عبدالقدوس أبو صالح مدافعا عن ثقافة الأمة وقيمها

من طرف علاء الدين السبت فبراير 02, 2013 3:10 pm

الدكتور عبدالقدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية كان ومعه الشيخ أبي الحسن الندوي رحمه الله كجناحي الطائر بالنسبة للرابطة التي امتد عمرها لأكثر من 25 عاما.

فبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتمزق مثقفي المد اليساري كان لابد من تصحيح المسار واستعادة الهوية والثقافة الإسلامية التي سلبها المد اليساري أدبا وثقافة وأسلوب حياة لدى الكثير من المثقفين العرب، فقد كان الأدب الشيوعي ـ قبل موته ـ يملأ الحياة الأدبية ضجيجا وصخبا وتحريضا على الخروج على المجتمع المسلم وقيمه، ومازالت تأثيرات هذه المرحلة تتحكم في مصير الثقافة العربية بشكل كبير إلى وقتنا الراهن.

وكان من ثمرات رابطة الأدب الإسلامي أنها سعت لاستعادة الهوية والدفاع عن ثقافة الأمة وقيمها في وجه طوفان التغريب الذي ضرب كل شيء في حياة المثقفين بعنف فأتت الرابطة التي رأسها الشيخ الندوي منذ تاسيسها عام 1984 وحتى وفاته رحمه الله لتنتقل رئاستها إلى الدكتور عبدالقدوس أبو صالح الذي كان ومازال من أهم منظري الأدب الإسلامي والمدافعين عنه في وجه الحملات الظالمة والمصححين لسوء الفهم والالتباس لدى من يسميهم الدكتور أبو صالح "بحسني النية".

وقد سبق أن ناظر الكثير سواء من الذين يهاجمون بسوء نية وبقصد النيل من الرابطة ككيان يضم جمعا من الأدباء وبين الذين يهاجمون من منطلق الخوف على الأدب العربي واختزال الأدب العربي في رابطة الأدب الإسلامي، ومن بين هؤلاء الدكتور ناصر الرشيد الذي لايتفق مع الأدب الإسلامي على اعتبار أنه ليس بديلا عن الأدب العربي، وقد ناظره الدكتور عبدالقدوس في ندوة مشهورة بمقر الرابطة بالرياض، في إحدى المسيات الأدبية وبين له أن الأدب الإسلامي ليس بديلا عن الأدب العربي وإنما هو تيار من تيارات الأدب العربي.

وقد استطاعت الرابطة برئاسة الدكتور "أبو صالح" أن تجتذب العديد من الأدباء الإسلاميين في شتى أنحاء العالم فأنشات اثني عشر مكتبا في الدول العربية والدول الإسلامية، ويعتبر هذا الانتشار الكبير الذي حققته الرابطة من دلائل التفاف الأدباء حولها والتعبير عنها وبها في مواجهة موجات التغريب ودعوات الانسلاخ عن الأمة وقيمها، كما يعتبر أكبر تجمع أدبي في تاريخ الروابط الأدبية. وتقيم الرابطة المؤتمرات الدولية والإقليمة وكان آخر مؤتمر أقامته مؤتمر تركيا في أواخر صيف 2008م.

الدكتور عبدالقدوس أبو صالح من مواليد مدينة حلب عام 1932، حصل على الليسانس في الآداب والحقوق مع دبلوم التربية من جامعة دمشق، وحصل على الدكتوراه في الآداب سنة 1971م من جامعة القاهرة ، وعمل أستاذاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في كلية اللغة العربية لأكثر من ثلاثين عاماً ، أشرف خلالها على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه ، وأسهم في العديد من المؤتمرات ولجان التحكيم، وله العديد من المؤلفات والبحوث منها: يزيد بن مفرغ الحميري وشعره، تحقيق وشرح ديوان ذي الرمة لأبي نصر الباهلي، تحقيق كتاب العفو والاعتذار للرقام البصري، من شعر الجهاد في العصر الحديث بالاشتراك مع د . محمد رجب البيومي، دور الأدب الإسلامي في الوحدة الإسلامية، قضية الأدب الإسلامي، شبهات حول الأدب الإسلامي، نحو منهج إسلامي في أدب الطفل.