غربيتي علمتني ما لم اعلمه

غربتي علمتني ما لم اعلمه


لطالما احببت الليل لكونه ظلام يخيفي عيوبنا و اسرارنا و دموعنا..
اصبحت أتنس به و أجالسه..
لطالما عهدت نفسي كطفل وحيد ولازلت وحيداً..
لقد دللتني امي كثيرا فلم اعلم ما معنى اختفاء هذا الدلال..؟!
لم تعلمني امي ما معنى ان تكون وحيدا تقلب مواجعك ع الجمر ف تسهر الليل ع ضياها..
لقد افرطت ابي ف تقديري فلم يعلم اني مجرد فزاعه يابسه تقف عليها الغربان؟!
لم يعلمني ابي ما معنى قانون الغاب فاصبحت مثل الفريسه التي يسهل اصطيادها..
لقد احبني اخي و ضحى من اجل سعادتي واعطاني مصدر قيمتي..
لم يعلمني اخي ما معنى التغرب و الوحده فكنت مثل الفتاه التي لا يكف بكائها..
من سيعد لي الطعام و يسالني عن حالي؟!
من سيدلك راسي و يقول لي نعم لأبن؟؟
من سيمسك يدي و يخرجني من عزلتي؟؟
وجودهم كان يكفيني من كنوز الدنيا مضاعفةً..
ولكن غيابهم كخسارة كنوز الدنيا مضاعفةً..
الكل اصبح غائبا و راحلاً..
عدا تلك الوجوه التي تضحك باستمرار..
اني ارى نفس النظره..
نفس الضحكه..
مهما كابرت و حاولت ف الاستمرار و النضال لا يمكنك ان تجعل القدر يحني برأسه لك..
الكذبه و المقوله تعيد نفسها و لا زلت لا اصدقها..!!
حاولت تصديقها ولكن المي يمنعني من ذلك..
عاهدت نفسي ان لا اخضع للهوانه و الضعف..
فمن قبل بالضعف حليفاً قبل الذل و العار به صديقاً..
ليس الأستسلام شعارُ ابجله و امجده ولكني اهاب طغيان الاستسلام علي..
تشتعل الافئده..
تخمد الأرادة..
تحيا الكراهيه..
تموت العفوية..