شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هجرة الأدمغة العربية

اذهب الى الأسفل

 هجرة الأدمغة العربية  Empty هجرة الأدمغة العربية

مُساهمة من طرف الامبراطورة الجمعة يناير 25, 2013 11:07 am

بسم الله الرحمن الرحيم



[size=21][b][b][size=21]
هجرة الأدمغة العربية


كثيرا ما نسمع أو نقرأ عبارة شاعت في كل الأوساط... و هي " هجرة الأدمغة العربية "
و في هذه الخاطرة سنتعرض للموضوع من خلال معنى الهجرة : ذلك أن كثيرا من
العبارات قد شاعت، و كثر استخدامها لدلالات مغلوطة، و قائمة على أسس من
الباطل و الغموض و التورية. و هذه العبارة هي من قبيل ذلك، و لكننا قبل
الشروع في عرض الموضوع نتساءل : أرأيتم رجلا ( أو امرأة ) ذا " دماغ " هاجر من بلده ابتداء فلم يعد ؟ الجواب : لا، دون شك، إلا أن يكون ليس ذا " دماغ "
كان يكون هاجر للتكسب و طلبا للرزق، و الغالب أن يعود أو أن يكون هاجر
هربا من بغي و عدوان... و الغالب في هؤلاء أن يحافظوا على انتمائهم
لمجتمعهم بحفظ لغتهم و عاداتهم من خلال تجمعاتهم التي يحرصون عليها، على
العكس من ذوي " الأدمغة " الذين يهاجرون حيث يتنكرون لأمتهم و لغتهم و ثقافتهم. و ينسلخون عن أرومتهم و تراثهم انسلاخا مشينا.
و قد لا يكون مثيرا للدهشة أن تعلم أن كثيرا من ذوي " الأدمغة " و غيرهم من غير ذوي " الأدمغة "
يهجرون بلدانهم و هم فيها قابعون، و يتنكرون لأمتهم و هم في أحضانها
آمنون، و في خيراتها راتعون... فالهجرة و الغربة ليس شرطا فيهما أن تكونا
إلى بلد غير البلد، و هذا يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه و سلم
" منْ أحبَّ قوما فهُو منهم " أو " حُشِر معهم "
و ما أحبنا بأولئك الذين هم " قومنا " على لهجة عرب جنوب الحجاز في قولهم : من قومك ؟ أي من خصمك ؟

المعنى و الصفة ...
و الآن نعود للمعنى و الصفة، معنى الهجرة ... فالهجرة، كما أسلفنا أنواع من
حيث الدافع، و من حيث نوعها حيث قد تتم نفسيا دون مفارقة البلد، و أولئك
الذين يهاجرون من ذوي " الأدمغة " يختلفون عن
المهاجرين الآخرين، و ذلك أنهم لا يهاجرون للإستقرار النهائي، إلا بعد أ،
يكونوا قد غادروا بلدانهم من قبل عدة أعوام ... للدراسة غالبا، و للتخصص في
موضوع " نادر " ليعودوا إلى بلدانهم ( هذا
قبل أن يقعوا في المحظور و المحذور ) بشهادة عالية ليتبوؤوا مناصب رفيعة
... تمكنهم من مغانم كثيرة، و في هذه الأعوام التي غالبا ما تطول بسبب
الرسوب المتكرر لبلاهة أو لرغبة ... يتم غسل أدمغتهم مما كان فيها من " أفكار "
بالتدرج و البهارج الخادعة ... و تحشى بدلا من تلك الأفكار بأفكار غريبة
تحدث خللا في الشخصية و تعرضها لانفصام نفسي و صراع ينتهي باستسلام مسف و
مؤسف ... ذلك لو كانت هناك مقاومة ... و الغالب أ، لا يكون ثمة شيء من ذلك
قط، و كثير من ذوي " الأدمغة " هؤلاء قد يقرر عدم العودة في السنة الأخيرة من دراسته ... و بعضهم يعود " لوطنه " الذي خسر في سبيل تعليمه ما خسر ليجد ذلك الوطن " متخلفا "
لا يؤمن له وظيفة تتناسب مع مؤهله إلا الأندر من بيض النوق ... فيسرع
عائدا ( مهاجرا في اصطلاحنا الخاطئ ) إلى ما يهوى ... إلى مرضعته و فاتنته
... ألم يقولوا : " كل نفس و ما تهوى " ؟ لكن أحتى في الانتماء ؟ و إلى الأمة و الحضارة ؟

حدث أحدهم قال : كانت قافلة تسير في البادية فأرسلوا واردهم إلى الماء،
فوجد عبدا عن يمينه و شماله فتاتان سمراء و بيضاء فسأله أيهما أفضل ... قال
: البيضاء، فقطع عنقه، فاستبطأه الركب فأرسلوا ثانيا ... فتعرض لما يتعرض
له صاحبه و قتله العبد ... لأنه اختار السوداء ... و لما لم يعد أرسلوا
بثالث ... فسأله العبد مثلما سأل أخويه و قد رأى رأسيهما منفصلين عن
جسديهما، و رأى الفتاتين ...
فسأل العبد : قبل أن أجيب أسألك ماذا قال الأول ؟ ...
قال : قال إن البيضاء أفضل، قال و الثاني : قال السمراء أجمل ... قال : أما
أنا فأجيب بأن كل نفس و ما تهوى ... عفوا أخي القارئ ... أرجوا ألا أكون
قد أثقلت عليك بما قصصت، لكني أرجو أن يعذرني عندك طرافة الحكاية و
مناسبتها للموضوع

المهم أن هجرة ذوي " الأدمغة " ليست هجرة في الحقيقة، و لكنها التحاق بالأهل و العشيرة الجديدة .... كالطير الذي يشنأ بيضه ! .. إن تلك " الأدمغة " ليست في الحقيقة أدمغة، و إن هجرتها ليست في الحقيقة " هجرة " و عروبتها كلمة كانت ... نشغل أنفسنا بهم، و هم في شُغل عظيم [/size][/b][/b][/size]
الامبراطورة
الامبراطورة
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57086
الجوائز : المركز الثالث
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى