//..أحاديث الأربعين النووية..//


..الحديث الرابع والثلاثون..


//..أحاديث الأربعين النووية..// ..الحديث الرابع والثلاثون.. Wh_23341462




"...الشــــرح..."

قوله: { من رأى } من هذه شرطية وهي للعموم، قوله: { رأى } يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أن المراد رؤية القلب، وهي العلم، والثاني أشمل وأعم، وقوله: { منكراً } المنكر هو: ما أنكره الشرع وما حرمه الله عز وجل ورسوله.

قوله: { فليغيره بيده } اللام هذه للأمر أي: يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف، إما بمنعه مطلقاً أي: بتحويله إلى شئ مباح { بيده } إن كان له قدرة اليد.

قوله: { فإن لم يستطع } أي: أن يغيره بيده.

{ فبلسانه } بأن يقول لفاعله: اتقي الله، اتركه، وما أشبه ذلك.
{ فإن لم يستطع } باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام.

{ فبقلبه } أي: يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه.

وقال: { وذلك أضعف الإيمان } أي: أن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان.

ففي هذا الحديث فوائد:
وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب باليد أولاً وهذا لا يكون
إلا للسلطان، وإن لم يستطع فبلسانه، وهذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون
للناس المنكرات.


ومن فوائده: أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه.
ومن فوائد هذا الحديث: تيسير الشرع وتسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله: { فإن لم يستطع }.

ومن فوائد هذا الحديث: أن الإيمان يتفاوت، بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وله أدلة من القرآن والسنة على أنه يتفاوت.

وليعلم أن المراتب ثلاث: دعوه - أمر - تغيير.

فالدعوة
أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم
منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه، والآمربالمعروف والناهي عن المنكر: هو
الذي يأمر الناس ويقول افعلوا، أو ينهاهم ويقول: لا تفعلوا.


والمغير: هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ولا لأمره و نهيه.