شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكاتبة الأمريكية بوشي ايمشتا: من المطبخ تخرج مقالتي التي تدعو للأمن والسلام!

اذهب الى الأسفل

الكاتبة الأمريكية بوشي ايمشتا: من المطبخ تخرج مقالتي التي تدعو للأمن والسلام! Empty الكاتبة الأمريكية بوشي ايمشتا: من المطبخ تخرج مقالتي التي تدعو للأمن والسلام!

مُساهمة من طرف علاء الدين السبت فبراير 02, 2013 3:46 pm

حينما تكون الطفلة صغيرة تظل تلعب مع رفيقات سنها بصناعة العرائس وصناعة أواني الشاي والقهوة ومن ثم أواني الأكل وتقديم السفرة – وأحيانا تفاجئ والديها وإخوتها بتحضير وجبة من أوراق شجر الحديقة لتقدمها لهم في أطباق من الورق الصناعي.
تعيش المرأة منذ صغرها تحلم بإقامة منزل هادئ وهانئ – يملؤه أطفالها بالحب والسعادة كما يعش والداها حاليا - ولكنها تظل تحلم بما هو أجمل من هذا المنزل بالطبع.

وإنني منذ صغري كنت اعتني كثيرا بتنظيم غرفتي، وأعمل علي تنظيفها وترتيب الأثاث الذي بها، وكنت أكثر اعتناء بسريري وملاءتي ومرتبتي حيث لا تجدها يوما واحدا متسخة، وبمثل ما أحتاج لأخذ راحتي بغرفتي؛ فإنني احلم كل يوم بمنزل أكثر جمالا وغرفة نوم أكثر راحة من غرفتي هذه.
حينما تزوجت الرجل الذي أحبه، عاهدته بأن أجعل من شقتي عشا جميلا يظل في كل لحظة وثانية يتمنى أن يبقى فيه ولا يغادره أبدا، ولهذا فقد قررت ترك عملي لأتفرغ لمنزلي وزوجي؛ لأنني مؤمنة بعظم وأهمية العمل المنزلي وأنه يحتاج لوقت اكبر حتى يصبح ملجأ آمنا للزوج من صعوبات الحياة.
وعلى الرغم من حبي لعملي وحب زملائي لي، حيث كنت أمتاز بالكفاءة العالية في أداء عملي، إلا أن كل ذلك لم يقف في طريق استقالتي من العمل، ولقد أحزن هذا القرار الكثير من زميلاتي اللاتي كن يحبنني كثيرا.
منذ صغري وأنا أحب القراءة والاطلاع ولدي مكتبة ضخمة للكتب والمجلات ألجأ إليها حينما أكون راغبة في القراءة وعادة ما يحدث هذا في ساعات النهار، حيث يخلد معظم أفراد أسرتي إلى النوم، حينها تسنح لي الفرصة بأن أقرأ.
وحينما استقلت من عملي أصبحت أراسل الصحيفة المحلية التي تصدر بمدينتي وتوزع على الولاية التي نحن بها فقط، ولقد تقبلوا رسائلي بكل لهفة ونشروها ومن ثم أصبحت شبه مداومة على الكتابة معهم.. زارتني إحدى المحررات اللاتي كنت أراسل بابها بعد أن اتصلت بي؛ فرحت جداً بزيارتها، خصوصاً حينما أخبرتني أنها اعتمدتني محررة بتلك الصحيفة.. أخبرتها أنني سوف أعمل من منزلي فلم ترفض طلبي ووافقت عليه فوراً.
واصلت كتابتي حتى أصبحت مشهورة جداً بمدينتي، وفي أحد الأيام اتصل بي أحد الرجال لم أعرفه، عرفني بأنه رئيس تحرير صحيفة يومية شهيرة على مستوى الدولة، كدت أطير من الفرح بطريقة جعلت الكلام يتعثر على لساني، خصوصاً أنه فاجأني بالثناء علي كتاباتي التي أكتبها بصحيفة بلدي المحلية، وعرض علي العمل والانضمام لمجموعة العمل بصحيفته، من شدة الفرح لم أستطع الرد حينها وطلبت منه إعطائي فرصة حتى أستطيع التفكير في الأمر!
حينما اتصل بي هذا الرجل كنت وحيدة وكل أولادي كانوا بالمدرسة، فاتصلت فورا بزوجي العزيز الذي فرح فرحا شديدا بهذا النجاح الباهر الذي يعتبر ثمرة لمجهوداتي الكبيرة التي كنت أقوم بها لتجويد كتاباتي التي كنت حريصة كل الحرص بأن يقرأها زوجي أولاً ويدون عليها آراءه حتى أعمل برأيه إن كان صحيحاً، وإن كان غير صائب فإنني أناقشه فيه فيقتنع.
بعدها أخبرت رئيس التحرير بموافقتي المشروطة بأن أعمل من منزلي ومن خلال جهاز الفاكس.. وافق علي الفور وبدأت العمل معهم.. أرسلت الصحيفة محررة لتعمل معي لقاءً صحفياً للتعريف بشخصي لقراء الصحيفة، وجاءت ومعها المصورة لتصويري.
لقد أصيبوا بدهشة عظيمة حينما استقبلتهم بباب منزلي وقدتهم فوراً لمكتبي الذي أكتب منه المقالات التي أرسلها للصحيفة.. رأوا مطبخي النظيف الذي أعتني به كثيرا وأعتبره مقرا لشرفي وعزتي وكرامتي حيث أمارس فيه هواية الطبخ الذي أعشقه كثيرا بجانب الكتابة والقراءة.
بعد الدهشة التي بدت علي وجههما، أكبرا وضعي وشكرا توجهي حيث المطبخ الذي سيطر عليه جو دافئ بفعل الموقد، هذا إلى جانب الارتباط العائلي حيث أعمل بالمطبخ وأتمنى أن يكون أجمل طعام يقدم لأعز أناس أحبهم.. وصفت لهم سعادتي بوجودي بالمطبخ، وأن سعادتي هذه هي التي جعلت معظم وجباتي ممتازة ويقبل عليها أطفالي بكل لفهة وحب، وأن زوجي دائم الإطراء والثناء لما أطبخ من أطباق وكثيراً ما يطلب أنواعاً محددة من الطعام.
سعادتي تنبع من هذا المطبخ ولهذا فإنني فخورة بوجودي فيه معظم وقتي، وإنني من خلال هذا المطبخ كتبت معظم موضوعاتي التي تدعو للمحبة والأمن والسلام وليس لصناعة قنبلة نووية أو دعوة للكراهية والعنصرية والبغضاء.
شعرت المحررة بفخري واعتزازي بهذا المطبخ فأمرت المصورة بأخذ الصور بالمطبخ، لكنها ترددت حيث تخاف من نقد زملائها بالصحيفة من تلك الصور التي سوف تظهر بالصحيفة التي توزع على مستوى الدولة.
ولكنها بدأت في عملية أخذ الصور لأن المحررة أمرتها بذلك، ولقد فوجئ كل الفريق العامل بالصحيفة بهذه الصور وتلك الآراء، وعرفوا أنهم أمام محررة تتسم بالنضج والآراء القيمة، إنها محررة وأم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان.

علاء الدين
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51057
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى