أهمية وضرورة التخيل في حياتنا.. د. سلمان العودة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أهمية وضرورة التخيل في حياتنا.. د. سلمان العودة
عندما يُجسد الخيال الأشياء؛ فإنه يصب صوراً من استوديوهات الدماغ إلى مسرح البصر.
قرأت ذات مرة كلمة سقراط: "الخيال هو العلامة الحقيقية للذكاء"، وكنت أشك
في صدق هذا القول، لم أكن متدرباً على التخيل، كان من حولي ينظرون إلى خيال
الطفل على أنهُ "مرحلة وتعدي"، الأنظمة في البيت والمدرسة والمحضن التربوي
تتجاهل الخيال، وتعتمد على الحفظ والتلقين والترديد والممارسة والطاعة!.
فبقي الخيال مختبئاً في قوقعته الطفولية الحالمة.
ثم لاحظت أنك حين تتخيل أحداً يقضم ليمونة شديدة الحموضة بشراهة ووجهه يقطب؛ فسوف يسيل لعابك!
وتلك حالة شعورية منبثقة من مصدر بداخلك.
وحين تتخيل جمالاً أخاذاً فسوف يستفز طاقتك كأنك تراه!
وحين تسمع صوتاً على الطرف الآخر من الهاتف؛ يسابقك عقلك في رسم الصورة أو تقريبها بما يتناسب ونبرة الصوت.
وحين تتخيل عزيزاً تشتاق إليه؛ فربما ذهلت عما حولك وكأنك تحادثه وتناجيه
وتبثه أحاسيسك!، ويسافر قلبك وعقلك إليه تاركاً جسدك مع الجلساء!
جِسمي معي غَيرَ أنّ الرّوحَ عنـدَكمُ
فالجسمُ في غُرْبَةٍ وَالرّوحُ في وَطَنِ
فَليَعجَبِ النّاسُ منــــــّي أنّ لي بَدَناً
لا رُوحَ فيهِ، وَلي رُوحٌ بـــــــلا بَدَنِ
تأمَّل هذا الحديث:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- يَقُولُ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ
يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ
دَرَنِهِ شَىْءٌ». قَالُوا لاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ. قَالَ:
فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ
الْخَطَايَا» (متفق عليه).
هل يمكن أن تقرأ هذا النص دون أن تتخيل نفسك وقد خرجت من باب منزلك ففوجئت بنهر يعترض طريقك؟
إن لم يقع ذلك سلفاً فحري أن يقع الآن، فإنّ وقتك مع نفسك ثمين، ولا يلزم
أن تقضيه في ارتكازات مع الواقعية فقط، وكأن عقلك سجين قضبان اللحظة
الراهنة!
حين تقرأ سورة: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}.
هل يمكنك حجب الخيال عن تصور مشهد القوم، والطير الأبابيل ترميهم بالحجارة، فيقعون صرعى كأنهم بقايا زرع يابس؟
أو تقرأ سورة العاديات فلا تتصوّر كتيبة الخيل وهي تعدو وتصوّت، وتضرب
الأرض بأقدامها وتغير على العدو قبل النهار، في مشهد درامي متحرك!
من الذي يقرأ نعيم الجنة، أو عذاب النار في القرآن دون أن يرسم له الخيال
صور الوجوه الناعمة الراضية، أو صور وجوه أخرى عليها غبرة، ترهقها قترة؟
ولماذا تقشعر بعض الأبدان ثم تلين الجلود والقلوب إلى ذكر الله؟
على أنهُ ليس في الآخرة مما في الدنيا إلا الأسماء.
وجدت بائع الكتب على رصيف الشارع يعرض كتاباً اسمه "التوهم" للحارث بن أسد
المحاسبي؛ قرأته بنهم، ووجدت نفسي وجهاً لوجه أمام رحلة الحياة والموت
والعذاب والنعيم، كتاب مطبوع يمكن لك قراءته، أو سماعه صوتياً من خلال هذا
الرابط:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الخيال هنا يجعل القارئ يعيش في قلب الحدث متلبساً به وليس مشاهداً من خارجه.
في حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْىُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ (إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ) وَ(إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) و( إِذَا السَّمَاءُ
انْشَقَّتْ)». (أخرجه أحمد، والترمذي، والطبراني، وصححه الحاكم، وقال ابن
حجر في الفتح: "حديث جيد")(4654).
أسماء الله الحسنى وصفاته لا يلحقها خيال ولا توهم: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ
عِلْمًا} (110) سورة طـه، {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ
الأَبْصَارَ} (103) سورة الأنعام، ومع ذلك لا يمكن منع الذهن من التصور،
ولذا قال الأئمة: كل ما خطر ببالك فالله ليس كذلك.
قرأت ذات مرة كلمة سقراط: "الخيال هو العلامة الحقيقية للذكاء"، وكنت أشك
في صدق هذا القول، لم أكن متدرباً على التخيل، كان من حولي ينظرون إلى خيال
الطفل على أنهُ "مرحلة وتعدي"، الأنظمة في البيت والمدرسة والمحضن التربوي
تتجاهل الخيال، وتعتمد على الحفظ والتلقين والترديد والممارسة والطاعة!.
فبقي الخيال مختبئاً في قوقعته الطفولية الحالمة.
ثم لاحظت أنك حين تتخيل أحداً يقضم ليمونة شديدة الحموضة بشراهة ووجهه يقطب؛ فسوف يسيل لعابك!
وتلك حالة شعورية منبثقة من مصدر بداخلك.
وحين تتخيل جمالاً أخاذاً فسوف يستفز طاقتك كأنك تراه!
وحين تسمع صوتاً على الطرف الآخر من الهاتف؛ يسابقك عقلك في رسم الصورة أو تقريبها بما يتناسب ونبرة الصوت.
وحين تتخيل عزيزاً تشتاق إليه؛ فربما ذهلت عما حولك وكأنك تحادثه وتناجيه
وتبثه أحاسيسك!، ويسافر قلبك وعقلك إليه تاركاً جسدك مع الجلساء!
جِسمي معي غَيرَ أنّ الرّوحَ عنـدَكمُ
فالجسمُ في غُرْبَةٍ وَالرّوحُ في وَطَنِ
فَليَعجَبِ النّاسُ منــــــّي أنّ لي بَدَناً
لا رُوحَ فيهِ، وَلي رُوحٌ بـــــــلا بَدَنِ
تأمَّل هذا الحديث:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- يَقُولُ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ
يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ
دَرَنِهِ شَىْءٌ». قَالُوا لاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ. قَالَ:
فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ
الْخَطَايَا» (متفق عليه).
هل يمكن أن تقرأ هذا النص دون أن تتخيل نفسك وقد خرجت من باب منزلك ففوجئت بنهر يعترض طريقك؟
إن لم يقع ذلك سلفاً فحري أن يقع الآن، فإنّ وقتك مع نفسك ثمين، ولا يلزم
أن تقضيه في ارتكازات مع الواقعية فقط، وكأن عقلك سجين قضبان اللحظة
الراهنة!
حين تقرأ سورة: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}.
هل يمكنك حجب الخيال عن تصور مشهد القوم، والطير الأبابيل ترميهم بالحجارة، فيقعون صرعى كأنهم بقايا زرع يابس؟
أو تقرأ سورة العاديات فلا تتصوّر كتيبة الخيل وهي تعدو وتصوّت، وتضرب
الأرض بأقدامها وتغير على العدو قبل النهار، في مشهد درامي متحرك!
من الذي يقرأ نعيم الجنة، أو عذاب النار في القرآن دون أن يرسم له الخيال
صور الوجوه الناعمة الراضية، أو صور وجوه أخرى عليها غبرة، ترهقها قترة؟
ولماذا تقشعر بعض الأبدان ثم تلين الجلود والقلوب إلى ذكر الله؟
على أنهُ ليس في الآخرة مما في الدنيا إلا الأسماء.
وجدت بائع الكتب على رصيف الشارع يعرض كتاباً اسمه "التوهم" للحارث بن أسد
المحاسبي؛ قرأته بنهم، ووجدت نفسي وجهاً لوجه أمام رحلة الحياة والموت
والعذاب والنعيم، كتاب مطبوع يمكن لك قراءته، أو سماعه صوتياً من خلال هذا
الرابط:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الخيال هنا يجعل القارئ يعيش في قلب الحدث متلبساً به وليس مشاهداً من خارجه.
في حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْىُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ (إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ) وَ(إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) و( إِذَا السَّمَاءُ
انْشَقَّتْ)». (أخرجه أحمد، والترمذي، والطبراني، وصححه الحاكم، وقال ابن
حجر في الفتح: "حديث جيد")(4654).
أسماء الله الحسنى وصفاته لا يلحقها خيال ولا توهم: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ
عِلْمًا} (110) سورة طـه، {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ
الأَبْصَارَ} (103) سورة الأنعام، ومع ذلك لا يمكن منع الذهن من التصور،
ولذا قال الأئمة: كل ما خطر ببالك فالله ليس كذلك.
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51266
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57281
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» حكم وأقوال واقتباسات د.سلمان العودة
» ديوان العودة
» تحميل اغنية مودا مودي كل يوم حصص دروس من سبيس تون العودة الي المدرسة Mp3
» أهمية العلم
» حياتنا من صنع افكارنا ......
» ديوان العودة
» تحميل اغنية مودا مودي كل يوم حصص دروس من سبيس تون العودة الي المدرسة Mp3
» أهمية العلم
» حياتنا من صنع افكارنا ......
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى