شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن

اذهب الى الأسفل

 منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Empty منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن

مُساهمة من طرف نوف الخميس فبراير 14, 2013 10:09 pm

إن الحمد
لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده
الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. (
يا أيها الذين آمنوا اتقوا
الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
، ( يا
أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً
كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم
رقيباً
) ، ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا
قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً
عظيماً )
.

أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي
محمد  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة
بدعة، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
فحسبي من كلمتي هذه
أن أكون بهذا مذكراً، متبعاً لقول الله تبارك وتعالى : ( وذَكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) [الذاريات:55].اخترتُ
أن يكون حديثي في
بيان أهمية السنة في التشريع
الإسلامي .

تعلمون جميعاً أن الله تبارك
وتعالى اصطفى محمداً  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah بنبوته ، واختصه
برسالته ، فأنزل عليه كتابه القرآن الكريم ، وأمره فيه ـ في جملة ما أمره به ـ أن
يبينه للناس ، فقال تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين
للناس ما نُزِّل إليهم
) [النحل:44]. والذي أراه أن هذا البيان المذكور في
هذه الآية الكريمة يشتمل على نوعين من البيان :

الأول : بيان اللفظ ونظمه ،
وهو تبليغ القرآن ، وعدم كتمانه ، وأداؤه إلى الأمة، كما أنزله الله تبارك وتعالى
على قلبه  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah . وهو المراد بقوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربك ) [المائدة:67]،
وقد قالت السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ في حديث لها : "
ومن حدثكن أن محمداً كتم شيئاً أُمر بتبليغه ، فقد أعظم على الله الفرية
.
ثم تلت الآية المذكورة " [ أخرجه الشيخان] . وفي رواية لمسلم : " لو كان رسول الله
 منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah كاتماً شيئاً أُمر بتبليغه لكتم قوله
تعالى : ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك
عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن
تخشاه
) [الأحزاب : 37] " .

والآخر: بيان معنى اللفظ أو الجملة أو
الآية الذي تحتاج الأمة إلى بيانه ، وأكثر ما يكون ذلك في الآيات المجملة ، أو
العامة ، أو المطلقة ، فتأتي السنة ، فتوضح المجمل ، وتُخصِّص العام ، وتقيد المطلق
. وذلك يكون بقوله صلى الله عليه
وسلم ، كما يكون بفعله وإقراره .

ضرورة السنة لفهم القرآن وأمثلةٌ على
ذلك

وقوله تعالى: ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) [ المائدة : 38] مثال
صالح لذلك، فإن السارق فيه مطلقٌ كاليد ، فبينتِ السنة القولية الأول منهما، وقيدته
بالسارق الذي يسرق ربع دينارٍ بقوله  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah: " لا قطع إلا
في ربع دينار فصاعداً
" [أخرجه الشيخان ]. كما بينتِ الآخَرَ بفعله  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah أو فعل أصحابه وإقراره، فإنهم كانوا
يقطعون يد السارق من عند المفصل، كما هو معروف في كتب لحديث، وبينت السنة القولية
اليد المذكورة في آية التيمم : ( فامسحوا بوجوهكم
وأيديكم
) [النساء : 43، المائدة :6] بأنها الكف أيضاً بقوله  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah : "التيمم ضربة
للوجه والكفين
" [أخرجه أحمد والشيخان وغيرهم من حديث عمار بن ياسر رضي الله
عنهما].

وإليكم بعض الآيات
الأخرى التي لم يمكن فهمها فهماً صحيحاً على مراد الله تعالى إلا من طريق السنة
:

1 ـ قوله تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم
بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون
) [الأنعام : 82 ] فقد فهم أصحاب النبي
 منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah قوله : ( بظلم ) على عمومه الذي يشمل
كل ظلم ولو كان صغيراً، ولذلك استشكلوا الآية فقالوا: يا رسول الله ! أيُّنا لم
يلبس أيمانه بظلم؟ فقال  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah : " ليس بذلك ، إنما
هو الشرك ؛ ألا تسمعوا إلى قول لقمان : ( إن الشرك لظلم
عظيم
) [ لقمان : 13 ] ؟ " [ أخرجه الشيخان وغيرهما ] .

2 ـ قوله تعالى : ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم
أن يفتنكم الذين كفروا
) [ النساء : 101] فظاهر هذه الآية يقتضي أن قصر
الصلاة في السفر مشروط له الخوف ، ولذلك سأل بعض الصحابة رسول الله  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah فقالوا : ما بالنا نقصر وقد أَمِنَّا ؟
قال : " صدقة تصدق الله بها عليكم ، فاقبلوا صدقته "
[ رواه مسلم ].

3 ـ قوله تعالى : ( حرمت عليكم الميتة
والدم
..) [ المائدة : 3 ] فبينت السنة القولية أن ميتة الجراد والسمك ،
والكبد والطحال من الدم حلال ، فقال  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah : " أحلت لنا
ميتتان ودمان : الجراد والحوت ( أي السمك بجميع
أنواعه
)، والكبد والطحال
" [أخرجه البيهقي وغيره مرفوعاً وموقوفاً،
وإسناد الموقوف صحيح ، وهو في حكم المرفوع ، لأنه لا يقال من قِبَلِ الرأي
].

4 ـ قوله تعالى : ( قل لا أجد في ما أوحي إلي
مُحرَّماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً، أو لحم خنزير فإنه رجس
أو فسقاً أهل لغير الله به
) [الأنعام : 145 ] . ثم جاءت السنة فحرمت أشياء
لم تُذكر في هذه الآية، كقوله  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah : " كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير حرام " . وفي
الباب أحاديث أخرى في النهي عن ذلك. كقوله  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah يوم خيبر: " إن الله ورسوله ينهيانكم
عن الحمر الإنسية، فإنها رجس " [ أخرجه الشيخان ].

5 ـ قوله تعالى : ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق )
[ الأعراف : 32 ] فبينت السنة أيضاً أن من الزينة ما هو محرم، فقد ثبت عن النبي
 منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah أنه خرج يوماً على أصحابه وفي إحدى
يديه حرير، وفي الأخرى ذهب ، فقال : " هذان حرام على ذكور
أمتي ، حل لإناثهم "
[ أخرجه الحاكم وصححه ].

والأحاديث في معناه كثيرة معروفة في " الصحيحين "
وغيرهما. إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة المعروفة لدى أهل العلم بالحديث والفقه.
ومما تقدم يتبين لنا أيها الإخوة أهمية السنة في التشريع الإسلامي، فإننا إذا أعدنا
النظر في الأمثلة المذكورة ـ فضلاً عن غيرها مما لم نذكر ـ نتيقن أنه لا سبيل إلى
فهم القرآن الكريم فهماً إلا مقروناً بالسنة.


ففي المثال الأول فهم الصحابة (الظلم) المذكور في
الآية على ظاهره، ومع أنهم كانوا ـ رضي الله عنهم ـ كما قال ابن مسعود : ( أفضل
هذه الأمة ، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها
تَكلُّفاً
) فإنهم مع ذلك قد أخطئوا في ذلك الفهم ، فلولا أن النبي  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah ردهم عن خطئهم وأرشدهم إلى أن الصواب
في ( الظلم ) المذكور إنما هو الشرك لاتبعناهم على خطئهم ، ولكن الله تبارك وتعالى
صاننا عن ذلك. بفضل إرشاده  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah وسنته. وفي المثال
الثاني: لولا الحديث المذكور لبقينا شاكين على الأقل في قصر الصلاة في السفر في
حالة الأمن ـ إن لم نذهب إلى اشتراط الخوف فيه كما هو ظاهر الآية ـ وكما تبادر ذلك
لبعض الصحابة لولا أنهم رأوا رسول الله  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah يقصر، ويقصرون معه وقد أمنوا. وفي
المثال الثالث : لولا الحديث أيضاً لحرمنا طيبات أحلت لنا : الجراد والسمك ، والكبد
والطحال. وفي المثال الرابع : لولا الأحاديث التي ذكرنا فيه بعضها لاستحللنا ما حرم
الله علينا على لسان نبيه  منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن  Sala-allah من السباع وذوي المخلب
من الطير. وكذلك المثال الخامس: لولا الأحاديث التي فيه لاستحللنا ما حرم الله على
لسان نبيه من الذهب والحرير، ومن هنا قال بعض السلف: السنة تقضي
على
الكتاب.

نوف
نوف
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 967
نقاط المنافسة : 8917
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 05/02/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى