أول مقال لي حول الطفولة الممزوجة بين الشقاوة والجهد
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أول مقال لي حول الطفولة الممزوجة بين الشقاوة والجهد
طفولة ممتزجة ما بين الشقاوة والجهد
كم كانت رائعة تلك الأيام لا تزال تتراما ساعاتها في مخيلتي الصغيرة، أضحك أحيانا وأتاسف أحيانا كثيره.
كانت عصاة والدي لا تفارق يداه وكان الحبل موثوقا بين الحين والأخر.
مازلت أذكر سائق باص المدرسه عندما كان يرمي بيديه بعيدا عن مقود الحافله،
تجده يطقطق بها ساعة ويضحك من التشيجع والتصفيق له ساعة أخرى.
ولا زلت أذكر تشاجرنا بجانب باب المدرسة كي نكون سباقين لنيل المركز الاول
في طابور الصباح أثناء تحيت العلم والإذاعة المدرسية، وكذلك للفت أعين
المدرسين نحونا فتتغنى شفاهمم مدحا وتحفيزا لنا.
ذلك المعلم فاروق أصر على والدي بأن يسمح لي بالذهاب معه إلى مصر، وأبي كان برزخا بينه وبين أفكاره.
ولم تسلم من أفواهنا أغلفة الجبنه، تتقرطع بين أسنانا خفوا منا أن ترمى ثم
لم تكن فارغه بتاتا، وأصابعنا تعمل كفرشاة ترسم الجبنة على الخبزه ومن ثم
تغسل بقليل من اللعاب، وكأنها جهد من عمل شاق لا يقبل الهدرا.
وفي معظم الايام عصرا كنا نسأل أمي كي تمنحنا بعض من النقود حتى يتسنا لنا
الذهاب الى بائع الحلوى والعصير المثلج ولكن الرفض كان هو اعراب طلبنا
والمسيطر في اكثر الاوقات، حتى بتنا نوفر مصروف المدرسة اليومي للعصر
غالبا.
تحفيز الوالد لم يكلد بالامبالاه ولو ان معظم تحفيزاته لم ترا النور، كان
يتوعد بأن يهدي دراجة هوائية لم يحصل على الدرجات العلا، وبالفعل يتحقق
مراده ونرا الابتسامه في شفتية تملأها عينية تعظما وتفاخرا بنا، وتزداد
فرحة تناغما عندما يمدحنا معلمونا علنا ونسوق الهدايا والجوائز تلو الاخرى
تفوقا ولكن المادة لم تكن بجنابه لكي يكمل فرحتنا، كانت قلوبنا تحمل بعض
الضيق من عدم تقيده بالوعود، أدركت أن والدي ولو كانت الجنة بيده لاسكنا
فيها، أحبك جدا. فتدارك عمنا الطيب الوضع وقرر أن يأخذ المتفوق منا في رحلة
معه إلى العاصمة مسقط لأسبوع من الزمن، مما أثلج صدورنا فرحنا بهذا العرض
وأتيحت الفرصة للكل بالذهاب، وتسنا لنا ركوب السيارة ورؤية العمارات وزحمة
الطريق تبهرا، وكان السؤال من أين جاوا كل هاؤلا الناس ؟!! وهل سوف يكون
لنا نصيب في الدراسة أول العمل هنا ؟!
ووترانم أيامنا سعادة في إجازه الصيف، ولكن معلم القرآن كان يحمل عصا أخرى،
لا ندري ساعتها إنه نعمة من الرب، وزاد هروبنا من المدرسه وزادت تهاوي
العصى على ظهورنا، ربما كان التظاهر بالمرض يقنع والدي بالتغيب ، ساعتها
يظهر إهتمام مغري جدا منه، ولكن ما يلبث الا سويعات ويردد بين مسامعنا
مدرسة القرآن في إتنظاركم ، ما هي الحيلة كي أتهرب، آه يا والدي فإن معلمي
ضربني بشدة مما تسبب في إزدراء ألمي، ولكن العاقبة كانت وخيمة، أتفاجأ
بقدومه للمدرسة يشن هجوما بحواره الخشن مع المعلم، هذا كله بسببي أحبك يا
ابي واحبك يا معلمي رحمكم الله.
فرحة لم أستطع وصفها وذلك بمجدر أن يتراما بين مسمعنا صوت سيارة مكافحة
الحشرات، يجلس موظف البلدية في الجانب الخلفي ماسكا بين يديه الألة التي
تنتج الكثير من الدخان، ونحن نركض حفاة بشدة خلفه نتراقص طربا عندما ندخل
في غيمة لم نكد نرى بعضنا، حتى بات جدوله قد حسم أمره.
عذرا أيها الباكساني، لقدد أغششتك مرة، عندما بعتك المعدن!! لقد وضعت حجارة
في داخل القوطي ومن ثم دهسته كي لا تتحرك، وزاد وزن الكميه وزاد المبلغ
المدفوع، ولكن بفضلك تحققت أحلامنا في وضع أجهزة اللعبة التلفازية الاتاري
بين يدينا فرحين طربين، وإجتمع الاصدقاء للعب في بيتنا مما زاد غضب أمي من
كثرت جلوسنا امام التلفاز، وأخذت اللعبة وأخفتها، لم ندرك مدى حرص أمي على
صحتنا ساعتها، أحبك يا أمي.
وبدء موسم القيض، وزادت شدة الأيام، كنا نثور سخطا وغضبا من عدم قدرتنا
للذهاب للعب الكرة، كان موسم الحصاد يجبرنا بأن نستيقظ باكرا لكي نأخذ جولة
على معظم المزارع حاملين بين أيدينا إناء نجمع فيه التمر المتساقط، وغلبنا
الشيطان ساعتها لما مدت أيدينا لتلك الخلاله التي لم تكد لتسقط كي نملأ
الإناء ولم يتدارك فعلنا الكتمان، حتى نهدد بالضرب إن أعيدة الكره، ولكن
لما كان الإناء يمتلأ من دون تدخل العمل القبيح كانت الفرحة لا تفارق
محيانا ونحن عائدون إلى المنزل نحمل الإناء فوق رأوسنا ونسمع الكلمات
المحفزة المعبرة عن رضاء الجميع.
كنا في ليلة العيد ننتظر وصول المعيدين بفارغ الصبر، نتسارق البصر من الباب
كي نرى هل من أحد قادم هل من معيد، ومع بداية الصباح وقبل الذهاب الى مكان
الاحتفال كانت أمي تقلص من العيدية بداعي التحفظ ومن ثم تحدد لنا مبلغا
بسيط جدا، لم يكد يكفي لشراء مسدس ناري ساعتها، وسرعان ما نطالبها بالباقي
بعد العودة وسرعان ما نواجه موجة كبيرة من الرفض.
ودارة الايام وبدء يتخافت شيئا فشيئا نور شقاوتنا بمجرد وصولنا للمرحلة
الثانوية، كرسنا جهودنا للمذاكرة والتفوق، وفي المرحلة النهائية كانت أمي
قد هيأت لنا مكانا خاصا للمذاكره وتأتي بفراشها كي تنام بجنبنا خوفا أن لو
دار في بالنا شيء ما يؤدي الى غفوتنا عن المذاكرة، هذه الأمية كانت توفر
لنا كل وسائل الراحة كي نحقق لها حلمها ونشرفها في النتيجة، وما إن أحست
منا قليل من الاستهتار ينشط غضبها ولا نرى سوى العصى تنام بجانبها. أحبك يا
أمي.
كبرنا وتداركنا ضعف السيولة بين يدي والدي فلم نرد أن نكون عبأ عليه أثنا
دراستنا الجامعة، مما أجبرنا كي نمسك أيدينا في التصرف العشوائي او التبذير
بالراتب المقتضى من الجامعة.
فأحمد الله على ما منحنا اياه من شرف كي نكون نتاج ثمار جهودكم الطيب.
وها نحن الآن نسعى لرضا الله ووالدينا ونخدم وطننا الغالي بكل جهد تعلمناه
من مشاق بل من حلاوة طفولتنا، فمن ذا الذي يستطيع أن يعيدنا ويبقينا فيها
مدى الحياة؟
كم كانت رائعة تلك الأيام لا تزال تتراما ساعاتها في مخيلتي الصغيرة، أضحك أحيانا وأتاسف أحيانا كثيره.
كانت عصاة والدي لا تفارق يداه وكان الحبل موثوقا بين الحين والأخر.
مازلت أذكر سائق باص المدرسه عندما كان يرمي بيديه بعيدا عن مقود الحافله،
تجده يطقطق بها ساعة ويضحك من التشيجع والتصفيق له ساعة أخرى.
ولا زلت أذكر تشاجرنا بجانب باب المدرسة كي نكون سباقين لنيل المركز الاول
في طابور الصباح أثناء تحيت العلم والإذاعة المدرسية، وكذلك للفت أعين
المدرسين نحونا فتتغنى شفاهمم مدحا وتحفيزا لنا.
ذلك المعلم فاروق أصر على والدي بأن يسمح لي بالذهاب معه إلى مصر، وأبي كان برزخا بينه وبين أفكاره.
ولم تسلم من أفواهنا أغلفة الجبنه، تتقرطع بين أسنانا خفوا منا أن ترمى ثم
لم تكن فارغه بتاتا، وأصابعنا تعمل كفرشاة ترسم الجبنة على الخبزه ومن ثم
تغسل بقليل من اللعاب، وكأنها جهد من عمل شاق لا يقبل الهدرا.
وفي معظم الايام عصرا كنا نسأل أمي كي تمنحنا بعض من النقود حتى يتسنا لنا
الذهاب الى بائع الحلوى والعصير المثلج ولكن الرفض كان هو اعراب طلبنا
والمسيطر في اكثر الاوقات، حتى بتنا نوفر مصروف المدرسة اليومي للعصر
غالبا.
تحفيز الوالد لم يكلد بالامبالاه ولو ان معظم تحفيزاته لم ترا النور، كان
يتوعد بأن يهدي دراجة هوائية لم يحصل على الدرجات العلا، وبالفعل يتحقق
مراده ونرا الابتسامه في شفتية تملأها عينية تعظما وتفاخرا بنا، وتزداد
فرحة تناغما عندما يمدحنا معلمونا علنا ونسوق الهدايا والجوائز تلو الاخرى
تفوقا ولكن المادة لم تكن بجنابه لكي يكمل فرحتنا، كانت قلوبنا تحمل بعض
الضيق من عدم تقيده بالوعود، أدركت أن والدي ولو كانت الجنة بيده لاسكنا
فيها، أحبك جدا. فتدارك عمنا الطيب الوضع وقرر أن يأخذ المتفوق منا في رحلة
معه إلى العاصمة مسقط لأسبوع من الزمن، مما أثلج صدورنا فرحنا بهذا العرض
وأتيحت الفرصة للكل بالذهاب، وتسنا لنا ركوب السيارة ورؤية العمارات وزحمة
الطريق تبهرا، وكان السؤال من أين جاوا كل هاؤلا الناس ؟!! وهل سوف يكون
لنا نصيب في الدراسة أول العمل هنا ؟!
ووترانم أيامنا سعادة في إجازه الصيف، ولكن معلم القرآن كان يحمل عصا أخرى،
لا ندري ساعتها إنه نعمة من الرب، وزاد هروبنا من المدرسه وزادت تهاوي
العصى على ظهورنا، ربما كان التظاهر بالمرض يقنع والدي بالتغيب ، ساعتها
يظهر إهتمام مغري جدا منه، ولكن ما يلبث الا سويعات ويردد بين مسامعنا
مدرسة القرآن في إتنظاركم ، ما هي الحيلة كي أتهرب، آه يا والدي فإن معلمي
ضربني بشدة مما تسبب في إزدراء ألمي، ولكن العاقبة كانت وخيمة، أتفاجأ
بقدومه للمدرسة يشن هجوما بحواره الخشن مع المعلم، هذا كله بسببي أحبك يا
ابي واحبك يا معلمي رحمكم الله.
فرحة لم أستطع وصفها وذلك بمجدر أن يتراما بين مسمعنا صوت سيارة مكافحة
الحشرات، يجلس موظف البلدية في الجانب الخلفي ماسكا بين يديه الألة التي
تنتج الكثير من الدخان، ونحن نركض حفاة بشدة خلفه نتراقص طربا عندما ندخل
في غيمة لم نكد نرى بعضنا، حتى بات جدوله قد حسم أمره.
عذرا أيها الباكساني، لقدد أغششتك مرة، عندما بعتك المعدن!! لقد وضعت حجارة
في داخل القوطي ومن ثم دهسته كي لا تتحرك، وزاد وزن الكميه وزاد المبلغ
المدفوع، ولكن بفضلك تحققت أحلامنا في وضع أجهزة اللعبة التلفازية الاتاري
بين يدينا فرحين طربين، وإجتمع الاصدقاء للعب في بيتنا مما زاد غضب أمي من
كثرت جلوسنا امام التلفاز، وأخذت اللعبة وأخفتها، لم ندرك مدى حرص أمي على
صحتنا ساعتها، أحبك يا أمي.
وبدء موسم القيض، وزادت شدة الأيام، كنا نثور سخطا وغضبا من عدم قدرتنا
للذهاب للعب الكرة، كان موسم الحصاد يجبرنا بأن نستيقظ باكرا لكي نأخذ جولة
على معظم المزارع حاملين بين أيدينا إناء نجمع فيه التمر المتساقط، وغلبنا
الشيطان ساعتها لما مدت أيدينا لتلك الخلاله التي لم تكد لتسقط كي نملأ
الإناء ولم يتدارك فعلنا الكتمان، حتى نهدد بالضرب إن أعيدة الكره، ولكن
لما كان الإناء يمتلأ من دون تدخل العمل القبيح كانت الفرحة لا تفارق
محيانا ونحن عائدون إلى المنزل نحمل الإناء فوق رأوسنا ونسمع الكلمات
المحفزة المعبرة عن رضاء الجميع.
كنا في ليلة العيد ننتظر وصول المعيدين بفارغ الصبر، نتسارق البصر من الباب
كي نرى هل من أحد قادم هل من معيد، ومع بداية الصباح وقبل الذهاب الى مكان
الاحتفال كانت أمي تقلص من العيدية بداعي التحفظ ومن ثم تحدد لنا مبلغا
بسيط جدا، لم يكد يكفي لشراء مسدس ناري ساعتها، وسرعان ما نطالبها بالباقي
بعد العودة وسرعان ما نواجه موجة كبيرة من الرفض.
ودارة الايام وبدء يتخافت شيئا فشيئا نور شقاوتنا بمجرد وصولنا للمرحلة
الثانوية، كرسنا جهودنا للمذاكرة والتفوق، وفي المرحلة النهائية كانت أمي
قد هيأت لنا مكانا خاصا للمذاكره وتأتي بفراشها كي تنام بجنبنا خوفا أن لو
دار في بالنا شيء ما يؤدي الى غفوتنا عن المذاكرة، هذه الأمية كانت توفر
لنا كل وسائل الراحة كي نحقق لها حلمها ونشرفها في النتيجة، وما إن أحست
منا قليل من الاستهتار ينشط غضبها ولا نرى سوى العصى تنام بجانبها. أحبك يا
أمي.
كبرنا وتداركنا ضعف السيولة بين يدي والدي فلم نرد أن نكون عبأ عليه أثنا
دراستنا الجامعة، مما أجبرنا كي نمسك أيدينا في التصرف العشوائي او التبذير
بالراتب المقتضى من الجامعة.
فأحمد الله على ما منحنا اياه من شرف كي نكون نتاج ثمار جهودكم الطيب.
وها نحن الآن نسعى لرضا الله ووالدينا ونخدم وطننا الغالي بكل جهد تعلمناه
من مشاق بل من حلاوة طفولتنا، فمن ذا الذي يستطيع أن يعيدنا ويبقينا فيها
مدى الحياة؟
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
رد: أول مقال لي حول الطفولة الممزوجة بين الشقاوة والجهد
يعطيك العافية على الطرح القيم ,,
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57272
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» تأملات في الطفولة العربية
» أروع مقال للدكتور القرني ....المرعى أخضر ولكن العنز مريضه
» ***...:.ذكريات الطفولة في كتبها الجميلة.....***
» الطفولة غير السعيدة تؤدى إلى الإصابة بأمراض القلب فى المستقبل
» أروع مقال للدكتور القرني ....المرعى أخضر ولكن العنز مريضه
» ***...:.ذكريات الطفولة في كتبها الجميلة.....***
» الطفولة غير السعيدة تؤدى إلى الإصابة بأمراض القلب فى المستقبل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى