صفوت حجازي ثائر بلا ثرثرة!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صفوت حجازي ثائر بلا ثرثرة!
الدكتور صفوت حجازي أحد أبرز وجوه ثورة 25 يناير المصرية، وبمشاركته الفاعلة كأحد قيادتها يعطي دلالة أن الدعاة والمصلحين، دورهم الحقيقي أن يكونوا أمام جموع المسلمين وليس وراءهم.
ومع إيماننا العميق بأن دور العالم والداعية هو أمام الناس يمثل ضوءًا كاشفا يدلهم على مسارات الحياة الطيبة وخياراتها الناجحة، إلا أن العداء للدين ودعاته خلق صورة ذهنية محددة للداعية والمصلح تجعله لا يبارح مسجده، أو مكان إلقاء مواعظه، وهي حالة أشبه برجال الدين في الثقافات والفلسفات الأخرى.
أما في الإسلام فيزخر التاريخ الماضي والحديث بالعديد من صور العلماء الذين تقدموا الصفوف، سواء في الصدع بالرأي أو مجاهدة الأعداء، كما في حالة الإمامين الجليلين ابن تيمية والعز بن عبد السلام وغيرهما من علماء المسلمين.
ولو شئنا وصف الشيخ صفوت حجازي في جملة واحدة بناء على مواقفه المتعددة في الثورة، لقلنا إنه رزق "الوعي والحسم" إذ الوعي وحده لا يمكن صاحبه من حسم موقف يراه سديدا، والحسم وحده قد تكون عواقبه وخيمة، أما صفوت حجازي، فقد تحلى بالميزتين "الوعي والحسم"، وفيه يصدق قول المتنبي:
ووضع الندى في موضع السيف بالعُلا مضر كوضع السيف في موضع الندى
والمتأمل في موقف الدكتور صفوت حجازي من الثورة سيخرج بنتيجة مفادها أنه ثائر لا يثرثر، فهو لا يتعمد التهييج، ولا يتكلم عن شخص الظالم بقدر ما يتتبع سلوكه ظلمه، ويمضى في مطالبته باستئصال الظلم في إصرار دون النيل من الأشخاص، وهو سلوك نبيل جدير بكل مسلم أن يقتدي به.
وقد رأيته في ميدان التحرير أثناء الثورة يعلن بين الشباب في مكبر الصوت أن ثورة 25 يناير تنطلق من آداب ثلاثة، هي : أنها سلمية وأن الثوار لا يمكن أن يبادروا إلى العنف مهما سالت دماؤهم ومهما قُتل منهم، وأنهم لا يسبون من سبهم، وذكر شباب الثورة في ميدان التحرير بسنة النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يسبه صناديد الكفر ويسبون أصحابه. أما الأدب الثالث فإنها ثورة شعبية لا تقصي أحدا من المصريين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم.
ويبدو أن هذه الآداب الثلاثة هي البوصلة التي يضعها صفوت حجازي كقائد شعبي، يحرك الجموع بالوعي وليس بالإثارة والتهييج، ولا أدل على ذلك أن هذه الملايين كانت تتحرك في سلاسة وبساطة دون أدنى مشكلة، ولم نر في ميدان التحرير ما كنا نراه من أكوام النفايات الملقاة في الشارع في الأيام العادية، وهو ما يدل على أن هؤلاء الثوار كانوا على وعي كامل بتفاصيل حلمهم وثورتهم، وأن المشهد كان واضحا أمامهم، وإنهم يعرفون ما يريدون تماما.
ويؤكد صفوت حجازي أن الداعية يجب أن يتقدم الناس وأن يقدم من نفسه القدوة العملية، فمن كان يتخيل أن هذا الرجل الرقيق الذي تمحورت برامجه الفضائية حول التربية والتزكية، والعلاقات الأسرية الناجحة، يمكن أن يخرج بهذه القوة في المطالبة بالإصلاح، ليؤكد أن الإسلام لا فرق فيه بين السياسي والداعية، وأن الجميع يجب أن يتخلق بخلق الإسلام ويهتدي بهديه.
وحين نتأمل الشعار الذي رفعه قادة الثورة ومن أبرزهم الدكتور، شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" أي إسقاط الظلم بكل مرافقه وروافده وشرايينه، ولم يطالب بإسقاط الرئيس، وهو شعار كان فيما يبدو مدروسا بعناية، وقد كان الشيخ صفوت يجد في تثبيت هذا المعنى في نفوس الشباب، ولم يبرح ميدان التحرير منذ أول لحظة للثورة، وكثيرا ما "أغمى" عليه من شدة التعب والإرهاق، وكان يرفض رفضا قاطعا مغادرة الميدان مادام فيه ثائر واحد من الشباب.
نسأل الله تعالى أن يجعل كل ما قدمه الشيخ صفوت حجازي في موازينه، وأن يرزقه الإخلاص في القول والعمل، وأن يحفظ مصر وكل بلاد المسلمين.
ومع إيماننا العميق بأن دور العالم والداعية هو أمام الناس يمثل ضوءًا كاشفا يدلهم على مسارات الحياة الطيبة وخياراتها الناجحة، إلا أن العداء للدين ودعاته خلق صورة ذهنية محددة للداعية والمصلح تجعله لا يبارح مسجده، أو مكان إلقاء مواعظه، وهي حالة أشبه برجال الدين في الثقافات والفلسفات الأخرى.
أما في الإسلام فيزخر التاريخ الماضي والحديث بالعديد من صور العلماء الذين تقدموا الصفوف، سواء في الصدع بالرأي أو مجاهدة الأعداء، كما في حالة الإمامين الجليلين ابن تيمية والعز بن عبد السلام وغيرهما من علماء المسلمين.
ولو شئنا وصف الشيخ صفوت حجازي في جملة واحدة بناء على مواقفه المتعددة في الثورة، لقلنا إنه رزق "الوعي والحسم" إذ الوعي وحده لا يمكن صاحبه من حسم موقف يراه سديدا، والحسم وحده قد تكون عواقبه وخيمة، أما صفوت حجازي، فقد تحلى بالميزتين "الوعي والحسم"، وفيه يصدق قول المتنبي:
ووضع الندى في موضع السيف بالعُلا مضر كوضع السيف في موضع الندى
والمتأمل في موقف الدكتور صفوت حجازي من الثورة سيخرج بنتيجة مفادها أنه ثائر لا يثرثر، فهو لا يتعمد التهييج، ولا يتكلم عن شخص الظالم بقدر ما يتتبع سلوكه ظلمه، ويمضى في مطالبته باستئصال الظلم في إصرار دون النيل من الأشخاص، وهو سلوك نبيل جدير بكل مسلم أن يقتدي به.
وقد رأيته في ميدان التحرير أثناء الثورة يعلن بين الشباب في مكبر الصوت أن ثورة 25 يناير تنطلق من آداب ثلاثة، هي : أنها سلمية وأن الثوار لا يمكن أن يبادروا إلى العنف مهما سالت دماؤهم ومهما قُتل منهم، وأنهم لا يسبون من سبهم، وذكر شباب الثورة في ميدان التحرير بسنة النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يسبه صناديد الكفر ويسبون أصحابه. أما الأدب الثالث فإنها ثورة شعبية لا تقصي أحدا من المصريين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم.
ويبدو أن هذه الآداب الثلاثة هي البوصلة التي يضعها صفوت حجازي كقائد شعبي، يحرك الجموع بالوعي وليس بالإثارة والتهييج، ولا أدل على ذلك أن هذه الملايين كانت تتحرك في سلاسة وبساطة دون أدنى مشكلة، ولم نر في ميدان التحرير ما كنا نراه من أكوام النفايات الملقاة في الشارع في الأيام العادية، وهو ما يدل على أن هؤلاء الثوار كانوا على وعي كامل بتفاصيل حلمهم وثورتهم، وأن المشهد كان واضحا أمامهم، وإنهم يعرفون ما يريدون تماما.
ويؤكد صفوت حجازي أن الداعية يجب أن يتقدم الناس وأن يقدم من نفسه القدوة العملية، فمن كان يتخيل أن هذا الرجل الرقيق الذي تمحورت برامجه الفضائية حول التربية والتزكية، والعلاقات الأسرية الناجحة، يمكن أن يخرج بهذه القوة في المطالبة بالإصلاح، ليؤكد أن الإسلام لا فرق فيه بين السياسي والداعية، وأن الجميع يجب أن يتخلق بخلق الإسلام ويهتدي بهديه.
وحين نتأمل الشعار الذي رفعه قادة الثورة ومن أبرزهم الدكتور، شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" أي إسقاط الظلم بكل مرافقه وروافده وشرايينه، ولم يطالب بإسقاط الرئيس، وهو شعار كان فيما يبدو مدروسا بعناية، وقد كان الشيخ صفوت يجد في تثبيت هذا المعنى في نفوس الشباب، ولم يبرح ميدان التحرير منذ أول لحظة للثورة، وكثيرا ما "أغمى" عليه من شدة التعب والإرهاق، وكان يرفض رفضا قاطعا مغادرة الميدان مادام فيه ثائر واحد من الشباب.
نسأل الله تعالى أن يجعل كل ما قدمه الشيخ صفوت حجازي في موازينه، وأن يرزقه الإخلاص في القول والعمل، وأن يحفظ مصر وكل بلاد المسلمين.
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
رد: صفوت حجازي ثائر بلا ثرثرة!
الف شكر لك علي جهودك
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57272
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» (¯`·._الشيخ عبد الله حجازي عدد التلاوات 2 تلاوات_.·´¯)
» ( غربة ) .. ثرثرة روح .. !!
» ( أصدقاء بلا وجوه ) .. ثرثرة في العالم الإفتراضي ..!!
» من أجندة ثائر عربي
» ثائر عَلّم العالم.. عمر المختار.. هكذا يكون الرجال
» ( غربة ) .. ثرثرة روح .. !!
» ( أصدقاء بلا وجوه ) .. ثرثرة في العالم الإفتراضي ..!!
» من أجندة ثائر عربي
» ثائر عَلّم العالم.. عمر المختار.. هكذا يكون الرجال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى