اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع



اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع :
الشخصية المضادة للمجتمع هي فئة مثيرة للاهتمام وتستحق اعتبارا خاصا في
ضوء تطورها كمفهوم ففي اوئل القرن التاسع عشر اقترح بريتشار اصطلاح الخيل
الأخلاقي لتحديد الأشخاص الذين لا يلائمون الفئات الطبنفسية في ذلك الوقت
وحدثت أول إشارة للمصطلح (سيكوبات ) عام 1891 وكان هذا التصنيف محاولة
لوضع الاضطراب مع الاضطرابات أخرى مثل التخلف العقلي والذي كان يعتقد انه
فطري وكان المفهوم الكلاسيكي لسيزار لومبروزو للمجرم باعتباره في هذا
العصر حيث إن الاضطراب السيكوباتي كان نتيجة لعيوب جينية وهرمونية أكثر من
عوامل بيئية ..
وفي نهاية استخدم اصطلاح (الشخصية السيكوباتية ) ولكن بطريقة كان فيها كثر
من التشويش بالنسبة لهذا المفهوم وفي الوقت المناسب تم تبني اصطلاح ( نمط
الشخصية السيكوباتي ) بواسطة ألجميعه الأمريكية للطب النفسي للتأكيد
ألان فيما يبدو على نحو غير دقيق إن هذا النمط هو إلى حد كبير نتيجة
للاشتراط الاجتماعي وأصبح بمثابة الفئة العريضة التي تندرج تحتها إشكال
من السلوك الاجتماعي المشكل مثل الانحرافات الجنسية والكحولية والاعتماد
على العقاقير المخدرة .
ووصف هارفي كليكلي وهو رائد في هذا المجال الشخصية المضادة للمجتمع ( على
نحو أكثر تحديداَ السيكوباتية ) باعتبار إن لها قناع من السواء أو غياب
المؤشرات العادية للجنون وأصحابها هم أشخاص ينبذون العلاقات البناءة
والأهداف والنجاح لأسباب لا يستطيع فهمها الآخرون وكانت قائمة كليكلى
للمؤشرات إلـ 16 عشرة التالية الخاصة باليسكوباتية مؤثرة خلال السنوات
التالية :


1/ سحر مصطنع وذكاء جيد .
2/ غياب الهذاءات والعلامات الأخرى للتفكير غير المنطقي .
3/ غياب العصبية آو المظاهر العصابية النفسية .
4/ عدم الثبات .
5/ عدم الصدق وعدم الإخلاص .
6/ قلة الندم .
7/سلوك ضد اجتماعي مدفوع بطريقة غير ملائمة .
8/حكم غير صائب وفشل في التعلم بالخبرة .
9/تمركز ذاتي مرضي وعجز عن الحــب .
10/ فقد نوعى للاستبصار .
11/نادرا ما ينفذ الانتحار .
12/فشل في مواصلة أي خطة حياتيه.
13 حياة جنسية غير شرعيه وتافهة وسيئة التكامل .
14/ فقر عام في ردود الفعل الوجدانية العظمى.


طريقة التعامل مع هذه الشخصيات :

1. اهمية تكوين علاقة مهنية قائمة على الاحترام بين المعالج والمريض

2. اهمية ملاحظة المعالج للسوكيات الصادرة من المريض وزيادة تعبيره وتقبله للمسؤلية عن تصرفاته .

3. اهمية مواجهة المريض السلوكيات الصادرة عنه وتحييد اسلبوب الأنكار
والمرواغه وتحديد القواعد والحدود الخاصة بالذات وبتعاون مع الآخرين .

4. اهمية تحديد انماط السلوك المتمرد في الماضي وتوضيح دوافع واسباب
القيام بها ونتائجها ومقارنة هذه الانماط السلوكية بسلوكيات المريض في
الفترة الحالية من خلال التسلسل في الجلسات النفسية بين المعالج والمريض
وبيان مدى التراجع عن سلوكيات كان المريض يعتبرها نمط او سمة في شخصيته ..

5. محاولة اشراك المريض في جماعات علاجية ( selfhlelp ، groubs )ويتم في
هذه الجلسات اشراك مجوعة من المرضى لهم نفس السمات والمشكلات السلوكية
ويتم التفاعل بين هذه الافراد وذكر الفوائد والخسائر للسلوكيات الخاطئة .

6. محاولة السيطرة على الظروف والضغوظ الخارجية ومصادر التهديد في حياة الشخص .

7. اهمية تنمية احساس سوي واحترام القواعد الاجتماعية والمسئولية واهمية وضع حدود وفرض القيود عليه في حالة مخالفة هذه القواعد .

8. تقليل مظاهر الغضب والعدوان او العنف اللفظي والحركي مع تكثيف وعي المريض ومساعدته .

9. اهمية المريض بسلوكه غير الهادف في جلسات العلاج الفردي والجمعي .

10. تكليف المريض باعدادا قائمة بالمواقف التي تقيد فيها السلوك الايجابي ورده فعل الأخرين عنه .

11. استعراض البدائل السلوكية للسلوك غير الهادف واهمية اعطاء بدائل سلوكية ومعرفية واشراك المريض في ايجاد حلول مناسبة .

اضظراب الشخصية الحدية ( البينية ) : هي تلك الشخصية التي تقف على الحدود
التي تفصل بين الصحة والمرض حيث اذا وقف الإنسان على هذا الخط الفاصل فهو
ليس مريضا وهو أيضا ليس سويا أو هو مريض أحيانا وسوى أحيانا أخرى وحالة
المرض لا تستمر إلا ساعات أو أياما قليلة.

وصاحب هذه الشخصية لا يمكن إن نراه على حال واحد ثابت ومستقر فقد نراه على
صورة معينة وإذا صادفناه مرة أخرى نراه على صورة أخرى مناقضة مغايرة أي
مختلفة تماما ، ولهذا لا يمكن التوقع أو التنبؤ بالنسبة له ويعتبر عدم
الاستقرار والتغير من حال إلى حال من ابرز واهم سماته لذا فتتسم علاقاته
بالآخرين بالتذبذب الشديد والذي يرجع إلى التناقض الغريب الذي يصيب حالته
المزاجية .

ويقع المصابون بهذا الاضطراب على الحافة بين العصاب والذهان وقد أطلق على
هذا الاضطراب عدة اصطلاحات منها الفصام المتغير والفصام العصابي الكاذب
والشخصية ذهانية السمات . والشخصيات غير المستقرة عاطفيا ويميز الشخصية
البينية اضطراب الهوية الثابت وعدم التحديد في نواحي الحياة المختلفة مثل
صورة الشخص عن نفسه واهدافة البعيدة واختيار العمل و نوع الأصدقاء
والشريك الجنسي والقيم التي ينتابها وغالبا يشعر بعد الثبات لصورة الذات
كإحساس مزمن بالفراغ .

ويصاحب اضطراب الشخصية البينية ملامح من الاضطرابات الأخرى للشخصية مثل
فصامية النوع والهستيرية والنرجسية والمضادة للمجتمع وخلال فترات الضغط
الشديد قد تحدث إعراض ذهانية عابرة ولكنها غير كافية الشدة أو لمدة لعمل
تشخيص إضافي .

الأنماط السلوكية : تتسم الشخصية الحدية بعدم الثبات الانفعالي فالأفراد
في هذا الاضطراب يظهرون عدم الثبات الانفعالي بشكل جوهري ويكونوا مندفعين
دون التنبؤ بسلوكهم وهم سريعو الغضب وقلقون وغالبا ما يظهرون علامات
عصبية ويجتنبون الفراغ أو الملل النفسي المتسدفين له ويوجد دليل ما على
آن هؤلاء الإفراد يظهرون أنماطا سلوكية متنبىء بها رغم امتزاج ذلك
بنرجسية واضحة على نحو متزايد .

الأنماط المعرفية :
تتسم الشخصيات الحدية بعدم الاستقرار الانفعالي والمعرفي وتحاول إن تستنزف
الأفراد الآخرين المهمين والمعالجين وبالرغم أن الإفراد السلبية التي
تبدو واضحة في تعبيرات وجههم ألا أنهم يجدون من الصعب آن يفقدوا علاقات
كثيرة ثم إنشائها مع الآخرين ويظلون يريدون أنماطا متنوعة من المساعدة
وبعد ذلك يتفاعلون بشكل سلبي حينما لا تكون تلك العلاقات مفيدة ومساندة
لهم .
كيفية التعامل مع هذه الشخصيات :

إن محاولات المعالجة النفسية طويلة الأمد لاضطراب الشخصية الحديثة محفوفة
بالصعوبات والعدائية للمعالج والمريض على حد سواء ، كما أن النكوص مشكلة
متكررة. يوفرالعلاج للمريض علاقة علاجية نفسية محدودة ، ويتوجب على
المعالج مع ذلك أن يكون متواجداً بشكل دائم. والهدف من هذه المعالجة هو
التكيف الاجتماعي التدريجي. إلا أن الطرائق الحديثة ترتكز بشكل أساسي على
التقنيات السلوكية المعرفية للتشجيع والتثقيف واحداث البدائل ( حيث يطلب
من المريض التعهد بإنقاص تصرفاته المؤذية للذات ، ويشجع على بذل الجهود
لفعل ذلك) كما يتم تثقيفه حول الطبيعة السيئة التكيف لمثل تلك التصرفات.

العلاج السلوكي عن طريق تدريب المريض على التحكم في نزعاته ونوبات غضبة
وان يتعود النقد ويتقبله وتدريبه على المهارات الاجتماعية لزيادة التواصل
الايجابي مع الآخرين .

والعلاج النفسي لهذا الحالات هو من الامور العسيرة على كل من المعالج
والمريض اذا يميل المريض الى النكوس ويظهر طرحاّ موجبا او سلباَ تجاه
المعالج وقد يكون هذا الطرح ثابت او متقلب من دون سبب ظاهر كما ان صاحب
الشخصية تذتبذب مشاعره بين الحب والكره وهنا يتضح دو المعالج في تثبيت
المشاعر والسيطرة عليها وتدريب المريض على التحكم في نزاعات عضبة وتقبل
النقذ من الآخرين

وتدريبه على المهارات الاجتماعية والحياتيه والكفاءة في الاتصال والتواصل الايجابي مع الآخرين