شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رحيل حسين علي محمد.. زارع الأقلام!!

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

رحيل حسين علي محمد.. زارع الأقلام!! Empty رحيل حسين علي محمد.. زارع الأقلام!!

مُساهمة من طرف علاء الدين السبت فبراير 02, 2013 3:13 am

رحل حسين علي محمد ولم ترحل أحلامه.. رحل بعد أن زرع شبابا وأقلاما في فضاء الكلمة الطيبة، وبعد أن أسس مدرسة أدبية مترامية الأطراف يدين لها بالولاء الكثير من الأدباء الشبان على اتساع رقعة الوطن العربي الفسيح.

رحل المبدع الميداني، الذي لم يكتف بدوره الأكاديمي؛ يُقعّد ويُنظّر فقط، بل كان في الحقل الإبداعي يراقب بزوغ يراع جديد.. ويساند التجارب الأدبية الشابة فيقومها ويجهزها للانطلاق!


لم يكن حسين علي محمد رحمه الله مجرد أستاذ أكاديمي نابه، أو شاعر مُجيد، فقد كان صاحب مشروع وصاحب قضية، هكذا كان يقول عن نفسه "أنا صاحب قضية".

كان رحمه الله في سباق مع الإنجاز، حيث كان من أوائل وأمهر الأدباء الذين استوعبوا إمكانية الاستفادة من التقنيات الحديثة والشبكة العنكبوتية، واستخدمها بقوة لخدمة منجزه، في الوقت الذي يفاخر فيه الكثير من المثقفين والأدباء أنهم مقطوعو الصلة بهذه الوسائل الحديثة التي لا يعرفها إلا الشباب!

ظل يحمل روح الشباب بين جنبيه طيلة سنوات عمره الستين، وكان كلما ازداد جسده نحولا ازدادت روحه فتوة؛ فأحلامه وثابة، وآماله عريضة، ولديه ثقة غير محدودة في ربه ثم في نفسه.. لا يتوقف عن القراءة والكتابة والدرس، وتقديم شباب الأدباء الذين يأنس منهم الموهبة إلى الساحة الأديبة، وكان يفرح بميلاد شاعر أو قاص أو ناقد، كما يفرح الأبوان بقدوم طفلهما البكر.

لقد اقتربت منه لأكثر من خمسة عشر عاما.. عايشته وخبرته في جميع أحواله، على المستويين الإبداعي والإنساني العام والخاص، ورأيت كيف يتعامل مع الناس بعفوية وعذوبة غير متكلفة، وما رأيته رد أحدا جاءه لطلب مساعدة أو مشورة، بل كان يبادر أصحابه وتلاميذه يتفقدهم، ويتتبع أخبارهم ويسأل عن أحوالهم الاجتماعية والأدبية، وماذا يمكن أن يقدم لهم.

وقد حكي لي أحد الأدباء الشبان الذين كانوا قريبين منه، حين كنا نتحدث عن رعايته للشباب أنه اتصل به في مساء أحد الأيام وقال له: سأقول لك شيئا تحت اللوم وفوق العتاب!

يقول الأديب الشاب وقبل أن يكمل الدكتور كلامه كانت أفكار كثيرة تعصف برأسي فما الأمر الذي يجعل أستاذا كبيرا كالدكتور حسين يتصل بي في هذا الوقت ليقول إنه عاتب عليّ؟!

يقول: وأكمل الدكتور حديثه قائلا: عرفت أنك في ضائقة مالية ولم تتصل بي وقد أكدت عليك من قبل ألا تتردد في طلب أي شيء تحتاجه فإن أمكنني ساعدتك أو بحثت لك عمن يساعدك!

لم يبخل رحمه الله في دعم الشباب بكل ما يستطيع، فكان يكتب عن الأدباء الشباب، ويلفت إليهم وسائل الإعلام والنقاد ليكتبوا عنهم ويطرحوا أسماءهم، وكان يقول في تواضع وإنكار للذات أنا لا أفعل شيئا، فهذا واجبي وهكذا كان يفعل أساتذتي معي!

كان حسين علي محمد يضحك ويرسل رأسه للوراء وتغرورق عيناه فرحا وسرورا حين يستعرض أمامنا تجربة أصوات معاصرة، وهو يمسك إصدارت منها متنوعة الطبعات، وكان يحتفظ بالكتاب الأول ويمده لنا مع الكتاب الأخير ويقول: انظروا للتطور الكبير في الطباعة.. الآن نحن ننافس وزارة الثقافة!

وقد كان محقا فيما يقول فقد قدمت سلسلة أصوات معاصرة التي أسسها منذ ثلاثين عاما أكثر من 120 كتابا أكثرها لأدباء شباب، ومعظم الكتب التي صدرت في السلسلة كانت الكتاب الأول لصاحبها، وكم كانت مغامرة كبيرة من الدكتور حسين وجرأة غير عادية، حين يدفع بكاتب لأول مرة للقراء، لكنه في المقابل كان لا يطبع كتابا قبل الاطلاع عليه والتأكد من أن صاحبه موهوب ويستحق أن يتعرف القراء عليه.

وفي لحظات الضيق بالواقع الأدبي والثقافي المتردي كان يقول ليتني أطعت والدي وتعلمت في الأزهر! وكنت أقول له أنت في ميدان لا يقل أهمية عن عمل علماء الأزهر، فيقول ـ وهو العارف ـ معك حق، لكن الواقع لا يشجع، لكنه سرعان ما يتجاوز شعوره بمرارة الواقع الأدبي المتردي ويبدأ في التخطيط لمشروع جديد أو ندوة أو كتاب يستعد لإصداره، ولا أذكر أني زرته إلا وكان لديه جديد!

كان رحمه الله صاحب قبول واسع بين المثقفين على اختلاف مشاربهم، كما كان شخصية جاذبة للأدباء الشبان، لا يجد راحته إلا وسطهم، يناقش ويقترح ويصوب في حب وتواضع.

وكان من مشاريعه المثمرة تنبيه ندوة الأدباء الشبان برابطة الأدب الإسلامي في الرياض، التي كانت بداية الانطلاق لعدد من الأدباء والشعراء، فكانت الندوة تعقد مرة في الشهر، ويجتمع لها الأدباء من شتى أحياء الرياض، يعرضون إبداعاتهم والدكتور حسين يستمع إليهم ويطرح رؤيته حول أشعارهم وقصصهم ويناقشهم فيها. وكانت هذه الندوة من بين الندوات الحيوية في الرياض التي تعتمد على التفاعل بين شباب الأدباء والأساتذة الراسخين أمثال الدكتور حسين رحمه الله.

وكما كان للدكتور حسين جهد واضح مع شباب رابطة الأدب الإسلامي، ومن قبلهم عموم الشباب الذين يقصدونه في أصوات معاصرة أو بشكل فردي، فكان له أسهام كبير في موقع لها أون لاين، حيث شارك في تأسيس الصفحة الأدبية بالموقع، وتولى الإشراف على مسابقة شهرية مخصصة للمبدعين الشباب في بداية انطلاق الموقع، وكان ضمن المحكمين والمتابعين الجيدين لتجربة جائزة الموقع السنوية في الثقافة والإبداع وكان أحد المحكمين الرئيسيين في الفروع الأدبية المختلفة.

وحين أقامت منتديات لها أون لاين مسابقة في القصة القصيرة خاصة بالفتيات، وطلبت إدارة الموقع منه قراءة النصوص وتقديم قراءة نقدية فيها لتنتفع الفتيات، رحب بالفكرة وقرأ النصوص وقال إن من بينها نصوصا تشي بمبدعات قادمات بقوة للساحة الأدبية إذا تمت رعايتهن ومساعدتهن.

ظل حسين على محمد طيلة حياته طاقة إبداعية كبيرة؛ متصل الحيوية والنشاط والأمل، ليتوقف فجأة بعد دخوله في غيبوبة إثر إصابته بجلطة دماغية وهو يمارس عمله الأكاديمي في يوم 28/6/2010 وحتى رحيله بالمستشفى العسكري بالرياض فجر الأربعاء 21/7/1020م رحمه الله.

أستاذي ومعلمي الدكتور حسين علي محمد لا أنسى أول لقاء بيننا في مساء شتوي برابطة الأدب الإسلامي بالرياض قبل خمسة عشر عاما حين عرفتك بنفسي فمددت يدك مرحبا وأعطيتني بطاقتك وقلت لي: هذا هاتفي في انتظار اتصالك.. ثم سلمت عليّ ثانية والابتسامة تملأ وجهك قائلا: إلى اللقاء.

منذ هذا الوقت وسحر ابتسامتك وطيبة قلبك وأستاذيتك كانت دافعي المستمر للالتصاق بك والنهل من فضلك وعلمك.. فيا أستاذي وأبي ها قد جاء دوري لأقول لك ومرارة الفقد تعتصر قلبي: إلى اللقاء

علاء الدين
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51256
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رحيل حسين علي محمد.. زارع الأقلام!! Empty رد: رحيل حسين علي محمد.. زارع الأقلام!!

مُساهمة من طرف الامبراطورة السبت فبراير 02, 2013 9:48 am

الف شكر لك علي جهودك
الامبراطورة
الامبراطورة
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57271
الجوائز : المركز الثالث
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى