شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أرض البرتقال الحزين

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

 أرض البرتقال الحزين  Empty أرض البرتقال الحزين

مُساهمة من طرف علاء الدين الثلاثاء فبراير 05, 2013 4:23 am

 أرض البرتقال الحزين  1_2010726_13958
سأعترف باستمتاعي
بالعذاب المذاب في ثلاثةٍ وستين صفحة.. وسأعترفُ بمجموعة الدمع الذي
صاحبني
ذات كلمات.. وسأعترفُ بالألم المنسوج بطريقةٍ غير عادية
!

أنا
لم أكن أقرأ .. !


بل
كنت ألتهم وجعًا ذا نكهةٍ حارقة كحرارة شمس أغسطس التي تلسع أجساد القابعين تحتها،
ليتها كانت شمس أغسطس وحسب، بل كانت سياطًا حارقة من نوع آخر!


التهمتُ
أصنافًا متعددة من كل شيء، كان يتصاعدُ منها بخار الموت وتنتشرُ في الفضاء رائحة
الدم الممزوجة بحبَّات الرمال القرمزية!


التهمتُ
حرمانًا تجسد في قصة "ناديا" صاحبة العينين الواسعتين, ذواتَيْ الأفق البعيد،
وشعرها المنثور كـ"فروة ثمينة" كما يصفها- غسان كنفاني- صاحبُ الكتاب.
والتهمتُ في المقابل.. معنى الحياة.. وقيمة الوجود !!


والتهمَ
خيالِي صورًا لجدول الموت، وأنهار الدم التي ظلت تلاحق ذاك الأسود الصغير المدفون
تحت التراب دون أن يدري عنهُ أحد، ذلك الكائن البشري الذي حملَ في جوانحه نورًا
أبيضًا لم يكن لينطفئ وحملَ معه أظافره سلاحًا وحيدًا يحفرُ بها الصخر والحديد،
يتنفس أكوام التراب، ويأكل التراب ويشرب عصير التراب!


ويدوسهُ
الرائح والغادِ دون أن يموت ..! إلى أين يذهب وأي أفقٍ يراه وكل ما حوله تراب؟!
أيّ حياةٍ يرتجيها؟!


إنه
الصمود.. !!


تذوَّقتُ
مرّ الوحدة في اجتماعِ العائلة الصغيرة على شرف مائدة الظلام، كان يغرق الواحد
منهم بدموعه دون أن يراه أو يشعر بذلك أحد..! كانَ الجوع يطاردُ طفولة الصغار..!
ويحملُ أجسادهم الصغيرة إلى الجبل، حمايةً لوالدهم من الموت الذليل!!


الموت
الذي رسمته صورة السلاح القريب من برتقالة يابسة.. !


والحياة
التي أعلنت نفسها بمقابل الهجرة عن أرض البرتقال الحزين..!


الحديث
عن الموت.. لم يكن بتلك الصعوبة، لم يكن بذاك المقدار من الرهبة !


كانَ
يصفهُ أحدهم بـالموج الذي يقذف جرادة, كانت تمضي ضمن أسراب الجراد نحو الشاطئ
فتكون الضحية!


تمامًا
كموت الشاب قصير القامة نحيل الجسد.. معروف !


إلا
أنَّ جرادة حاولت إثبات وجودها حين قدمت في نهاية مطاف حوارٍ ما بين شابين كما
يقول أحدهما: (فحطت على الصخرة أمامنا.. ومدّ صاحبي كفّه كي يلتقطها، ولكنها طارت
باندفاع مفاجئ متجهة بإصرار فتيّ نحو المزارع الخضراء الممتدة خلف الرصيف !)


اللاجئون
الفلسطينيون هم رحمةً أحيانًا حين يموتُ واحدٌُ منهم، ونقمة أحيانًا أخرى حين
يحاولون استرداد كل شيء حتى التراب الذي كانوا يمشون عليه.. إنها حياة المفارقات !


ثم
يصف غسَّان حالة اللاجئ الفلسطيني أنه أصبح:


كفرد/
مجرد خنزيز، وكجماعة/ حالة ذات قيمة تجارية وسياحية وزعامية !


بحق..
أجد صعوبة في الكتابة عن هذه المجموعة القصصية المتفردة بسبكها وحبكها !, فقد
تنقَّلتُ بين حقولٍ مزروعة بألوان من المفارقات، حياة وموت، بذلٌ وتضحية، نورٌ
وظلمة، آفاقٌ وسجون، جوعٌ وشبع، طفولة وكهولة !


عليّ،
وأبا عليّ، مصطفى، وأبا عثمان، ودلال، وفاطمة، وناديا، ومعروف وأسماءٌ أخرى جسدت
تفاصيل الحكايا ..!


هنا
قطافٌ يسير من الوجع:


* حياتنا
كلنا، خط مستقيم يسير بهدوء وذلة، إلى جانب خط قضيتي، ولكن الخطين متوازيان ولن
يلتقيا!


*لم
يكن يظن لحظة واحدة أنه قريب من الموت قرب أنفه من الهواء، لم يكن يظن ذلك قط.. كل
الطريق كانت تعبق بحياة بكر كأنها خلقت لتَوِّها، كأن الله صنعها الآن فحسب
ليستنشقها، وليتركها تغسل صدره مثل شلال الريش..


*
يقول معروف: الإنسان يعيش ستين سنة في الغالب، أليس كذلك ؟


يقضي
نصفها في النوم.. بقي ثلاثون سنة.. اطرح عشر سنوات ما بين مرض وسفر وأكل وفراغ..
بقي عشرون.. إن نصف هذه العشرين قد مضت مع طفولة حمقاء.. ومدارس ابتدائية.. لقد
بقيت عشر سنوات.. عشر سنوات فقط، أليس جديرة بأن يعيشها الإنسان بطمأنينة؟


*
"إنَّ حياة بعض الناس كالشريط السينمائي العتيق الذي تقطَّع، فوصله فنَّان
فاشل من جديد بصورة خاطئة.. لقد وضع النهاية في الوسط ووضع الوسط في النهاية
..".


*
أنا أعرفُ ما الذي أضاع فلسطين.. كلام الجرائد لا ينفع يا بني، فهم أولئك الذين
يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة وفي غرفٍ واسعة فيها صور، ومدفأة.. ثم
يكتبون عن فلسطين، وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها، ولو
سمعوا، إذن لهربوا إلى حيث لا أدري، يا بني، فلسطين ضاعت لسبب بسيط جدًا، كانوا
يريدون منا- نحن الجنود- أن نتصرَّف على طريقة واحدة، أنْ ننهض إذا قالوا انهض
وأنْ ننام إذا قالوا نم، وأنْ نتحمّس ساعة يريدون منا أن نتحمّس، وأن نهرب ساعة
يريدوننا أن نهرب.. وهكذا وقعت المأساة.. وهم أنفسهم لا يعرفون متى وقعت ! إنهم لم
يعرفوا قط كيف يقودون جنودهم.. كانوا يحسبون أنَّ هؤلاء الجنود ضرب طريف من
الأسلحة.. تحتاج إلى حشو.. صاروا يحشونها بالأوامر المتناقضة، كان الواحد منا
يحارب اليهود فقط لأنهم يريدون أن يحاربوا اليهود!


إنَّ
المسئولين لم يحافظوا على أبطالهم.. ولم يكونوا على معرفة بأي أصول للمعارك.. لقد
استشهد القائد مع رفاقه!

علاء الدين
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51067
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 أرض البرتقال الحزين  Empty رد: أرض البرتقال الحزين

مُساهمة من طرف الامبراطورة الثلاثاء فبراير 05, 2013 8:51 am

الف شكر لك ويعطيك العافيه
الامبراطورة
الامبراطورة
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57082
الجوائز : المركز الثالث
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى