قد قيل منذ ألفين عاماً تقريباً .....هل خذا ما نعيشه اليوم ؟؟؟؟

إقرأ معي : (ما قيل من علم الغيب النسبي)



يرضي نزاراً جمع قحطان، إذا التقيا بدمشق جمعان، بين بنيان ولبنان، يصنف اليمن يومئذ صنفان:



حديث سطيح أحببت أن أشرح بعض أطرافه ومعانيه وهو كالأتي :



أتى رجل ابن عباس فقال: بلغنا أنك تذكر سطيحاً، تزعم أن الله خلقه لم يخلق من بني آدم شيئا يشبهه ،



قال: نعم ، إن الله خلق سطيحاً الغساني لحماً على وضم (الوضم هو الخشب)
ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والكفان، وكان يطوي رجليه إلى ترقوته(
أي إلى حنجرته) كما يطوي الثوب ولم يكن فيه شيء يتحرك إلا لسانه،



فلما أراد الخروج إلى مكة حمل على وضمة (وضمة أي خشبة)، فأتى به مكة ،
فخرج إليه أربعة من قريش: عبد شمس ، وهاشم ابنا عبد مناف بن قصي، والأحوص
بن فهر، وعقيل بن أبي وقاص، فانتموا إلى غير نسبهم (أي لم يذكروا له حقيقة
نسبهم من باب الامتحان لمعرفته بالغيبيات )، وقالوا: نحن أناس من جمح(الجمح
وهو جبل عظيم من جبال نجد وهذا الجبل اليوم مشهور فيه الزخرفات الحميرية )
أتيناك، بلغنا قدومُك فرأينا أن إتياننا إياك حق لك ، واجب علينا، وأهدى
إليه عقيل صفيحة هندية(قطعت رخام مسطحة هندية) وصعدة (رمح مستوي)ردينية
(نسبة لصانعة الرمح واسمها ردينة اشتهرت بصناعة الرماح) فوضعت(أي قطعة
الرخام وعليها الرمح) على باب البيت الحرام لينظروا أهل يراها سطيح أم لا ؟



فقال: يا عقيل ناولني يدك، فناوله يده ، فقال: يا عقيل والعاِلمِ الخفيةِ
والغافرِ الخطيةِ والذمةِ الوفيةِ والكعبةِ المبنية إنك للجائي بالهديةِ
الصفيحةِ الهنديةِ والصعدةِ الردينيةِ،



(أي أقسم سطيح
لعقيل بقوله: بعالم الخفية ، والغافر الخطية، والذمة الوفية ،والكعبة
المبنية أنك أنت يا عقيل من أتى بالهدية، والتي هي رمح ردينية على صفحة
هندية .)



قالوا: صدقت يا سطيح،




"ثم أقسم سطيح" فقال والآتيِ بالفرحِ وقوسِ قزحِ وسائرِ الفرحِ واللطيمِ
المنبطحِ والنخلِ والرطبِ والبلحِ: إنّ الغراب حيث مرّ سنحَ (جملة إن
الغراب حيث مر سنح كما تقول لمن تطلعه على سر يخفيه عليك (أخبرتني
العصفورة) فأخبر أن القوم ليسوا من جمح، وإنّ نسبهم من قريش ذي البطح،
(البطح جمع بطاح : والبطاح مسكن قريش في مكة)



قالوا:
صدقت يا سطيح، نحن أهل البيت الحرام ، أتيناك لنزورك لِما بلغنا من علمك ،
فأخبرنا عما يكون في زماننا هذا وما يكون بعده ، فلعل أن يكون عندك في ذلك
علم ،



قال: الآن صدقتم، خذوا مني ومن إلهام الله إياي،
أنتم يا معشر العرب في زمان الهرم، سَواءٌ بصائركم وبصائر العجم لا علم
عندكم ولا فهم، وينشو من عقبكم ذوو فهم يطلبون أنواع العلم، فيكسرون الصنم،
ويبلغون الردم،(الردم هو سد يأجوج ومأجوج) ويقتلون العجم، يطلبون الغُنم،
(الغنم بضم الغاء وهو طلب الفوز من غير مشقة مثل الغنيمة)



قالوا: يا سطيح فمن يكون أولئك ؟



فقال لهم "وهو يقسم" : والبيتِ ذي الأركان والأمنِ والسُكان لينشؤن من
عقبكم ولدانٌ يكسرون الأوثان، وينكرون عبادة الشيطان ، ويوحدون الرحمن ،
وينشرون دين الديان، يشرفون البنيان، ويستفتون الفتيان ،



(أي ينال العلم الفتيان ولا يكون حكراً على الشيوخ ويستفتيهم الناس فلقد
كان بعض الشيوخ من أصحاب النبي محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام
يرجعون بالفتوى في دمشق إذا اختلفوا إلى الصحابي الجليل معاذ بن جبل وهو في
عمر الفتيان رضي الله عنه .



وجاء فتح الباري شرح صحيح
البخاري لابن حجر العسقلاني من رواية إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي
حازم قال جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال سل عنها علياً، قال: ولقد
شهدت عمر أشكل عليه شيء، فقال: ها هنا علي، وفي كتاب النوادر للحميدي
والطبقات لمحمد بن سعد من رواية سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ بالله من
معضلة ليس لها أبو الحسن يعني علي بن أبي طالب ، "وعلي رضي الله عنه كان
في سن الفتيان والشباب"



قالوا: يا سطيح من نسل من يكون أولئك ؟



فقال "وهو يقسم": وأشرفِ الأشرافِ والمفضي للأشرافِ والمزعزعِ الأحقاف (
الأحقاف : هي صحاري الربع الخالي والجزيرة العربية سميت في القرآن الكريم
بسورة الأحقاف –بلاد الصحاري-) والمضعفِ لأضعافٍ (المضعف هو الذي يزيد
الشيء )، لينشؤن الآلافُ من عبد شمس، وعبد مناف، نشوءاً يكون فيه اختلاف ،



قالوا: يا سوءتاه يا سطيح، مما تخبرنا من العلم بأمرهم ؟ ومن أي بلد يخرج أولئك؟



فقال "وهو يقسم": والباقي الأبدِ ، والبالغِ الأمدِ ، ليخرجن من ذا البلدِ، فتى

( أي النبي محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله الكرام) يَهدي إلى الرشدِ،
يرفضُ يغوثَ والفندَ،(أسماء لأصنام تعبد من دون الله) يبرأ من عبادة الضدد،
يعبدُ رباً انفرد، ثم يتوفاه الله محموداً، من الأرض مفقوداً، وفي السماء
مشهوداً، ثم يلي أمره الصديّقُ إذا قضّى صدّق،(أبو بكر رصي الله عنه ) في
ردِّ الحقوق لا خرقَ( لا حيرة) ولا نزق (ولا طيش)،



ثم
يلي أمرَه الحنيف(وهو المائل عن الشر إلى الخير وعن الباطل إلى الدين
ويقصد الفاروق عمر رضي الله عنه) مجرب (أي هو ذو خبرة ومجرب ومعروف وموثق
به) غطريف (معناه: السيد الشريف، السخيّ الكريم) ويترك قول العنيف قد ضاف
المضيف( أي يخدم خادم القوم) وأحكم التحنيف، (أي أحكم العمل بدينه الذي لا
عوج ولا ميل فيه)



ثم يلي أمره داعياً لأمره
مجرباً(يقصد عثمان بن عفان رضي الله عنه)، فتجتمع له جموعاً وعصباً
فيقتلونه نقمة عليه وغضباً، فيؤخذ الشيخ فيذبح، إرباً، فيقوم به رجال
خطباً،



ثم يلي أمرَه الناصر (أي معاوية)، يخلط الرأي
برأي المناكر(المناكير جمع منكر أي يخلط الصواب من الرأي بالمنكر)، يظهر في
الأرض العساكر، ثم يلي بعده ابنه(يزيد بن معاوية)، يأخذ جمعه ويقل حمده،
ويأخذ المال ويأكل وحده ، ويكثر المال بعقبه من بعده،



ثم يلي من بعده عدة ملوك لا شك الدم فيهم مسفوك، الدولة الأموية والعباسية والفاطمية و

ثم بعدهم الصعلوك (صَعاليك العرب: لصُوصُهم وفُتَّاكُهم.)،

ثم يلي من بعده عظهور(لم أجد لكلمة عظهور تفسيراً بالمعاجم)، يقصي الحق
(أي يبعد أهل الحق) ويدني مصر(مصر كلمة تطلق على المدينة)، يفتتح الأرض
افتتاحاً منكراً،



ثم يلي قصير القامة (حاكم يعرف بقصر القامة) ، بظهره علامة ، يموت موتا وسلامة ،



ثم يلي قليلاً ، باكرٌ يترك الملك بائر(أي خاسر كاسد)،



يلي أخوه بسنته سابر (السابر وهو مستخرج خيرات باطن الأرض مثل البترول)،
يختص بالأموال والمنابر، تم استخراج البترول بعهد )سعود بن عبد العزيز آل
سعود( وقد تمت المحاولة الأولى من أجل البحث عن النفط في عام 1342هـ /
1923 .



ثم يلي من بعده أهوج صاحب دنيا، ونعيم مخلج
(المخلج هو من يترك طريق الحق الواضح ويتبع فروعه المضلة) يتشاوره معاشره
وذووه ينهضون إليه يخلعونه بأخذ الملك ويقتلونه، (أي يخلعه أهل عشيرته
وأهله بعد التشاور ثم يقتلونه) وأراه الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود
وهو الوحيد من ملوك السعودية الذي انتهى حكمه بالعزل من قبل أفراد عائلته
وليس بالوفاة ولكن لم يذكر أنه مات قتلاً ..



ثم يلي
أمره من بعده السابع، يترك الملك محلاً ضائع، بنوه في ملكه كالمشوّه
جامع(صورة الحقيقة كالمشوهة)، عند ذلك يطمع في الملك كل عريان،



ويلي أمره اللهفان (اللهفان وهو المتحسر والحزين على ما فاته من حكم وملك في السابق)،





(والآتي من حديث سطيح يفسر الوضع العسكري الذي سيحدث في دمشق إشارة إلى ما سيحدث من معركة في دمشق وجبل لبنان)



يرضي نزاراً جمع قحطان، إذا التقيا بدمشق جمعان، بين بنيان ولبنان، يصنف
اليمن يومئذ صنفان: صنف المشورة وصنف المخذول ، لا ترى إلا حباءً محلول ،
وأسيراً مغلول، بين القراب والخيول، عند ذلك تخرب المنازل ، وتسلب الأرامل،
وتسقط الحوامل، وتظهر الزلازل، وتَطلب الخلافة وائل (قبيلة وائل)، فتغضب
نزار(نزار وأظنهم من يحكم السعودية اليوم )، فتدني العبيد والأشرار ، وتقصي
الأمثال والأخيار ، وتغلوا الأسعار في صفر الأصفار، يقتل كلٌ حياً منه، ثم
يسيرون إلى خنادق ، وإنهار ذات أشعار وأشجار، تصد له الأنهار، ويهزمهم أول
النهار، تظهر الأخيار فلا ينفعهم نوم ولا قرار، حتى يدخل مصراً من
الأمصار، فيدركه القضاء والأقدار، ثم يجيء الرماة، تلف مشاة، لقتل الكماة
وأسر الحماة، وتهلك الغواة، هنالك يدرك في أعلى المياه، ثم يبور الدين،
وتقلب الأمور، وتكفر الزبور، وتقطع الجسور، فلا يفلت إلا من كان في جزائر
البحور، ثم تبور الحبوب، وتظهر الأعاريب ، ليس فيهم معيب ، على أهل الفسوق
والريب في زمان عصيب، لو كان للقوم حياً وما تغني المنى،



قالوا: ثم ماذا يا سطيح ؟



قال ثم يظهر رجل من أهل اليمن كالشطن يذهب الله على رأسه الفتن .



الراوي: عبدالله بن الديلمي المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/329 خلاصة حكم المحدث: غريب