الرئيسيةصلاح الدين الأيوبي.. ابن العراق ساكن دمشق!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صلاح الدين الأيوبي.. ابن العراق ساكن دمشق!
من طرف علاء الدين السبت فبراير 02, 2013 12:30 am
لم تحتفظ ذاكرة التاريخ ببطل شعبي كما احتفظت بالناصر صلاح الدين الأيوبي، طارد الروافض، وناصر منهج أهل السنة، محرر الأقصى وهازم الصليبين، الشريف في خصومته المشهود لها بالرجولة والشهامة حتى مع أعدائه!
ولد صلاح الدين في تكريت بالعراق عام 532 هـ الموافق 1138م، ويختلف المؤرخون في نسبه؛ هل هو كردي أم عربي، ويرجع ابن الأثير نسب أيوب بن شاذي بن مروان إلى الأكراد الروادية، ويعتبرهم فخذا من الهذبانية. بينما يرفض بعض ملوك الأيوبيين هذا النسب فيقولون: "إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم".
وأيا كان نسب صلاح الدين (كردي أم عربي) فالمهم أنه واحد من القادة المسلمين الذي يعتز بهم المسلم في كل مكان، فضلا عن اعتزاز كل إنسان شريف به وبمروءته التي صارت مضربا للمثل، ومثالا على الخلق الإسلامي الرفيع الذي مازال يذكره الأوروبيون حتى يومنا هذا!
ولد صلاح الدين في تكريت بالعراق كما أشرنا، وعاش طفولته في دمشق، حين كان والده نجم الدين واليا على بعلبك، مدة سبع سنوات وانتقل إلى دمشق، وقضى صلاح الدين طفولته في دمشق، وأمضى فترة شبابه في بلاط الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي أمير دمشق.
وتذكر المصادر أن صلاح الدين أحب دمشق حبا شديدًا، وتلقى علومه فيها، وبرع في دراساته، حتى قال عنه بعض معاصريه: إنه كان عالما بالهندسة والرياضيات وعلوم الحساب والشريعة الإسلامية، كما كان شغوفا بالعلوم الشرعية والفقه الإسلامي والعلوم العسكرية.
كما كان ملما بعلم الأنساب والسير الذاتية وتاريخ العرب والشعر، حيث حفظ ديوان الحماسة لأبي تمام عن ظهر قلب، أيضا أحب الخيول العربية، وعرف أنقى سلالاتها دما.
وحين بدأ صلاح الدين يكون صاحب حضور سياسي كانت الدولة العباسية قد تجزأت إلى عدة دويلات، في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي، فكان العبيديون (الفاطميون) يحكمون مصر، ويدعون لخلفائهم على المنابر ولا يعترفون بخلافة بغداد، وكان الصليبيون يحتلون المسجد الأقصى، والأتابكة يسيطرون على شمال العراق وسوريا الداخلية.
وكان لصلاح الدين دور بارز في القضاء على دولة الروافض العبيدية بمصر، والتحول بالجامع الأزهر تحولا مذهلا، حيث فرض تدريس المذهب السني بعدما كان يدرس فيه الفقه على طريقة فرقة الإسماعيلية الباطنية، وقام بتشجع الطلاب المصريين والمسلمين من كل مكان بالدراسة في الأزهر الذي أصبح المؤسسة الكبرى لدعوة أهل السنة من وقتها حتى يومنا هذا.
خاض صلاح الدين حروبا كثيرة لتوحيد الصف العربي ولم شمل دولة الإسلام، ونحج نجاحا كبيرا بما وهبة الله من قبول في قلوب الناس، وبما أجراه من إصلاحات كبيرة.
وكانت أهم منجزات صلاح الدين الأيوبي التي مازالت ماثلة في الأذهان إلى يومنا هذا تحريره لبيت المقدس عام (583هـ الموافق 1187م)، وقد كان هذا حدثا كبيرا وتحقيقا لطموحات ملوك سبقوه ولم يتمكنوا من تحريره.
ومما روى في هذا الصدد أنه نقل منبرا ضخما من حلب ونصبه في ساحة الأقصى، كان الملك العادل نور الدين محمود زنكي قد أعده ليوم تحرير الأقصى قبل التحرير بعشرين سنة، وحين علم صلاح الدين بذلك بكى وأمر بجلب المنبر من حلب ليكون نور الدين مشاركا في الفتح رغم غيابه.
وبعد تحرير القدس بخمسة أعوام، وبعد رحلة طويلة من الجهاد في سبيل الله توفي صلاح الدين فجر يوم الأربعاء في 27 صفر سنة 589هـ، 4 مارس سنة 1193م، وقد فُجع بموته المسلمون عموما والدمشقيون خصوصا، وبكاه الكثيرون عند تشييعه، وقيل إن العاقل كان ليُخيل له أن الدنيا كلها تصيح صوتًا واحدًا من شدة البكاء.
ودُفن بعد صلاة عصر ذلك اليوم في المدرسة العزيزية قرب المسجد الأموي في دمشق، إلى جوار الملك نور الدين زنكي، وعندما فُتحت خزانته الخاصة لم يكن فيها ما يكفي من المال لجنازته، فلم يكن فيها سوى سبعة وأربعين درهمًا ناصريا ودينارا واحدًا ذهبًا، ولم يخلف ملكًا ولا دارا، إذ كان قد أنفق معظم ماله في الصدقات.
وكما بكى المسلمون صلاح الدين بكاه الأوروبيون لنزاهته ومروءته، حتى إن "ڤيلهلم الثاني إمبراطور ألمانيا" عندما زار دمشق توجه إلى قبر صلاح الدين وقال له: "ملك بلا خوف ولا ملامة، علّم خصومه الفروسية الحقيقية". رحم الله بطل دمشق وبطل المسلمين.
ولد صلاح الدين في تكريت بالعراق عام 532 هـ الموافق 1138م، ويختلف المؤرخون في نسبه؛ هل هو كردي أم عربي، ويرجع ابن الأثير نسب أيوب بن شاذي بن مروان إلى الأكراد الروادية، ويعتبرهم فخذا من الهذبانية. بينما يرفض بعض ملوك الأيوبيين هذا النسب فيقولون: "إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم".
وأيا كان نسب صلاح الدين (كردي أم عربي) فالمهم أنه واحد من القادة المسلمين الذي يعتز بهم المسلم في كل مكان، فضلا عن اعتزاز كل إنسان شريف به وبمروءته التي صارت مضربا للمثل، ومثالا على الخلق الإسلامي الرفيع الذي مازال يذكره الأوروبيون حتى يومنا هذا!
ولد صلاح الدين في تكريت بالعراق كما أشرنا، وعاش طفولته في دمشق، حين كان والده نجم الدين واليا على بعلبك، مدة سبع سنوات وانتقل إلى دمشق، وقضى صلاح الدين طفولته في دمشق، وأمضى فترة شبابه في بلاط الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي أمير دمشق.
وتذكر المصادر أن صلاح الدين أحب دمشق حبا شديدًا، وتلقى علومه فيها، وبرع في دراساته، حتى قال عنه بعض معاصريه: إنه كان عالما بالهندسة والرياضيات وعلوم الحساب والشريعة الإسلامية، كما كان شغوفا بالعلوم الشرعية والفقه الإسلامي والعلوم العسكرية.
كما كان ملما بعلم الأنساب والسير الذاتية وتاريخ العرب والشعر، حيث حفظ ديوان الحماسة لأبي تمام عن ظهر قلب، أيضا أحب الخيول العربية، وعرف أنقى سلالاتها دما.
وحين بدأ صلاح الدين يكون صاحب حضور سياسي كانت الدولة العباسية قد تجزأت إلى عدة دويلات، في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي، فكان العبيديون (الفاطميون) يحكمون مصر، ويدعون لخلفائهم على المنابر ولا يعترفون بخلافة بغداد، وكان الصليبيون يحتلون المسجد الأقصى، والأتابكة يسيطرون على شمال العراق وسوريا الداخلية.
وكان لصلاح الدين دور بارز في القضاء على دولة الروافض العبيدية بمصر، والتحول بالجامع الأزهر تحولا مذهلا، حيث فرض تدريس المذهب السني بعدما كان يدرس فيه الفقه على طريقة فرقة الإسماعيلية الباطنية، وقام بتشجع الطلاب المصريين والمسلمين من كل مكان بالدراسة في الأزهر الذي أصبح المؤسسة الكبرى لدعوة أهل السنة من وقتها حتى يومنا هذا.
خاض صلاح الدين حروبا كثيرة لتوحيد الصف العربي ولم شمل دولة الإسلام، ونحج نجاحا كبيرا بما وهبة الله من قبول في قلوب الناس، وبما أجراه من إصلاحات كبيرة.
وكانت أهم منجزات صلاح الدين الأيوبي التي مازالت ماثلة في الأذهان إلى يومنا هذا تحريره لبيت المقدس عام (583هـ الموافق 1187م)، وقد كان هذا حدثا كبيرا وتحقيقا لطموحات ملوك سبقوه ولم يتمكنوا من تحريره.
ومما روى في هذا الصدد أنه نقل منبرا ضخما من حلب ونصبه في ساحة الأقصى، كان الملك العادل نور الدين محمود زنكي قد أعده ليوم تحرير الأقصى قبل التحرير بعشرين سنة، وحين علم صلاح الدين بذلك بكى وأمر بجلب المنبر من حلب ليكون نور الدين مشاركا في الفتح رغم غيابه.
وبعد تحرير القدس بخمسة أعوام، وبعد رحلة طويلة من الجهاد في سبيل الله توفي صلاح الدين فجر يوم الأربعاء في 27 صفر سنة 589هـ، 4 مارس سنة 1193م، وقد فُجع بموته المسلمون عموما والدمشقيون خصوصا، وبكاه الكثيرون عند تشييعه، وقيل إن العاقل كان ليُخيل له أن الدنيا كلها تصيح صوتًا واحدًا من شدة البكاء.
ودُفن بعد صلاة عصر ذلك اليوم في المدرسة العزيزية قرب المسجد الأموي في دمشق، إلى جوار الملك نور الدين زنكي، وعندما فُتحت خزانته الخاصة لم يكن فيها ما يكفي من المال لجنازته، فلم يكن فيها سوى سبعة وأربعين درهمًا ناصريا ودينارا واحدًا ذهبًا، ولم يخلف ملكًا ولا دارا، إذ كان قد أنفق معظم ماله في الصدقات.
وكما بكى المسلمون صلاح الدين بكاه الأوروبيون لنزاهته ومروءته، حتى إن "ڤيلهلم الثاني إمبراطور ألمانيا" عندما زار دمشق توجه إلى قبر صلاح الدين وقال له: "ملك بلا خوف ولا ملامة، علّم خصومه الفروسية الحقيقية". رحم الله بطل دمشق وبطل المسلمين.
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51204
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
رد: صلاح الدين الأيوبي.. ابن العراق ساكن دمشق!
من طرف الامبراطورة السبت فبراير 02, 2013 10:32 am
الف شكر لك علي جهودك
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57219
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة» (¯`·._الشيخ صلاح الدين عبدالرحمن عدد التلاوات 15 تلاوة_.·´¯)
» صلاح الدين المنجد سندباد المخطوط العربي
» فاطمة الأيوبي... ملكة النظافة!!
» قصة قصيرة : من عمان .. هنا دمشق
» ما رأيت وما سمعت من دمشق إلى مكة
» صلاح الدين المنجد سندباد المخطوط العربي
» فاطمة الأيوبي... ملكة النظافة!!
» قصة قصيرة : من عمان .. هنا دمشق
» ما رأيت وما سمعت من دمشق إلى مكة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى