"نجاح عياش".. إدارية ناجحة تحلم مع نساء جنوب غزة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
"نجاح عياش".. إدارية ناجحة تحلم مع نساء جنوب غزة
نجاح عيَّاش، امرأة فلسطينية ليست ككل نساء فلسطين؛ في بيئة الجنوب المحافظ نبتت زهرة يانعة، وما أن تفتحت لديها آفاق المستقبل، حتى خرجت إلى معهد المعلمات برام الله، وسلكت طريقها للعلم لتعود بشهادة الدبلوم في اللغة الإنجليزية التي أهلتها للحصول على عقد عمل في مهنة التدريس بالمملكة العربية السعودية لسبع سنوات.
عادت بعدها إلى حيث موطنها وملجأها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفيها بدأت رحلة جديدة من العطاء، تراوحت تفاصيلها بين تأدية رسالة تربية الجيل بالعمل مدرسة بعقد يومي، وبين المساهمة في الارتقاء بواقع المرأة الفلسطينية، ومنحها الفرصة لأن تكون فاعلة في المجتمع، وتؤدي دورها في نهضته وتنميته، من خلال توليها لإدارة مركز البرامج النسائية في رفح.
وما إن عادت إلى وطنها، حتى راحت تطبق ما اكتسبته من خبرات، وتفيد بما تعلمته من مهارات أبناء مجتمعها، ففي مجال التدريس لم تترك وسيلة لبناء جيل مفكر واع ومبدع إلا سلكتها، غير أنها لم تستمر على ذلك كثيراً ليس يأساً منها، ولكن بسبب ظروف العمل التي كانت متقطعة وغير منتظمة، وفقاً للشواغر المتوفرة لدى وزارة التربية والتعليم، تقول: "إنه على الرغم من سوء ظروف العمل غير المنتظم، إلا أنه وسع دائرة علاقاتها مع مختلف فئات المجتمع، كما أنه منحها فرصة لاستغلال أوقات الفراغ لديها في تنمية مهاراتها".
اللجوء إلى مركز البرامج النسائية
ولم يكن بإمكان نجاح بعد أن اعتادت حياة العمل، سواء في السعودية على مدار سبع سنوات، أو في قطاع غزة كلما توفر أي مكان شاغر وفقاً للعقد اليومي الذي أبرمته مع التعليم، أن تجلس في المنزل مكتوفة الأيدي، فسعت إلى الحصول على دورات في مختلف المجالات التثقيفية والمهنية والفنية والتجميلية؛ لتملأ وقت فراغها بما يفيدها ويفيد مجتمعها.
تقول نجاح، والتي كان لها نصيب وافر من اسمها: "إن وجهتها الأولى كانت لمركز البرامج النسائية التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في رفح، لممارسة الأنشطة كباقي النساء" فحصلت على عدة دورات في التجميل، والتثقيف الصحي، والإسعافات الأولية، إضافة إلى دورات الحاسب الآلي والخياطة والتفصيل وغيرها من الدورات التي ساهمت في بناء منظومة علاقاتها الاجتماعية مع المركز والعاملين به، والنساء اللاتي يتوافدن عليه، وكانت تلك العلاقات نواة فكرة استقرت برأسها؛ للعمل على تقديم الخدمات المختلفة لفئة النساء في رفح.
تحقيق الانتصار
على الرغم من العقبات والضغوطات الكبيرة التي واجهت عيّاش، إلا أنها أبت أن تلين وتغلق صفحة حلمها، لقد أيقنت ضرورة انفتاح المرأة على عالم العلم والعمل؛ لترتقي بنفسها أولاً، وبأسرتها ومجتمعها ووطنها، فصاغت الحلول بما لا يتنافى مع منظومة القيم والأخلاق والتعاليم القويمة للدين الإسلامي.
وكان التحدي والانتصار الحقيقي أنها تمكنت من تنفيذ عملها بالمركز دون الوقوع في الاختلاط، واستطاعت تغيير النظرة السائدة عن المراكز النسائية، وذلك عبر سعيها الحثيث بدايةً للتنسيق مع مدارس الوكالة للبينين، بضرورة عدم تواجد الطلاب الذكور أو توجههم إلى المركز أثناء وجود الفتيات، وقد اضطرت لذلك لعدم وجود مكان بديل، فكانت تستفيد من فترات عدم تواجد الطلاب.
ومن ثمّ كانت الخطوة الثانية بالتأكيد لإدارات المدارس أن المكان سيكون مخصصا للفتيات فقط، ما يشجعهم على إرسال الطالبات للمركز لممارسة الهوايات والنشاطات المختلفة، وأضافت أنها بالتوازي مع تلك الخطوات عمدت إلى استهداف النساء في المنازل بمجموعة من البرامج والأنشطة كان أولها برنامج إيجاد فرص العمل الخاص بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
مركز خدماتي للمرأة
تؤمن عيّاش بأن المرأة في المجتمع الذي يعاني حروباً ونكبات وأوضاع معيشية صعبة تحتاج إلى رعاية خاصة، ليس على مستوى التدريب والتأهيل المهني لإتقان حرفة تدر عليها دخلاً فقط، وإنما أيضاً على مستوى التوعية الدينية، وشحذ الهمم؛ للصبر والثبات، وكذلك التوعية الاجتماعية والنفسية لتتمكن من التكيف ومواجهة صعاب الحياة.
تتحدث عيّاش عن مجمل الخدمات التي قدمها، وما زال يقدمها مركز البرامج النسائية برفح للمرأة الفلسطينية، على امتداد سنوات تأسيسه في العام 1995 وبخاصة خلال الأحد عشر عاماً الأخيرة التي كانت تحت إدارتها.
كما يسعى المركز إلى خدمة الأسرة ككل، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة في المجتمع الفلسطيني، وبعد حالة الانقسام التي أثرت بصورة سلبية على الحياة الأسرية، حيث أصبحت المرأة في مواجهة الرجل الذي عجز بفعل الانقسام وحالة الحصار والبطالة عن توفير متطلبات الأسرة. مشيرة إلى أن المركز عمد إلى حل تلك الإشكالية، والتخفيف من حدة آثارها السلبية، باستقطاب بعض السيدات لتدريبهم تدريبا مهنيا، وإيجاد فرص عمل لهن، بالإضافة إلى مساعدتهن في إيجاد فرص عمل لأزواجهنّ من خلال الأعمال التي ينفذونها.
ناجحة في بيتها وفي عملها
أبت نجاح إلا أن يرافقها النجاح أينما حلت، ولم ترض بديلاً عنه رغم ما أحيط من ظروف قاسية أو على صعيد التزاماتها تجاه أسرتها، واحتضان أطفالها، وتلبية احتياجاتهم المختلفة المادية والمعنوية والنفسية أيضاً كونها اضطرت أن تبقى معهم وحيدة في ظل غياب الزوج في بلاد الغربة، تحدت ذلك كله بمزيد من الصبر الجميل، مع العمل الجاد والنوعي.
وكانت النتيجة أن وصلت بأسرتها إلى بر الأمان، ودمجت أطفالها في محيطهم الاجتماعي بعد سنوات الاغتراب والعزلة عن الوطن والأهل، ووصلت بالمركز لأن يكون مُحرك العمل النسائي، عن طريق تنوع الخدمات وشموليتها لما تحتاجه المرأة والأسرة الفلسطينية.
للأحلام بقية
النجاح الذي حققته عيّاش في المركز سواء على مستوى أسرتها، أو مجتمعها بتغيير نظرته لمراكز العمل النسائي الجادة الملتزمة بتعاليم الدين، لم يجعلها تكف عن العمل لتجني ثمار ذلك النجاح، فقد حققت نجاح عياش اسماً لامعاً في مجال العمل النسائي بين مؤسسات المجتمع المدني، وجعلها أكثر طموحاً لإيجاد برامج وخطط جديدة تلاءم احتياجات المرأة الفلسطينية في ظل ما تمر به وأسرتها من ظروف قاسية، سواء على صعيد الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي ولا سيما النفسي
عادت بعدها إلى حيث موطنها وملجأها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفيها بدأت رحلة جديدة من العطاء، تراوحت تفاصيلها بين تأدية رسالة تربية الجيل بالعمل مدرسة بعقد يومي، وبين المساهمة في الارتقاء بواقع المرأة الفلسطينية، ومنحها الفرصة لأن تكون فاعلة في المجتمع، وتؤدي دورها في نهضته وتنميته، من خلال توليها لإدارة مركز البرامج النسائية في رفح.
وما إن عادت إلى وطنها، حتى راحت تطبق ما اكتسبته من خبرات، وتفيد بما تعلمته من مهارات أبناء مجتمعها، ففي مجال التدريس لم تترك وسيلة لبناء جيل مفكر واع ومبدع إلا سلكتها، غير أنها لم تستمر على ذلك كثيراً ليس يأساً منها، ولكن بسبب ظروف العمل التي كانت متقطعة وغير منتظمة، وفقاً للشواغر المتوفرة لدى وزارة التربية والتعليم، تقول: "إنه على الرغم من سوء ظروف العمل غير المنتظم، إلا أنه وسع دائرة علاقاتها مع مختلف فئات المجتمع، كما أنه منحها فرصة لاستغلال أوقات الفراغ لديها في تنمية مهاراتها".
اللجوء إلى مركز البرامج النسائية
ولم يكن بإمكان نجاح بعد أن اعتادت حياة العمل، سواء في السعودية على مدار سبع سنوات، أو في قطاع غزة كلما توفر أي مكان شاغر وفقاً للعقد اليومي الذي أبرمته مع التعليم، أن تجلس في المنزل مكتوفة الأيدي، فسعت إلى الحصول على دورات في مختلف المجالات التثقيفية والمهنية والفنية والتجميلية؛ لتملأ وقت فراغها بما يفيدها ويفيد مجتمعها.
تقول نجاح، والتي كان لها نصيب وافر من اسمها: "إن وجهتها الأولى كانت لمركز البرامج النسائية التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في رفح، لممارسة الأنشطة كباقي النساء" فحصلت على عدة دورات في التجميل، والتثقيف الصحي، والإسعافات الأولية، إضافة إلى دورات الحاسب الآلي والخياطة والتفصيل وغيرها من الدورات التي ساهمت في بناء منظومة علاقاتها الاجتماعية مع المركز والعاملين به، والنساء اللاتي يتوافدن عليه، وكانت تلك العلاقات نواة فكرة استقرت برأسها؛ للعمل على تقديم الخدمات المختلفة لفئة النساء في رفح.
تحقيق الانتصار
على الرغم من العقبات والضغوطات الكبيرة التي واجهت عيّاش، إلا أنها أبت أن تلين وتغلق صفحة حلمها، لقد أيقنت ضرورة انفتاح المرأة على عالم العلم والعمل؛ لترتقي بنفسها أولاً، وبأسرتها ومجتمعها ووطنها، فصاغت الحلول بما لا يتنافى مع منظومة القيم والأخلاق والتعاليم القويمة للدين الإسلامي.
وكان التحدي والانتصار الحقيقي أنها تمكنت من تنفيذ عملها بالمركز دون الوقوع في الاختلاط، واستطاعت تغيير النظرة السائدة عن المراكز النسائية، وذلك عبر سعيها الحثيث بدايةً للتنسيق مع مدارس الوكالة للبينين، بضرورة عدم تواجد الطلاب الذكور أو توجههم إلى المركز أثناء وجود الفتيات، وقد اضطرت لذلك لعدم وجود مكان بديل، فكانت تستفيد من فترات عدم تواجد الطلاب.
ومن ثمّ كانت الخطوة الثانية بالتأكيد لإدارات المدارس أن المكان سيكون مخصصا للفتيات فقط، ما يشجعهم على إرسال الطالبات للمركز لممارسة الهوايات والنشاطات المختلفة، وأضافت أنها بالتوازي مع تلك الخطوات عمدت إلى استهداف النساء في المنازل بمجموعة من البرامج والأنشطة كان أولها برنامج إيجاد فرص العمل الخاص بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
مركز خدماتي للمرأة
تؤمن عيّاش بأن المرأة في المجتمع الذي يعاني حروباً ونكبات وأوضاع معيشية صعبة تحتاج إلى رعاية خاصة، ليس على مستوى التدريب والتأهيل المهني لإتقان حرفة تدر عليها دخلاً فقط، وإنما أيضاً على مستوى التوعية الدينية، وشحذ الهمم؛ للصبر والثبات، وكذلك التوعية الاجتماعية والنفسية لتتمكن من التكيف ومواجهة صعاب الحياة.
تتحدث عيّاش عن مجمل الخدمات التي قدمها، وما زال يقدمها مركز البرامج النسائية برفح للمرأة الفلسطينية، على امتداد سنوات تأسيسه في العام 1995 وبخاصة خلال الأحد عشر عاماً الأخيرة التي كانت تحت إدارتها.
كما يسعى المركز إلى خدمة الأسرة ككل، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة في المجتمع الفلسطيني، وبعد حالة الانقسام التي أثرت بصورة سلبية على الحياة الأسرية، حيث أصبحت المرأة في مواجهة الرجل الذي عجز بفعل الانقسام وحالة الحصار والبطالة عن توفير متطلبات الأسرة. مشيرة إلى أن المركز عمد إلى حل تلك الإشكالية، والتخفيف من حدة آثارها السلبية، باستقطاب بعض السيدات لتدريبهم تدريبا مهنيا، وإيجاد فرص عمل لهن، بالإضافة إلى مساعدتهن في إيجاد فرص عمل لأزواجهنّ من خلال الأعمال التي ينفذونها.
ناجحة في بيتها وفي عملها
أبت نجاح إلا أن يرافقها النجاح أينما حلت، ولم ترض بديلاً عنه رغم ما أحيط من ظروف قاسية أو على صعيد التزاماتها تجاه أسرتها، واحتضان أطفالها، وتلبية احتياجاتهم المختلفة المادية والمعنوية والنفسية أيضاً كونها اضطرت أن تبقى معهم وحيدة في ظل غياب الزوج في بلاد الغربة، تحدت ذلك كله بمزيد من الصبر الجميل، مع العمل الجاد والنوعي.
وكانت النتيجة أن وصلت بأسرتها إلى بر الأمان، ودمجت أطفالها في محيطهم الاجتماعي بعد سنوات الاغتراب والعزلة عن الوطن والأهل، ووصلت بالمركز لأن يكون مُحرك العمل النسائي، عن طريق تنوع الخدمات وشموليتها لما تحتاجه المرأة والأسرة الفلسطينية.
للأحلام بقية
النجاح الذي حققته عيّاش في المركز سواء على مستوى أسرتها، أو مجتمعها بتغيير نظرته لمراكز العمل النسائي الجادة الملتزمة بتعاليم الدين، لم يجعلها تكف عن العمل لتجني ثمار ذلك النجاح، فقد حققت نجاح عياش اسماً لامعاً في مجال العمل النسائي بين مؤسسات المجتمع المدني، وجعلها أكثر طموحاً لإيجاد برامج وخطط جديدة تلاءم احتياجات المرأة الفلسطينية في ظل ما تمر به وأسرتها من ظروف قاسية، سواء على صعيد الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي ولا سيما النفسي
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51266
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
رد: "نجاح عياش".. إدارية ناجحة تحلم مع نساء جنوب غزة
الف شكر لك علي جهودك
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57281
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» قصة نجاح شبكة تلفزيون MBC
» القطار الأزرق في جنوب أفريقيا
» نساء بني اسرائيل
» نساء خالدات
» تجربة بريطانية ناجحة 100% للمدخنين الان تستطيع التدخين بدون اي ضرر
» القطار الأزرق في جنوب أفريقيا
» نساء بني اسرائيل
» نساء خالدات
» تجربة بريطانية ناجحة 100% للمدخنين الان تستطيع التدخين بدون اي ضرر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى