شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إشكالية الأدب الإسلامي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

 إشكالية الأدب الإسلامي  Empty إشكالية الأدب الإسلامي

مُساهمة من طرف علاء الدين الثلاثاء فبراير 05, 2013 4:30 am

 إشكالية الأدب الإسلامي  1_2010310_10131
ما
الأدب الإسلامي؟.. وماذا يعني أن يكون الأدب إسلاميًّا؟.. وكيف نشأ ومتى؟
وهل استطاع أن يفرض حضوره على الساحة الأدبية أم أنه بدعة زائلة؟.. ومن جهة
أخرى، هل يعيق الأدب أن يكون ملتزمًا بفكر أو قضية؟ وهل تحتاج الدعوة إلى
أدب إسلامي في الأصل إلى ما يسوغها، طالما أنه يصدر عن فكر هذه الأمة
وعقيدتها، ويحتكم إلى ذوقها وتراثها، ولا يتعبد في محراب فكر هجين مخالف
لتصوراته؟.


هذه
الأسئلة وغيرها يطرحها كتاب جديد بعنوان "إشكالية الأدب الإسلامي" الذي
صدر حديثًا عن دار الفكر بدمشق، حيث دأبت الدار على نشر كتب مهمة ضمن
سلسلتها حوارات لقرن جديد، تعالج عددًا من القضايا الفكرية والعلمية
والثقافية والتربوية الشائكة التي يدور بشأنها جدل واسع بين مؤيِّد
ومعارض..


يتحاور
في هذا الكتاب مفكران من تيارين متباينين، أحدهما الدكتور وليد قصاب، عضو
رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وصاحب العديد من المؤلفات في الأدب
الإسلامي منها : قضية عمود الشعر في النقد العربي، والطِّرمَّاح بن حكيم
شاعر الخوارج، ودراسات في النقد الأدبي، والتراث البلاغي والنقدي للمعتزلة،
وفي اللغة والأدب والنقد، والحداثة في الشعر العربي المعاصر.. حقيقتها
وقضاياها، ومناهج النقد الأدبي الحديث.. رؤية إسلامية، ومن قضايا الأدب
الإسلامي.


وحصل
على عدد من الجوائز الأدبيَّة، أهمها: جائزة محمد حسن فقي للنقد الأدبي
سنة 1997م، وجائزة سعاد الصباح للقصة القصيرة. وكرمه الوجيه السعودي
عبدالمقصود الخوجة في ندوته الإثنينية بمدينة جدة في 20 من ذي القعدة
1427هـ (11/ 12/ 2006م).


والثاني
الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك، الذي أشرف على موسوعة القيم ومكارم
الأخلاق العربية الإسلامية، وله عدد من المؤلفات، منها: الفصحى ونظرية
الفكر العامي، الغيور والصبور، الجوار عند العرب، رسائل إلى الوطن، في سبيل
لغة القرآن، الضيافة وآدابها. كما نشر عددًا من البحوث في المجالات
العلمية المتخصصة ومنها: الأدب العامي ومحاور الاهتمام به في مجلة الدارة
السعودية، الجارة في الشعر العربي القديم ـ مجلة جامعة الملك سعود، حقوق
الأصدقاء في نظر الشعراء ـ مجلة كلية الآداب جامعة القاهرة، المتنبي
والنقاد والتوحيد ـ جامعة قطر، الانتماء في الشعر العربي القديم ـ مجلة
كلية الآداب ـ جامعة الإسكندرية، ومصطلح الأدب الإسلامي ـ مجلة الدارة ـ
الرياض.


وحصل على جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي لعام 1406 - 1407هـ في 17 / 2 / 1408 عن كتابه الفصحى ونظرية الفكر العامي.

رفض المصطلح

في
البداية يرفض الدكتور مرزوق بن تنباك مصطلح الأدب الإسلامي، ويرى أن إضافة
الاقتصاد إلى الإسلام في مصطلح الاقتصاد الإسلامي، وإضافة الجغرافية إلى
الإسلام في مصطلح الجغرافية الإسلامية، قد يفهم ولو من بعيد، أن هذه
الإضافة تخصص عامًّا أو تُقرب من العربية والإسلام ما هو بعيد عنها.. ومن
خلال ذلك انتقد إضافة الإسلام إلى الأدب، لأن الأدب برأيه يتصل بالدين منذ
نزول القرآن، ولهذا دعاها بدعة الأدب الإسلامي، ورأى أن مضمون الفكرة يقوم
على أسس إيديولوجية يؤدي بسببها إلى خسارة الأدب الإسلامي الملتزم في نهاية
المطاف. ورأى أن التفكير الأوَّلي لرابطة الأدب الإسلامي كان باتجاه
استعراض التراث وتصنيفه والحكم عليه طبقًا لقراءة هذا المأثور وفق الحكم
عليه بالكفر أو الإسلام، والفسق أو الصلاح. ولا بد -كما يرى الدكتور مرزوق-
بعد هذا الزمن الذي مر على تأسيس الرابطة في العام 1985م، والذي سعى فيه
أعضاؤها لإيجاد منهج إسلامي للأدب.. لا بد من مراجعة التجربة الإبداعية
والفكرية والنقدية لهذا الأدب الإسلامي لتقييم الحصيلة العلمية التي تمخضت
عنها التجربة في هذا المجال.


ويعتبر
ابن تنباك أن مصطلح الأدب الإسلامي بدعة، مفرقًا بين الحقائق والشكليات،
فقضية الأدب الإسلامي محورية في صلب الثقافة، ويرى أنها تقوم على أسس
أيديولوجية وفكرية يخسر في نهاية مطافها الأدب الإسلامي الملتزم، وتتكلس
اللغة العربية التي هي وعاؤه. ويخشى ابن تنباك أكثر ما يخشى على الشعر،
الذي هو برأيه الزناد الذي يقدح الحياة في اللغة وينشرها على الألسن
ويقيمها في الأفئدة، فإذا تجمدت اللغة الشعرية بفعل الالتزام أو الإلزام
الأيديولوجي تجمدت شرايين اللغة وكسد سوقها على الألسنة. ولذلك فهو يرفض
استبدال شيطان الشعر العبقري في الذاكرة العربية بملاك الأدب الإسلامي الذي
يلهم قائليه عبقرية الإبداع.


أسباب الرفض

يؤكد
ابن تنباك أن الأدب تجربة إنسانية عامة لم ينفرد بها موطن دون آخر، ولا
يختص بها شعب دون شعب، ولا تحويها معارف أمة من الأمم وتخلو منها غيرها،
ولهذا فهو يؤمن بشمولية الأدب حتى يبقى بابًا مفتوحًا للإبداع، لا أن
تتوزعه الآراء وتمزق جمعه الأهواء، ويرى أن بقاء الشاعر في دائرة الالتزام
الإسلامي لا يغلق الباب في وجه شعره ولا يطرده من حظيرة الأدب الواسعة.


ويذكر
ابن تنباك ثمانية أسباب تجعله يرفض مصطلح الأدب الإسلامي، فهو خروج على كل
ما أقرته الأمة الإسلامية وقبلته من فنون الآداب، ولم يكن له مسوغ شرعي أو
نقدي، ولم يعرف مثله في تاريخ الآداب الإنسانية والعربية والإسلامية. كما
أنه يعلن الأسس الطائفية والمذهبية في الأدب، الأمر الذي لم يسبق مثله في
كل العصور والأمصار، ولا يمكن إقرار مثل هذه الطائفية الأدبية. كما أن هذا
التقييد يقتل ملكات الإبداع لدى الشباب بما يسمونه الالتزام وتحديد أطر
ضيقة للشعر والنثر لا يتجاوزها المبدع إلى غيرها من فنون الأدب كلها إلا ما
يسمونه الاتجاه الإسلامي، وهو اتجاه يخصص شمول الإسلام برؤية ضيقة محدودة.
كما أنه يضيق دائرة المباح أمام الناس، بينما القاعدة الشرعية تنص على أن
الأصل في الأشياء كلها الإباحة. وهو يحمل الناس على محامل الشك وتلمُّس
الأخطاء وتفسيرها بسوء الظن، وتصنيف عامة المسلمين في الحاضر والماضي إلى
أصناف لا يقبلون منهم إلا صنفهم وحده. وكذلك التشويش على الماضي الذي لا
يوافق منهجهم، والتوجه إليه بالتزييف والتجريح مهما كان معناه، ومهما كان
حظ قائله من العلم والفقه والتقوى. وحمل الناس في الأدب على رأي محافظ ضيق
الأفق، أحادي النظرة، شديد التزمت والانغلاق، بعيد عن سماحة الإسلام وسعة
رحمته بالناس، وحملهم على الهوس النفسي بتزكية الرؤية الخاصة وعدّها الصواب
وأن غيرها خطأ. وقد أثبتت التجربة الإبداعية عند أدباء هذا المنهج فشلها
وتحجر معانيها، وضعف قدرتها على القيام بأدنى درجات القبول فيما قدموا من
صور الإبداع الفني من الشعر والنثر.


الأدب الإسلامي..أدب الأمة الحقيق

أما
الدكتور وليد قصاب في القسم الثاني من الكتاب، وتحت عنوان: ما الأدب
الإسلامي؟ ولماذا؟ فقد تحدث عن التعريفات التي اعتمدها رواد الأدب الإسلامي
ونقاده ومبدعوه، وهي تتفق في دلالتها وإن اختلفت ألفاظها. ورأى أن الأدب
الإسلامي أدب عظيم الأهمية ورافده غزيرة التجربة. كما قدم توضيحًا للعلاقة
بين الأدب الإسلامي والأدب العربي عمومًا، ورأى أيضًا أن كل تصور جمالي
فكري، وكل تعبير فني موحٍ يقدمه الأديب عن قضية من قضايا الكون والإنسان
والحياة وفق التصور الإسلامي يعد أدبًا إسلاميًا، فهو ليس أدب رؤية وحسب،
ولكنه أدب وأداة ومضمون فني وجمالي وتشكيل لغوي باهر، وأخيرًا، تحدث عن
نشأة الأدب الإسلامي وتطوره، وظروف نشأة رابطة الأدب الإسلامي، وناقش آراء
المعترضين على فكرة الأدب الإسلامي وفند مقولاتهم، ودعا إلى تحرر الأدب.


ويرد
الدكتور وليد قصاب على قول الدكتور مرزوق بن تنباك أن الأدب الإسلاميّ
بدعة فيقول : عدَّ الدكتور مرزوق مصطلح الأدب الإسلامي بدعة: معنى ومبنى،
واتهم أصحابه بالإحداث في الدين، ورماهم بما لا يليق من تفسيق وتبديع.
يقول: أفلا وسع أصحابَ هذه البدعة ما وسع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -
على مدى أربعة عشر قرنًا، فسكتوا عما سكتت عنه الأجيالُ المتعاقبة والحقب
المتتابعة، ولم يحدثوا ما يفرق جماعة المسلمين، ويشتت شملهم، ويجعلهم في
الأدب أحزابًا وشيعًا؟...


وهو لا يفرق - كما هو واضح - بين بدعة في الدين وبدعة في الأدب؛ فذلك كله ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.

ولا
يخفى - ومازال الكلام للدكتور وليد- ما في هذا الكلام والكثير من مثله من
تهافت علمي، وقلة ورع، فمصطلح الأدب الإسلامي ليس بدعة؛ إذ إن القرآن
الكريم هو الذي صنّف وميّز، وليس دعاة الأدب الإسلامي كما يزعم الدكتور
مرزوق، فالشعراء - بحسب تصنيف القرآن الكريم - غاوون ومؤمنون، والكلمة -
بنص القرآن - طيبة وخبيثة، والكلمة الطيبة هي كلمة الإسلام، والخبيثة هي
كلمة الكفر. كما تجلى هذا التقسيم والتصنيف في أحاديث رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - ومواقفه الكثيرة من الشعر والشعراء، فالشعر كالكلام حسنه كحسن
الكلام وقبيحه كقبيح الكلام، ثم مضت الأمة كلها على هذا التصنيف الذي لا
يخفى على أحد. وما فعله دعاة الأدب الإسلامي أنهم وضعوا تسمية لهذا التصنيف
القرآني النبوي الواضح، وهي تسمية دلالتها بيّنة متداولة عرضت في تراثنا
بأسماء مختلفة، ولكن المفهوم واحد، فالمصطلح معروف المعنى، ولكن مبناه
متداول بتسميات أخرى.


ولو
صح ما يدَّعيه الدكتور مرزوق من تبديع واضعي هذا المصطلح الأدبي لحكمنا
بأن أولئك الذين وضعوا مئاتٍ بل آلافًا من المصطلحات في الفقه والشريعة
والحديث والتفسير والأدب مبتدعون ضالون لأن الأمة لم تعرف هذه المصطلحات.


والأعجب
أن يقبل الدكتور مرزوق أن يُصنّف الأدب الماجن والفاسق، وأن يُفرز ويسمّي،
ولا يصنّف ما هو إسلاميّ، وهذا عكس طبيعة الأمور، إذ إن التقنين دائمًا
يكون لما هو صحيح من القول لا لما هو خطأ أو منحرف.


ويرى
الدكتور وليد أن الأدب الإسلامي جزء من الأدب العربي، ولد في أحضانه،
واستخدم تقاناته وأدواته الفنية والتعبيرية، ولكنه يختلف عنه باعتباره أدب
الشعوب الإسلامية جميعًا. ويرى أن كل تصور جمالي فكري، وكل تعبير فني موحٍ
يقدمه الأديب عن قضية من قضايا الكون والإنسان والحياة وفق التصور الإسلامي
يُعدُّ أدبًا إسلاميًا. فهو ليس أدب رؤية فحسب، ولكنه أدب مضمون فني
وجمالي وتشكيل لغوي باهر. معتبرًا أن الأدب الإسلامي بدأ بنزول القرآن
الكريم، فهو ليس بدعة حادثة ولا دعوة طارئة ولا مذهبًا مستوردًا. فيما يذهب
قصاب إلى أن الأدب العربي الحديث منذ مطلع القرن العشرين يتغرب بقوة، وهو
آخذ في الابتعاد شيئًا فشيئًا عن أصالته، وعن محضنه الإسلامي والعربي،
ويوغل في هذا الابتعاد كثيرًا منذ أن بسطت النزعات الحداثية سلطانها عليه،
فسيطرت عليه المذاهب الأدبية الغربية وراح يتشبه بها ويغترف من ينابيعها،
ويتسمى بأسمائها. وهذه المذاهب ليست مجرد آراء في الأدب واللغة والإبداع
الفني وقضايا الشعر والقصة والمسرح فحسب، ولكنها انعكاس لفلسفات
وأيديولوجيات وعقائد وتصورات فكرية عن الحياة والإنسان والكون والدين
والإله وما شاكل ذلك، فهي ليست محايدة أو نزيهة، بل هي منغمسة في
الأيديولوجيا، منحازة للتصورات الفكرية التي صدرت عنها، وهي تصورات يفترض
فيها أنها مخالفة للتصورات الإسلامية.


كما
يرى الدكتور وليد أن الأدب الإسلامي، الذي لم تخفق تجربته، ولا يمكن أن
تخفق إن شاء الله، لا عند أدباء الرابطة ولا عند غيرهم من مبدعيه على مرِّ
التاريخ.. هو أدب هذه الأمة الحقيقي، وهو سفينة الإنقاذ لأدبنا العربي، بل
للأدب العالمي.. تسدّده إذا ما انحرف، وتعيده إلى شاطئ الحق والجمال وإسعاد
الإنسان.

علاء الدين
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51056
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 إشكالية الأدب الإسلامي  Empty رد: إشكالية الأدب الإسلامي

مُساهمة من طرف الامبراطورة الثلاثاء فبراير 05, 2013 8:49 am

الف شكر لك ويعطيك العافيه
الامبراطورة
الامبراطورة
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57071
الجوائز : المركز الثالث
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى