سكيّـن الغـيـاب

+
----
-
جابـك الله مثـل حلـم وطـاح مـن بيـن السحـاب



كم تعبت أرجي هطوله .. يـروي أغصـان الكفـوف


جابـك الله مثـل شمعـة .. وأشعلتـنـي بالعـتـاب



من بعد مـا كنـت تايـه بيـن هـمّ .. وبيـن خـوف


كنت أشوف الصبح صحرا .. والأمل عنـدي زهـاب



والصبـر مثـل الجبـال النايفـة فــوق الكـتـوف


كنـت ألمـح صورتـك بيـن الحقيـقـة والـسـراب



كنت أحاول أرتشـف مـن فيـض نظراتـك رشـوف


كنت أشوف الليل موحش .. كـن لـه مخلـب ونـاب



كنت أحاول أسكنـك مـن خلـف جـدران الخسـوف


كنـت أنـادي لـك ويحرمنـي الصـدى رد الجـواب



كنـت أحـسّ إن الرسايـل تختنـق وسـط الظـروف


كنت أجمّع لك عيوني كـل م.. أسمـع صـوت بـاب



صارت عْيوني شتات .. وصـارت أوهامـي ضيـوف


كنـت أدوّر فـي محطـات الزمـن رحلـة إيــاب



خلـف شبّـاك الأمانـي كـم تعبـت مْـن الـوقـوف


كنت أشوف الوقت سيـف .. وقسـوة أيامـي رقـاب



بس صار الوقـت مـا يقطـع مثـل قطـع السيـوف


مـا يمـوت الشـوق لـو تطعَنْـه سكيّـن الغـيـاب



ومـا يمـوت الحـب مهمـا يشنقـه حبـل الظـروف


فرحتـي فـي جيّتـك طفـلٍ لبـس بيـض الثـيـاب



في نهار العيـد يركـض لأجـل عيـن أمّـه تشـوف


فرحتـي فرحـة معانـق للوطـن عقـب اغـتـراب



فرحتـي بيـن الحنايـا صـوت ترحيـب .. ودفـوف


فرحتي مثـل الظمـا اللـي صافـح يْديـن الشـراب



فاحـت أزهـار الحيـاة وذبلـت أزهـار الحـتـوف


فرحتـي مـا يختصرهـا لا قصـيـد .. ولا كـتـاب



فرحتي أبلغ مـن إحسـاس القصايـد .. والوصـوف


العمر رحلة .. وأنـا عمـري معـك مثـل الركـاب



دام عمرك لـي ركـاب وحولنـا " أربـع " حـروف


من هنا .. لْ.. بكره .. لْ.. بعده / من هنا ليوم الحساب



قلتهـا واستغفـر الله .. رغـم لوعـات الـصـروف


مـا يمـوت الشـوق لـو تطعَنْـه سكيّـن الغـيـاب



ومـا يمـوت الحـب مهمـا يشنقـه حبـل الظـروف