هذا الجبل .. فكيف بقلبك . الخشية من اللـه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هذا الجبل .. فكيف بقلبك . الخشية من اللـه
فهذه فائدة عظيمة للشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرحه للعقيدة الواسطية ، هذه الفائدة لا بد لنا من الوقوف عندها بالتأمل و التدبر .
أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يعيننا على تدبر وفهم
كلامه و العمل به و اتباع سنة رسوله صلى الله عليه و آله وسلم .
قال الشيخ رحمه الله تعالى في شرح العقيدة الواسطية :
إثبات أن القرآن منزل من الله تعالى
قوله تعالى : " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا
من خشية الله " ( الحشر :21) .
الجبل من أقسى ما يكون ، و الحجارة التي منها تتكون الجبال هي مضرب المثل
في القساوة ، قال الله تعالى : " ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة
أو أشدّ قسوة " ( البقرة :74) ولو نزّل هذا القرآن على جبل ، لرأيت هذا
الجبل خاشعا متصدعا من خشية الله .
" خاشعا " ، أي ذليلا . ومن شدة خشيته لله يكون " متصدّعا " يتفلق و يتفتق .
وهو ينزل على قلوبنا ، و قلوبنا ـ إلاّ أن يشاء الله ـ تضمر و تقسو لا تتفتح و تتقبل .
فالذين ءامنوا إذا أنزلت عليهم الآيات ، زادتهم إيمانا ، و الذين في قلوبهم
مرض ، تزيدهم رجسا إلى رجسهم ، نعوذ بالله من ذلك ! و هذا القرآن لو أنزل
على جبل ، لتصدّع الجبل و خشع ، لعظمة ما أنزل عليه من كلام الله .
وفي هذا دليل على أن للجبل إحساسا ، لأنّه يخشع و يتصدّع ، والأمر كذلك ،
قال النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم في أحد : " هذا أحد جبل يحبنا و نحبه
" رواه البخاري و مسلم
وبهذا الحديث نعرف الرد على المثبتين للمجاز في القرآن ، و الذين يرفعون
دائما علمهم مستدلين بهذه الآية : " فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ" (
الكهف :77) يقول : كيف يريد الجدار ؟!
فنقول : يا سبحان الله ! العليم الخبير يقول : " يريد أن ينقضّ " ، و أنت تقول لا يريد ! أهذا معقول ؟
فليس من حقك بعد هذا أن تقول : كيف يريد ؟!
وهذا يجعلنا نسأل أنفسنا : هل نحن أوتينا علم كل شيء ؟
فنجيب بالقول بأننا ما أوتينا من العلم إلاّ قليلا .
فقول من يعلم الغيب و الشهادة : "يريد أن ينقضّ" : لا يسوغ لنا أن نعترض عليه ، فنقول : لا إرادة للجدار ! و لا يريد أن ينقض !
وهذا من مفاسد المجاز ، لأنه لا يلزم منه نفي ما أثبته القرآن .
أليس الله تعالى يقول : "تسبّح له السموات السّبع و الأرض ومن فيهنّ و إن
من شيء إلاّ يسبّح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم " ( الإسراء: 44) ، هل
تسبّح بلا إرادة ؟ !
يقول : " تسبّح له " : اللام للتخصيص ، إذا ، هي مخلصة ، وهل يتصور اخلاص بلا إرادة ؟!
إذا ، هي تريد ، وكل شيء يريد ، لأن الله يقول : " وإن من شيء إلاّ يسبّح "
، و أظنّه لا يخفى علينا جميعا أن هذا من صيغ العموم ، ف(إن) : نافية
بمعنى (ما) ، و " من شيء": نكرة في سياق النفي ، " إلاّ يسبّح بحمده " فيعم كل شيء .
أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يعيننا على تدبر وفهم
كلامه و العمل به و اتباع سنة رسوله صلى الله عليه و آله وسلم .
قال الشيخ رحمه الله تعالى في شرح العقيدة الواسطية :
إثبات أن القرآن منزل من الله تعالى
قوله تعالى : " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا
من خشية الله " ( الحشر :21) .
الجبل من أقسى ما يكون ، و الحجارة التي منها تتكون الجبال هي مضرب المثل
في القساوة ، قال الله تعالى : " ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة
أو أشدّ قسوة " ( البقرة :74) ولو نزّل هذا القرآن على جبل ، لرأيت هذا
الجبل خاشعا متصدعا من خشية الله .
" خاشعا " ، أي ذليلا . ومن شدة خشيته لله يكون " متصدّعا " يتفلق و يتفتق .
وهو ينزل على قلوبنا ، و قلوبنا ـ إلاّ أن يشاء الله ـ تضمر و تقسو لا تتفتح و تتقبل .
فالذين ءامنوا إذا أنزلت عليهم الآيات ، زادتهم إيمانا ، و الذين في قلوبهم
مرض ، تزيدهم رجسا إلى رجسهم ، نعوذ بالله من ذلك ! و هذا القرآن لو أنزل
على جبل ، لتصدّع الجبل و خشع ، لعظمة ما أنزل عليه من كلام الله .
وفي هذا دليل على أن للجبل إحساسا ، لأنّه يخشع و يتصدّع ، والأمر كذلك ،
قال النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم في أحد : " هذا أحد جبل يحبنا و نحبه
" رواه البخاري و مسلم
وبهذا الحديث نعرف الرد على المثبتين للمجاز في القرآن ، و الذين يرفعون
دائما علمهم مستدلين بهذه الآية : " فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ" (
الكهف :77) يقول : كيف يريد الجدار ؟!
فنقول : يا سبحان الله ! العليم الخبير يقول : " يريد أن ينقضّ " ، و أنت تقول لا يريد ! أهذا معقول ؟
فليس من حقك بعد هذا أن تقول : كيف يريد ؟!
وهذا يجعلنا نسأل أنفسنا : هل نحن أوتينا علم كل شيء ؟
فنجيب بالقول بأننا ما أوتينا من العلم إلاّ قليلا .
فقول من يعلم الغيب و الشهادة : "يريد أن ينقضّ" : لا يسوغ لنا أن نعترض عليه ، فنقول : لا إرادة للجدار ! و لا يريد أن ينقض !
وهذا من مفاسد المجاز ، لأنه لا يلزم منه نفي ما أثبته القرآن .
أليس الله تعالى يقول : "تسبّح له السموات السّبع و الأرض ومن فيهنّ و إن
من شيء إلاّ يسبّح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم " ( الإسراء: 44) ، هل
تسبّح بلا إرادة ؟ !
يقول : " تسبّح له " : اللام للتخصيص ، إذا ، هي مخلصة ، وهل يتصور اخلاص بلا إرادة ؟!
إذا ، هي تريد ، وكل شيء يريد ، لأن الله يقول : " وإن من شيء إلاّ يسبّح "
، و أظنّه لا يخفى علينا جميعا أن هذا من صيغ العموم ، ف(إن) : نافية
بمعنى (ما) ، و " من شيء": نكرة في سياق النفي ، " إلاّ يسبّح بحمده " فيعم كل شيء .
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51256
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57271
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» سأعود فهل لي بقلبك مكانه
» هبت رياح المعصية فأطفأت شموع الخشية
» اكليل الجبل
» والله أن العمر كله قصير ، فكيف بعشر ليال .
» أعييتني يا قلب فكيف أطهرك؟؟؟؟
» هبت رياح المعصية فأطفأت شموع الخشية
» اكليل الجبل
» والله أن العمر كله قصير ، فكيف بعشر ليال .
» أعييتني يا قلب فكيف أطهرك؟؟؟؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى