أسباب فشلنا نحو التغيير

الإنسان مُبدعٌ في تركيبه الجسماني وتركيبه النفسي فهو يحتوي على طاقات
ومواهب لا توجد في أي كائن ولا تصل إليه أي آلة مهما بلغت من الدقة في
التصميم والأداء .
ولكن يبقى السؤال كيف يمكننا إخراج هذه الكنوز الدفينة من أعماقنا الداخلية إلى عالمنا الواقعي الذي نعيشه؟!
هناك دافع فطري يمتلكه كل إنسان عاقل وهو الرغبة في تغيير ذاته وتطوير
إمكانياته وقدراته من أجل أن يكون له وزن بين أفراد مجتمعه ومن أجل أن تكون
له بصمة في حياة الآخرين.
ولكن هذه النزعة الداخلية تثبطها معوقات وحواجز وتحاول بكل ما أوتيت من
أساليب وقوة أن توقفه نحو الوصول إلى أهدافه المنشودة وغايته السامية .
فنسمع عن أشخاص في عصرنا ومن بينهم نحن حاولنا تغيير بعض العادات السيئة إلى أخري مفيدة.
واستطعنا ذلك ولكن بعد برهة من الزمن عدنا إليها وهناك أسباب كثيرة وراء عدم قدرتنا على تغيير هذه العادات ومن بينها :

1-عدم خلق عادة جديدة في حياتنا وتكون مفيدة مضادة تلك العادة السيئة فمثلا
شخص كان يجلس ساعات طويلة على الإنترنت من أجل الدردشة وغيرها من الأمور
فإذا ما أراد تغيير تلك العادة فعليه خلق عادة جديدة كقراءة كتاب أو مخالطة
الناس حتى تتلاشى العادة القديمة وتكبر وتنمو العادة البديلة.
2-عدم التخلص من محتويات العادة السيئة القديمة في حياتنا سواء كانت شيئا
ملموسا كالأفراد والوسائل المعينة لها أو شيئا غير ملموسا كالأفكار
3-تعتبر أهم نقطة وإن قمت بتأخيرها ويعاني منها الكثيرون وهي ضعف الصلة
بيننا وبين ربنا وعدم التزامنا بأداء أركان الصلاة على أكمل وجه ومن أهمها
الخشوع في الصلاة فالصلاة عمود الدين وعمود الصلاة الخشوع .
4-عدم إيجاد بيئة جديدة تساعد على نمو العادة الجديدة كأصحاب صالحين وأقصد بهذا ترك الأصحاب السابقين إن لم تستطع تغيير قناعتهم.
5-الاستسلام بسهولة وراء الفشل وعدم محاولة البدء من جديد والاستفادة من الأخطاء السابقة.

هذه النقاط الأساسية وراء فشلنا في تغيير عاداتنا وإخراج تلك الطاقات
الدفينة منا والإنسان مطلوب منه الاجتهاد وإن فشل في المرة الأولى والثانية
فمصيره النجاح لا محالة .
ومن عقل انه راحل من هذه الدنيا شمر وعمل وبذل واجتهد حتى يحقق ما يريد