"حافظ إبراهيم" من عمالقة مدرسة الإحياء
صفحة 1 من اصل 1
"حافظ إبراهيم" من عمالقة مدرسة الإحياء
آن الأوان أن نتحدث عن العملاق الثالث من عمالقة الشعر العربي الأصيل الذي ينتمي إلى مدرسة الإحياء التي يعد البارودي رائدها، وشوقي من أركانها، وشاعرنا – في هذا المقال – أحد أعمدتها. ذلكم هو شاعر النيل حافظ بن إبراهيم أفندي فهمي.
ولد الشاعر الكبير حافظ إبراهيم في 4شباط من العام 1872م على الأرجح!! من أب مصري وأم هي: هانم بنت أحمد البور صه لي من أسرة تركية تسكن (المغربلين)؛ فهو عربي من جهة الأب، وتركي من جهة الأم.
كانت سفينة (ذهبية) ترسو على شاطئ النيل أمام بلدة ديروط في أعلى صعيد مصر يسكنها والد الشاعر_ قد شهدت ولادة هذا الكوكب الشعري حيث كان والده مهندسا مشرفا على قناطر ديروط.
توفي والد الشاعر بعد أربع سنوات من ولادته؛ فانتقلت به أمه إلى بيت خاله، فتولى أمره، وقام بتربيته.
درس حافظ إبراهيم في المدرسة الخيرية التي كانت في القلعة، ثم مدرسة القِرَبِيَة الابتدائية، وتحول بعد ذلك إلى مدرسة المبتديان وأخيرا إلى الخديوية التي لم يستمر بقاؤها فيها، فرحل مع خاله ( محمد أفندي نيازي 1) إلى طنطا؛ وتعرف هناك على الأستاذ عبد الوهاب النجار الذي كان طالبا في المعهد الأحمدي.
لقد عانى حافظ إبراهيم في حياته من ظروف الحياة كثيرا ، فأولها :
- يتمه
- عمله في مهنة لا يرغب فيها كثيرا ( المحاماة )
- شغله وظائف في وزارتي الحربية والداخلية
- عيشه في بيت خاله
- وفاة أمه في العام 1908م
- وفاة زوجه 1906م، ولم يعقب منها؛ وقيل : إنه طلَّقها.
- فقره ومرضه؛ فلقد كان كثير الشكوى والتبرم
- سفره إلى السودان، واشتراكه في انتفاضة الضباط وإحالته إلى التقاعد بعد محاكمة.
(1) مهندس تنظيم في طنطا
- إحساسه بآلام الناس وآمال الأمة.
- بعده عن القصر ورجاله؛ وفي هذا الأمر يختلف عن شوقي الذي كان أرستقراطيا من كبار رجال الملك.
- عمله في دار الكتب المصرية منذ إحالته إلى المعاش، وحتى وفاته سنة 1932م في 21 تموز في حي الزيتون بضواحي القاهرة حيث لبى نداء ربه في الساعة الخامسة صباحا
- اتصاله بالشيخ محمد عبده.
نحن أمام شاعر إنساني يحب الأدب والشعر، ويعكف على مطالعة الكتب قريب من الناس يعشق المزاح والمداعبة متبرم مما حوله، غيور على الأمة وشخصيتها ولغتها وهويتها ذي خبرة عسكرية وأمنية. هو كريم معطاء؛ ولاسيما على الفقراء فهو – كغيره من الشعراء- لا يستقر له حال؛ وقد يقول قولا يخالف ما عليه نفسه فإذا انتقد ، انتقد برفق، وإذا أعنف، أخفى اسمه؛ لأنه كان يخاف فقدان وظيفته بدار الكتب المصرية، فحبه للعمل والكسب، وخوفه من انتقام السلطان كانا نقمة على شعره وأدبه.
فأنت ترى أزهى شعره في الأيام الأولى لبؤسه ، وشاعرنا يقبل النقد مشافهة، فإذا أعلنت نقدك في صحيفة أو أمام ملأ فهو الليث عاديا.
ألم حافظ بثقافة متنوعة فهو كالنحلة ترشف زهرة من هنا،وزهرة من هناك.......ثم غشيانه مجالس الساسة أمثال سعد زغلول، ومصطفى كامل، ومجالس الأدباء : كمجلس قاسم أمين، وخليل مطران، وكان يحضر دروس الشيخ محمد عبده ، وحرص على مخالطة عِلية القوم في الحل والترحال .كل ذلك أثر في تكوين شخصيته العلمية، والأدبية،؛ إضافة إلى أنه يعرف الفرنسية، فاطلع على آدابها، وقرأ الأدب الإنجليزي؛ والشاعر ذو تجربة واسعة، وحضور كبير في الساحة الأدبية والشعبية والوطنية.
تميز حافظ بعاطفة قوية ونفس فنية سمت به على أقرانه من أهل عصره، واتخذ من البارودي مثله الأعلى، فهو رب القلم والسيف، فقال يخاطبه:
وهبني من أنوار علمك لمعة
على ضوئها أسري وأقفو من اهتدى
وأربو على ذاك الفخور بقوله
إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشـدا
لم يعترف حافظ بتفوق أحد عليه سوى شوقي، والفضل يعود إلى الله ثم إلى العباس يقول:
لم أخش من أحد في الشعر يسبقني
إلا فتى ماله في السبق إلاه
ذاك الذي حكـمت فينا براعته
وأكرم الله والعباس مثواه
فالحديث عن شعر حافظ إبراهيم لا يتسع له هذا المقال، فهو شعر واسع متنوع الأغراض متجدد الإهاب؛ كلما تجدد ينبوع الحياة، وللشاعر الكبير لقاء آخر نحاول أن نلم ببعض أغراضه وصفاته
وأختم هذا المقال بأبيات قالها الشاعر في 2\تموز سنة 1929م في الجامعة الأمريكية ببيروت حيث أقيم له احتفال تكريم.
ولى الشــباب وجازتني فتوته
وهدم السقم بعد الــسقم أركاني
وقد وقفت على السـتين أسألها
أسـوفت أم أعدت حــر أكفاني
كم من قريب نأى عني فأوجعني
وكم عزيـــز مضى قبلي فأبكاني
إذا تصـفحت ديواني لتقـرأني
وجدت شـعر المراثي نصف ديواني
حسبي وحسب النهى ما نلت من كرم
قد كدت أنسـى به أهلي وخلاني
ولد الشاعر الكبير حافظ إبراهيم في 4شباط من العام 1872م على الأرجح!! من أب مصري وأم هي: هانم بنت أحمد البور صه لي من أسرة تركية تسكن (المغربلين)؛ فهو عربي من جهة الأب، وتركي من جهة الأم.
كانت سفينة (ذهبية) ترسو على شاطئ النيل أمام بلدة ديروط في أعلى صعيد مصر يسكنها والد الشاعر_ قد شهدت ولادة هذا الكوكب الشعري حيث كان والده مهندسا مشرفا على قناطر ديروط.
توفي والد الشاعر بعد أربع سنوات من ولادته؛ فانتقلت به أمه إلى بيت خاله، فتولى أمره، وقام بتربيته.
درس حافظ إبراهيم في المدرسة الخيرية التي كانت في القلعة، ثم مدرسة القِرَبِيَة الابتدائية، وتحول بعد ذلك إلى مدرسة المبتديان وأخيرا إلى الخديوية التي لم يستمر بقاؤها فيها، فرحل مع خاله ( محمد أفندي نيازي 1) إلى طنطا؛ وتعرف هناك على الأستاذ عبد الوهاب النجار الذي كان طالبا في المعهد الأحمدي.
لقد عانى حافظ إبراهيم في حياته من ظروف الحياة كثيرا ، فأولها :
- يتمه
- عمله في مهنة لا يرغب فيها كثيرا ( المحاماة )
- شغله وظائف في وزارتي الحربية والداخلية
- عيشه في بيت خاله
- وفاة أمه في العام 1908م
- وفاة زوجه 1906م، ولم يعقب منها؛ وقيل : إنه طلَّقها.
- فقره ومرضه؛ فلقد كان كثير الشكوى والتبرم
- سفره إلى السودان، واشتراكه في انتفاضة الضباط وإحالته إلى التقاعد بعد محاكمة.
(1) مهندس تنظيم في طنطا
- إحساسه بآلام الناس وآمال الأمة.
- بعده عن القصر ورجاله؛ وفي هذا الأمر يختلف عن شوقي الذي كان أرستقراطيا من كبار رجال الملك.
- عمله في دار الكتب المصرية منذ إحالته إلى المعاش، وحتى وفاته سنة 1932م في 21 تموز في حي الزيتون بضواحي القاهرة حيث لبى نداء ربه في الساعة الخامسة صباحا
- اتصاله بالشيخ محمد عبده.
نحن أمام شاعر إنساني يحب الأدب والشعر، ويعكف على مطالعة الكتب قريب من الناس يعشق المزاح والمداعبة متبرم مما حوله، غيور على الأمة وشخصيتها ولغتها وهويتها ذي خبرة عسكرية وأمنية. هو كريم معطاء؛ ولاسيما على الفقراء فهو – كغيره من الشعراء- لا يستقر له حال؛ وقد يقول قولا يخالف ما عليه نفسه فإذا انتقد ، انتقد برفق، وإذا أعنف، أخفى اسمه؛ لأنه كان يخاف فقدان وظيفته بدار الكتب المصرية، فحبه للعمل والكسب، وخوفه من انتقام السلطان كانا نقمة على شعره وأدبه.
فأنت ترى أزهى شعره في الأيام الأولى لبؤسه ، وشاعرنا يقبل النقد مشافهة، فإذا أعلنت نقدك في صحيفة أو أمام ملأ فهو الليث عاديا.
ألم حافظ بثقافة متنوعة فهو كالنحلة ترشف زهرة من هنا،وزهرة من هناك.......ثم غشيانه مجالس الساسة أمثال سعد زغلول، ومصطفى كامل، ومجالس الأدباء : كمجلس قاسم أمين، وخليل مطران، وكان يحضر دروس الشيخ محمد عبده ، وحرص على مخالطة عِلية القوم في الحل والترحال .كل ذلك أثر في تكوين شخصيته العلمية، والأدبية،؛ إضافة إلى أنه يعرف الفرنسية، فاطلع على آدابها، وقرأ الأدب الإنجليزي؛ والشاعر ذو تجربة واسعة، وحضور كبير في الساحة الأدبية والشعبية والوطنية.
تميز حافظ بعاطفة قوية ونفس فنية سمت به على أقرانه من أهل عصره، واتخذ من البارودي مثله الأعلى، فهو رب القلم والسيف، فقال يخاطبه:
وهبني من أنوار علمك لمعة
على ضوئها أسري وأقفو من اهتدى
وأربو على ذاك الفخور بقوله
إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشـدا
لم يعترف حافظ بتفوق أحد عليه سوى شوقي، والفضل يعود إلى الله ثم إلى العباس يقول:
لم أخش من أحد في الشعر يسبقني
إلا فتى ماله في السبق إلاه
ذاك الذي حكـمت فينا براعته
وأكرم الله والعباس مثواه
فالحديث عن شعر حافظ إبراهيم لا يتسع له هذا المقال، فهو شعر واسع متنوع الأغراض متجدد الإهاب؛ كلما تجدد ينبوع الحياة، وللشاعر الكبير لقاء آخر نحاول أن نلم ببعض أغراضه وصفاته
وأختم هذا المقال بأبيات قالها الشاعر في 2\تموز سنة 1929م في الجامعة الأمريكية ببيروت حيث أقيم له احتفال تكريم.
ولى الشــباب وجازتني فتوته
وهدم السقم بعد الــسقم أركاني
وقد وقفت على السـتين أسألها
أسـوفت أم أعدت حــر أكفاني
كم من قريب نأى عني فأوجعني
وكم عزيـــز مضى قبلي فأبكاني
إذا تصـفحت ديواني لتقـرأني
وجدت شـعر المراثي نصف ديواني
حسبي وحسب النهى ما نلت من كرم
قد كدت أنسـى به أهلي وخلاني
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
مواضيع مماثلة
» إبراهيم المصري كما عرفته
» القارئ عماد زهير حافظ Size : 596.24 MB
» إبراهيم هنانو المجاهد السوري
» إبراهيم .mp3
» الدكتور إبراهيم عوض.. حائط الصد الإسلامي
» القارئ عماد زهير حافظ Size : 596.24 MB
» إبراهيم هنانو المجاهد السوري
» إبراهيم .mp3
» الدكتور إبراهيم عوض.. حائط الصد الإسلامي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى