تربية النفوس وتهذيبها
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تربية النفوس وتهذيبها
لماذا كانت عناية الله بشهر الصيام؟
لأنه شهر تربية الأمة المحمدية فإن الله جعل الصيام هو سر سعادتنا فيه فلو
أننا وصلنا إلى الحكمة التي من أجلها فرض الله علينا الصيام لسعدنا في
دنيانا وفزنا في أخرانا فرض الله علينا الصيام ليدربنا على أهم أساس فيه
لله وهو مراقبة الله في السر والعلانية في الظاهر وفي الباطن فإن المؤمن
يصوم عن الطعام والشراب ولا يراه ولا يطلع عليه إلا رب الأرباب يستطيع أن
يفطر بينه وبين نفسه ولكنه في هذا الوقت وإن كان لا يراه أحد من الخلق فإنه
يكون غاش لنفسه عند الخالق فإذا تدرب المؤمن طوال شهر كامل على مراقبة
الله في كل حركاته وفي كل سكناته وفي كل أعماله يصبح بعد هذا الشهر وقد رقى
إلى مقام {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم
مُّحْسِنُونَ} وهذه هي علامة قبول الصيام فالعلامة التي يعرف بها المرء أن
الله قد تقبل صيامه أن يخرج من هذا الشهر وقد وجد في داخل قلبه مؤذناً أو
منبهاً ينبهه عند الوقوع في أي ذنب فعندما تريد يده أن تمتد إلى حرام أو
تريد عينه أن تنظر على آثام يجد في قلبه منبهاً من قبل الملك العلام ينبهه
إلى هذا الأمر {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ
الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} إن التاجر الذي تقبل
الله صيامه إذا أراد أن يغش في البيع أو يغش في الميزان أو يغش في الثمن
يجد منادي من الله في قلبه ويجد منبه الله في ضميره يجذبه من هذا الأمر
وينهاه عن هذا الفعل لأنه تفضل عليه الله فتقبل صيامه وعلامة القبول أن
الله رزقه نفساً لوامة أقسم بها الله فقال{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ
اللَّوَّامَةِ}والمعنى هنا يقسم بالتأكيد بالنفس اللوامة التي تلوم صاحبها
عند الشر وتزجره عند المعصية وتنهاه عند الاقتراب من الخطيئة لأن هذا علامة
حفظ الله لهذا العبد أما العبد الذي غضب عليه مولاه وجعل والعياذ بالله
جهنم مثواه فهو الذي طبع الله على قلبه وأخمد الله نور نفسه فجعله لا يتحرك
عند المعصية متألماً بل جعله يسر عند المعصية ويعتقد أنه فعل شيئاً عظيماً
فعندما يغش مسلماً لينال من وراءه بضع جنيهات يفرح ويباهي بذلك وكأنه عمل
عملاً عظيماً لم يفعله سواه يتباهى بذكاءه ويتباهى بذنبه ويتباهى بحيله وهو
لا يعلم أنه داخل في قول الله {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} اعلموا علم اليقين
أن من غش الأمة حرم من الدخول في صفوفها يوم الدين فقد قال النبي {مَنْ
غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا}[1] فإذا أراد أن ينضم إلى صفوفهم يوم القيامة
أخذت الملائكة بيده وأبعدته عنهم ويقول يا محمد يا محمد فيقول رسول الله يا
ربَّ أصحابي فيقول الله {إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ
فَأَقُولُ: سُحْقاً فعنكن كنت أدافع}[2] فمن غش نفساً مسلمة واحدة فكأنما
غش المسلمين أجمعين من غش مسلماً في بيع بأن خلط اللبن بالماء أو أخفق
الميزان عند الوزن أو أعطاه سلعة على أنها جيدة ووجد أنها خبيثة أو أعطاه
فاكهة ووجد في أعلاها الطيب وفي أسفلها الخبيث أو غشها بأي فن من الفنون كل
هذا يا إخواني دليل على غضب الله ودليل على مقت الله ودليل على أن هذا
يمكر به الله ليلقيه في جهنم وبئس المصير فكان شهر رمضان تطهيراً للقلوب
التي مالت بالشهوات وللنفوس التي غفلت عن مراقبة خالق الأرض والسماوات
فيحيي الله النفوس ويحيي الله القلوب فيخرج المسلمون بعد ذلك وهم يراقبون
الله في السر والعلن لو خلا المرء منهم ولم ير أحداً إلا الله يقول لنفسه
إذا حدثته بمعصية:
إذا ما خَلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقلْ
خلوتُ ولكن قل عَلَيَّ رقيبُ
لأنه شهر تربية الأمة المحمدية فإن الله جعل الصيام هو سر سعادتنا فيه فلو
أننا وصلنا إلى الحكمة التي من أجلها فرض الله علينا الصيام لسعدنا في
دنيانا وفزنا في أخرانا فرض الله علينا الصيام ليدربنا على أهم أساس فيه
لله وهو مراقبة الله في السر والعلانية في الظاهر وفي الباطن فإن المؤمن
يصوم عن الطعام والشراب ولا يراه ولا يطلع عليه إلا رب الأرباب يستطيع أن
يفطر بينه وبين نفسه ولكنه في هذا الوقت وإن كان لا يراه أحد من الخلق فإنه
يكون غاش لنفسه عند الخالق فإذا تدرب المؤمن طوال شهر كامل على مراقبة
الله في كل حركاته وفي كل سكناته وفي كل أعماله يصبح بعد هذا الشهر وقد رقى
إلى مقام {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم
مُّحْسِنُونَ} وهذه هي علامة قبول الصيام فالعلامة التي يعرف بها المرء أن
الله قد تقبل صيامه أن يخرج من هذا الشهر وقد وجد في داخل قلبه مؤذناً أو
منبهاً ينبهه عند الوقوع في أي ذنب فعندما تريد يده أن تمتد إلى حرام أو
تريد عينه أن تنظر على آثام يجد في قلبه منبهاً من قبل الملك العلام ينبهه
إلى هذا الأمر {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ
الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} إن التاجر الذي تقبل
الله صيامه إذا أراد أن يغش في البيع أو يغش في الميزان أو يغش في الثمن
يجد منادي من الله في قلبه ويجد منبه الله في ضميره يجذبه من هذا الأمر
وينهاه عن هذا الفعل لأنه تفضل عليه الله فتقبل صيامه وعلامة القبول أن
الله رزقه نفساً لوامة أقسم بها الله فقال{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ
اللَّوَّامَةِ}والمعنى هنا يقسم بالتأكيد بالنفس اللوامة التي تلوم صاحبها
عند الشر وتزجره عند المعصية وتنهاه عند الاقتراب من الخطيئة لأن هذا علامة
حفظ الله لهذا العبد أما العبد الذي غضب عليه مولاه وجعل والعياذ بالله
جهنم مثواه فهو الذي طبع الله على قلبه وأخمد الله نور نفسه فجعله لا يتحرك
عند المعصية متألماً بل جعله يسر عند المعصية ويعتقد أنه فعل شيئاً عظيماً
فعندما يغش مسلماً لينال من وراءه بضع جنيهات يفرح ويباهي بذلك وكأنه عمل
عملاً عظيماً لم يفعله سواه يتباهى بذكاءه ويتباهى بذنبه ويتباهى بحيله وهو
لا يعلم أنه داخل في قول الله {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} اعلموا علم اليقين
أن من غش الأمة حرم من الدخول في صفوفها يوم الدين فقد قال النبي {مَنْ
غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا}[1] فإذا أراد أن ينضم إلى صفوفهم يوم القيامة
أخذت الملائكة بيده وأبعدته عنهم ويقول يا محمد يا محمد فيقول رسول الله يا
ربَّ أصحابي فيقول الله {إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ
فَأَقُولُ: سُحْقاً فعنكن كنت أدافع}[2] فمن غش نفساً مسلمة واحدة فكأنما
غش المسلمين أجمعين من غش مسلماً في بيع بأن خلط اللبن بالماء أو أخفق
الميزان عند الوزن أو أعطاه سلعة على أنها جيدة ووجد أنها خبيثة أو أعطاه
فاكهة ووجد في أعلاها الطيب وفي أسفلها الخبيث أو غشها بأي فن من الفنون كل
هذا يا إخواني دليل على غضب الله ودليل على مقت الله ودليل على أن هذا
يمكر به الله ليلقيه في جهنم وبئس المصير فكان شهر رمضان تطهيراً للقلوب
التي مالت بالشهوات وللنفوس التي غفلت عن مراقبة خالق الأرض والسماوات
فيحيي الله النفوس ويحيي الله القلوب فيخرج المسلمون بعد ذلك وهم يراقبون
الله في السر والعلن لو خلا المرء منهم ولم ير أحداً إلا الله يقول لنفسه
إذا حدثته بمعصية:
إذا ما خَلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقلْ
خلوتُ ولكن قل عَلَيَّ رقيبُ
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51255
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57270
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» تزكية النفوس
» عندما ينكشف ما تطويه النفوس.
» البكاء خشية من الله ...تربية القلب
» لا تغرك ضحكتي ولا أسلوبي أعرف أعزاز النفوس من الرديه
» أهم أسس تربية الصغار.. قضاء وقت معهم.. الثواب والعقاب.. الاستقلالية
» عندما ينكشف ما تطويه النفوس.
» البكاء خشية من الله ...تربية القلب
» لا تغرك ضحكتي ولا أسلوبي أعرف أعزاز النفوس من الرديه
» أهم أسس تربية الصغار.. قضاء وقت معهم.. الثواب والعقاب.. الاستقلالية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى