الدكتور إبراهيم الفارس.. فارس الثقافة الإسلامية

من طرف علاء الدين السبت فبراير 02, 2013 12:23 am

كلما تذكرت مقولة الأديب السعودي عبدالفتاح أبو مدين: "القراءة عملية شاقة"، قفزت إلى ذهني جملة موازية "الثقافة عملية أشق"، فالثقافة هي رحيق ما يتوصل إليه القارئ في موضوع معين، وهي في تعريفاتها العلمية "الكلُّ المركَب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات".

ولا تكتمل الثقافة لمن أرادها سريعا، بل تحتاج إلى جهود كبيرة من البحث والتنقيب في المصادر المختلفة، يتم خلالها جمع النظائر من الأحداث والمواقف والأفكار والنظر فيها واستخلاص الفائدة، للخروج برؤية واضحة يتمكن من خلالها القارئ تحديد وجهته بشكل واضح ومحدد.

والدكتور إبراهيم الفارس من العلماء الذين حباهم الله تعالى القدرة على التكثيف الثقافي وجمع الأحداث والأفكار من مصادرها ووضعها في سياق منتظم يمكن قارئها أو سامعها من الوصول سريعا إلى الفائدة المرجوة، وهي ميزة لا توجد في كثير من أساتذة الثقافة الإسلامية في الوطن العربي، الذين ربما سردوا أحداثا مجردة دون التأمل فيها وتحليلها وربطها بالواقع بما يمكن القارئ والمستمع من استلهام الدروس والعبر الحقيقية التي تفيده في واقعه.

ويوظف الدكتور الفارس التقنيات والوسائط الحديثة في عملياته البحثية، ويدرك أن وسائل التقنية هي من قنوات الاتصال الهامة مع جمهور القراء أو المستمعين، فله جهد كبير ونشاط واسع في هذا المجال، من خلال الشرائط الصوتية العادية، قبل ظهور الإنترنت، أو من خلال بث هذه المواد وما يستجد منها عبر الشبكة العنكبوتية ليستفيد منها القاصي والداني.

ولد الكتور إبراهيم بن عثمان الفارس في مدينة روضة سدير عام 1376هـ الموافق 1956م، وهو أستاذ الثقافة الإسلامية، بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض، ومتخصص في العقيدة، والملل والنحل والمذاهب المعاصرة.

وللدكتور الفارس جهود بحثية وعلمية يعرفها المهتمون بالثقافة الإسلامية، منها "التحفة الاثنى عشرية" للشيخ عبد العزيز الدهلوي قام بتحقيقها ودراستها مع آخرين، وقد أشرف عليها الدكتور سالم بن عبد الله الدخيل رحمه الله تعالى، وقد حصل على مرتبة الشرف الأولى عن رسالته هذه مع التوصية بالطباعة.

وكان موضوع رسالته للماجستير (عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل شيخ، حياته وآثاره ومنهجه في تقرير العقيدة مع تحقيق كتابه البراهين الإسلامية في رد الشبه الفارسية) وقد أشرف عليها الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك وقد نالت درجة الامتياز.

وللدكتور إبراهيم الفارس جهود كبيرة في التعاطي مع الإعلام الجديد كما ذكرنا، فله دراسة عنوانها "المواقع النصرانية في الإنترنت عرض ونقد"، ودراسة أخرى عنوانها المواقع الشيعة في الإنترنت عرض ونقد، فضلا عن دراساته ورسائله الدعوة الأخرى منها: "ممحصات الخطايا ومكفرات الذنوب"، و"أفكار جوهرية للاجتماعات العائلية"، و"غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم دروس وعبر"، وأكثر هذه المواد منتشر في المواقع الإلكترونية وبين بصيغ مقروءة ومسموعة ومرئية.

وبالإضافة لجهود الدكتور الفارس الأكاديمية فإن له العديد من الأنشطة الإعلامية والاجتماعية، وهو عضو في العديد من الهيئات ومستشار للعديد من الجهات، فهو مستشار تحرير مجلة الأسرة منذ عام 1421هـ، وعضو الهيئة العلمية في مؤسسة الوقف الإسلامي، وعضو المجلس العلمي بالمؤسسة نفسها.

بالإضافة إلى ذلك عمل مديرا للبحث والتقصي في شركة بل كندا للاتصالات، وهو عضو في لجنة دراسة خطط الماجستير والدكتوراه في قسم الثقافة بالجامعة، وعضو في لجان متعددة على فترات زمنية متفرقة في كلية التربية وقبلها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

ومهما قرأت للدكتور إبراهيم الفارس أو سمعت عنه فلن يغني ذلك أن تسمعه مباشرة، لتجد نفسك أمام حالة متفردة من موسوعية المثقف، ودقة الفقيه، وهي حالة قل أن تجتمع لكثير من الأكادميين والعاملين في المجال الثقافي، الذين كان من أبرزهم وأكثرهم حضورا بين القراء الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.

لقد استمعت مباشرة للدكتور الفارس عدة محاضرات، كان يتحدث خلالها عن طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة، وعن علاقة دولة إيران بدول المنطقة، وكان يفصل في الأحداث ويربطها بالواقع بوعي، كما استمعت منه لأحاديث مطولة عن طبيعة الصراع العربي الصهيوني، وهي كلها قضايا حيوية وشائكة، يحتاج المثقف المعاصر للوقوف على جذورها وأصولها التاريخية، ولا يتأتي هذا إلا عبر فرسان ـ مثل الدكتور إبراهيم الفارس ـ استوعبوا الثقافة الإسلامية ونشطوا بين الناس لنشرها، خصوصا في الزمن الراهن الذي صار؛ زمن حرب الثقافات وصراع كسر الإرادات

من طرف الامبراطورة السبت فبراير 02, 2013 10:38 am

الف شكر لك علي جهودك

الدكتور إبراهيم الفارس.. فارس الثقافة الإسلامية

الدكتور إبراهيم الفارس.. فارس الثقافة الإسلامية

رد: الدكتور إبراهيم الفارس.. فارس الثقافة الإسلامية