مارجريت تاتشر.. سارقة الحليب رئيسة لوزراء بريطانيا!
صفحة 1 من اصل 1
مارجريت تاتشر.. سارقة الحليب رئيسة لوزراء بريطانيا!
من كان يصدق أن تخرج هذه المرأة التي وصفوها "بالحديدية" من قاع مجتمع البسطاء.. وتأتي من الصفوف الخلفية لتجلس في المقدمة مكان ونستون تشرشل، فقد كان أبوها يمتلك محلا للبقالة! أما أمها فحائكة لملابس السيدات، وبالرغم من نشأتها وحياتها البسيطة المتقشفة إلا أن تربيتها كانت صارمة وشديدة، فخرجت للحياة بشخصية قوية قلما تتوافر عناصرها في امرأة واحدة!.
وتعتبر تاتشر إحدى أهم الظواهر في عالم السياسة خلال النصف الأخير من القرن العشرين، حيث إنها أول سيدة تتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا ذلك المنصب الرفيع في تاريخ بريطانيا، كما أنها أكثر الشخصيات شعبية بين رؤساء الوزارة البريطانيين، كما أنها أول رئيس للوزراء يتم انتخابه ثلاث مرات متتالية.
وأثناء رئاستها لوزراء بريطانيا أطلقوا عليها تاتشر الخطافة، كذلك أطلقوا عليها لقب: (سارقة الحليب) لأنها منعت الحليب المجاني عن طلاب المدارس ببلدها ضمن سياسة التقشف التي اتخذتها؛ لتخفيف الإنفاق والمصاريف التي أقرت تطبيقها في ذاك الوقت، وقيل: إنها ربما كانت نتيجة لتربيتها القاسية الجافة مما دفعها لتصبح أكثر اقتصادا!
إنها مارجريت هيلدا روبرتس الشهيرة بمارجريت تاتشر والتي شهدت ولادتها مدينة لينكولنشاير بإنجلترا في 13 أكتوبر عام 1925 .
اشتهرت مارجريت بين زميلاتها في المدرسة بتفوقها الدراسي علاوة على ذلك فقد كانت رياضية ممتازة.
ونتيجة لهذا التفوق حصلت على منحة لدراسة الكيمياء بجامعة أكسفورد، في عام 1943م وتخرجت فيها عام 1947م، ثم عملت بوظيفة أخصائي كيميائي أبحاث في الفترة من عام 1947م إلى عام 1951م. وكانت دراستها للقانون في أوقات فراغها، وهكذا حصلت على درجتين علميتين في الكيمياء والقانون.
أما زواجها فقد تم في عام 1951م من أحد الضابط السابقين في سلاح المدفعية الملكية وهو "دينيس تاتشر" الذي كان يعمل مديرا لعدد من شركات البترول، والذي صار بعد ذلك من رجال الأعمال المشهورين، ثم أنجبت منه توأمين هما مارك وكارول.
اشتهرت تاتشر بالثقافة الواسعة على كونها داهية، فقد كانت تؤمن بأهمية الاطلاع للإلمام بكافة المسائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما أنها بالإضافة إلى ذلك زوجة ناجحة تحرص على توفير أقصى درجات الراحة والأمان لزوجها وأولادها رغم كل مشاغلها ومسؤوليتها، وكانت تحرص على إبراز استقرارها الأسري خلال أحاديثها الصحافية والتلفزيونية.
وقد خاضت تاتشر دهاليز الحياة السياسية وعمرها 44 عاما كوزيرة للتعليم، حيث غيرت السياسة التعليمية التي سبقتها، فاهتمت بالتربية خاصة فيما يختص بالمراحل الأولى منه على حساب المراحل العليا، كما عملت على زيادة أعداد المعلمين المؤهلين وتسهيل التدريب الفعال لهم.
ولقد كان التحاقها بمجلس العموم عام 1959م نتيجة لنشاطاتها المتعددة والواسعة، وتفوقها في العمل السياسي والقانوني وتطور الأمر معها حين عاد المحافظون إلى الحكومة بقيادة إدوارد هيث في عام 1970م الذي قام بتنصيبها كوزيرة للتعليم. و في عام 1974م كانت بدايتها الحقيقية، حيث كانت أول امرأة تترأس الحزب منذ تأسيسه حين انتخبت رئيسة لحزب المحافظين 1975م.
كانت تاتشر من أهم الساسة الغربيين الذين ضربوا المثل في كثرة الأفعال وقلة الأقوال، إضافة إلى ضبط الانفعال وقد أُثرعنها قولها:"إذا أردت الكلمة فاسأل الرجل، وإذا أردت الفعل فاسأل النساء". ويبدو أنها كانت تنفذ هذه المقولة بدقة وبشكل عملي، خصوصا تجاه العرب والمسلمين فكانت شديدة الحرص بل والتوازن في عدم إظهار روح التعصب ضد العرب والمسلمين، وبالرغم من ذلك فقد كان لا يخفى تحيزها الظاهر لليهود باعتبار بلدها مسؤولة مسؤولية تاريخية عن إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وظهر تعصبها ضد المسلمين إبان الهجوم على برجي التجارة بواشنطن في سبتمبر 2001 حين صرحت أن زعماء المسلمين البريطانيين لم يدينوا على نحو كاف الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الشهر الماضي، وقد أثارت تصريحاتها الجالية السلمة هناك، فضلا عن إثارتها لبعض السياسيين البريطانيين، مثل: مايكل هيزلتاين، نائب رئيس الوزراء السابق الذي قال: "إن لسانه يعجز عن التعبير عن مدى الفزع الذي شعر به لدى سماعه تصريحات تاتشر"، وقال: "إن تلك التصريحات تشجع على اقتراف الجرائم العنصرية".
سعت تاتشر لشق طريقها قدما نحو قيادة حزب المحافظين في عام 1979م كرئيسة للوزراء، بعدما فازت في الانتخابات العامة على حزب العمال فوزا ساحقا.
وقد اشتهرت أول حكومة لتاتشر والتي استمرت أربع سنوات من (1979 - 1983م) بسياستها النقدية اللاذعة، كما شهدت تلك الفترة ارتفاعا كبيرا في معدل البطالة، وفيها ألغيت الرقابة على الأسعار، وقد تجلى دورها في العمل على علاج الاقتصاد البريطاني الذي أصابه الركود وتخرجه من دهاليز الكساد .
ولأنها تفوقت على كثير من معاصريها بقوة الرأي والقدرة على اتخاذ القرارات والصبر على تنفيذها وتحمل تبعاتها فقد أطلقوا عليها لقب "المرأة الحديدية".
و"مرجريت تاتشر" مشهورة بكونها صاحبة أول انتصار عسكري بريطاني بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تمكنت القوات البريطانية من هزيمة القوات الأرجنتينية في حرب "فوكلاند" عام 1982، والتي انتهت باستعادة تلك الجزر التي احتلتها الأرجنتين، وبذلك عادت الهيبة والتقدير للعسكرية البريطانية، باستعادة بريطانيا الجزيرة ورفرفة علم التاج البريطاني عليها من جديد، ولعل هذا كان إيذاناً بدخول مسز "ثاتشر" إلي قائمة العظماء في التاريخ البريطاني الحديث، لدرجة أن البعض كان يراها بعد الداهية الكبير "ونستون تشرشل" بين عظماء بريطانيا في القرن العشرين، لهذا صنعوا لها تمثالا في ميدان البرلمان في عمل غير مسبوق على مستوى العمل السياسي البريطاني.
بعد ذلك حدثت نكسة غير متوقعة في حياتها السياسية ففي عام 1990 لم تستطع مارجريت تاتشر التحكم في زيادة أعداد المعارضين لها، علاوة على إخفاقها في اكتساب ثقة المحافظين، وقد ارتبط خروجها من ساحة المسرح السياسي بحرب الخليج الثانية في عام 1991، فبالرغم من النصر الذي حققته فيها قوات التحالف؛ فإن تداعيات بريطانية كثيرة داخلية وخارجية بحتة هي التي قد دفعتها للخروج من المسرح السياسي، مع استمرار المحافظين في الحكم، ولكن بدون تلك القيادة التاريخية والفولاذية لليمين البريطاني.
وفي عام 1992م انقلب عليها حزبها متهماً إياها بالديكتاتورية والتصلب. وخوفاً من حدوث انقسامات داخل الحزب آثرت الانسحاب، وفي ذات الوقت حصلت على لقب البارونة، علاوة على عضوية مجلس اللوردات، فيما صار جون ميجور خليفة لها في مجلس العموم، وقد استمرت تاتشر في الحكومة 11 سنة حتى استقالتها، وهي أطول فترة لرئيسة وزراء في بلدها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتعتبر تاتشر إحدى أهم الظواهر في عالم السياسة خلال النصف الأخير من القرن العشرين، حيث إنها أول سيدة تتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا ذلك المنصب الرفيع في تاريخ بريطانيا، كما أنها أكثر الشخصيات شعبية بين رؤساء الوزارة البريطانيين، كما أنها أول رئيس للوزراء يتم انتخابه ثلاث مرات متتالية.
وأثناء رئاستها لوزراء بريطانيا أطلقوا عليها تاتشر الخطافة، كذلك أطلقوا عليها لقب: (سارقة الحليب) لأنها منعت الحليب المجاني عن طلاب المدارس ببلدها ضمن سياسة التقشف التي اتخذتها؛ لتخفيف الإنفاق والمصاريف التي أقرت تطبيقها في ذاك الوقت، وقيل: إنها ربما كانت نتيجة لتربيتها القاسية الجافة مما دفعها لتصبح أكثر اقتصادا!
إنها مارجريت هيلدا روبرتس الشهيرة بمارجريت تاتشر والتي شهدت ولادتها مدينة لينكولنشاير بإنجلترا في 13 أكتوبر عام 1925 .
اشتهرت مارجريت بين زميلاتها في المدرسة بتفوقها الدراسي علاوة على ذلك فقد كانت رياضية ممتازة.
ونتيجة لهذا التفوق حصلت على منحة لدراسة الكيمياء بجامعة أكسفورد، في عام 1943م وتخرجت فيها عام 1947م، ثم عملت بوظيفة أخصائي كيميائي أبحاث في الفترة من عام 1947م إلى عام 1951م. وكانت دراستها للقانون في أوقات فراغها، وهكذا حصلت على درجتين علميتين في الكيمياء والقانون.
أما زواجها فقد تم في عام 1951م من أحد الضابط السابقين في سلاح المدفعية الملكية وهو "دينيس تاتشر" الذي كان يعمل مديرا لعدد من شركات البترول، والذي صار بعد ذلك من رجال الأعمال المشهورين، ثم أنجبت منه توأمين هما مارك وكارول.
اشتهرت تاتشر بالثقافة الواسعة على كونها داهية، فقد كانت تؤمن بأهمية الاطلاع للإلمام بكافة المسائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما أنها بالإضافة إلى ذلك زوجة ناجحة تحرص على توفير أقصى درجات الراحة والأمان لزوجها وأولادها رغم كل مشاغلها ومسؤوليتها، وكانت تحرص على إبراز استقرارها الأسري خلال أحاديثها الصحافية والتلفزيونية.
وقد خاضت تاتشر دهاليز الحياة السياسية وعمرها 44 عاما كوزيرة للتعليم، حيث غيرت السياسة التعليمية التي سبقتها، فاهتمت بالتربية خاصة فيما يختص بالمراحل الأولى منه على حساب المراحل العليا، كما عملت على زيادة أعداد المعلمين المؤهلين وتسهيل التدريب الفعال لهم.
ولقد كان التحاقها بمجلس العموم عام 1959م نتيجة لنشاطاتها المتعددة والواسعة، وتفوقها في العمل السياسي والقانوني وتطور الأمر معها حين عاد المحافظون إلى الحكومة بقيادة إدوارد هيث في عام 1970م الذي قام بتنصيبها كوزيرة للتعليم. و في عام 1974م كانت بدايتها الحقيقية، حيث كانت أول امرأة تترأس الحزب منذ تأسيسه حين انتخبت رئيسة لحزب المحافظين 1975م.
كانت تاتشر من أهم الساسة الغربيين الذين ضربوا المثل في كثرة الأفعال وقلة الأقوال، إضافة إلى ضبط الانفعال وقد أُثرعنها قولها:"إذا أردت الكلمة فاسأل الرجل، وإذا أردت الفعل فاسأل النساء". ويبدو أنها كانت تنفذ هذه المقولة بدقة وبشكل عملي، خصوصا تجاه العرب والمسلمين فكانت شديدة الحرص بل والتوازن في عدم إظهار روح التعصب ضد العرب والمسلمين، وبالرغم من ذلك فقد كان لا يخفى تحيزها الظاهر لليهود باعتبار بلدها مسؤولة مسؤولية تاريخية عن إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وظهر تعصبها ضد المسلمين إبان الهجوم على برجي التجارة بواشنطن في سبتمبر 2001 حين صرحت أن زعماء المسلمين البريطانيين لم يدينوا على نحو كاف الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الشهر الماضي، وقد أثارت تصريحاتها الجالية السلمة هناك، فضلا عن إثارتها لبعض السياسيين البريطانيين، مثل: مايكل هيزلتاين، نائب رئيس الوزراء السابق الذي قال: "إن لسانه يعجز عن التعبير عن مدى الفزع الذي شعر به لدى سماعه تصريحات تاتشر"، وقال: "إن تلك التصريحات تشجع على اقتراف الجرائم العنصرية".
سعت تاتشر لشق طريقها قدما نحو قيادة حزب المحافظين في عام 1979م كرئيسة للوزراء، بعدما فازت في الانتخابات العامة على حزب العمال فوزا ساحقا.
وقد اشتهرت أول حكومة لتاتشر والتي استمرت أربع سنوات من (1979 - 1983م) بسياستها النقدية اللاذعة، كما شهدت تلك الفترة ارتفاعا كبيرا في معدل البطالة، وفيها ألغيت الرقابة على الأسعار، وقد تجلى دورها في العمل على علاج الاقتصاد البريطاني الذي أصابه الركود وتخرجه من دهاليز الكساد .
ولأنها تفوقت على كثير من معاصريها بقوة الرأي والقدرة على اتخاذ القرارات والصبر على تنفيذها وتحمل تبعاتها فقد أطلقوا عليها لقب "المرأة الحديدية".
و"مرجريت تاتشر" مشهورة بكونها صاحبة أول انتصار عسكري بريطاني بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تمكنت القوات البريطانية من هزيمة القوات الأرجنتينية في حرب "فوكلاند" عام 1982، والتي انتهت باستعادة تلك الجزر التي احتلتها الأرجنتين، وبذلك عادت الهيبة والتقدير للعسكرية البريطانية، باستعادة بريطانيا الجزيرة ورفرفة علم التاج البريطاني عليها من جديد، ولعل هذا كان إيذاناً بدخول مسز "ثاتشر" إلي قائمة العظماء في التاريخ البريطاني الحديث، لدرجة أن البعض كان يراها بعد الداهية الكبير "ونستون تشرشل" بين عظماء بريطانيا في القرن العشرين، لهذا صنعوا لها تمثالا في ميدان البرلمان في عمل غير مسبوق على مستوى العمل السياسي البريطاني.
بعد ذلك حدثت نكسة غير متوقعة في حياتها السياسية ففي عام 1990 لم تستطع مارجريت تاتشر التحكم في زيادة أعداد المعارضين لها، علاوة على إخفاقها في اكتساب ثقة المحافظين، وقد ارتبط خروجها من ساحة المسرح السياسي بحرب الخليج الثانية في عام 1991، فبالرغم من النصر الذي حققته فيها قوات التحالف؛ فإن تداعيات بريطانية كثيرة داخلية وخارجية بحتة هي التي قد دفعتها للخروج من المسرح السياسي، مع استمرار المحافظين في الحكم، ولكن بدون تلك القيادة التاريخية والفولاذية لليمين البريطاني.
وفي عام 1992م انقلب عليها حزبها متهماً إياها بالديكتاتورية والتصلب. وخوفاً من حدوث انقسامات داخل الحزب آثرت الانسحاب، وفي ذات الوقت حصلت على لقب البارونة، علاوة على عضوية مجلس اللوردات، فيما صار جون ميجور خليفة لها في مجلس العموم، وقد استمرت تاتشر في الحكومة 11 سنة حتى استقالتها، وهي أطول فترة لرئيسة وزراء في بلدها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
مواضيع مماثلة
» سارقة القلب 1
» أول يهودية تعتنق الإسلام في نيويورك.. من مارجريت ماركوس إلى مريم جميلة
» (أحلى من الحليب)
» هل هناك علاقة بين شرب الحليب والريجيم؟
» طريقة عمل كوكتيل الحليب مع المشمش
» أول يهودية تعتنق الإسلام في نيويورك.. من مارجريت ماركوس إلى مريم جميلة
» (أحلى من الحليب)
» هل هناك علاقة بين شرب الحليب والريجيم؟
» طريقة عمل كوكتيل الحليب مع المشمش
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى