الاعتداء في الدعاء
صفحة 1 من اصل 1
الاعتداء في الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد.
فهذا الموضوع من الأهمية بمكان ، حيث إننا أصبحنا نرى كثيرا من إخواننا وأخواتنا يقعون في هذا الأمر ؛ ألا وهو الاعتداء في الدعاء ، بل وللأسف قد يكون بعضهم من طلاب العلم!
لذا.. فضلت نقله كما هو بدون حذف أو اختصار ، وأسأل الله أن ينفع به ، وأن يجزي كاتبه خير الجزاء.
فهذا الموضوع من الأهمية بمكان ، حيث إننا أصبحنا نرى كثيرا من إخواننا وأخواتنا يقعون في هذا الأمر ؛ ألا وهو الاعتداء في الدعاء ، بل وللأسف قد يكون بعضهم من طلاب العلم!
لذا.. فضلت نقله كما هو بدون حذف أو اختصار ، وأسأل الله أن ينفع به ، وأن يجزي كاتبه خير الجزاء.
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن
سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله
عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا
ريب أن اللجوء إلى الله تعالى فطرة فطر الله العباد عليها، وهو أمر معلوم
من الدين بالضرورة، كما أن الدعاء عبادة عظيمة تُعد من أجلّ الطاعات وأفضل
القربات، بل عده النبي هو العبادة كما روى ذلك أبو داود وغيره من حديث
النعمان بن بشير رضي الله عنه مرفوعاً: «الدعاء هو العبادة، قال ربكم ادعوني أستجب لكم» (1).
وقد
تظافرت النصوص من الكتاب والسنة في طلبه والثنـاء على أربابه وهذا أمر
معلوم لكل أحد. إلا أن هذه العبادة الشريفة التي تقـــرب العبد إلى ربه
تبارك وتعالى قد يشوبها ما يجعلها موجبة لمقت الله عز وجل وغضبه. قال الله
تعالى ((ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) (2) فهذه الآية تضمنت الأمر بالدعاء بالوصفين المذكورين أولاً، كما تضمن ما يدل على النهي وذلك في قوله (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) فهذا يدل على النهي عن الاعتداء في الدعاء.
وحقيقة الاعتداء: مجاوزة حدٍ ما. وقيل: تجاوز الحد في كل شيء (3).
وقد تقاربت أقوال العلماء في بيان معناه هنا - أي المتعلق بالدعاء - وذلك عند تفسيرهم لقوله تعالى (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (2).
فقال ابن جرير رحمه الله: «إن ربكم لا يحب من اعتدى فتجاوز حده الذي حده لبعاده في دعائه وفي غير ذلك من الأمور» (4).
وقال الطرطوشي: «يعني المجاوزين في الدعاء ما أُمروا به» (5).
وقال القرطبي: «والمعتدي هو المجاوز للحد ومرتكب الحظر» (6).
وقال ابن القيم بعد
أن ذكر بعض أنواع الاعتداء في الدعاء: «فكل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن
مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا
يحب سائله»(7).
ولما كان هذا الأمر - أعني الاعتداء في الدعاء – يكثر وقـوعـــه، رأيت أن الحاجة ماسة للحديث عن هذه الآفة ليحذرها المسلم.
والاعتداء
في الدعاء تارة يكون في الأداء والطريقة، وتارة يكون في الألفاظ والمعاني،
ويتفرع عن ذلك أمور كثيرة، وسوف أذكر في هذا المقام عشرين نوعاًً من أنواع
الاعتداء التي يدخل تحت كل نوع منها صور كثيرة:
النوع الأول: أن يشتمل الدعاء على شيء من الشرك: وهذا من أسوأ الاعتداء وأشنعه كما لا يخفى لأن الدعاء عبادة لا يجوز صرفه لغير الله عز وجل.
النوع الثاني:
أن يطلب نفي ما دل السمع على ثبوته: كأن يدعو لكافرٍ أن لا يُعذب أو يُخلد
في النار، أو يسأل ربه أن لا يبتليه أبداً، أو لا يبعثه، أو أن لا
يُدخــــل أحـداً من المسلمين النار، أو أن لا تقوم الساعة...، ونحو ذلك.
النوع الثالث:
أن يطلب ثبوت ما دل السمع على نفيه. كأن يدعو على مؤمن أن يخلده الله في
النار، أو يدعو لكافر أن يدخله الله الجنة، أو يدعوا لنفسه أو لغيره - غير
النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون أول من تنشق عنه الأرض، أو أول من يدخل
الجنة.
أو يسأل ربه الخلود إلى يوم القيامة، أو يطلب الاطلاع على الغيب، أو يسأل العصمة من الخطأ والذنوب مطلقاً.
النوع الرابع: أن يطلب نفي ما دل العقل على ثبوته.
النوع الخامس:
أن يطلب إثبات ما دل العقل على نفيه، كأن يسأل ربه أن يجعله في مكانين في
وقت واحد، أو كأن يشهد الحج وفي نفس الوقت يكون مرابطاً في الثغور، أو
يدعوا على عدوه أن يكون غير موجود ولا معدوم، أو غير حي ولا ميت «أعني
الحياة والموت الحقيقية».
وهذا
النوع والذي قبله ذكرتهما تكملة للقسمة في مقام التفصيل والتبيين الذي
يغتفر فيه ما لا يغتفر في مقام الإجمال، ولا يخفى ما بين العقل والنقل من
الموافقة.
النوع السادس: أن
يسأل ما هو من قبيل المُحال عادة: كأن يطلب ربه أن يرفع عنه لوازم البشرية
بأن يستغنى عن الطعام والشراب، أو النفس،. أو يطلب الولد ولم يتزوج أو
يتسرى، أو يسأل الثمر من غير زرع، أو يدعو ربه أن يعطيه جبلاً من ذهب، أو
يمطر عليه السماء ذهباً وفضة، أو يسأل الطيران دون فعل أسبابه العادية
المعروفة، أو النصر على الأعداء (وأن يجعلهم الله غنيمة للمسلمين) ولم يُعد
لذلك العدة، وكأن يسأل النجاح دون دراسة.
النوع السابع: أن يطلب نفي أمر دل السمع على نفيه، فهذا من قبيل تحصيل الحاصل.
كأن
يقول: اللهم لا تهلك هذه الأمة بعامة، ولا تسلط عليها عدواً من سوى أنفسها
فيستبيح بيضتها فهذان أمران دعا بهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وأجيبت
دعوته وأخبرنا بذلك، فإن دعــوت بذلك كان من قبيل ما ذكرت والله أعلم، ومن
ذلك أن يدعو ربه أن لا يدخل الكفار الجنة إن ماتوا على كفرهم.
النوع الثامن: طلب ثبـوت أمرٍ دل السمع على ثبوته (، وهذا مثل الذي قبله، لكن يفرق في صور عدة بين الدعاء لمعين وبين الدعاء العام.
النوع التاسع: أن يعلق الدعاء على المشيئة (9)، قال البخاري رحمه الله في صحيحه: «باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له» وذكر تحته حديثين:
الأول: حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له» (10)
والثاني: حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: « لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت -، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له » (11).
النوع العاشر: الدعاء على من لا يستحقه. (أي: يظلم في دعائه): أخرج الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة رضـــي الله عنه مرفوعاً: « لا يزال يُستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم » (12).
وقد جاء في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: « رب أعني ولا تُعِن علي - إلى أن قال - وانصرني على من بغي علي.. »(13).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فقوله: (وانصرني على من بغى علي) دعاء عادل لا دعاء معتد يقول: انصرني على عدوى مطلقاً.
ومن الاعتداء قول الأعرابي: « اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً » فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- : « لقد تحجرت واسعاً » يريد رحمة الله»(14).
النوع الحادي عشر:
طلب تحصيل المحرم شرعاً: كأن يسأل ربه أن ييسر له خمراً يشربها، أو
خنزيراً يأكله، أو امرأة يزني بها، أو مالاً يسرقه، أو وقتاً ومالاً ليسافر
إلى بلاد الكفر أو الفسق بلا حاجة معتبرة.
النوع الثاني عشر: رفع الصوت فوق الحاجة (15).
فإذا كان الإنسان يدعو بمفردة فالأصل في ذلك الإسرار بالمناجاة كما قال تعالى: ((ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً))»(2).
لكن
إن كان معه من يُؤمن على دعائه؛ كالإمام في القنوت، أو الاستسقاء أو نحو
ذلك، فإنه يرفع صوته على قدر الحاجة، ويُؤمن من خلفه على دعائه دون صياح
ورفع زائد على القدر المُحتاج إليه؛ لأن ذلك قد يتنافى والأدب مع الله عز
وجل.
وقد فسر بعض السلف قوله تعالى: (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (2) بالذين يرفعون أصواتهم رفعاً زائداً على الحاجة (17).
قال
ابن المُنيّر رحمه الله: « وحسبك في تعين الإسرار في الدعاء اقترانه
بالتضرع في الآية، فالإخلال به كالإخلال بالضراعة إلى الله في الدعاء، وإن
دعاء لا تضرع فيه ولا خشوع لقليل الجدوى، فكذلك دعاء لاخفية ولا وقار يصحبه
».
فائدة: ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله فوائد كثيرة تتعلق بخفض الصوت والإسرار بالدعاء (18).
النوع الثالث عشر: أن يدعو ربه دعاءً غير متضرع، بل دعاء مُدل كالمستغني بما عنده المدلّ على ربـه بـه.
قال
ابن القيم رحمه الله: « وهذا من أعظم الاعتـداء المنافي لدعاء الضارع
الذليل الفقير المسكين من كل جهة في مجموع حالاته، فمن لم يسأل مسألة مسكين
متضرع خائف فهو معتد »(19).
النوع الرابع عشر: أن يسمي الله بغير أسمائه، ويثني عليه بما لم يثن به على نفسه ولم يأذن فيه، وهذا ظاهر لا يخفى.
النوع الخامس عشر:
أن يسأل ما لا يصلح له: مثل أن يسأل منازل الأنبياء، أو أن يكون مَلَكاً
لا يحتاج إلى طعام ولا شراب، أو أن يُعطى خزائن الأرض، أو يُكشف له عن
الغيب، أو غير ذلك مما هو من خصائص الربوبية أو النبوة.
النوع السادس عشر:
تكثير الكلام الذي لا حاجة له، والتطويل في تشقيق العبارات، والتكلف في
ذكر التفاصيل، كأن يدعو ربه أن يرحمه إذا وضع في اللحد تحت التراب والثرى،
وبين الصديد والدود، وأن يرحمه إذا سالت العيون وبليت اللحوم، وأن يرحمه
إذا تولى الأصحاب، وقسم ماله وترك دنياه، أو يدعو على عدوه أن يخرس الله
لسانه، ويشل يـده، ويجمد الـدم في عـروقه وأن يسلب عقله فيكون مع
المجانين.. إلخ.
أخرج
أبو داود وغيره عن أبى نعامة عن ابن سعد ابن ابي وقاص« أنه قال: سمعني أبي
وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها، وكذا وكذا، وأعوذ بك
من النار وسلاسلها وأغلالها، وكذا وكذا، فقال: يا بُني: إني سمعت رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- يقول: « سيكون قوم يعتدون في الدعاء » فإياك أن تـكـــون منهم، إن أُعطيت الجنة أُعطيتها وما فيها، وإن أعذتَ من النار أُعذت منها وما فيها من الشر«(20).
وأخرج
أيضاً عن أبي نعامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك
القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بُني، سل الله الجنـة،
وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء » (21).
ولا شك أن هذا مخالف لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء، فقد كان عليه الصلاة والسلام يتخير من الدعاء أجمعه.
أخرج أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستحب الجوامع من الدعاء، ويدعُ ما سوى ذلك» (22).
وأخرج
أيضاً عن قتادة رحمه الله أنه سأل أنساً رضي الله عنه: أي دعوة كان يدعو
بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»(23).
وجاء عند البخاري من حديث أنس: كان أكثر دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- : «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» (24).
النوع السابع عشر: أن يتقصد السجع في الدعاء ويتكلفه.
قال
البخاري رحمه الله في صحيحه: «باب ما يكره من السجع في الدعاء» ثم ذكر
أثراً عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «حدث الناس كل جمعة مرة،
فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرات، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا
ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم
فتملهم، ولكن أنصت، فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه. فانظر السجع في الدعاء
فاجتنبه فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لا يفـعلون إلا
ذلك الاجتناب»(25).
قال
الحافظ: «ولا يرد على ذلك ما وقــع في الأحاديث الصحيحة؛ لأن ذلك كان يصدر
من غير قصد إليه، ولأجـل هذا يجيء في غايـة الانسـجام؛ كقوله -صلى الله
عليه وسلم- في الجهاد: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحـســـاب، هازم الأحزاب» وكقوله -صلى الله عليه وسلم- : «صدق وعده، وأعز جنده» الحديث، وكـقـوله: «أعوذ بك من عين لا تدمع، ونفس لا تشبع، وقلب لا يخشع»
وكلها صحيحة، قال الغزالي: المكروه من السجع هو المتكلف، لأنه لا يلائم
الضراعة والذلة، وإلا ففي الأدعية المأثـــورة كلمات متوازية لكـنـهــا
غـيــر متكلفة» (26).
ثم
ذكر كلاماً قال بعده: «وقد تتبعت دعوات الأنبياء والمرسلين، والمصطفين من
عبادة المخبتين، واستخرجت ما وجدت في القرآن من ذلك فوجدت جميعها: (ربنا
ربنا) أو (رب)»، ثم أورد جملة من الأدعية الواردة في القرآن ليدلل على ذكره(27)
النوع الثامن عشر: قصد التشهق كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بحيث لا يكون ذلك بسبب غلبة البكاء وإنما هو أمر يعتمده ويطلبه.
النوع التاسع عشر: أن يتخذ دعاءً من غير الوارد في الكتاب والسنة بحيث يصير ذلك شعاراً له يداوم عليه (28). كمن يخصص دعاء معيناً بقوله عند ختم القرآن أو غير ذلك.
النوع العشرون:
التغني والتلحين والمطيط، قال المناوي: «قال الكمال ابن الهمام: ما تعارفه
الناس في هذه الأزمان من التمطيط، والمبالغة في الصياح، والاشتغال
بتحريرات النغم إظهاراً للصناعة النغمية، لا إقامة للعبودية، فإنه لا يقتضي
الإجابة، بل هو من مقتضيات الـرد، وهذا معلوم إن كان قـصـده إعجاب الناس
به، فكأنه قال أعجبوا من حسن صوتي وتحريري» (29).
هذا
ما تيسر انتقاؤه من كتب أهل العلم، والله أسأل أن يرزقنا جميعاً العلم
النافع والعمل الصالح، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ما تيسر انتقاؤه من كتب أهل العلم، والله أسأل أن يرزقنا جميعاً العلم
النافع والعمل الصالح، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
=============
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57271
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى