فضل طلب الحديث الشريف ، وأخلاق طلبته
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فضل طلب الحديث الشريف ، وأخلاق طلبته
1- قال النووي في مقدمة ( شرح صحيح مسلم ص 116 ، 117 ) " ... أما بعد . فإن الاشتغال بالعلم من أفضل القربات وأجل الطاعات ، وأهم أنواع الخير ، و آكد العبادات ، وأولى ما أنفقت فيه من نفائس الأوقات ، وثمر في إدراكه والتمكن فيه أصحاب الأنفس الزكيات ، وبادر إلى الاهتمام به المسارعون في الخيرات ، وسابق إلى التحلي به مستبقو المكرمات ، وقد تظاهر على ما ذكرته جمل من الآيات الكريمات ، والأحاديث الصحيحة المشهورات ، وأقاويل السلف – رضي الله عنهم – النيرات ، ولا ضرورة إلى ذكرها هنا لكونها من الواضحات الجليات ... ومن أهم أنواع العلوم تحقيق معرفة الأحاديث وذلك من نور النبوات ...." .
فقد جعل الإمام النووي ، طلب الحديث الشريف من أهم أنواع العلوم ، وأنفسها وأعظمها طلبا ، ومن أجل الطاعات ومن آكد العبادات لله تعالى .
2- قال الجزائري في ( توجيه النظر إلى أصول الأثر ص 418 ) .
" ... ألا إن من أصول فروض الكفايات علم أحاديث رسول الله ملسو هيلع هللا ىلص وآثار أصحابه - رضي الله عنهم – التي هي ثاني أدلة الأحكام ، ومعرفتها أمر شريف ، وشأن جليل ، لا يحيط به إلا من هذب نفسه بمتابعة أوامر الشرع ونواهيه ، و أزاح الزيغ عن قلبه ولسانه ..." .
فقد جعل – رحمه الله – طلب الحديث من فروض الكفايات ، والتي إذا تركها الجميع وزهدوا في طلبها جميعاً استحقوا غضب الله تعالى ومعاقبته لهم .
3- ونظراً لأهمية طلب الحديث ، فقد جعلوه أساساً لتربية وبناء أبنائهم ، وأول ما يجب أن يشتغلوا به في صغرهم .
- قال ابن جماعة في ( تذكرة السامع والمتكلم ص 126 ) .
" وعلى الطالب أن يبكر بسماع الحديث ، ولا يهمل الاشتغال به ، ويعلو به النظر في إسناده ورجاله ، ومعانيه وأحكامه وفوائده ، ولغته ، وتواريخه " .
- بل جعلوا من حق الرجل إكراه ولده على سماع الحديث ، قال الخطيب البغدادي في ( شرف أصحاب الحديث ص 66 ) سمعت عبد الله بن داود يقول : ينبغي للرجل أن يكره ولده على سماع الحديث " .
4- ولأهمية الحديث ، وشرف طلبته ، فقد شمَّر العلماء في طلبه ، وجعلوه ديدنهم حتى الموت .
- قال الخطيب في ( شرف أصحاب الحديث ص 68 ) قيل لابن المبارك : إلى كم تكتب الحديث ؟ قال لعل الكلمة التي انتفع بها لم أسمعها بعد ، وقال منصور بن الجصاص : قلت : لأحمد بن حنبل : إلى متى يكتب الرجل الحديث ؟ قال : حتى الموت " .
- وروى ابن أبى حاتم في : ( تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل ص 285) قال : قال عبيدة بن سليمان : رأيت ابن المبارك بين يدي أبى إسحاق الفزاري ، ومعه ألواح فقلت له في ذلك : فقال : ما أراني أدعه حتى أموت – يعنى طلب الحديث " .
5- ومن تشمير علماء المسلمين وجدهم في طلب الحديث : الرحلة في طلبه ، وجعل الرحلة علامة على علم الرجل .
- قال الخطيب البغدادي في ( الرحلة في طلب الحديث ص 89) :
قال يحيى بن معين : " أربعة لا تؤنس منهم رشداً : حارس الدرب ، ومنادى القاضي ، وابن المحدث ، ورجل يكتب في بلده ، ولا يرحل في طلب الحديث " .
- وذكر الخطيب ص 129 ، قول ابن المسيب : " إن كنت لأسير الليالي في الحديث الواحد " .
بل قد جعلوا طلب الحديث سبب في دفع الله تعالى البلاء عن هذه الأمة .
- قال الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 59 ) : قال إبراهيم بن أدهم : " إن الله يدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث " .
6- وجدّ هؤلاء العلماء في طلب الحديث ، وصبرهم على تحصيله كان مضرب الأمثال ، ومثار الإعجاب . فقد انفق هؤلاء العلماء في طلب الحديث النفس والنفيس ، وسهروا في طلبه الليالي ، وتجافت جنوبهم عن المضاجع فى درسه .
- قال الخطيب في ( الجامع لأخلاق الذي وآداب السامع 1/150 ) قال على بن المديني : سمعت يحيى بن سعيد القطان ، وذكروا طلب الحديث ، فقال أخرج من البيت قبل الغداة فلا أرجع إلى العتمة " .
- وحكى عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي في : ( تقدمة المعرفة ص 360 ) قال : سمعت أبى يقول : " أول سنة خرجت في طلب الحديث ، أقمت سبع سنين ، أحصيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ لم أزل أحصى حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته ، كما كنت أسير من الكوفة إلى بغداد ، فما لا أحصى كم مرة ، ومن مكة إلى المدينة مرات كثيرة ، وخرجت من البحرين من قرب مدينة صلا إلى مصر ماشياً ، ومن مصر إلى الرملة ماشياً ومن الرملة إلى بيت المقدس ومن الرملة إلى عسقلان ، ومن الرملة إلى طبرية ومن طبرية إلى دمشق ، ومن دمشق إلى حمص ، ومن حمص إلى إنطاكية ...." .
- وروى وراقه عنه أنه : كان في سفر معه فكان يراه يقوم في الليلة الواحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ أحاديث فيورى ناراً بيده ، ويسرج ويخرج أحاديث فيعلم عليها ، ثم يضع رأسه فقلت : إنك تحمل على نفسك كل هذا ، ولا توقظني ، قال : أنت شاب ، وأنا لا أحب أن أفسد عليك نومك ..." .
8- ومع جد العلماء وتشمير طلبة العلم في طلب الحديث ، فقد قرنوا طلبه بآداب وأخلاق يجب على طالب الحديث أن يتحلى بها ويلازمها ، ومنها آداباً خاصة بالمحدث في نفسه ، وآداباً مع شيخه وآداباً مع رفاقه في الطلب ، وآداباً في الكتابة والخط ، وفى المشي والجلوس والمأكل والمشرب والملبس . وهى في النهاية تجعل طالب الحديث أكمل الناس آداباً وخلقاً .
- قال الخطيب في : ( الجامع لأخلاق الراوي ج1 ص 78 ) :
" والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدباً وأشدهم تواضعاً . وأعظمهم نزاهة وتديناً ، وأقلهم طيشاً وغضباً ؛ لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله وآدابه وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته . وأصحابه وطرائق المحدثين ، وتأثر الماضيين ، فيأخذوا بأجملها وأحسنها ، ويصدفوا عن أرذلها وأدونها ..
قال أبو عاصم : " من طلب الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا فيجب أن يكون خير الناس " .
ولقد وضع العلماء في ذلك شروطاً لمن يشتغل بالحديث الشريف .
- قال ابن الصلاح في ( مقدمة في علوم الحديث ص 49 ، 50 ) .
" أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يشترط فيمن يحتج بروايته أن يكون : عدلا ضابطا لما يرويه ؛ وتفصيله أن يكون : مسلماً ، بالغا ، عاقلاً ، سالما من أسباب الفسق وخوارم المروءة ، متيقظاً غير مغفل ,حافظاً إن حدث من حفظة ضابطاً إن حدث من كتابه ، وإن كان يحدث بالمعنى اشترط فيه مع ذلك أن يكون عالماً بما يحيل المعاني "
9- كما قرر هؤلاء العلماء أن على طالب الحديث أولاً أن يجرد نيته لله ىلاعت .
روى الســــــــــيوطي في : ( مفتاح الجنة ص 82 ) قول الثوري : " لا أعلم شيئاً من الأعمال أفضل من طلب الحديث لمن حسنت نيته . وقال ابن المبارك : " ما أعلم شيئاً أفضل من طلب الحديث لمن أراد به الله ىلاعت "
وروى الخطيب في [ الجامع لأخلاق الراوي 1/85 ] قول حماد بن سلمة : "من طلب الحديث لغير الله تعالى مكر به ."
10-ومع إخلاص النية لابد من الورع والتقوى حتى يلين الحديث لصاحبه ؟ لأن الحديث لا يلين إلا لصاحب الورع و التقوى .
قال ابن الجوزي في :[ صفه الصفوة 2/737] قال : إبراهيم الحربي : "ألين الحديث لأبى داود كما ألين الحديد لداود .وجمع مع علمه الورع والتقوى " .
11-ومع تجريد النية لله ، والورع والتقوى لابد من وجود الهمة العالية في طلب الحديث ، والانشغال التام به .
-قال الخطيب في :[ الجامع لأخلاق الراوي 1/143 ] قال ابن عيينة: "كان الشاب إذا وقع في الحديث احتسبه أهله ".
-وقال ابن القيم في [ الفوائد ص 83 ] "وأعلى الهمم في طلب العلم ، طلب الكتاب والسنة ، والفهم عن الله و رسوله "
12-وعلى طالب علم الحديث أن يتحرى البعد عن الكذب في كل ما يأخذ أو يدع ، لأن الله لا يستر على من يكذب على رسوله.
قال الرامهرمزي في :[ المحدث الفاصل ص318] قال سفيان الثوري : "ما هم أحد يكذب في الحديث فيستر عليه " .
13-و يجب عليه –كذلك –أن يكون في الحديث فطنا . قال الفارسي في [ جواهر الأصول ص6] .
قال الإمام محمد الباقر : "من فقه الرجل بصره بالحديث ،أو فطنته للحديث " .
14-ومن الفطنة للمحدث بين يدي شيخه أن يتحلى بقول : لا أدرى فيما لا يعلم ، فإن "لا أدرى " كما قيل : نصف العلم :
قال ابن أبى حاتم في : [ تقدمة المعرفة ص 18 ] قال عبد الرحمن بن مهدي ، : "كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال : يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر :حملني أهل بلادي مسألة أسألك عنها ،قال فسل قال : فسأل الرجل عن أشياء ،فقال مالك : لا أحسن " .
قال :فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء ،
قال الرجل :وأي شئ أقول لأهل بلادي إذا رجعت إليهم؟
قال :تقول لهم ، قال مالك بن أنس :لا أحسن " .
15-ومن أخلاق طالب الحديث إجلال أهله ، ومهابتهم .
-قال الخطيب في : [ الجامع لأخلاق الراوي 1/184] قال عبد الرحمن بن حرملة : "ما كان إنسان يجترئ على سعيد بن المسيب يسأله عن شيء حتى يستأذن عليه كما يستأذن على الأمير " .
-وقال ابن أبى حاتم في[ تقدمة المعرفة ص 50] :قال محمود المروزي : "ما رأيت وكيعا عند ابن عينية قط إلا جاثيا بين يديه على ركبتيه ساكت لا يتكلم " .
فقد جعل الإمام النووي ، طلب الحديث الشريف من أهم أنواع العلوم ، وأنفسها وأعظمها طلبا ، ومن أجل الطاعات ومن آكد العبادات لله تعالى .
2- قال الجزائري في ( توجيه النظر إلى أصول الأثر ص 418 ) .
" ... ألا إن من أصول فروض الكفايات علم أحاديث رسول الله ملسو هيلع هللا ىلص وآثار أصحابه - رضي الله عنهم – التي هي ثاني أدلة الأحكام ، ومعرفتها أمر شريف ، وشأن جليل ، لا يحيط به إلا من هذب نفسه بمتابعة أوامر الشرع ونواهيه ، و أزاح الزيغ عن قلبه ولسانه ..." .
فقد جعل – رحمه الله – طلب الحديث من فروض الكفايات ، والتي إذا تركها الجميع وزهدوا في طلبها جميعاً استحقوا غضب الله تعالى ومعاقبته لهم .
3- ونظراً لأهمية طلب الحديث ، فقد جعلوه أساساً لتربية وبناء أبنائهم ، وأول ما يجب أن يشتغلوا به في صغرهم .
- قال ابن جماعة في ( تذكرة السامع والمتكلم ص 126 ) .
" وعلى الطالب أن يبكر بسماع الحديث ، ولا يهمل الاشتغال به ، ويعلو به النظر في إسناده ورجاله ، ومعانيه وأحكامه وفوائده ، ولغته ، وتواريخه " .
- بل جعلوا من حق الرجل إكراه ولده على سماع الحديث ، قال الخطيب البغدادي في ( شرف أصحاب الحديث ص 66 ) سمعت عبد الله بن داود يقول : ينبغي للرجل أن يكره ولده على سماع الحديث " .
4- ولأهمية الحديث ، وشرف طلبته ، فقد شمَّر العلماء في طلبه ، وجعلوه ديدنهم حتى الموت .
- قال الخطيب في ( شرف أصحاب الحديث ص 68 ) قيل لابن المبارك : إلى كم تكتب الحديث ؟ قال لعل الكلمة التي انتفع بها لم أسمعها بعد ، وقال منصور بن الجصاص : قلت : لأحمد بن حنبل : إلى متى يكتب الرجل الحديث ؟ قال : حتى الموت " .
- وروى ابن أبى حاتم في : ( تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل ص 285) قال : قال عبيدة بن سليمان : رأيت ابن المبارك بين يدي أبى إسحاق الفزاري ، ومعه ألواح فقلت له في ذلك : فقال : ما أراني أدعه حتى أموت – يعنى طلب الحديث " .
5- ومن تشمير علماء المسلمين وجدهم في طلب الحديث : الرحلة في طلبه ، وجعل الرحلة علامة على علم الرجل .
- قال الخطيب البغدادي في ( الرحلة في طلب الحديث ص 89) :
قال يحيى بن معين : " أربعة لا تؤنس منهم رشداً : حارس الدرب ، ومنادى القاضي ، وابن المحدث ، ورجل يكتب في بلده ، ولا يرحل في طلب الحديث " .
- وذكر الخطيب ص 129 ، قول ابن المسيب : " إن كنت لأسير الليالي في الحديث الواحد " .
بل قد جعلوا طلب الحديث سبب في دفع الله تعالى البلاء عن هذه الأمة .
- قال الخطيب في : ( شرف أصحاب الحديث ص 59 ) : قال إبراهيم بن أدهم : " إن الله يدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث " .
6- وجدّ هؤلاء العلماء في طلب الحديث ، وصبرهم على تحصيله كان مضرب الأمثال ، ومثار الإعجاب . فقد انفق هؤلاء العلماء في طلب الحديث النفس والنفيس ، وسهروا في طلبه الليالي ، وتجافت جنوبهم عن المضاجع فى درسه .
- قال الخطيب في ( الجامع لأخلاق الذي وآداب السامع 1/150 ) قال على بن المديني : سمعت يحيى بن سعيد القطان ، وذكروا طلب الحديث ، فقال أخرج من البيت قبل الغداة فلا أرجع إلى العتمة " .
- وحكى عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي في : ( تقدمة المعرفة ص 360 ) قال : سمعت أبى يقول : " أول سنة خرجت في طلب الحديث ، أقمت سبع سنين ، أحصيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ لم أزل أحصى حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته ، كما كنت أسير من الكوفة إلى بغداد ، فما لا أحصى كم مرة ، ومن مكة إلى المدينة مرات كثيرة ، وخرجت من البحرين من قرب مدينة صلا إلى مصر ماشياً ، ومن مصر إلى الرملة ماشياً ومن الرملة إلى بيت المقدس ومن الرملة إلى عسقلان ، ومن الرملة إلى طبرية ومن طبرية إلى دمشق ، ومن دمشق إلى حمص ، ومن حمص إلى إنطاكية ...." .
- وروى وراقه عنه أنه : كان في سفر معه فكان يراه يقوم في الليلة الواحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ أحاديث فيورى ناراً بيده ، ويسرج ويخرج أحاديث فيعلم عليها ، ثم يضع رأسه فقلت : إنك تحمل على نفسك كل هذا ، ولا توقظني ، قال : أنت شاب ، وأنا لا أحب أن أفسد عليك نومك ..." .
8- ومع جد العلماء وتشمير طلبة العلم في طلب الحديث ، فقد قرنوا طلبه بآداب وأخلاق يجب على طالب الحديث أن يتحلى بها ويلازمها ، ومنها آداباً خاصة بالمحدث في نفسه ، وآداباً مع شيخه وآداباً مع رفاقه في الطلب ، وآداباً في الكتابة والخط ، وفى المشي والجلوس والمأكل والمشرب والملبس . وهى في النهاية تجعل طالب الحديث أكمل الناس آداباً وخلقاً .
- قال الخطيب في : ( الجامع لأخلاق الراوي ج1 ص 78 ) :
" والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدباً وأشدهم تواضعاً . وأعظمهم نزاهة وتديناً ، وأقلهم طيشاً وغضباً ؛ لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله وآدابه وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته . وأصحابه وطرائق المحدثين ، وتأثر الماضيين ، فيأخذوا بأجملها وأحسنها ، ويصدفوا عن أرذلها وأدونها ..
قال أبو عاصم : " من طلب الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا فيجب أن يكون خير الناس " .
ولقد وضع العلماء في ذلك شروطاً لمن يشتغل بالحديث الشريف .
- قال ابن الصلاح في ( مقدمة في علوم الحديث ص 49 ، 50 ) .
" أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يشترط فيمن يحتج بروايته أن يكون : عدلا ضابطا لما يرويه ؛ وتفصيله أن يكون : مسلماً ، بالغا ، عاقلاً ، سالما من أسباب الفسق وخوارم المروءة ، متيقظاً غير مغفل ,حافظاً إن حدث من حفظة ضابطاً إن حدث من كتابه ، وإن كان يحدث بالمعنى اشترط فيه مع ذلك أن يكون عالماً بما يحيل المعاني "
9- كما قرر هؤلاء العلماء أن على طالب الحديث أولاً أن يجرد نيته لله ىلاعت .
روى الســــــــــيوطي في : ( مفتاح الجنة ص 82 ) قول الثوري : " لا أعلم شيئاً من الأعمال أفضل من طلب الحديث لمن حسنت نيته . وقال ابن المبارك : " ما أعلم شيئاً أفضل من طلب الحديث لمن أراد به الله ىلاعت "
وروى الخطيب في [ الجامع لأخلاق الراوي 1/85 ] قول حماد بن سلمة : "من طلب الحديث لغير الله تعالى مكر به ."
10-ومع إخلاص النية لابد من الورع والتقوى حتى يلين الحديث لصاحبه ؟ لأن الحديث لا يلين إلا لصاحب الورع و التقوى .
قال ابن الجوزي في :[ صفه الصفوة 2/737] قال : إبراهيم الحربي : "ألين الحديث لأبى داود كما ألين الحديد لداود .وجمع مع علمه الورع والتقوى " .
11-ومع تجريد النية لله ، والورع والتقوى لابد من وجود الهمة العالية في طلب الحديث ، والانشغال التام به .
-قال الخطيب في :[ الجامع لأخلاق الراوي 1/143 ] قال ابن عيينة: "كان الشاب إذا وقع في الحديث احتسبه أهله ".
-وقال ابن القيم في [ الفوائد ص 83 ] "وأعلى الهمم في طلب العلم ، طلب الكتاب والسنة ، والفهم عن الله و رسوله "
12-وعلى طالب علم الحديث أن يتحرى البعد عن الكذب في كل ما يأخذ أو يدع ، لأن الله لا يستر على من يكذب على رسوله.
قال الرامهرمزي في :[ المحدث الفاصل ص318] قال سفيان الثوري : "ما هم أحد يكذب في الحديث فيستر عليه " .
13-و يجب عليه –كذلك –أن يكون في الحديث فطنا . قال الفارسي في [ جواهر الأصول ص6] .
قال الإمام محمد الباقر : "من فقه الرجل بصره بالحديث ،أو فطنته للحديث " .
14-ومن الفطنة للمحدث بين يدي شيخه أن يتحلى بقول : لا أدرى فيما لا يعلم ، فإن "لا أدرى " كما قيل : نصف العلم :
قال ابن أبى حاتم في : [ تقدمة المعرفة ص 18 ] قال عبد الرحمن بن مهدي ، : "كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال : يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر :حملني أهل بلادي مسألة أسألك عنها ،قال فسل قال : فسأل الرجل عن أشياء ،فقال مالك : لا أحسن " .
قال :فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء ،
قال الرجل :وأي شئ أقول لأهل بلادي إذا رجعت إليهم؟
قال :تقول لهم ، قال مالك بن أنس :لا أحسن " .
15-ومن أخلاق طالب الحديث إجلال أهله ، ومهابتهم .
-قال الخطيب في : [ الجامع لأخلاق الراوي 1/184] قال عبد الرحمن بن حرملة : "ما كان إنسان يجترئ على سعيد بن المسيب يسأله عن شيء حتى يستأذن عليه كما يستأذن على الأمير " .
-وقال ابن أبى حاتم في[ تقدمة المعرفة ص 50] :قال محمود المروزي : "ما رأيت وكيعا عند ابن عينية قط إلا جاثيا بين يديه على ركبتيه ساكت لا يتكلم " .
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57272
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
رد: فضل طلب الحديث الشريف ، وأخلاق طلبته
الله يعطيك الخير
نوف- عضو Golden
- عدد المساهمات : 967
نقاط المنافسة : 8917
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 05/02/2013
مواضيع مماثلة
» الحديث السادس
» [..الحديث الأربعــون..]
» مصحف الحرم النبوي الشريف من صلاة التراويح رمضان 1431هـ
» الزيادة في الحديث
» الحديث الخامس
» [..الحديث الأربعــون..]
» مصحف الحرم النبوي الشريف من صلاة التراويح رمضان 1431هـ
» الزيادة في الحديث
» الحديث الخامس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى