شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رمزية القدم والحذاء في الأدب والفن

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

 رمزية القدم والحذاء في الأدب والفن  Empty رمزية القدم والحذاء في الأدب والفن

مُساهمة من طرف علاء الدين الثلاثاء فبراير 05, 2013 4:48 am

 رمزية القدم والحذاء في الأدب والفن  1_2009120_2284
صدر
في بيروت ـ الذي كادت أيامه تنتهي أو بالفعل سيكون عام
جديد قد بدأت أيامه عند نشر هذا الموضع ـ كتاب تحت عنوان "رمزية القدم
والحذاء في الأدب والفن"، للدكتور "خريستو نجم"، ومر الكتاب شأنه شأن عشرات
من الكتب والدراسات التي تقذفها المطابع العربية، ولا أحد يدري عنها
شيئًا، ولكن قدر الله لهذا الكتاب قدر آخر حيث أقبلت الجماهير على شرائه
بشراهة شديدة، بعد أن دخل "حذاء الزيدي" التاريخ، وبات الناطق الرسمي باسم
الشعوب المعذبة في أركان الدنيا.


وليس
ثمة شك في اهتمام الإنسان بالحذاء على مدى تاريخه الطويل وذلك من ناحية
تطويره، واختراع أنواع كثيرة مختلفة يصعب حصرها، فكل شعوب الدنيا منذ بداية
الخليقة إلى اليوم تتفنن في صنع أحذيتها، كما أن له في موروثه الشعبي
مكانة كبيرة منذ حذاء سندريلا التي جعلها تفوز بالأمير زوجًا لها ...


ويرى
الدكتور "خريستو نجم" في كتابه "رمزية الحذاء والقدم في الأدب والفن" أن
الأبعاد النفسية للقدم والحذاء في علاقتهما المتعددة والمتنوعة، تختلف
باختلاف الأنماط النفسية التي يتصف بها كل من الذكر والأنثى: السادية
المازوشية .


ومن
خلال منهجه الذي يتكئ على نظريات علم النفس، يرى الباحث "خريستو نجم" أنّ
ثمة ثنائية جدلية تنقل قدم الأنثى بين حقلي المقدس والمدنّس، فأقدام تماثيل
الآلهات في الأساطير اليونانية والرومانية وعند الألمان فيما بعد كانت
مغطّاة حفاظاً على طهارتهنّ. كما انتقدت محاكم التفتيش الفنان موريّو
لأنَّه صوّر العذراء في لوحات تظهر قدميها. كما كانت بعض اللوحات الفنية في
أسبانيا تعرض نساء عاريات ألبست أقدامهنّ جوارب وأحذية. في حين نشهد في
أوبرا "لفاغنر" أن تقبيل القدم يرمز إلى المقدس والمدنّس في الوقت نفسه.
ويخلص الكاتب إلى أن القدم ليست واحدة في كلّ مسعى، من خلال شواهد مستفيضة
من قصائد جميل بثينة، وأحمد شوقي، و نزار قباني، وإلياس أبي شبكة.


يفصّل
الكاتب في العلاقة بين القدم والحذاء، باعتبار أن الحذاء مكان لسجن القدم،
فرضته الحضارة الراهنة، ولكنه من جهة أخرى مثير للرغبة، وأداة للسلطة
القاهرة، ويذكر الكاتب بمشية جنود هتلر المسمّاة خطوة الإوزّ، والتي تحدثها
جزماتهم المرصّعة بالمسامير، فتنشر الرعب في أرجاء البلاد، مستشهدًا بقول
الجنرال باتون: إنّ جنديًا يرتدي حذاءً هو مجرد جندي، ولكنه مع جزمة الماشو
فهو محارب . وهو غطاء للحقيقة أيضًا لأن صانعي الأحذية قلّما هندسوا
بضاعتهم على قياس الأقدام.


ولهذا
يختار الناس ما يرضي مزاجهم لا ما يناسب أقدامهم، ولكن الحذاء لا يكشف عن
حقيقة الطبع إلا بالتحليل النفسي الدقيق. وهو أيضًا رمز للمسير والسفر
والترحال التي ترمز جميعها إلى الموت، وهذا يفسّر بعض التقاليد الغربية
التي تقضي بعرض حذاء الميت بجانب سريره كونه في وضعية الغياب الأبدي.


من
خلال تفكيك دلالة "باشا" ذات الأصل الفارسي، با: حذاء، شاه: ملك، يوضح
الكاتب علاقة جديدة بين القدم والحذاء، علاقة صعود دنيء بتعالٍ متجبر،
فالباشا لقب يناله العظماء بعد أن تتقدم إحدى الجواري وترفع القدم
الشاهانية وتلفّها على رأس الزائر العظيم، وبعد دقيقة أو نصف دقيقة، تعود
الجارية وترفع قدم السلطان عن رأس الزائر العظيم. ويعزو الكاتب إلى ذلك نعت
مجالس "الباشاوات" في بعض مراحل التاريخ العثماني بمجلس "الأقدام" أو مجلس
"الأرجل".


ويشير
الدكتور "خريستو نجم" إلى أنّ وضعية الإنسان العمودية خلافًا للحيوانات هي
وضعية فريدة، مما جعل للقدم فضلاً في مضاعفة حجم الدماغ، وفي غنى الحياة
الجنسية أيضًا، ذلك أنّ الوقوف على قدمين قلّل من شأن الإثارة الشمّية
وعوّض عنها بأهمية النظر إلى الآخر، حيث لم تعد الإثارة خاضعة لزمن محدّد.


فالقدمانيّة
(المشي على قدمين) صفة تفرد بها الإنسان عن بقية مخلوقات الله، وهي أصل
الرشاقة، وكل مشية تعبّر عن شخصية صاحبها، وقد عرفت البشرية أنواعًا من
الخُطا التي تنمّ عن الجمال والاعتزاز والفرح عبّر عنه مؤلفو الموسيقا
"فاغنر شوبان" تعبيرًا دقيقًا، وكذلك الشعراء. ومن قبيل هذا التطور ارتبطت
المدينة والحضارة بوقع خُطا الإنسان.


وفي المدينة تعرف الشوارع من وقع الخُطا، ويغدو له معنى صورة الشعراء، فهو زاهٍ مريح للسامع، وقاتم مؤلم، وأليف..

وتحت عنوان حرب الأحذية والأرجل يورد الدكتور "خريستو نجم" حكايات عن الحذاء فيقول :

إن لقب "باشا" يتألف من كلمتين:

(با)
وتعني بالفارسية أو التركية الحذاء أو الجزمة، و(شاه) تعني الملك، وقد تم
حذف الهاء تخفيفًا، وذكر بعض المؤرخين ذلك بقولهم: كانت إحدى الجواري تتقدم
وترفع القدم الشاهانية وتلفّها على رأس الزائر العظيم، وبعد دقيقة أو نصف
الدقيقة، تعود الجارية وترفع قدم السلطان عن رأس الزائر وتعيدها إلى حيث
كانت على الأرض، و كان هذا تبليغًا للزائر بأن المقابلة قد انتهت. وكل من
حظي بهذه النعمة يصبح "باشا"، أي قدم السلطان.


ومن المؤسف أنه تم إتلاف حذاء الزيدي لأنه بالتأكيد كان قادرًا على تخريج آلاف "الباشوات" بحيث يستحق لقب "باشا" الأحذية.

ويختلف
الدكتور "خريستو نجم" مع التيار الإعلامي السائد في تعظيم هذا الحذاء
الذكوري ويكشف أن الحذاء الأنثوي كان هو الذي يلعب دور البطولة على مسرح
التاريخ. يقول: منذ ٢٥٠٠ سنة، أي في زمن كونفوشيوس كان الصينيون يعشقون
القدم المقمطة، وقدم اللوتس التي تثير الغرائز بمشيتها الطرية كطراوة
الأعشاب، حتى إن العفة انحصرت يومئذ عند بنات الصين في أقدامهن الملجومة،
فحماية أقدامهن الصغيرة من أعين الرجال تعكس طهارة المرأة الصينية، وذلك أن
العفاف قضية أعراف وتقاليد.


وبعد
هذا التفسير للحذاء الصيني الشهير ينتقل إلى حكاية الملكة الإسبانية
"إيزابيلا" التي سقطت يومًا عن حصانها خلال احتفال رسمي، وصادف أن علقت
رجلها بسرج الحصان الذي راح يركض مذعورًا، والملكة تجرُّ على الأرض أمام
العسكريين والجماهير. والغريب أن أحدًا لم يجرؤ على الإسراع لإنقاذها،
فمساعدتها تقتضي لمس قدمها وهذا يعدّ تجديفًا كبيرًا بنظرهم، إلى أن تحرك
أخيرًا ضابط شاب أذهله الموقف، فركض وأوقف الحصان وأنقذ الملكة، وكانت
مكافأته السجن في أحد الأديرة، تكفيرًا عن فعلته في انتظار الغفران الملكي.


وكتاب
الدكتور "خريستو نجم" صدر قبل موقعة الحذاء في العراق، حيث أعلن الرئيس
بوش أن مقاسه كان ١٠ أي ٤٤، بينما المؤلف "خريستو نجم" يتوقف عند الرقم ٩
ويعده الأكبر حجمًا فيما كانت الأحذية أوائل القرن العشرين تحمل الرقم ٧،
وحين عرفت الممثلة "جريتا جاربو" في الثلاثينيات من القرن الماضي بقدمها
ذات القياس ٩ أحدثت ضجة في الأوساط الفنية، لأن قاعدة الجمال يوم ذاك كانت
تحصر القدم في الرقم ٥ قياسًا على جينا لولو بريجيدا، ودوقة وندسور، وإيفا
بيرون، وربما تقلص الحجم إلى ٤.٥ مع جنيفر جونز، وبتي دايفس.


وهذه
الأحجام تشبه اليوم أقدام الفتيات الصغيرات في عامهن الثامن أو التاسع،
ولا ننكر أيضًا أن الأقدام في أيامنا ازدادت حجمًا في كل أنحاء العالم،
والدليل أن صبيًا في الرابعة عشرة من عمره ينتعل اليوم حذاء قياسه أكبر
بدرجتين من حذاء أبيه عندما كان في مثل سنه، وبثلاث درجات أكثر من مقاس
جدّه.


وينتهي
الدكتور "خريستو نجم" إلى نتيجة ربما يتفق كثيرون معه فيها، وهي أن الحذاء
يتعب صاحبه، فمنذ القديم والمرأة تسعى وراء الحذاء الأجمل، غير مهتمة بمدى
ارتياحها أو انزعاجها. لذلك وصفت قدم "اليزابيث تايلور" دائمًا بالمتورمة،
فالحذاء الذي انتعله الإنسان منذ بدء التاريخ لم يكن مريحًا للقدم، وآية
ذلك أن القدم اليمنى والقدم اليسرى كانتا سواء في الشكل عند الأمريكيين،
ولم يميز هؤلاء بين الاثنتين إلا بعد الحرب الأهلية، والقدمان غالبًا ما
اختلفتا حجمًا، ولكن الأحذية لا تراعي هذا الاختلاف.


يذهب
الكاتب في النهاية إلى أن القدم تتجاوز اليد في قدرتها على التعبير، من
خلال تمثله بأعمال فنية لأنجلو، ورينوار، وإنجر، وغيرهم ممن ملأوا لوحاتهم
برسوم الأقدام الموحية.


والدكتور "خريستو نجم" كاتب وشاعر من لبنان، يعمل في التعليم الجامعي . أستاذ التحليل النفسي والأدب في الجامعة اللبنانية.

من
مؤلفاته: جميل بثينة والحب العذري ـ النرجسية في أدب نزار قباني ـ رهاب
المرأة في أدب إلياس أبي شبكة.. ومن دواوينه: قصائد حب، من أغاني شهريار،
الطريق إلى جبل التوباد، بكائية على جدار مديني.

علاء الدين
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51069
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 رمزية القدم والحذاء في الأدب والفن  Empty رد: رمزية القدم والحذاء في الأدب والفن

مُساهمة من طرف الامبراطورة الثلاثاء فبراير 05, 2013 7:41 am

الف شكر لك ويعطيك العافيه
الامبراطورة
الامبراطورة
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57084
الجوائز : المركز الثالث
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى