معروف الأرناؤوط أبو الصحافة الأدبية في الوطن العربي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
معروف الأرناؤوط أبو الصحافة الأدبية في الوطن العربي
هل يحق لنا أن نعتبر الشيخ معروف الأرناؤوط أبا حقيقيا للصحافة الأدبية في الوطن العربي، بالرغم من عدم ذيوع صيته، كالزيات صاحب مجلة الرسالة الأدبية؟. لم لا، والوقائع التاريخية تشير أنه أول من أخرج مطبوعة صحفية تهتم بالأدب والشعر عام 1919م، فيما أتت مجلة الرسالة الأشهر في تاريخ الصحافة الأدبية عام 1932م على يد مؤسسها الأديب أحمد حسن الزيات رحمه الله.
ولد الشيخ معروف الأرناؤوط (1892 ـ 1948م) في بيروت، وعاش حياته متنقلا بين تركيا وسورية التي عاش بها فترة طويلة من عمره حتى توفي بها رحمه الله.
تلقى تعليمه الأولي في إحدى مدارس بيروت الابتدائية، وتابع دروسه في الكلية العثمانية الإسلامية، وتعلم فيها اللغات الأجنبية والخطابة والشعر والعروض.
تدرج في المناصب الوظيفية، وعمل معاون ضابط في الجيش العثماني، ونال رتبة ملازم، ثم انتقل إلى دمشق فعمل بالصحافة، وأنشأ مع عثمان قاسم ورشدي ملحس جريدة الاستقلال العربي عام 1918، وبعد توقف الجريدة، أنشأ مجلة العلم العربي 1919 وخصصها للأدب والشعر.
بعد ذلك أنشأ جريدة يومية بعنوان "فتى العرب" عام 1920م، وظل يعمل فيها لأكثر من ربع قرن حتى رحيله، وعلى صفحاتها كتب أعلام العربية، أمثال: عباس محمود العقاد، وإبراهيم عبدالقادر المازني، ومحمد حسين هيكل، وأمير الشعراء أحمد شوقي، وخليل مطران، وشكيب أرسلان، وغيرهم.
كان عضوًا بمجمع اللغة العربية بدمشق منذ (1930م)، وانضم إلى عدة جمعيات ولجان في بيروت والشام، وترأس نقابة الصحافة السورية لسنوات.
ومع أن الشيخ معروف نجح في ميدان الصحافة، فإِن الفن الصحفي لم يكن المجال الحقيقي لموهبته، فقد ولد أديباً وروائياً موهوباً، وساعده على ذلك ثقافته واطلاعه الواسع على أدب الغرب، ولاسيما فن الرواية والقصة، فحاول أن يقيم دعائم الأدب العربي الحديث على أسس راسخة من واقع حياة المجتمع وتاريخه.
فكتب عدداً من الروايات، نالت شهرة رائعة، أبرزها: "سيد قريش" (1929م): وهي رواية في ثلاثة أجزاء: رسم معروف فيها حياة العرب في مرحلة البعثة النبوية، وصور معجزة النبوة وأثرها الاجتماعي والسياسي في حياة العرب. واعتمد في تأليف روايته على كتب التاريخ العربي والإِسلامي.
وأثبت أن القومية العربية بمعناها الحقيقي، كانت موجودة قبل الإِسلام، وأن عرب سورية كانوا على جانب كبير من المدنية، وعلى اتصال دائم بحضارات بيزنطة ورومة والعالم كله. وعلى أثر صدور هذه الرواية التاريخية، انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق في 8/10/1930م.
وله عدة روايات أخرى نشرتها مطبعة فتى العرب بدمشق، منها: عمر بن الخطاب(رضي الله عنه)(في أربعة أجزاء) - 1936، وطارق بن زياد - 1941، وفاطمة البتول - 1942، وترجم العديد من الرويات، منها: عذاب الضمير لجاك دارسي، تقريع ضمير الملوك لأدولف دانري، لادام أو كاميليا لإسكندر ديماس الصغير، وترجم العديد من المسرحيات، منها: عمرو بن العاص(رضي الله عنه)، والرجوع إلى أدرنه لروجيه لاهونت، في طرابلس الغرب، ولينجر لتيودور بوتريل، عواطف الإخاء، والصقلي الشريف لألفريد دي موسيه، ديانات لأدولف دانري، الطفلان الشريدان لبيير دي كورسيل، وله عدد من المؤلفات، منها: فردوس المصري – 1915م، نصارى العرب في الشام والعراق، وتاريخ الأدب في القرن التاسع عشر، والابتسامات والدموع، القاهرة.
وفي الشعر له قصائد صاغها عن لغات أجنبية، منها: قصيدة "وقفة في الطلول" لأندريه شينيه المنشورة في مجلة الحديث بحلب 1928، وقصيدة "دموع للامرتين" المنشورة في مجلة الحديث أيضا في مايو 1928.
وهذا مقطع من قصيدة دموع:
قفـا نـبك فـي الأطلال عهدًا ومــــــربعًا
وسهدًا وتشبـيبًا تقضّى مع العـمــــــــــرِ
فإن دمـوع القـلـب تبعث بـيـننـــــــــا
حيـاة الهـوى الـمدفـون فـي جـانـب النهـر
وقـد تُبعث الآمـال فـيـنـا جـديـــــــدةً
فتزدهـرُ الأيـامُ بـالـحـبِّ والزهــــــــر
ويـورق فـي الأطلالِ غصنٌ مـصـــــــــــوِّحٌ
ويـنجـابُ هـذا اللـيلُ عـن أفقِ الـبــــدر
وتـرجع أيـامُ الشبـيةِ بعـدمــــــــــــا
تـوارتْ، وأذكتْ فـي الـحشـا جـمـرةَ الـذكْر
وطفلـيـن كـنـا كـالـحـمــــــــام وداعةً
نطـير مع الآمـالِ والفـن والشعـــــــــر
نطـوف حـيـال النهـرِ نلهـو تلــــــــذذًا
بـمـرأى مغـيبِ الشمسِ أو مطلع الفجــــــر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
ـ معجم البابطين لشعراء العربية.
ـ موقع الموسوعة العربية.
ـ مواقع إنترنت
ولد الشيخ معروف الأرناؤوط (1892 ـ 1948م) في بيروت، وعاش حياته متنقلا بين تركيا وسورية التي عاش بها فترة طويلة من عمره حتى توفي بها رحمه الله.
تلقى تعليمه الأولي في إحدى مدارس بيروت الابتدائية، وتابع دروسه في الكلية العثمانية الإسلامية، وتعلم فيها اللغات الأجنبية والخطابة والشعر والعروض.
تدرج في المناصب الوظيفية، وعمل معاون ضابط في الجيش العثماني، ونال رتبة ملازم، ثم انتقل إلى دمشق فعمل بالصحافة، وأنشأ مع عثمان قاسم ورشدي ملحس جريدة الاستقلال العربي عام 1918، وبعد توقف الجريدة، أنشأ مجلة العلم العربي 1919 وخصصها للأدب والشعر.
بعد ذلك أنشأ جريدة يومية بعنوان "فتى العرب" عام 1920م، وظل يعمل فيها لأكثر من ربع قرن حتى رحيله، وعلى صفحاتها كتب أعلام العربية، أمثال: عباس محمود العقاد، وإبراهيم عبدالقادر المازني، ومحمد حسين هيكل، وأمير الشعراء أحمد شوقي، وخليل مطران، وشكيب أرسلان، وغيرهم.
كان عضوًا بمجمع اللغة العربية بدمشق منذ (1930م)، وانضم إلى عدة جمعيات ولجان في بيروت والشام، وترأس نقابة الصحافة السورية لسنوات.
ومع أن الشيخ معروف نجح في ميدان الصحافة، فإِن الفن الصحفي لم يكن المجال الحقيقي لموهبته، فقد ولد أديباً وروائياً موهوباً، وساعده على ذلك ثقافته واطلاعه الواسع على أدب الغرب، ولاسيما فن الرواية والقصة، فحاول أن يقيم دعائم الأدب العربي الحديث على أسس راسخة من واقع حياة المجتمع وتاريخه.
فكتب عدداً من الروايات، نالت شهرة رائعة، أبرزها: "سيد قريش" (1929م): وهي رواية في ثلاثة أجزاء: رسم معروف فيها حياة العرب في مرحلة البعثة النبوية، وصور معجزة النبوة وأثرها الاجتماعي والسياسي في حياة العرب. واعتمد في تأليف روايته على كتب التاريخ العربي والإِسلامي.
وأثبت أن القومية العربية بمعناها الحقيقي، كانت موجودة قبل الإِسلام، وأن عرب سورية كانوا على جانب كبير من المدنية، وعلى اتصال دائم بحضارات بيزنطة ورومة والعالم كله. وعلى أثر صدور هذه الرواية التاريخية، انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق في 8/10/1930م.
وله عدة روايات أخرى نشرتها مطبعة فتى العرب بدمشق، منها: عمر بن الخطاب(رضي الله عنه)(في أربعة أجزاء) - 1936، وطارق بن زياد - 1941، وفاطمة البتول - 1942، وترجم العديد من الرويات، منها: عذاب الضمير لجاك دارسي، تقريع ضمير الملوك لأدولف دانري، لادام أو كاميليا لإسكندر ديماس الصغير، وترجم العديد من المسرحيات، منها: عمرو بن العاص(رضي الله عنه)، والرجوع إلى أدرنه لروجيه لاهونت، في طرابلس الغرب، ولينجر لتيودور بوتريل، عواطف الإخاء، والصقلي الشريف لألفريد دي موسيه، ديانات لأدولف دانري، الطفلان الشريدان لبيير دي كورسيل، وله عدد من المؤلفات، منها: فردوس المصري – 1915م، نصارى العرب في الشام والعراق، وتاريخ الأدب في القرن التاسع عشر، والابتسامات والدموع، القاهرة.
وفي الشعر له قصائد صاغها عن لغات أجنبية، منها: قصيدة "وقفة في الطلول" لأندريه شينيه المنشورة في مجلة الحديث بحلب 1928، وقصيدة "دموع للامرتين" المنشورة في مجلة الحديث أيضا في مايو 1928.
وهذا مقطع من قصيدة دموع:
قفـا نـبك فـي الأطلال عهدًا ومــــــربعًا
وسهدًا وتشبـيبًا تقضّى مع العـمــــــــــرِ
فإن دمـوع القـلـب تبعث بـيـننـــــــــا
حيـاة الهـوى الـمدفـون فـي جـانـب النهـر
وقـد تُبعث الآمـال فـيـنـا جـديـــــــدةً
فتزدهـرُ الأيـامُ بـالـحـبِّ والزهــــــــر
ويـورق فـي الأطلالِ غصنٌ مـصـــــــــــوِّحٌ
ويـنجـابُ هـذا اللـيلُ عـن أفقِ الـبــــدر
وتـرجع أيـامُ الشبـيةِ بعـدمــــــــــــا
تـوارتْ، وأذكتْ فـي الـحشـا جـمـرةَ الـذكْر
وطفلـيـن كـنـا كـالـحـمــــــــام وداعةً
نطـير مع الآمـالِ والفـن والشعـــــــــر
نطـوف حـيـال النهـرِ نلهـو تلــــــــذذًا
بـمـرأى مغـيبِ الشمسِ أو مطلع الفجــــــر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
ـ معجم البابطين لشعراء العربية.
ـ موقع الموسوعة العربية.
ـ مواقع إنترنت
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
رد: معروف الأرناؤوط أبو الصحافة الأدبية في الوطن العربي
الف شكر لك علي جهودك
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57272
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» كاميليا العربي المذيعة المحجبة المعتزلة:
» عبدالله الطيب موسوعة الأدب العربي
» الشيخ محمد الأمين العمودي أحد رواد الصحافة الجزائرية
» صلاح الدين المنجد سندباد المخطوط العربي
» حكم وأقوال واقتباسات عن الوطن
» عبدالله الطيب موسوعة الأدب العربي
» الشيخ محمد الأمين العمودي أحد رواد الصحافة الجزائرية
» صلاح الدين المنجد سندباد المخطوط العربي
» حكم وأقوال واقتباسات عن الوطن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى