نحن قسمنآ بينهم معيشتهمً في آلحيآة الدنيآ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نحن قسمنآ بينهم معيشتهمً في آلحيآة الدنيآ
فإنَّ
من عَلاَمات الضَّعف التي لم يجرُؤ أحدٌ , ولن يجرُؤ على نفيها حاجةَ
الإنسان لغيرهِ في كُل دقيقٍ وجليلٍ من أمور معاشهِ فالناسُ جميعاً يحتاجُ
بعضُهم بعضاً بحسب القانون الإلهيِّ القائلِ: *نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ
مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ
بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا *
وإن تعجَب من بلاغة هذه الآية اللفظية فعجبٌ أن لا يستوقفَكَ ما فيها من
بلاغة وجلال المعنى , الذي يدلُّ إشارةً وصراحةً على أن القوَّة والغِنى
المُطلقَ لله جميعاً فما احتاجَ , ولن يحتاجَ , ولا يحتاجُ – تعالى
وتقدَّسَ - لأيِّ شيئٍ , ولا يستغني عنهُ أيُّ شَيئٍ.
نَحْنُ قَسَمْنَا عبارةٌ جليلةٌ لا تليقُ في هذا السياق بغير الله تعالى ,
وعلى كثرة المخبولين في تأريخ البشرية ممَّن ادَّعوا الربوبيةَ , وفرضَ
إبليسُ لكل منهم حظاً معلوماً من أوهام تحقُّقها فيهم كإحياء الموتى ,
وإجراء الأنهار , وقتال الله في سمائه , غيرَ أنَّ عاقلاً ولا مخبولاً ولا
براً ولا فاجراً لم يَسبقْ أن زعَم لنفسه مفهومَ جُملة نَحْنُ قَسَمْنَا ,
ولن يزعُمهُ أحدٌ ما دامت السماوات والأرضُ.
وإذا كانَ الحالُ كذلكَ فلا يليقُ بعاقلٍ أن يخفَى عليهِ معنى
نَحْنُ قَسَمْنَا ففيها إيحاءٌ وطمأَنَـةٌ للفقير المعدِم الذي قُدرَ عليه
رزقُـهُ يقول: إنَّ الذي قدَر عليكَ رزقَك وبسطهُ لغيركَ حكيمٌ لا ينبغي له
أن يفعل ذلك لعباً أو عبثاً أو مُصادَفةً , فلهُ في تفاوت الأرزاقِ
الحكمَةُ البالغةُ والقُدرة النَّافذةُ , وما دامَ أمرُ القسمة إليهِ وهو
العدلُ فلا ظُلمَ ولا هضمَ , وما دامُ أمرُ القسمة إليه وهو العليمُ فلا
سهوَ ولا نسيانَ , وما دام أمرُ القسمة إليه وهو الغنيُّ فلا إملاقَ , وما
دام أمرُ القسمة إليه وهُو الوهَّابُ الكريمُ المُنعمُ المنَّانُ فلا شُحَّ
ولا تقتير , فتوجَّه إليه بما رغَّبك فيه من قوله وَاسْأَلُوا اللَّهَ
مِنْ فَضْلِهِ .
وإذا كانَ الحالُ كذلكَ فلا يليقُ بعاقلٍ أن يخفَى عليهِ معنى
نَحْنُ قَسَمْنَا ففيها إيحاءٌ وتذكيرٌ وزجرٌ للغنيِّ الواجِدِ بأنَّ كُل
ما وَجَدَ ويَجِدُ فهُو محضُ الفَضل الربَّانيِّ , وليس لكَ فيه غير أنْ
شاءَكَ اللهُ تعالى ظَرفاً للقَسْم فحسْبُ , ليبلوكَ فيما آتاكَ أتشكُرُ أم
تكفُر, وإيحاءٌ للغنيِّ الواجدِ يوقظُ فيه الضميرَ ويُحيي فيه البصيرة
ليتأمَّل ويُفكِّرَ ويقدِّرَ حتى يستبينَ على وجه الحقيقةِ أنَّ كُلَّ
المَحسُودينَ إنَّما يُحسَدُون على مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ,
وأنَّ كل الفرحينَ بالنعمِ والثَّراء والجِدةِ إنَّما يفرَحون بِمَا
آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ, وأنَّ كلَّ الباخلينَ إنَّما يبخلون
بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ , وأنَّ كُلَّ المنفقين
المُتصدِّقينَ إنَّما يُنفقونَ ممَّا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ,
وأنَّ كُل الجاحدينَ الشَّاكِينَ الكافرينَ بالنِّعمَة إنَّما يَكْتُمُونَ
مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ.
وفي قوله تعالى
نَحْنُ قَسَمْنَا تمهيدٌ لما ينتُجُ عن هذه القسمة العادلة , فالتفاوت في
المعاش والمقدَّرات يلزَمُ منهُ تفاوت درجات النَّاس عند الله الذي خصَّ
الغنيَّ بعباداتٍ ليست للفقير كالزَّكاة, وأباح للفقير ما حرَّم على
الغنيِّ من الدُّخُول ومصادر الكَسبِ كالزَّكَوات والكفَّارات وغيرها ,
وهذا التفاوت في التَّشريعِ تفسيرٌ لـ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ
بَعْضٍ دَرَجَاتٍ.
من عَلاَمات الضَّعف التي لم يجرُؤ أحدٌ , ولن يجرُؤ على نفيها حاجةَ
الإنسان لغيرهِ في كُل دقيقٍ وجليلٍ من أمور معاشهِ فالناسُ جميعاً يحتاجُ
بعضُهم بعضاً بحسب القانون الإلهيِّ القائلِ: *نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ
مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ
بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا *
وإن تعجَب من بلاغة هذه الآية اللفظية فعجبٌ أن لا يستوقفَكَ ما فيها من
بلاغة وجلال المعنى , الذي يدلُّ إشارةً وصراحةً على أن القوَّة والغِنى
المُطلقَ لله جميعاً فما احتاجَ , ولن يحتاجَ , ولا يحتاجُ – تعالى
وتقدَّسَ - لأيِّ شيئٍ , ولا يستغني عنهُ أيُّ شَيئٍ.
نَحْنُ قَسَمْنَا عبارةٌ جليلةٌ لا تليقُ في هذا السياق بغير الله تعالى ,
وعلى كثرة المخبولين في تأريخ البشرية ممَّن ادَّعوا الربوبيةَ , وفرضَ
إبليسُ لكل منهم حظاً معلوماً من أوهام تحقُّقها فيهم كإحياء الموتى ,
وإجراء الأنهار , وقتال الله في سمائه , غيرَ أنَّ عاقلاً ولا مخبولاً ولا
براً ولا فاجراً لم يَسبقْ أن زعَم لنفسه مفهومَ جُملة نَحْنُ قَسَمْنَا ,
ولن يزعُمهُ أحدٌ ما دامت السماوات والأرضُ.
وإذا كانَ الحالُ كذلكَ فلا يليقُ بعاقلٍ أن يخفَى عليهِ معنى
نَحْنُ قَسَمْنَا ففيها إيحاءٌ وطمأَنَـةٌ للفقير المعدِم الذي قُدرَ عليه
رزقُـهُ يقول: إنَّ الذي قدَر عليكَ رزقَك وبسطهُ لغيركَ حكيمٌ لا ينبغي له
أن يفعل ذلك لعباً أو عبثاً أو مُصادَفةً , فلهُ في تفاوت الأرزاقِ
الحكمَةُ البالغةُ والقُدرة النَّافذةُ , وما دامَ أمرُ القسمة إليهِ وهو
العدلُ فلا ظُلمَ ولا هضمَ , وما دامُ أمرُ القسمة إليه وهو العليمُ فلا
سهوَ ولا نسيانَ , وما دام أمرُ القسمة إليه وهو الغنيُّ فلا إملاقَ , وما
دام أمرُ القسمة إليه وهُو الوهَّابُ الكريمُ المُنعمُ المنَّانُ فلا شُحَّ
ولا تقتير , فتوجَّه إليه بما رغَّبك فيه من قوله وَاسْأَلُوا اللَّهَ
مِنْ فَضْلِهِ .
وإذا كانَ الحالُ كذلكَ فلا يليقُ بعاقلٍ أن يخفَى عليهِ معنى
نَحْنُ قَسَمْنَا ففيها إيحاءٌ وتذكيرٌ وزجرٌ للغنيِّ الواجِدِ بأنَّ كُل
ما وَجَدَ ويَجِدُ فهُو محضُ الفَضل الربَّانيِّ , وليس لكَ فيه غير أنْ
شاءَكَ اللهُ تعالى ظَرفاً للقَسْم فحسْبُ , ليبلوكَ فيما آتاكَ أتشكُرُ أم
تكفُر, وإيحاءٌ للغنيِّ الواجدِ يوقظُ فيه الضميرَ ويُحيي فيه البصيرة
ليتأمَّل ويُفكِّرَ ويقدِّرَ حتى يستبينَ على وجه الحقيقةِ أنَّ كُلَّ
المَحسُودينَ إنَّما يُحسَدُون على مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ,
وأنَّ كل الفرحينَ بالنعمِ والثَّراء والجِدةِ إنَّما يفرَحون بِمَا
آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ, وأنَّ كلَّ الباخلينَ إنَّما يبخلون
بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ , وأنَّ كُلَّ المنفقين
المُتصدِّقينَ إنَّما يُنفقونَ ممَّا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ,
وأنَّ كُل الجاحدينَ الشَّاكِينَ الكافرينَ بالنِّعمَة إنَّما يَكْتُمُونَ
مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ.
وفي قوله تعالى
نَحْنُ قَسَمْنَا تمهيدٌ لما ينتُجُ عن هذه القسمة العادلة , فالتفاوت في
المعاش والمقدَّرات يلزَمُ منهُ تفاوت درجات النَّاس عند الله الذي خصَّ
الغنيَّ بعباداتٍ ليست للفقير كالزَّكاة, وأباح للفقير ما حرَّم على
الغنيِّ من الدُّخُول ومصادر الكَسبِ كالزَّكَوات والكفَّارات وغيرها ,
وهذا التفاوت في التَّشريعِ تفسيرٌ لـ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ
بَعْضٍ دَرَجَاتٍ.
والتَّفاوت في المعاش والمقدَّرات يلزَمُ منهُ تفاوت درجات النَّاس عند
بعضِهم , فهم ينظُرون للفقير بعين لا يُنظَر بها لأثَـر مسير الغنيِّ فضلاً
عن ذاته , وهذه فطرةٌ لا يتغلَّبُ عليها إلا من جعلَ موازين التفضيل
مُتَّفقةً مع الشَّريعة فأنزَل كلَّ إنسانٍ بحسب ما يعتقدُ ويرى فيه من
الصلاح والاستقامة بغض النَّظَر عن النِّعَم التي شاءهُ الله ظَرفاص
لقسمتِها , ولو كان يسلمُ من هذه النَّظرةِ مُجتمَعٌ في أغلبه لسَلمَ منها
مُجتَمع الصحابة رضي الله عنهم يوم قال لهم نبي الهُدى وقد مرَّ بهم أحدُ
فقراء المُسلمينَ كما في الصحيح مَا تَقُولُونَ في هَذا.؟ قالوا هَذا
حَرِيّ إن خَطَبَ أن يُنكَحَ ، وإن شَفَع أن يُشفَّع فسكت فمرَّ آخَرُ
فسألهم فقالوا هذا حَرِيّ إن خطب أنْ لا يُنكح، وإن شَفَعَ أن لا يُشَفَّعَ
، وإن قال : أن لا يُسْمَعَ لقَوله فقال رسولُ الله هَذَا خَيرٌ من مِلءِ
الأرض مِثلِ هَذا , ولا يُفهَم من هذا التفضيلُ المطلقُ للغنيِّ على الفقير
أو العكس فالفيصلُ بينهما التَّقوَى , فالغني التقيُّ جُمع لهُ نورٌ على
نور , والفقير الفاجرُ استجمَع حَسرَتيةِ , وخرَّب دارَيه , وذلكَ هو
الخُسرانُ المُبين , والسعيدُ من ربطَ حالهُ بالتَّقوى فقراً كانَ أو غِنَى
, لكنَّ هذا الحديثَ يدُلُّ على غَلَبة طبع إجلال النَّاس بحسب مواقعهم
الاجتماعيَّة في نفوس الناس , وهو تعليمٌ لمنهج الإجلال الإسلامي المُرتبط
بالتَّقوى وظاهر أمر الشخص فهذه هي السُّنَّـةُ والتوفيقُ في التعامل
والإجلال والتقدير.
إذا اتُّفِقَ على ذلكَ حسنٌ منَّا العَـوْدُ إلى صدر المقالةِ وعلامةِ
الضَّعف التي لمْ ولن يجرُؤ عاقلٌ على نفيها , وهي (حاجةُ الإنسان لغيرهِ
في كُل دقيقٍ وجليلٍ من أمور معاشهِ) وهذا ما عَناهُ الله بقوله
لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ومفادُ هذه الجُملة أنَّ الله
تعالى جعل بعض الخلق سبَباً لمَعاش البعضِ الآخَر , ولو لم يجدهُ لما صفا
ليهٌ ليلٌ أو نَهَارٌ , وحتى تتضِحَ هذه الصُّورةُ بمفهوم حياتنا البسيطِ
فلنتأمَّل من امتهنَ (السِّبَاكةَ) لنَجدَهُ سبباً في معاشِ كلِّ النَّاس
حينَ يُتقنُ تدبير أمر الكَنيفِ (الحمَّام) وتنظيفَهُ وفكَّ انسداداتهِ
فمهنتُه سببٌ في معاش غيره , وأجرتُه التي يأخُذُها من الطَّبيب والقاضي
ولاعب الكرة والحمَّال سببٌ في معاشِه هو لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا
سُخْرِيًّا , وقس على ذلك كُل صاحب مهنةٍ إلى غيره من النَّاس لترتسم لكَ
صورةُ البَشر تكامُليَّـةً طيلة حياتهم بدءً بمهنة القابلةِ التي تأخُذ
المولود من بطن أمه , وخَتماً بمهنَة الغاسل وحافر القبر الذي يُسلمه لأول
منازل قيامتِه , ومرُرواً على ما بينَهُما , وحتى أهلُ الثَّراء الفاحشِ لو
لم يجِدوا البهَاليلَ والحلاَّقينَ والمُزارعينَ والمدَّاحينَ والطُّهاةَ
والطَّواهي والماشطَاتِ وسالخي الأنعام والحَرَس .... الخ , لصار ثراؤهم
وعدمُه بمنزلةٍ سواء.
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51257
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57272
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة
» آلجحود آسوآ آلخصآل في هذه آلحيآة
» عسـٍآني افقــْد الدنيآ ولآ افقد ابـْد قلبكٍ..Miranda Kerr
» ..لا .. 3 ..بينهم
» عسـٍآني افقــْد الدنيآ ولآ افقد ابـْد قلبكٍ..Miranda Kerr
» ..لا .. 3 ..بينهم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى