الرئيسيةحسان بن ثابت وزير الإعلام المنتمي!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حسان بن ثابت وزير الإعلام المنتمي!
من طرف علاء الدين السبت فبراير 02, 2013 12:32 am
تعد مهنة الإعلام من المهن التي صاحبت التجمعات البشرية والدول والكيانات المختلفة منذ فجر التاريخ، وإن لم تأخذ اسمها الصريح كما نعرفه في وقتنا الحاضر.
وقد كانت قبل قبائل العرب تقيم الاحتفالات حين يولد فيها شاعر، إداركا منها إلى أهمية مشاركة الكلمة إلى جوار السيف في الدفاع عن كيانها وحمايتها ضد أعدائها.
ويعد الصحابي الجليل حسان بن ثابت نموذجا بارزا لمن تولوا هذه المهمة، دون أن يكون لها شكلها المتعارف عليه حاليا، وقد شجعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه المهمة التي تؤزار دولة الإسلام الناشئة وتزود عنها، وتصحح الصور المغلوطة والدعاية المضادة التي كان يروجها أعداء الإسلام ضد النبي صلى الله عليه وسلم وضد الصحابة الكرام.
وأهم ما يميز أداء حسان بن ثابت أنه كان منتميا لأمته يعبر عنها خير تعبير، وقد كان يؤدي المهمة باقتدار وبراعة حيث كان يعمد إلى ما يؤلم المشركين حين كان يعيرهم بأنسابهم وأحسابهم، وقد كان ذلك ينال منهم، وهو عكس ما كان يقوم به عبد الله بن رواحة رضي الله عنهحين كان يعير المشركين بشركهم وتنكبهم طريق الحق، وكانوا لا يرون في ذلك نقيصة، ويتفاخرون بالتمسك بدين الآباء والأجداد.
ولد أبو الوليد حسان بن ثابت رضي الله عنهفي المدينة قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بنحو ثماني سنوات، فعاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة أخرى، وشب في بيت وجاهة وشرف، منصرفًا إلى اللهو والغزل، فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي، من سادة قومه وأشرافهم، وأمه الفريعة خزرجية مثل أبيه.
ولما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره، وسمع بالإسلام، دخل في دين الله، وكان منتميا لدولة الإسلام يدافع عنها بالكلمة، وراح يرد هجمات القرشيين اللسانيَّة، ويدافع عن النبي صلى الله عليه وسلموعن الإسلام، ويهجو خصومهما.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما للأنصار: "ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟!" فقال حسان بن ثابت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، وقال عليه السلام: "والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء" (أورده ابن حجر في الفتح وعزاه لمصنف عبد الرزاق وحكم عليه بالإرسال).
ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد عدوان المشركين من الشعراء كما أشرنا؛ بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صحَّ إسلامهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على شعر حسان، وكان يحثُّه على ذلك ويدعو له بمثل: "اللهم أيده بروح القدس" متفق على صحته،وعطف عليه وقرَّبه منه، وقسم له من الغنائم والعطايا، إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشًا بالكفر وعبادة الأوثان؛ وإنما كان يهجوهم بالأيام التي هُزِموا فيها، ويُعيرهم بالمثالب والأنساب، ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغًا. وكان حسان بن ثابت لا يقوى قلبُه على الحرب، فاكتفى بالشعر، ولم ينصر رسول الله بسيفه، ولم يشهد معركةً مع رسول الله ولا غزوة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلميقول له: "اهجُ قريشًا، فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل"(رواه ابن عساكر، وصححه الألباني في صحيح الجامع) وقد أرسل إليه، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنَبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحقَ! لأفرينَّهم بلساني فرْيَ الأديم.. فقال رسول الله : "لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا، حتى يلخص لك نسبي"، فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله، قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق!! لأسلنَّك منهم كما تسل الشعرة من العجين"متفق عليه،قالت عائشة: فسمعت رسول الله يقول لحسان: "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله"، وقالت: سمعت رسول الله يقول: "هجاهم حسان، فشفى واشتفى"رواه مسلم.
ومما قاله حسان دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم:
هجوت محمدًا فأجبت عنه
وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت محمدًا برًّا تقيًّا
رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالده وعرضي
لعرض محمد منكم وقاء
ثكلت بنيتي إن لم تروها
تثير النقع من كنفي كداء
يبارين الأعنة مصعدات
على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات
تلطمهن بالخمر النساء
فإن أعرضتمو عنا اعتمرنا
وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لضراب يوم
يعز الله فيه من يشاء
وقال الله: قد أرسلت عبدًا
يقول الحق ليس به خفاء
وقال الله: قد يسرت جندًا
هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد
سباب أو قتال أو هجاء
إن حسان بن ثابت رضي الله عنهيعد أحد النماذج المتكاملة للمثقف والإعلامي الذي ينتمي لأمته، فقد كان لسانا مسلطا ضد كل من أراد الإسلام والمسلمين بسوء، وبذلك يكون جديرا أن يكون نموذجا يحتذي من قبل الإعلاميين والشعراء والمثفقين في العصر الحديث، بعد الأخذ بأسباب التطور والأسباب التكنولوجية الحديثة في بلاغ الكلمة الطيبة والدفاع عن هوية الأمة.
وفي عام 54هـ توفي حسان بن ثابت رضي الله عنه في المدينة المنورة في عهد معاوية بن أبي سفيان عن عمر قد ناهز المائة والعشرين عاما.
وقد كانت قبل قبائل العرب تقيم الاحتفالات حين يولد فيها شاعر، إداركا منها إلى أهمية مشاركة الكلمة إلى جوار السيف في الدفاع عن كيانها وحمايتها ضد أعدائها.
ويعد الصحابي الجليل حسان بن ثابت نموذجا بارزا لمن تولوا هذه المهمة، دون أن يكون لها شكلها المتعارف عليه حاليا، وقد شجعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه المهمة التي تؤزار دولة الإسلام الناشئة وتزود عنها، وتصحح الصور المغلوطة والدعاية المضادة التي كان يروجها أعداء الإسلام ضد النبي صلى الله عليه وسلم وضد الصحابة الكرام.
وأهم ما يميز أداء حسان بن ثابت أنه كان منتميا لأمته يعبر عنها خير تعبير، وقد كان يؤدي المهمة باقتدار وبراعة حيث كان يعمد إلى ما يؤلم المشركين حين كان يعيرهم بأنسابهم وأحسابهم، وقد كان ذلك ينال منهم، وهو عكس ما كان يقوم به عبد الله بن رواحة رضي الله عنهحين كان يعير المشركين بشركهم وتنكبهم طريق الحق، وكانوا لا يرون في ذلك نقيصة، ويتفاخرون بالتمسك بدين الآباء والأجداد.
ولد أبو الوليد حسان بن ثابت رضي الله عنهفي المدينة قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بنحو ثماني سنوات، فعاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة أخرى، وشب في بيت وجاهة وشرف، منصرفًا إلى اللهو والغزل، فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي، من سادة قومه وأشرافهم، وأمه الفريعة خزرجية مثل أبيه.
ولما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره، وسمع بالإسلام، دخل في دين الله، وكان منتميا لدولة الإسلام يدافع عنها بالكلمة، وراح يرد هجمات القرشيين اللسانيَّة، ويدافع عن النبي صلى الله عليه وسلموعن الإسلام، ويهجو خصومهما.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما للأنصار: "ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟!" فقال حسان بن ثابت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، وقال عليه السلام: "والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء" (أورده ابن حجر في الفتح وعزاه لمصنف عبد الرزاق وحكم عليه بالإرسال).
ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد عدوان المشركين من الشعراء كما أشرنا؛ بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صحَّ إسلامهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على شعر حسان، وكان يحثُّه على ذلك ويدعو له بمثل: "اللهم أيده بروح القدس" متفق على صحته،وعطف عليه وقرَّبه منه، وقسم له من الغنائم والعطايا، إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشًا بالكفر وعبادة الأوثان؛ وإنما كان يهجوهم بالأيام التي هُزِموا فيها، ويُعيرهم بالمثالب والأنساب، ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغًا. وكان حسان بن ثابت لا يقوى قلبُه على الحرب، فاكتفى بالشعر، ولم ينصر رسول الله بسيفه، ولم يشهد معركةً مع رسول الله ولا غزوة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلميقول له: "اهجُ قريشًا، فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل"(رواه ابن عساكر، وصححه الألباني في صحيح الجامع) وقد أرسل إليه، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنَبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحقَ! لأفرينَّهم بلساني فرْيَ الأديم.. فقال رسول الله : "لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا، حتى يلخص لك نسبي"، فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله، قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق!! لأسلنَّك منهم كما تسل الشعرة من العجين"متفق عليه،قالت عائشة: فسمعت رسول الله يقول لحسان: "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله"، وقالت: سمعت رسول الله يقول: "هجاهم حسان، فشفى واشتفى"رواه مسلم.
ومما قاله حسان دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم:
هجوت محمدًا فأجبت عنه
وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت محمدًا برًّا تقيًّا
رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالده وعرضي
لعرض محمد منكم وقاء
ثكلت بنيتي إن لم تروها
تثير النقع من كنفي كداء
يبارين الأعنة مصعدات
على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات
تلطمهن بالخمر النساء
فإن أعرضتمو عنا اعتمرنا
وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لضراب يوم
يعز الله فيه من يشاء
وقال الله: قد أرسلت عبدًا
يقول الحق ليس به خفاء
وقال الله: قد يسرت جندًا
هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد
سباب أو قتال أو هجاء
إن حسان بن ثابت رضي الله عنهيعد أحد النماذج المتكاملة للمثقف والإعلامي الذي ينتمي لأمته، فقد كان لسانا مسلطا ضد كل من أراد الإسلام والمسلمين بسوء، وبذلك يكون جديرا أن يكون نموذجا يحتذي من قبل الإعلاميين والشعراء والمثفقين في العصر الحديث، بعد الأخذ بأسباب التطور والأسباب التكنولوجية الحديثة في بلاغ الكلمة الطيبة والدفاع عن هوية الأمة.
وفي عام 54هـ توفي حسان بن ثابت رضي الله عنه في المدينة المنورة في عهد معاوية بن أبي سفيان عن عمر قد ناهز المائة والعشرين عاما.
علاء الدين- عضو Golden
- عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51078
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013
رد: حسان بن ثابت وزير الإعلام المنتمي!
من طرف الامبراطورة السبت فبراير 02, 2013 10:32 am
الف شكر لك علي جهودك
الامبراطورة- عضو Golden
- عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57093
الجوائز :
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013
مواضيع مماثلة» محمد حسن بريغش المثقف المنتمي
» هجوم الكابتن ثابت
» هجوم الكابتن ثابت
» البريطانية المسلمة" لورين بوث": الإعلام الغربي يظهر الفلسطينيين إرهابيين والصهاينة مناضلين!
» الباحثة سيدة محمود: الأسرة الحصن الأخير ووسائل الإعلام تغسل أدمغتنا!
» هجوم الكابتن ثابت
» هجوم الكابتن ثابت
» البريطانية المسلمة" لورين بوث": الإعلام الغربي يظهر الفلسطينيين إرهابيين والصهاينة مناضلين!
» الباحثة سيدة محمود: الأسرة الحصن الأخير ووسائل الإعلام تغسل أدمغتنا!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى