المحتجون يوم القيامة
صفحة 1 من اصل 1
المحتجون يوم القيامة
باسم الله الرحمن الرحيم
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" أربعة يحتجون يوم القيامة : رجل أصم لا يسمع
شيئا ، و رجل أحمق ، و رجل هرم ، و رجل مات في فترة فأما الأصم ، فيقول :
رب لقد جاء الإسلام و ما أسمع شيئا
و أما الأحمق فيقول : رب جاء الإسلام و ما أعقل شيئا و الصبيان يحذفونني بالبعر !
و أما الهرم فيقول : رب لقد جاء الإسلام و ما أعقل شيئا
و أما الذي مات في الفترة فيقول : رب ما آتاني لك رسول ،
فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه ، فيرسل إليهم : أن ادخلوا النار ، فمن دخلها كانت عليه بردا و سلاما ، و من لم يدخلها سحب إليها "
الهرم : المقصود به الشيخ الكبير الذي ذهب عقله فهو كالمجنون
الذي مات في الفترة : من كان بين زمن نبي و نبي و لم تبلغه الدعوة
أخرجه أحمد و البزار و ابن ابي عاصم في السنة ، و الببيهقي في الاعتقاد ، قال البيهقي : هذا الاسناد صحيح
الشرح :
و الحديث الذي معنا يشير إلى أن هؤلاء الأربعة لا يعذبون في الآخرة و إنما يعقد لهم امتحان و ذلك يوافق قوله تعالى : " و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " الاسراء 15
و قوله سبحانه : " رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل " النساء 165
و قوله : " كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ( قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا و قلنا ما أنزل الله من شيء (9) " الملك
و هذا يتناسب مع أصلين من أصول الشرع تؤكدهما قواعد دين الإسلام
الأصل الأول :
أن العذاب يستحق بسببين أحدهما : الإعراض عن الحجة و عدم إرادتها و العمل بها و بموجبها ،
الثاني : العناد لها بعد قيامها و ترك إرادة موجبها ،
فالأول كفر إعراض ، و الثاني كفر عناد ، و أما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة
و عدم التمكن من معرفتها ، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة
الرسل
الأصل الثاني :
أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة و الأمكنة و الأشخاص فقد تقوم حجة
الله على الكفار في زمان دون زمان و في بقعة و ناحية دون أخرى ، كما أنها
تقوم على شخص دون آخر ، إما لعدم عقله و تمييزه كالصغير و المجنون ، و إما
لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب و لم يحضر ترجمان يترجم له ، فهذا بمنزلة
الأصم الذي لا يسمع شيئا و لا يتمكن من الفهم (1) فإن دخلوا النار بدون
امتحان و قيام حجة و إرسال رسول أدلى هؤلاء بحجتهم يوم القيامة كما قي
حديثنا هذا
و الله عز وجل حكم عدل لا يؤاخذ أحدا بدون ذنب و لا يعاقب شخصا بدون تقصير
و قد اعترف أهل النار على إجرامهم و ظلمهم ، قالت تعالى على لسانهم :
" قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا و كنا قوما ضالين " المؤمنون 106
و قال تعالى " فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير " الملك 11
و أهل الفترة و من كان في حكمهم لم يذنبوا حتى يعترفوا
(1) طريق الهجرتين لابن القيم (ص 392)
الفوائد :
لا يعذب الله أحدا بدون إقامة حجة
أهل الفترة و الحمقى و الصم و الشيخ الهرم يمتحنون يوم القيامة
كمال عدل الله و حكمته و رحمته و رأفته
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57272
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» القيامة.mp3
» بعض أهوال يوم القيامة
» القيامة والفاتحة.mp3
» قصة الظالم والمظلوم يوم القيامة
» اسباب النور يوم القيامة
» بعض أهوال يوم القيامة
» القيامة والفاتحة.mp3
» قصة الظالم والمظلوم يوم القيامة
» اسباب النور يوم القيامة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى