قصيدة النصرة

من طرف علاء الدين الثلاثاء فبراير 05, 2013 2:05 am

مَنْ لشعبٍ فَتَـكَ الظُّلـمُ بهِ ... لم نزل نخذُلـهُ ، بل نُسلِمُـهْ

يشهــدُ التاريـخُ أنا أمـةٌ ... ورِثَت مجـداً فأمست تهدِمُـهْ

كـلَّ حينٍ تُبتـلى، لكنَّـهـا ... تأخـذُ الدرسَ وليست تفهَمُهْ

حصحص الحـقُّ، ولم يبق لمن ... يَخلُقُ الأعـذار: عذرٌ يَزْعُمُهْ

أجدرُ الخَلْـقِ بمقتٍ: قـادرٌ ... أخلفت كفَّاهُ ما أهدى فَمُـهْ

يا بنيْ قابيل.. هبُّـوا ويلكمْ ... فأخوكم لم يزل يَجـري دَمُهْ

لم يجد أَمْنـاً من الخوف، ولم ... يجد المأوى، ولا ما يَطْعَمُـهْ

لا تقولـوا: ما الذي نَعملُهُ؟ ... ليس مَنْ يَطلبُ حَـلاًّ يَعْدَمُهْ

اركبـوا الخيـلَ فأنتم أهلُهُ ... واحملوا السَّيف فهذا موسِمُهْ

واتركوا الغَرْب لإسرائيلـهِ ... لن يُصافِي مَنْ تُعادِي حَرَمُهْ

إنما العالَـمُ لـصٌّ خـائنٌ ... عَبَـدَ المـال فماتت قِيَمُـهْ

كلُّهم يقتـلُ.. لكنْ بعضُهمْ ... يُعلنُ القتـل وبعضٌ يَكتُمُهْ

خاب من يَسألهم: نُصْرَتَـهُ ... إنمـا يحمي حمانـا ضَيغَمُهْ

قـوَّةُ المؤمــنِ في إيمانِـهِ ... وجراحاتُ المعاصي تهزِمُـهْ

مشهدُ المأساة مهما ساءَنـا ... فيدُ التمحيص فينا تَرسُمُـهْ

ولئـن أزعجنــا مبـدؤهُ ... فغــداً يُبهِجُنـا مختَتَمُـهْ

حسبنـا الله ، ونِعم الملتجى ... هو مولانا الذي نسترحِمُـهْ

حَمَلَت عنَّا الأسى حِكمتُـهُ ... وأَسَت كـلَّ المآسي أنْعُمُـهْ

إن يُعذِّبْنـا فعَـدْلٌ حُكْمُـهُ ... ولئـن عـافى فهذا كَرَمُـهْ

ربِّ رُحمـاكَ بطفلٍ لم يجِـدْ ... في قلوبِ الخَلْـق قلباً يَرْحَمُهْ

وقـواريرَ عفـافٍ كُسِّرَتْ ... فبكى الطهـرُ وناحت أنجمُهْ

عِرْضهـا يَنزِفُ حُزْناً وأسًى ... وعلى الأحـرار تهوي حُمَمُهْ

لا أُبالي بعـدمـا أبصرتُـها ... أيَّ كَلْـمٍ في حياتي أُكْلَمُـهْ

يا إلهي ! ضاقـت الدنيا بهم ... وأتاهم كـلُّ هَولٍ تَعلَمُـهْ

خابت الآمالُ إلا فيكَ ، يـا ... مُنقِذَ المظلـومِ ممن يَظلِمُـهْ

أنتَ مولى الشام في كربتـهِ ... تكتبُ النَّصرَ فتهمي دِيَمُـهْ