قصة داود وملك الموت عليهما السلام
صفحة 1 من اصل 1
قصة داود وملك الموت عليهما السلام
باسم الله الرحمن الرحيم
عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" كان داود عليه
السلام فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج أغلق الأبواب ، فلم يدخل على أهله أحد
حتى يرجع ، قال : فخرج ذات يوم و غلقت الدار ، فأقبلت امرأته تطلع إلى
الدار ، فإذا رجل قائم وسط الدار ، فقالت لمن في البيت : من أين دخل هذا
الرجل و الدار مغلقة ؟ و الله لنفتضحن بدواد ، فجاء داود ، فإذا الرجل قائم في وسط الدار ، فقال له داود : من أنت قال : أنا الذي لا أهاب الملوك و لا أمنع من الحجاب ، فقال دواد : أنت والله إذن ملك الموت ، مرحبا بأمر الله ، ثم مكث حتى قبضت روحه ،فلما غسل و كفن وفرغ من شأنه طلعت عليه الشمس ، فقال سليمان للطير : أظلي على داود ، فأظلته الطير حتى أظلمت عليه الأرض ، فقال سليمان للطير اقبضي جناحا "
قال : قال ابو هريرة : فطفق رسول الله صلى الله عليه و سلم يرينا كيف فعلت الطير ، و قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، وغلبت عليه يومئذ المضرحية "
المضرحية : واحدها مضرحي و هو الصقر الطويل الجناح أي و غلبت على التظليل عليه الصقور الطوال الاجنحة
أخرجه احمد ( ج2 / ص 419 )
توضح لنا هذه القصة أن داود عليه السلام
كان غيورا ، و أنه كان يغار على أزواجه من دخول غيره عليهن و هذا مستحب ما
دام لم يخرج عن حدود العدل و الانصاف إلى الظلم و تتبع العورات و التماس
العثرات و عدم المسامحة في الهفوات و الغيرة بهذا الاسلوب حرص و حذر ، و
ما العيب في أن تكون المرأة في بيتها كاللؤلؤة المصونة و الجوهرة المكنونة
ترعى أولادها وتؤدي حق زوجها و تتفرغ لما يتلاءم مع طبيعتها و تكوينها
طالما كان الزوج رحيما ودودا مؤديا لحقها المعنوي و المادي
و كان داود عليه السلام إذا خرج من بيته
أغلق الباب ، فخرج ذات يوم ، فجاء ملك الموت عليه السلام ففزعن لأن هذا أمر
لم يشاهدنه قبل ذلك . و بعد لحظات أقبل داود عليه
السلام إلى بيته فرأى رجلا لا يعلم أنه ملك الموت فأخذته الغيرة الشديدة
والحمية لعرضه وحريمه ، فقال في شدة و إنكار : من أنت ؟ و من الذي أدخلك ؟
فأجابه : أنا الذي لا أهاب الملوك و لا يمنع مني الحجاب ، فعلم أنه ملك
الموت فسكن و اطمأن على حريمه وليكن بعد هذا ما يكون
أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض في المال
و علم نبي الله أن ملك الموت جاءه قابضا فسلم النفس لأمر الله تعالى سعيدا راضيا و قبضت روح داود عليه السلام فلما غسل وكفن و فرغ من شأنه طلعت عليه الشمس و لمسته بأشعتها ، فأمر سليمان عليه السلام الطير أن تظل والده داود عليه السلام فاستجابت له و أظلته حتى أظلمت عليه الأرض وغلب على التظليل عليه الصقور الكبار الطوال الأجنحة
و نلاحظ في هذه القصة أن نبي الله داود عليه السلام هجم على ملك الموت و أراد أن يقاتله لأنه حضر إليه في صورة بشر موجود في مكان يظن به الظنون
و لو لا أن ملك الموت أعلمه أنه المتولي قبض الأرواح لأوجعه ضربا
وهذا يبرر موقف سيدنا موسى عليه السلام عندما أقدم على فقء عين ملك الموت ، فهو لا يعلم أنه ملك الموت
و يصحح هذا و ذاك ما ورد في القرآن الكريم من أمر ابراهيم عليه السلام مع ضيوفه الذين لم يعلم أنهم ملائكة لذا قدم اليهم الطعام الشهي قال تعالى :
" هل أتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين -24- إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون -25- فراغ الى أهله فجاء بعجل سمين -26- " الذاريات
الفوائد من القصة :
1/ استحباب الغيرة في الحق مع العدل
2/ الموت يأتي بغتة
3/ لا تأخير و لا تأجيل في الأجل
4/ ملك الموت لا يحجبه الحجاب و لا تغلق دونه الابواب و لا يمتنع منه الملوك
5/ ثبوت معجزات الأنبياء عليهم السلام
6/ سخر الله تعالى لسليمان الإنس و الجن و الطير و الوحش و الريح
7/ إمكان ظهور الملائكة في صور الانسان
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57272
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» جبريل عليه السلام يقرأ عائشة السلام
» رفيق النبي داود فالجنه.
» ۞ سنن أبى داود - للشيخ عبد الله شاكر {28-1-2012} ۩۞۩
» طرق الموت
» الموت الموت الموت
» رفيق النبي داود فالجنه.
» ۞ سنن أبى داود - للشيخ عبد الله شاكر {28-1-2012} ۩۞۩
» طرق الموت
» الموت الموت الموت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى