شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رحلتي الفكرية.. في البذور والجذور والثمار

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

 رحلتي الفكرية.. في البذور والجذور والثمار  Empty رحلتي الفكرية.. في البذور والجذور والثمار

مُساهمة من طرف علاء الدين الثلاثاء فبراير 05, 2013 5:27 am

[img(270,250):dc2b]http://islamtoday.net/media_bank/image/media/00-003[1]297.jpg[/img:dc2b]


صراعٍ طويل مع مرض السرطان تُوُفِّي المفكر المصري الدكتور عبد الوهاب
المسيري - يرحمه الله - فَجْرَ الثالث من يوليو عام 2008 بمستشفى فلسطين
بالقاهرة إثر أزمة قلبية، عن عمر يناهز السبعين عاما. وشُيِّعَتْ جنازته من
مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة.
و يمكن لمن لم يقرأ أعمال
الكاتب المصري البارز عبد الوهاب المسيري، وهي متنوعة وغزيرة، وأشهرها
موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية) أنْ يجد في سيرته الذاتية الفكرية
تلخيصًا لرؤيته للعالم، إضافة إلى ما يعتبره نقاده تحولاتٍ من الماركسية
الي الاسلام.
كما أن الدكتور عمرو شريف الطبيب والجراح المصري أصدر
كتابًا بعنوان "رحلة عبد الوهاب المسيري الفكرية ..قراءة في فكره وسيرته"
تناول فيه كتاب المسيري "رحلتي الفكرية - في البذور والجذور والثمار"،
بالشرح والتحليل .
كان المسيري قبل اتجاهه الي دراسة ما يُطْلَقُ عليه
"الظاهرة الصهيونية" أستاذًا للأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس المصرية، منذ
حصوله علي الدكتوراه من جامعة رتجرز الأمريكية عام 1969 عن دراسةٍ مقارنةٍ
بين الشاعرين البريطاني وليام ووردزورث (1770 ـ 1850) والأمريكي والت
ويتمان (1819 ـ 1892).
ومنذ أكثر من ثلاثين عامًا وهو محسوب علي اليسار،
ولكن البعض رأى في تحليل أعماله الأخيرة تَوَجُّهًا يُحْسَبُ لصالح التيار
الإسلامي. والمسيري لا يُنْكِر ذلك، استنادًا إلى أن الإنسان ظاهرةٌ
مُرَكَّبَةٌ، متعددةُ العناصر والأبعاد، كما يُلِحُّ على هذا الأمر في
كتابه رحلتي الفكرية.
ويقع الكتاب الذي أصدرت دار الشروق بالقاهرة طبعته الثانية في 760 صفحة كبيرة القطع.
أما
العنوان الفرعي لغلاف طبعته الأولى التي صدرت عام 2001 وكانت أقلَّ حجما
فهو: (سيرة غير ذاتية غير موضوعية).. لكن المسيري حذفه في الطبعة الجديدة،
وإن ترك هذه الجملة في المقدمة، ويبدو أن هذه الجملة حررت المؤلف من
الالتزام بكتابةٍ صارمة يتتبع فيها تصاعد الأحداث الشخصية، وتراكم التجارب
الخاصة من الطفولة إلى الشباب إلى سن الحكمة؛ ليصبح الكتاب تقطيرا لخبراتِ
مفكر ينظر من خلاله إلى حياته وإنجازاته بكثيرٍ من الرضا، وإن لم يُصَرِّح
بذلك.
فقد كان المسيري في صغره عضوًا بجماعة الإخوان المسلمين، ثم عضوًا
في الحزب الشيوعي! لكنه ظل على مسافةٍ ذهنية تسمح له بالنظر الي الأمور
بكثيرٍ من التجريد؛ إذ يقول: وضعت جهازي العصبي داخل ثلاجةٍ مدة ربع قرن.
كُنْتُ أتباهى في أثنائها بأنني أنظر إلى وقائع الحاضر نظرةَ مؤرخ، وأنني
يمكنني أن أراقب العمال يُغَيِّرُون رخام منزلي، وأكتب في الوقت ذاته عن
الفيلسوف الألماني أمانويل كانت.
وأضاف: إن الإيمان داخلي لم يُولَد إلا
من خلال رحلةٍ عقلية طويلة، ولذا فإيماني ايمانٌ تأمُّلِيٌّ عقليٌّ، لم
تدخل عليه عناصر روحية، فهو إيمان يستند إلى إحساسٍ بعجز المقولات المادية
عن تفسير ظاهرة الإنسان، وإلى ضرورة اللجوء إلى مقولات فلسفية أكثر
تركيبية. ويُوَضِّح أنه اكتشف الدين كمقولةٍ تحليلية، وليس مجردَ جزء غير
حقيقيٍّ من بناءٍ فوقي ليس له أهميَّةٌ في حد ذاته.. المكون الديني ليس
مجرد قشرة، وإنما هو جزء من الكيان والهوية.
هذا التأمل جَعَلَهُ يؤمن
مثلا بأن المقولات الأيديولوجية ربما تكون قناعًا يختفي وراءه الإنسان،
بحيث يتحول إلى عقلٍ محض، وقد يختفي الإنسان تماما إلى درجة أن يموت قلبًا
لا قالبًا. ولذا تجدني-يقول- لا أؤمن بالزيجات الأيديولوجية.. تتحول بعد
فترة إلى ما يشبه اللجنة المنعقدة بشكل دائم.
ومنذ بداية الكتاب
والمسيري يتحَفَّظُ لدرجة الرفض على فكرة أنْ يتلَصَّصَ أحدٌ على حياته
الخاصة، مُشَدِّدًا على أن الكتاب هو: رحلتي الفكرية كمثقف عربي مصري،
وليست قصة حياتي الخاصة زوجًا وأبًا وابنًا وصديقًا وعدوًّا.. أحداث حياتي
لا أهمية لها في حد ذاتها، وإنما تكمن أهميتها في مدى ما تُلْقِيه من ضوء
على تطوري الفكري.
يحكي المسيري أنه حين كان منتميا لفترة قصيرة من صباه
إلى الإخوان المسلمين اكتشف أنّ كثيرا من الشيوعيين في مدينة دمنهور التي
نشأ فيها كانوا أعضاء في حركة الإخوان قبل دخولهم الحزب الشيوعي والعكس
بالعكس : "وحينما كنت في دمنهور عام 1965 في أثناء العدوان الثلاثي
(البريطاني الفرنسي الإسرائيلي)، وسمعت إمام أحد مساجد دمنهور ينشد قصيدة
لعبد الوهاب البياتي، واكتشفت أن هذا الإمام كان ملحدا"!
ومن ثمار مرحلة
التكوين يرى المسيري في ثمرته الأولى أنك إنسان بإنسانيتك لا بماديتك،
ويظل يقطف الثمار حتى يصل إلى الثمرة الخمسين بعد المائة، وهي " هل جزاء
الإحسان إلا الإحسان".
وفي رأي المسيري أن أكبر الكوارث التي حدثت
للمجتمع المصري في السنوات الأخيرة هي نتيجة تآكل الطبقة المتوسطة، وما أدى
إليه ذلك من إحلالِ رابطة التعاقد محلَّ قيمةٍ مثل التراحم والتسامح، قال:
"إنها كانت موجودة في فترات سابقة، حتى إن الفرد يتعلم منها أهمية الإنسان
ككائن حرٍّ نبيل، وأهمية العواطف، وأهمية الإفصاح عنها، ولعل هذا يُفَسِّر
حبي لأفلام المخرج الياباني أكيرا كوروساوا، فهي عامرةٌ بشخصيات ملحمية لا
تَتَرَدَّدُ في التعبير عن مشاعرها، وتعيش حياتها على مستوى يليق بأبطال
الملاحم".
من زاوية النظر هذه يرى المسيري الأفراد والمجتمعات وَفْقًا
لقاعدة، أو ثنائية التراحمية والتعاقدية، ويشير على سبيل المثال إلى أن
المجتمع الأمريكي توجد فيه جيوبٌ تراحمية كثيرة. بل تتزايد أحيانًا هذه
الجيوب كرد فِعْلٍ للتعاقدية..أما المجتمع الإسرائيلي فهو ليس مجتمعًا
عنصريًّا وحسب، ولكنَّ قوانينه أيضا عنصرية.
ولا يستند المسيري في حكمه
هذا على معيار إسلامي، إذ يقول إنه عرف الصهيونية لا من منظور عربي، ولا من
منظور توراتي يهودي، وإنما من منظور عالمي، كجزء من التشكيل الحضاري
الغربي، وتاريخ الأفكار في الغرب "الإشكاليات الفلسفية التي أثارتها
الصهيونية بالنسبة لي كانت مُثَارةً في حياتي قبل الاشتباك مع اليهود
واليهودية والصهيونية".
وفي رأيه أن المحارق النازية (الهولوكوست) التي
تعرض لها غجر ويهود، والذين رأى النازي أنهم لا يُفِيدُون مشروعه العنصري،
جزءٌ من التاريخ الأوروبي، أي أنها ليست تجربةً يهودية عامة، وإنما تجربة
أوروبية خاصة.
ويتفق المسيري مع قرار أصدرته هيئة الأمم المتحدة في
السبعينيات يُعِدُّ الصهيونية حركةً عنصريةً، وشَكْلًا من أشكال التمييز
العنصري.
وبصورة أكثر إيجازًا يقول: " عدائي للصهيونية ينبع من عدائي
لكل أيديولوجيات العنف والعنصرية، مثل النازية..ولو اختفت إسرئيل من على
وجه الأرض، أو تصالح معها كل العرب، لظل عدائي للصهيونية كما هو".
والمسيري
من الكتاب المصريين القلائل الذين حظوا بالتكريم في حياتهم، ففي عام 2000
نظَّمَتْ كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة مؤتمرًا
مُوَسَّعًا ناقش فيه مفكرون وباحثون من تيارات سياسية وأيديولوجية مختلفةٍ
موسوعتَهُ (اليهود واليهودية والصهيونية.. نموذج تفسيري جديد) التي صدرت
عام 1999 في ثمانية مجلدات.
كما نظمت كلية الآداب بجامعة القاهرة العام
الماضي مؤتمرًا عن مجمل أعماله في أدب الطفل، والنقد الأدبي، والدراسات
اليهودية، بمناسبة صدور كتاب (في عالم عبد الوهاب المسيري.. حوارٌ نقديٌّ
حضاريٌّ) ويقع في 1130 صفحة كبيرة القطع، ضمن مجلدين يَضُمَّان دراسات
كتبها أكثر من 80 مؤرخًا ومفكرًا عربيًّا وأجنبيًّا من ماركسيين وإسلاميين
وليبراليين، منهم محمد حسنين هيكل، والمؤرخ الأمريكي كافين رايلي، رئيس
جمعية دراسات تاريخ العالم بالولايات المتحدة، ومؤلف كتاب (الغرب والعالم)
الذي صدر في مجلدين عام 1985، وشارك المسيري في ترجمته، وصدر في سلسلة عالم
المعرفة الكويتية الشهيرة .
وكان المسيري من مُؤَسِّسي حركة "كفاية"
المعارضة، وهو رئيسها الحالي، وقد تَوَلَّى رئاسة الحركة في العام الماضي
بعد جورج إسحق. وقد تَعَرَّض المسيري للاعتقال من قِبَلِ السلطات المصرية
في يناير/ وأبريل الماضيين.
وكان المسيري قد اتهم السلطات المصرية
باختطافه وزوجته وعددًا من أعضاء "كفاية" من ميدان السيدة زينب بالعاصمة
المصرية في يناير الماضي، للحيلولة دون اشتراكهم في إحدى المظاهرات. وقال:
إن قوات الأمن اقتادتهم إلى مكان مهجور قبل إطلاق سراحهم.
وقد روى
المسيري قصة اختطافه وزوجته قائلاً: " إنني فشلت في إقناع رجال الأمن
بأنَّنَا لا نعطل حركه المرور، إلا أنهم وضعونا في ميكروباص، وأخذوا منا
الموبايلات، حتى وصلنا إلى التجمع الخامس، فألقوا بنا في مكان مهجورٍ،
وتصَادَفَ مرور أتوبيس خاص نقلنا إلى وسط البلد".

علاء الدين
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 رحلتي الفكرية.. في البذور والجذور والثمار  Empty رد: رحلتي الفكرية.. في البذور والجذور والثمار

مُساهمة من طرف الامبراطورة الثلاثاء فبراير 05, 2013 7:39 am

الف شكر لك ويعطيك العافيه
الامبراطورة
الامبراطورة
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57272
الجوائز : المركز الثالث
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى