لكلِّ من لديه إشكال حول اِختلاف المطالع بين البلدان، جواب ماتع من الشيخ محمد المدخلي حفظه الله

من طرف الامبراطورة الجمعة يناير 25, 2013 10:46 am

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

تقبل الله منا ومنكم وغفر لنا ولكم ..

فهذا تفريغ لجواب الشيخ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله-
على سؤال حول اختلاف المطالع بين البلدان، أرتأيتُ تفريغ المـادة ووضعها
لتعم الفائـدة لما لاحظته من أسئلة بعض الإخوة حول هذه النقطة. أسأل الله
أن ينفع بـه.

الشيخ حفظه الله:

يقول
هذا السؤال من المغرب، رجل يعيش في المغرب، بدأ صيام رمضان مع السعوديـة
والنَّاس في المغرب صاموا يومًا بعده. ماذا يفعل بالنسبة ليوم عيد الفطر؟
هل يُفطِر مع السعودية أو مع المغرب؟

نقول: النبِّي -صلى الله عليه وسلَّم- يقول: (الصوم يوم يصوم النَّاس والفِطر يوم يُفطِر النَّاس)،
ولا شك أن المغرب يختلف مطلعه مع النَّاس، فالواجب عليك أن تصوم معهم،
وتُفطِرَ معهم، فإن صمت مع السعوديـة فإننـا نقول: لا يخلو إما أن يكون أهل
المغرب، صاموا للرؤيـة، وإمَّـا أن يكون صومهم على غير الرؤيـة؛ يعني
بالحساب. فإن كان للرؤيـة، رأوا الهلال بعدنا بليلة وأنت معهم ما أدركك
الصوم -مثلا- بالسعوديـة فبدأت الصيام مع السعوديـة، وإنَّمـا أنت في
المغرب لكن صمت مع السعوديـة، فصوم الأول لا عِبْرة فيه، تُكمِل معهم وهذا
الصوم الذي بدأت به يكون نافلـة لك. لأنك صُمتَ قبل دخول رمضان حقيقة،
فتُكمِل معهم. أمَّـا إن كانـوا على الحساب وأنت صمت مع السعودية على
الرؤيـة فلا بأس، تُفطِر معهم على الرؤيـة.

وهناك صورة ثالثـة وهي:
لو أنك صُمت مع بلد على الرؤيـة، ثم سافرت إلى بلد أخرى يختلف المطلع فيها
فأكملت مع بلدك ثلاثين يومًـا، وبقي على أولئك يوم نقول: تُفطِر سرًا لأن
الله ما أوجب عليك إلاَّ صيام شهر، لقولـه -جلَّ وعلا- (شهر رمضان الذِّي أُنزل فيه القرآن)،
والشَّهر العربي الإسلامي على القمر -قمري-، لأن السنَّة عندنـا نحن
المسلمين قمرية، وأمَّـا الشمسية فهي سنـة المجوس. قال -جلَّ وعلا-: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)،
فبيَّن أن الزمن عندنا محسوب على ما؟ على القمر، فالسُنَّـة عندنـا هي
هذه، فإدا صام مع بلده بالرؤيـة تسع وعشرين يومًـا ثم يوم الثلاثين أصبحوا
لم يروا القمر، ما رأوا الهلال، لم يروا الهلال، ولا حال دون مطلعه سحاب
ولا قتر ولا غبـار ولا دخان، فالأصل هنا إيش؟ نُكمِل الثلاثين. وجب عليك أن
تُكمِل الثلاثين معهم. سافرت في الصباح، صباح يوم الثلاثين بعد أن أصبحت
صائِمًـا إلى بلدٍ يختلف عن بلدك في المطلع تمامًـا، مثلا: سافرت إلى
أروبـا، فلمـا سافرت وجدت المسلمين هناك صاموا للرؤيـة، ولكن بعدنا بليلة
فأنت تُفطِر، لماذا؟ لقول عبد الله بن عبَّـاس -رضي الله عنهما- "كما
تقدَّم معنا في حديث كريب"، قال: (لكنَّـا رأينـاه ليلـة السبتِ فلا نزال نصوم حتى نكمِل الثلاثين أو نره)،
فأنت أكملت الثلاثين فحينئِذٍ لا شهر فوق الثلاثين عند المسلمين، ما عندهم
ثلاثين، تُفطِر لكن سرًا وهؤلاء يُكملون اليـوم الذِّي بعدك وتُعيِّد معهم
سويًـا. والله أعلم

فرغت المـادة: أم عبد الرحمن السلفيَّة إن شاء الله

صبيحة يوم الخميس: 3 شـوال 1432 هـ

المادة الصوتية هنا: