شيرين العيساوي.. محامية مقدسية تكشف الوجه القبيح للصهاينة!

من طرف علاء الدين الجمعة فبراير 01, 2013 11:48 pm

ولدت شيرين ابنة عائلة العيساوي المقدسية في الحادي والعشرين من شباط عام ثمانية وسبعين من القرن الماضي. حلُمت بأن تكون طبيبة، وما إن تفتحت أعينها على قهر الاحتلال وظلمه لشعبها وذوي القربى منها حتى أحكمت قرارها بأن تدرس القانون وتمارس المحاماة، لتضطلع بمهمة الدفاع عنهم أمام محاكم الاحتلال الصهيوني العاجزة عن العدل وممارساته المنافية للإنسانية، فكان لها مع الاحتلال حكاية الجندي الأبي على الانهزام.

مؤخرًا تناقلت ألسنة الفلسطينيين في وطني حكاية الفتاة المحامية "شيرين العيساوي" وعنادها مع المحتل الإسرائيلي الذي أنهك عائلتها ظلمًا على امتداد وجودها، فقتل وأسر أفرادها لسنوات وسنوات، كان آخرهم شقيقها "سامر" المضرب عن الطعام منذ ما يزيد عن 143 يوما، والذي كان له الأثر الأكبر في تشكيل شخصيتها وتأسيس جملة مبادئها القائمة على الوعي بالحق ونبذ الظلم.

تَعَرُض المحامية "العيساوي" لصلف الاحتلال، كان نتيجة حتمية لدورها البارز في خط المواجهة والدفاع الأول عن المعتقلين في سجونه العَتِمَة، وكيف لا، وقد أكدت مرارًا على ظلم المحتل في تغييب عشرات الأسرى لسنوات طويلة دون أي مبررات قانونية، سواء في القانون الإنساني الدولي أو أي من القوانين الدولية الأخرى، وجاهرت برأيها في المحكمة الصهيونية عندما قضت بالسجن خمسة عشرة عامًا على أحد موكليها من المعتقلين واصفة الحكم أنه "اعتباطي، ودون مبرر قانوني، وأن قضاة الاحتلال لا يحتكمون إلى قانون أو أخلاق أو قيّم"، وقتها لم تملك المحكمة إلا منعها من المرافعة في المحاكم العسكرية، وما ملكت "العيساوي" ردًا إلا الاتجاه لزيارة السجون والتواصل مع الأسرى؛ لتخفيف معاناتهم والتأكيد على متابعة قضاياهم وتوفير احتياجاتهم وفق القانون مهما كلفها الأمر.

لقد أراد الاحتلال من هذا القرار منع "العيساوي" من تأدية رسالتها القانونية، خاصة وأنها متيقنة من المساحة القانونية المسموح بها لها في الدفاع عن المتهم، وتلتزم بنص وروح القانون ولا تخالفه أبدا، وأمام إصرارها على تعرية وجهه القبيح للعالم، من خلال التضامن مع الأسرى المضربين مؤخرًا عن الطعام أيمن الشراونة، و طارق قعدان، و جعفر عز الدين، وشقيقها سامر العيساوي الذي أعيد اعتقاله مجددًا بعد تحرره في صفقة وفاء الأحرار التبادلية مع الجندي جلعاد شاليط.

لم يكن اهتمام "شيرين" بقضية الأسرى فقط؛ لأن شقيقها أسير، أو لأنها أُسرت أيضًا لعدة مرات، وإنما من واقع إيمانها بحق الأسرى في الدفاع عن أنفسهم، وإيمانها بالسبب الذي أوقعهم في حيز الأسر والاعتقال في سجون الاحتلال الظلامية، كونهم قادوا حركة تحرير وطني، وكونهم مدافعين عن أرضهم المسلوبة، مطالبين باستعادتها مضحيين بحريتهم من أجل أن تكون حرة بأرضها وسمائها وبحرها.

منذ أن تخرجت من كلية الحقوق عام 2001 قطعت على نفسها عهدًا بأن تكون صوت الأسرى، وبالفعل كانت إلا عندما تجدد اعتقال شقيقها "سامر"، وبدأ وجمعٌ من رفاقه: أيمن الشراونة، و طارق قعدان، وجعفر عز الدين إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، جعلها تنشط بعزم وجهد لتدافع عنهم وتنقل صورة واقعية أحيانًا بالصوت والصورة، وأحيانًا أخرى بفضح الممارسات اليومية التي يتعرضون لها، فكشفت عن حالة الاعتداء بالضرب من قبل جنود الاحتلال على شقيقها "سامر"، وبيّنت كم حاول الجنود إخراسه ومنعها ووالدتها من حضور جلسة المحكمة، ولمّا فشل لم يجد بدًا من مداهمة بيتها في العيسوية واعتقالها، ليس لخلفية أمنية أو عسكرية، وإنما تُشكل خطرًا على صورتهم التي يوهمون العالم بها إذ كشفت حقيقتهم، وفضحت ديمقراطيتهم التي يؤمنون بها ويزعمون تطبيقها.

حالة التعاطف الفلسطيني مع "شيرين العيساوي" واستنكار المؤسسات الحقوقية لفعلة إسرائيل باعتقالها دون ذنبٍ أو جريرة، أجبرت الأخيرة على إطلاق سراحها بعد شوطٍ من التحقيق القاسي، بشروط صلفة لا تتجاوز كفالة مالية بقيمة 2500 شيقل، وإقامة جبرية في منزلها لمدة 10 أيام، بالإضافة إلى منعها من حضور أية محكمة لشقيقها "سامر" أو أي أحد من أشقائها لمدة 6 أشهر.

"العيساوي" استنكرت فعل الرئيس محمود عباس بتقديمه العزاء لزوجة قائد هيئة الأركان الصهيونية، وقالت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "مجرد سؤال يسير إلى محمود عباس بصفته رئيس السلطة الفلسطينية: "قرأت اليوم عبر وكالة وفا اتصالك بزوجة الصهيوني شاحاك معزيًا بوفاته، فهل تعلم أن سامر عيساوي الأسير الفلسطيني مضرب عن الطعام منذ ١٤٥يوما؟! هل تعلم أن حياته في خطر؟! هل تعلم أنه قد تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح قبل يومين من قبل قوات الاحتلال وأمام مرأى ومسمع العالم أجمع؟!".

وتابعت تساؤلاتها بلغة المعاتب: "لماذا لم نتلقَّ منك اتصالًا أو نستمع إلى خطبك الاستنكارية المعهودة؟!، أليس أبناء الشعب الفلسطيني أولى باهتمامك؟! ولماذا لم تستخدم الهاتف للاتصال بوزير خارجيتك وسفراء دولتك للاحتجاج على إعادة اعتقال محرري صفقة وفاء الأحرار والمطالبة بتحريرهم فورًا؟! لماذا لم تتصل بسفير دولتك في الأمم المتحدة لتقديم شكوى ضد الاعتداء الوحشي الذي تعرض له الأسير سامر عيساوي؟!"

وأضافت "عيساوي" أنها ستكتفي بهذه التساؤلات ليقينها بعدم وجود إجابات تُشفي صدرها وأهالي الأسرى، مؤكدة أن موقفها الغاضب من الرئيس عباس لا ينسحب على الحركة التي يمثلها وأبناء "فتح"، معبرة عن احترامها وتقديرها لكل فتحاوي تضامن ويتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، من منطلق الواجب الوطني والأخلاقي والديني.

من طرف الامبراطورة السبت فبراير 02, 2013 11:01 am

الف شكر لك علي جهودك

شيرين العيساوي.. محامية مقدسية تكشف الوجه القبيح للصهاينة!

شيرين العيساوي.. محامية مقدسية تكشف الوجه القبيح للصهاينة!

رد: شيرين العيساوي.. محامية مقدسية تكشف الوجه القبيح للصهاينة!