"السحار: رحلة إلى السيرة النبوية" لمحمد جبريل
صفحة 1 من اصل 1
"السحار: رحلة إلى السيرة النبوية" لمحمد جبريل
يرى الروائي محمد جبريل أن عبد الحميد جودة السحار من أشد أدبائنا "تعبيراً عن البيئة المصرية كما أنه أكثرهم التزاماً بالمغزى الأخلاقي" بدءاً من قصته الأولى "رجل البيت".
يقول محمد جبريل:
"سألت السحار: هل تعبِّر أعمالك عن فلسفة حياة متكاملة؟
فقال: إنني دائما أحاول أن أصور لحظات الضعف البشري، لكنني لا أترك الأضواء مسلطة على الإنسان عند سقوطه، بل أترك الأضواء مسلطة على لحظات الإفاقة. السقوط عبارة عن الواقع الصغير، إنما الندم، والنظر إلى أعلى، إلى السمو، إلى الله.. هو الواقع الكبير.. وأحاول أن أوضِّح دائماً أننا لسنا وحدنا المسيطرين على مصائرنا".
وقد اتجه السحار إلى كتابة السيرة الإسلامية، فكتب "أبو ذر الغفاري" و"بلال مؤذن الرسول" و"سعد بن أبي وقّاص" و"أبناء أبي بكر الصديق".
وكان يرى أن تطوير الثقافة العربية مرهون بقدرتنا على محاورة تراثنا والاستضاءة به، يقول:
"لقد أحسست أن التراث الإسلامي والثقافة العربية يمثلان شيئاً مهماً وجوهرياً داخل حلقات التطور الفكري لمصر عبر العصور، وإنه لا يُمكن تطوير الأدب، وتطوير الثقافة المصرية دون العودة إلى استلهام هذا التراث، وتحقيقه على المستويين الفكري والفني، لذلك كتبت العديد من الأعمال القصصية بعد محاولة هضم هذه الألوان من الثقافة الإنسانية بشكل عام".
***
أصدر عبد الحميد جودة السحار العديد من المجموعات القصصية والروايات التي تُغطي جواني مختلفة في حياتنا الاجتماعية، وتسلط الضوء على سلبياتها من زوايا أخلاقية، لكن العناية بالتاريخ الإسلامي كانت ـ في الحقيقة ـ شاغل السحار منذ بدايات حياته الأدبية سعياُ لكتابة أهم أعماله وأخطرها، وهو السيرة النبوية المعنونة بـ "محمد رسول الله والذين معه"؛ وفيها يتناول سير الأنبياء من عهد آدم أبي البشر ـ عبوراً بإبراهيم أبي الأنبياء ـ حتى وفاة الرسول في عشرين جزءاً كبيراً يبلغ مجموع صفحاتها حوالي عشرة آلاف صفحة.
يقول المؤلف: "إن الإنجاز الأهم للسحار ـ باعترافه ـ هو السيرة النبوية، أعطاها معظم عمره، قرأ وقارن ووازن وثبّت آراءه، ورفض آراء مناقضة، وقدّم عملاً موسوعياً، أثق أنه هو ما سيبقى من أدب السحار"(ص41).
وقد يثور سؤال: "لماذا أطلق السحار على السيرة "محمد رسول الله والذين معه" إذا كان قد كتب في الكتاب عن تاريخ الأنبياء جميعاً؟
"يؤكّد الكاتب أن الإسلام ـ منذ بدء الخليقة ـ هو دين الله، دعا إليه الرسل والأنبياء… وهو ما يؤيده قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام" وقوله تعالى: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه".
وبالإضافة إلى "محمد رسول الله والذين معه" فقد كتب السحار: القصص الديني للأطفال في (86) جزءاً، منها قصص الأنبياء في (21 جزءاً بالاشتراك مع الكاتب الراحل سيد قطب، وقصص السيرة في (24) جزءاً، وقصص الخلفاء في (20) جزءاً، وسلسلة "العرب في أوروبا" في (24) جزءاً" (ص82).
لكن يُمكن القول إن السحار كان منذ صباه هاوياً للسيرة النبوية، قارئاً لها، متمنياً أن يوفقه الله لكتابتها كتابة فنية.
يقول في مذكراته "هذه حياتي":
"كان تاريخ محمد صلى الله عليه وسلم وما يدور حوله يستهويني، ويأخذ بلبي، ويستولي على كل انتباهي.. وشببت وأنا معجب بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما عرفت كيف أقرأ، عكفت على قراءة كتب السيرة، وما كُتب عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فازداد إعجابي بشخصيته الفذة الفريدة، وهويت الكتابة، فكانت أمنيتي منذ حملت القلم أن يُوفقني الله إلى كتابة السيرة النبوية في أسلوب قصصي".
وقد أقبل العالم الإسلامي على قراءة السحار مبدعاً إسلامياً، ويكشف المؤلف عن ذلك في فقرة جديرة بالإشادة، تُثبت أن ذاكرة الأمة حية، وأنها تحمل في القلب من ينتمون لها، ويدينون بدينها، ويكتبون ـ بحماس وإخلاص ـ سيرة نبيهم.
يقول محمد جبريل:
"حين سافر السحار إلى الشرق الأقصى، في بعثة تجارية، أدهشه أنه معروف جيداً في إندونيسيا. أشارت الصحف إلى وصول الكاتب الإسلامي عبد الحميد جودة السحار، وتردد عليه في الفندق مئات العلماء والقراء العاديين، بادلوا دهشته بدهشة مماثلة، كان قد أصدر أعماله الإسلامية الأولى، فتصوّروا أنه شيخ معمْم، وليس شاباً في أوائل الأربعينيات" (ص90
يقول محمد جبريل:
"سألت السحار: هل تعبِّر أعمالك عن فلسفة حياة متكاملة؟
فقال: إنني دائما أحاول أن أصور لحظات الضعف البشري، لكنني لا أترك الأضواء مسلطة على الإنسان عند سقوطه، بل أترك الأضواء مسلطة على لحظات الإفاقة. السقوط عبارة عن الواقع الصغير، إنما الندم، والنظر إلى أعلى، إلى السمو، إلى الله.. هو الواقع الكبير.. وأحاول أن أوضِّح دائماً أننا لسنا وحدنا المسيطرين على مصائرنا".
وقد اتجه السحار إلى كتابة السيرة الإسلامية، فكتب "أبو ذر الغفاري" و"بلال مؤذن الرسول" و"سعد بن أبي وقّاص" و"أبناء أبي بكر الصديق".
وكان يرى أن تطوير الثقافة العربية مرهون بقدرتنا على محاورة تراثنا والاستضاءة به، يقول:
"لقد أحسست أن التراث الإسلامي والثقافة العربية يمثلان شيئاً مهماً وجوهرياً داخل حلقات التطور الفكري لمصر عبر العصور، وإنه لا يُمكن تطوير الأدب، وتطوير الثقافة المصرية دون العودة إلى استلهام هذا التراث، وتحقيقه على المستويين الفكري والفني، لذلك كتبت العديد من الأعمال القصصية بعد محاولة هضم هذه الألوان من الثقافة الإنسانية بشكل عام".
***
أصدر عبد الحميد جودة السحار العديد من المجموعات القصصية والروايات التي تُغطي جواني مختلفة في حياتنا الاجتماعية، وتسلط الضوء على سلبياتها من زوايا أخلاقية، لكن العناية بالتاريخ الإسلامي كانت ـ في الحقيقة ـ شاغل السحار منذ بدايات حياته الأدبية سعياُ لكتابة أهم أعماله وأخطرها، وهو السيرة النبوية المعنونة بـ "محمد رسول الله والذين معه"؛ وفيها يتناول سير الأنبياء من عهد آدم أبي البشر ـ عبوراً بإبراهيم أبي الأنبياء ـ حتى وفاة الرسول في عشرين جزءاً كبيراً يبلغ مجموع صفحاتها حوالي عشرة آلاف صفحة.
يقول المؤلف: "إن الإنجاز الأهم للسحار ـ باعترافه ـ هو السيرة النبوية، أعطاها معظم عمره، قرأ وقارن ووازن وثبّت آراءه، ورفض آراء مناقضة، وقدّم عملاً موسوعياً، أثق أنه هو ما سيبقى من أدب السحار"(ص41).
وقد يثور سؤال: "لماذا أطلق السحار على السيرة "محمد رسول الله والذين معه" إذا كان قد كتب في الكتاب عن تاريخ الأنبياء جميعاً؟
"يؤكّد الكاتب أن الإسلام ـ منذ بدء الخليقة ـ هو دين الله، دعا إليه الرسل والأنبياء… وهو ما يؤيده قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام" وقوله تعالى: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه".
وبالإضافة إلى "محمد رسول الله والذين معه" فقد كتب السحار: القصص الديني للأطفال في (86) جزءاً، منها قصص الأنبياء في (21 جزءاً بالاشتراك مع الكاتب الراحل سيد قطب، وقصص السيرة في (24) جزءاً، وقصص الخلفاء في (20) جزءاً، وسلسلة "العرب في أوروبا" في (24) جزءاً" (ص82).
لكن يُمكن القول إن السحار كان منذ صباه هاوياً للسيرة النبوية، قارئاً لها، متمنياً أن يوفقه الله لكتابتها كتابة فنية.
يقول في مذكراته "هذه حياتي":
"كان تاريخ محمد صلى الله عليه وسلم وما يدور حوله يستهويني، ويأخذ بلبي، ويستولي على كل انتباهي.. وشببت وأنا معجب بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما عرفت كيف أقرأ، عكفت على قراءة كتب السيرة، وما كُتب عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فازداد إعجابي بشخصيته الفذة الفريدة، وهويت الكتابة، فكانت أمنيتي منذ حملت القلم أن يُوفقني الله إلى كتابة السيرة النبوية في أسلوب قصصي".
وقد أقبل العالم الإسلامي على قراءة السحار مبدعاً إسلامياً، ويكشف المؤلف عن ذلك في فقرة جديرة بالإشادة، تُثبت أن ذاكرة الأمة حية، وأنها تحمل في القلب من ينتمون لها، ويدينون بدينها، ويكتبون ـ بحماس وإخلاص ـ سيرة نبيهم.
يقول محمد جبريل:
"حين سافر السحار إلى الشرق الأقصى، في بعثة تجارية، أدهشه أنه معروف جيداً في إندونيسيا. أشارت الصحف إلى وصول الكاتب الإسلامي عبد الحميد جودة السحار، وتردد عليه في الفندق مئات العلماء والقراء العاديين، بادلوا دهشته بدهشة مماثلة، كان قد أصدر أعماله الإسلامية الأولى، فتصوّروا أنه شيخ معمْم، وليس شاباً في أوائل الأربعينيات" (ص90
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51256
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
مواضيع مماثلة
» الأنشودة الرائعة لمحمد العزاوي | يشرق دمعي |
» السيرة الذاتية للشاعر ابراهيم ناجى
» القارئ محمد جبريل Size : 1.32 GB
» د. فالح الصغير مؤسس شبكة السنة النبوية وعلومها
» رحلة مصيرها الموت
» السيرة الذاتية للشاعر ابراهيم ناجى
» القارئ محمد جبريل Size : 1.32 GB
» د. فالح الصغير مؤسس شبكة السنة النبوية وعلومها
» رحلة مصيرها الموت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى