خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
صفحة 1 من اصل 1
خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
أم المؤمنين, وسيدة نساء العالمين في زمانها, ومناقبها جمة, وهي ممن كملت من النساء.كانت عاقلة, جليلة, ديّنة, مصونة, كريمة من أهل الجنة.
جمعت بين شرف النسب, وشرف السبق, فكانت أول من أسلم من الرجال والنساء بإجماع المسلمين.
احتضنت الدعوة والداعية منذ اللحظات الأولى...
وضعت كل ثروتها ومالها وإمكانياتها تحت تصرف زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم..
صبرت على الأذى والفقر والمقاطعة والجوع وهي سليلة الثروة والغنى..
كانت الصدر الحنون الدافئ الذي يأوي إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ادلهمت حوله
الخطوب وأظلمت الدنيا واشتدت ضراوة المشركين و كانت رضي الله عنها من أعظم عوامل
التثبيت في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
البداية........
قال ابن الأثير" كانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم فلما بلغها عن رسول الله صدق الحديث وعظم الأمانة وكرم الأخلاق أرسلت إليه ليخرج في مالها إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره ومعه غلامها ميسرة"
نجحت رحلة الشام وعاد محمد صلى الله عليه وسلم بأرباح لم تعهدها خديجة في تجارتها وتحدث ميسرة بما رآه من أخلاق سامية وصدق وأمانة فاشتد إعجابها به ورغبت فيه .
وبعد تفكير أرسلت خديجة رضي الله عنها صديقتها نفيسة بنت منبه إلى محمد صلى الله عليه وسلم لتذكرها عنده ووافق النبي صلى الله عليه وسلم رغم ما بينهما من فارق في السن وخطبها من عمها عمرو بن أسد وتم الزواج الميمون.
لقد كانت رضي الله عنها مثالا للمرأة العاقلة الناضجة التي تحسن الاختيار ولقد اختارت محمدا صلى الله عليه وسلم لصدقه وأمانته وأخلاقه ولم تختره لمال ولا لجاه فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يملك من حطام الدنيا شيئا وهي بذلك تعطي القدوة للنساء المسلمات كيف يحسنّ الاختيار ويقسن من يتقدم لهن على الخلق والدين.
الثمرة .....
مضت الأيام على هذا الزواج الميمون، وأنجبت السيدة خديجة القاسم وبه كنيّ النبي صلى الله عليه وسلم ثم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله .مات القاسم وعبد الله وهما طفلان صغيران وقامت السيدة خديجة على بناتها خير قيام وأحاطتهن برعايتها وعطفها ولم تتركهن للخادمات رغم ثرائها وقدرتها على الإتيان بالخدم ولكنها حرصت على أن تتولى هذه المهمة الجليلة بنفسها .
لقد كانت خديجة مثالاً للأم الواعية التي تدرك عظم المسؤولية في تنشئة أولادها وتربيتهم التربية الصالحة .
الرسالة ....والجهاد
بينما كان صلى الله عليه وسلم يتحنث في غار حراء نزل عليه الوحي ففزع فزعاً شديداً ورجع إلى خديجة رضي الله عنها ترتعد فرائصه ويرجف فؤاده وهو يقول" زملوني زملوني".
هدَّأت رضي الله عنها من روعه واحتوته بين ذراعيها وقالت بنبرة هادئة حنون تملؤها الثقة "كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم و تحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق "
ولم يقف بها الحرص على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحد بل مضت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي أخبره أنه نبي هذه الأمة وأن ما رآه هو الناموس الذي نزل على موسى عليه السلام .
وهكذا تكون المرأة الصالحة عوناً لزوجها وسنداً له في كل الأوقات ولاسيما الحرجة منها تشد من أزره وتشاركه في آماله وآلامه .
مضى النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ دعوة ربه ولا يبالي بما يصيبه في سبيل الله ورمته قريش كلها عن قوس واحدة ولم يكن حوله إلا نفر قليل منهم عمه أبو طالب وزوجته الوفية خديجة رضي الله عنها .
واشتد الإيذاء بالنبي وأصحابه ومع ذلك لم تفلح قريش في رد المسلمين عن دينهم فلجؤوا إلى سلاح المقاطعة فأخرجوه من مكة إلى شعب بني هاشم وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في الكعبة ،تعاقدوا فيها على ألا يتزوجوا منهم ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم ....واستمرت المقاطعة ثلاث سنوات حتى أصيب المسلمون بجهد شديد .ودخلت السيدة خديجة الشعب فيمن دخل وتحملت مع زوجها صلى الله عليه وسلم الآلام والمتاعب وبذلت كل ما لديها من مال لمواساته والتخفيف عنه .وفي الشعب جاءتها البشرى إذ هبط جبريل عليه السلام قائلا : "يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه طعام،فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب " رواه الشيخان
حطّ الرِّحال .......
انتهى الحصار ورجعت خديجة رضي الله عنها وهي منهكة القوى واهنة الجسد بعد أن اشتد عليها المرض وتكاثرت عليها الأوجاع ،وفي العام العاشر من البعثة أسلمت الروح إلى بارئها بين يدي زوجها الحبيب الذي جاهدت معه إلى آخر رمق ،وكانت لحظات الفراق عصيبة وقاسية على النبي صلى الله عليه وسلم الذي فقد زوجته وسنده ،ولقد ترك فراقها أكبر الأثر في نفسه مما جعله يسمي هذا العام :عام الحزن .
وفاء لا مثيل له
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت هالة أخت خديجة وكان صوتها يشبه صوت خديجة فهش لها وقال:"اللهم هالة أخت خديجة "،فغارت السيدة عائشة وقالت :"ما تذكر من عجوز من عجائز قريش هلكت في الدهر ،أبدلك الله خيرا منها "فغضب صلى الله عليه وسلم حتى اهتز مقدم شعره من الغضب وقال :"لا والله ما أبدلني الله خيراً منها :آمنت بي حين كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء "
كوني مثل أمك
ما أروع أن يقتدي النساء المؤمنات بأمهنّ خديجة رضي الله عنها ويتمثلنَ مواقفها الرائعة في حبها لزوجها ومساندتها له ووقوفها بجانبه في اليسر والعسر
جمعت بين شرف النسب, وشرف السبق, فكانت أول من أسلم من الرجال والنساء بإجماع المسلمين.
احتضنت الدعوة والداعية منذ اللحظات الأولى...
وضعت كل ثروتها ومالها وإمكانياتها تحت تصرف زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم..
صبرت على الأذى والفقر والمقاطعة والجوع وهي سليلة الثروة والغنى..
كانت الصدر الحنون الدافئ الذي يأوي إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ادلهمت حوله
الخطوب وأظلمت الدنيا واشتدت ضراوة المشركين و كانت رضي الله عنها من أعظم عوامل
التثبيت في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
البداية........
قال ابن الأثير" كانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم فلما بلغها عن رسول الله صدق الحديث وعظم الأمانة وكرم الأخلاق أرسلت إليه ليخرج في مالها إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره ومعه غلامها ميسرة"
نجحت رحلة الشام وعاد محمد صلى الله عليه وسلم بأرباح لم تعهدها خديجة في تجارتها وتحدث ميسرة بما رآه من أخلاق سامية وصدق وأمانة فاشتد إعجابها به ورغبت فيه .
وبعد تفكير أرسلت خديجة رضي الله عنها صديقتها نفيسة بنت منبه إلى محمد صلى الله عليه وسلم لتذكرها عنده ووافق النبي صلى الله عليه وسلم رغم ما بينهما من فارق في السن وخطبها من عمها عمرو بن أسد وتم الزواج الميمون.
لقد كانت رضي الله عنها مثالا للمرأة العاقلة الناضجة التي تحسن الاختيار ولقد اختارت محمدا صلى الله عليه وسلم لصدقه وأمانته وأخلاقه ولم تختره لمال ولا لجاه فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يملك من حطام الدنيا شيئا وهي بذلك تعطي القدوة للنساء المسلمات كيف يحسنّ الاختيار ويقسن من يتقدم لهن على الخلق والدين.
الثمرة .....
مضت الأيام على هذا الزواج الميمون، وأنجبت السيدة خديجة القاسم وبه كنيّ النبي صلى الله عليه وسلم ثم زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله .مات القاسم وعبد الله وهما طفلان صغيران وقامت السيدة خديجة على بناتها خير قيام وأحاطتهن برعايتها وعطفها ولم تتركهن للخادمات رغم ثرائها وقدرتها على الإتيان بالخدم ولكنها حرصت على أن تتولى هذه المهمة الجليلة بنفسها .
لقد كانت خديجة مثالاً للأم الواعية التي تدرك عظم المسؤولية في تنشئة أولادها وتربيتهم التربية الصالحة .
الرسالة ....والجهاد
بينما كان صلى الله عليه وسلم يتحنث في غار حراء نزل عليه الوحي ففزع فزعاً شديداً ورجع إلى خديجة رضي الله عنها ترتعد فرائصه ويرجف فؤاده وهو يقول" زملوني زملوني".
هدَّأت رضي الله عنها من روعه واحتوته بين ذراعيها وقالت بنبرة هادئة حنون تملؤها الثقة "كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم و تحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق "
ولم يقف بها الحرص على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحد بل مضت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي أخبره أنه نبي هذه الأمة وأن ما رآه هو الناموس الذي نزل على موسى عليه السلام .
وهكذا تكون المرأة الصالحة عوناً لزوجها وسنداً له في كل الأوقات ولاسيما الحرجة منها تشد من أزره وتشاركه في آماله وآلامه .
مضى النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ دعوة ربه ولا يبالي بما يصيبه في سبيل الله ورمته قريش كلها عن قوس واحدة ولم يكن حوله إلا نفر قليل منهم عمه أبو طالب وزوجته الوفية خديجة رضي الله عنها .
واشتد الإيذاء بالنبي وأصحابه ومع ذلك لم تفلح قريش في رد المسلمين عن دينهم فلجؤوا إلى سلاح المقاطعة فأخرجوه من مكة إلى شعب بني هاشم وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في الكعبة ،تعاقدوا فيها على ألا يتزوجوا منهم ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم ....واستمرت المقاطعة ثلاث سنوات حتى أصيب المسلمون بجهد شديد .ودخلت السيدة خديجة الشعب فيمن دخل وتحملت مع زوجها صلى الله عليه وسلم الآلام والمتاعب وبذلت كل ما لديها من مال لمواساته والتخفيف عنه .وفي الشعب جاءتها البشرى إذ هبط جبريل عليه السلام قائلا : "يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه طعام،فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب " رواه الشيخان
حطّ الرِّحال .......
انتهى الحصار ورجعت خديجة رضي الله عنها وهي منهكة القوى واهنة الجسد بعد أن اشتد عليها المرض وتكاثرت عليها الأوجاع ،وفي العام العاشر من البعثة أسلمت الروح إلى بارئها بين يدي زوجها الحبيب الذي جاهدت معه إلى آخر رمق ،وكانت لحظات الفراق عصيبة وقاسية على النبي صلى الله عليه وسلم الذي فقد زوجته وسنده ،ولقد ترك فراقها أكبر الأثر في نفسه مما جعله يسمي هذا العام :عام الحزن .
وفاء لا مثيل له
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت هالة أخت خديجة وكان صوتها يشبه صوت خديجة فهش لها وقال:"اللهم هالة أخت خديجة "،فغارت السيدة عائشة وقالت :"ما تذكر من عجوز من عجائز قريش هلكت في الدهر ،أبدلك الله خيرا منها "فغضب صلى الله عليه وسلم حتى اهتز مقدم شعره من الغضب وقال :"لا والله ما أبدلني الله خيراً منها :آمنت بي حين كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء "
كوني مثل أمك
ما أروع أن يقتدي النساء المؤمنات بأمهنّ خديجة رضي الله عنها ويتمثلنَ مواقفها الرائعة في حبها لزوجها ومساندتها له ووقوفها بجانبه في اليسر والعسر
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51265
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
مواضيع مماثلة
» خديجة بنت خويلد ورحلتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم
» زينب رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم تفتدي زوجها بقلادة أمها
» "ريحانة بنت زيد" رضي الله عنها
» أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنها)
» فاطمة بنت عبد الملك رضي الله عنها
» زينب رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم تفتدي زوجها بقلادة أمها
» "ريحانة بنت زيد" رضي الله عنها
» أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنها)
» فاطمة بنت عبد الملك رضي الله عنها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى