من أجندة ثائر عربي

من طرف علاء الدين الثلاثاء فبراير 05, 2013 1:59 am

أنَا لستُ أنا

أنَا غيري الآنْ

أنَا صورةُ مولودٍ يسكُنني

يحتل شراييني

أنا آخرُ في جلدي

نسفتني الثورةُ كلّي

في كلِّ الأركانْ

لم تُبْقِ قديماً فيّْ

يا كلّ كياني

من أنتْ ؟

يا هذا .. هذا أنتْ

ها .. ها .. ها

تَوّي أدركتُ وجودي

أصبحتُ الآنْ

كشعاعِ الشمسِ الآتي من زرقاء اللهْ

أنا مقلاعُ الصخرِ الآنْ

أنا شلالُ النهرِ الآنْ

وشرايين الثورةِ في جدران الزنزانةْ

وجبينُ الشمسِ تسبحُ ذاتَ المنانْ

أنَا لستُ أنا

أنَا غيري الآن

لا أشبهُني

لا أعرف وجهي

وعيوني غير عيوني

وعظامي اليومْ

ليست مسماراً ..

في عرش السلطانْ

صفراً كنتْ

لا أعني شيئاً في الأرقامْ

لا تكتبني الأقلام

أدمنتُ ظلال الجدرانْ

وسكنتُ فضاءات الأوهامْ

منصوباً مفعولاً بهْ

أو مُعوجّاً كعلامة استفهامْ

واليوم أنا غيري

أنَا إنسانٌ ثانْ

قد تشبهُني أنفاسُ البركانْ

ويماثِلُني اليومْ

شيءٌ ما

أعرفه

لا أعرفه

هو يعرفُني

بل ينسفُني

ويقال له ثورةْ

هو يُنْضِجُني

يغلي من تحتي

كالمرجل في الغليانْ

شيءٌ يتعرّى من خوفي

يتحدى صمتَ سكوني

يتحدى ردعَ الطغيانْ

الآن أنا حرٌّ

وأشابهُ صدرَ الصبحْ

يتنفس يوماً وردياً

لا يملكُه السجّانْ

الآن أمامي

خارطةٌ لحياةٍ فوق القهرْ

لا تعرف فقهَ القطعانْ

اليوم أحاولُ عمري

وتُجدّد نفسي في ذاتي

وأعيش حياتي ..

أملؤها أحلامْ

وأقبّلُ وجهَ العزمِ الساكنِ ..

في قلبي منذ زمانْ

اليوم أغادرُ شقّ القبرْ

أصّعّد كالنسرِ الجائعِ من قعرِ الوديانْ

وتلوّنُني الحريّةُ ..

ألواناً لحياةٍ أخرى

تشبهُ ألوانَ المرجانْ

قدراً أصبحتُ

يحطّم فولاذَ القضبانْ

أنا غيري الآنْ

لكن الآنَ تُحيّرني

وأجادلُها

وتجادلُني

لا أفقهُ كلَّ معاني لهجتِها

لكني أفهمُ بعضَ رطانتِها

وفهمتُ الآنْ

عرفتُ تفاصيلي

اليوم أنا

من طينة خلق الله

أتهجّى فقهَ الحريةْ

وأحاول أن أحيا إنسانْ

لا ..

لن أتعشّى قهراً بعد اليوم

لن أفطرَ ذلاً يومياً

أدمنتُ اليومَ ..

طعامَ الحريةْ

لن أقبلَ منذ الآنْ

إلا السبّابةَ تعلو

لتوحّد خالقَها

وتسبّحَه خاشعةً

سبحان الرّحمنْ

اليوم أنا

كل الأشياءِ هنا

اليوم أنا فوقَ السّلطانْ