: في رحاب دعوة الإخوان المسلمين.
توفي الدكتور جابر قميحة في 24 من ذي الحجة 1433 هـ الموافق 9 نوفمبر 2012م، عن عمر ناهز 78 عاماً، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
ـ موقع المصريون
ـ موسوعة ويكيبديا
وكان رحمه الله تعالى متحدثًا لبقا و حكّاء من طراز فريد، يتوق كل من يستمع إليه دائمًا إلى المزيد، وكان مناظرا فذًا، يمتلك أدوات التناظر من معرفة وقدرة على استدعاء الشواهد وحسن العرض. إضافة إلى قدرة عجيبة على التلاعب بالخصم إن كان ممن يستحقون ذلك، وكان الدكتور جابر صاحب عزيمة وهمة رغم مرضه تتضاءل أمامها همم الكثيرين من الأصحاء، وكان حازمًا في إدارة ذاته، فلا يطغى واجب على واجب، حيث يقدر لكل فرض وقته. وكان محبًا لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلمولدينه ولدعوته، ولكل من يعمل لنصرتها. وكان سخيًا كريمًا لا يبخل بجهد ولا بوقت ولا بمال حسبما تقتضي الظروف والأحوال.
كما كان حاضر البديهة خفيف الظل، يعرف بالدعابة وبالجد حسبما يقتضي الموقف، ولاشك أنه أصابه ما أصاب كل مبدعي الحركة الإسلامية من غبن قد يكون للحركة عذر في بعض جوانبه، و لكنها بلا شك مدانة بالتقصير في جوانب أخرى كثيرة، حيث إن يقينًا ما كان في الإمكان أبدع مما كان.
ولد الدكتور جابر المتولي قميحة في 12 من أبريل 1934 بمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية بمصر، وتخرج في كلية دار العلوم حيث حصل على الليسانس منها دار عام 1957.
كما حصل على الماجستير في الأدب من جامعة الكويت عام 1974، والدكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة القاهرة عام 1979، بالإضافة إلى ذلك حصل على ليسانس في القانون من كلية الحقوق بجامعة القاهرة 1965، ودبلوم عالٍ في الشريعة الإسلامية 1967.
ولقد عاني الدكتور قميحة ـ رحمه الله ـ من محاولات التهميش بما لا يقل عما حدث مع رائد من رواد المسرح، وهو الكاتب الكبير "علي أحمد باكثير" وكان الدكتور قميحة يعزو هذا التدهور لما آلت إليه الحال بعد ثورة يوليو التي كان كثيراً ما يسميها ساخرا بـ"الميمونة".
وقد ذكر ذلك الدكتور حلمي القاعود حين أكد تجاهل وسائل الإعلام للكتاب الإسلاميين، وما يحدث لهم ولإبداعاتهم من تجاهل، فلا يسلط عليهم ولا عليها ضوء، ولا يتم نشر أي خبر عنهم في الجرائد الكبرى، ويرى أن حدوث هذا من رابع المستحيلات؛ لأن المشرفين على هذه الصفحات معادون لكل ما هو إسلامي.
ويرى القاعود أن لجوء الراحل وأمثاله لطباعة مؤلفاتهم في كتب تطبعها دور طبع متواضعة، أو تنشر لهم بعض الجرائد المتواضعة بعض ما يكتبون لهو الصمود الأسطوري بعينه في هذا الجو الكئيب، والذي فرضه الليبراليون والماركسيون والعلمانيون، الذين لا يؤمنون أصلًا بالتعددية كما يدّعون.
عمل الدكتور جابر قميحة رحمه الله مدرساً وموجهاً للغة العربية في بداية حياته، ثم مدرساً للأدب العربي الحديث بكلية الألسن بجامعة عين شمس، ثم أستاذاً مساعدا، ثم عمل أستاذاً مشاركاً بجامعة الملك فهد بالظهران.
وقد خلف الدكتور قميحة ثروة أدبية كبيرة ستظل شاهدا على إنجازه للمكتبة العربية، منها:
لجهاد الأفغان أغني 1992، الزحف المدنس 1992، ومنهج العقاد في التراجم الأدبية، أدب الخلفاء الراشدين، التقليدية والدرامية في مقامات الحريري، أدب الرسائل في صدر الإسلام، الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود.
وكتاب التراث الإنساني في شعر أمل دنقل، ط هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان ـ القاهرة 1987 م، و صوت الإسلام في شعر حافظ إبراهيم، 1987م، الأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجناية التطرف، رواية وليمة لأعشاب البحر في ميزان الإسلام والعقل والأدب، ط دار الاعتصام، القاهرة، إلى جانب عدد من المؤلفات الإسلامية، مثل: في رحاب دعوة الإخوان المسلمين.
توفي الدكتور جابر قميحة في 24 من ذي الحجة 1433 هـ الموافق 9 نوفمبر 2012م، عن عمر ناهز 78 عاماً، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
ـ موقع المصريون
ـ موسوعة ويكيبديا
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51256
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
رد: الدكتور جابر قميحة الأديب الموسوعي
الف شكر لك علي جهودك
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57271
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» عبدالكريم الجهيمان.. الأديب السعودي والمثقف الموسوعي
» جابر قميحة.. حارس يقظ على ثغور لغة القرآن!
» الدكتور كمال نبهان أستاذ علم العلم!
» الشيخ علي جابر إمام الحرم المكي رحمه الله
» قصة إسلام الدكتور مراد هوفمان
» جابر قميحة.. حارس يقظ على ثغور لغة القرآن!
» الدكتور كمال نبهان أستاذ علم العلم!
» الشيخ علي جابر إمام الحرم المكي رحمه الله
» قصة إسلام الدكتور مراد هوفمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى