شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السلطان عبدالحميد طارد اليهودّ!

اذهب الى الأسفل

السلطان عبدالحميد طارد اليهودّ! Empty السلطان عبدالحميد طارد اليهودّ!

مُساهمة من طرف علاء الدين السبت فبراير 02, 2013 2:43 pm

السلطان العثماني عبد الحميد الثاني شخصيةٌ تعيها الذاكرة المسلمة في كل جيل كما تعيها الذاكرة الصهيونية الاستعمارية أيضا، وهي شخصية محددة الملامح في الذاكرتين؛ ذاكرة المسملين تعده واحدا من أبرز الأبطال الذين دافعوا عن أرض فلسطين ورفض بيعها لليهود، والذاكرة الصهيونية تعتبره أحد العقبات في سبيل المشروع الصهيوني الذي سعى الصهاينة ورأسهم ثيودور هرتزل لتثبيته برغم كل ما واجهه من عوائق!
ولد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في يوم الأربعاء السادس عشر من شعبان عام 1258 هـ الموافق الثاني والعشرين من شهر سبتمبر عام 1842م

تولى السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة ، في 11 شعبان 1293هـ، الموافق 31 أغسطس 1876م، وتبوَّأ عرش السلطنة والدولة في منتهى الاضطراب، سواء في ذلك الأوضاع الداخلية والخارجية. وفي نفس السنة دخلت الدولة العثمانية في أزمة مالية خانقة في فترة السلطان عبد العزيز المبذر ونجح العثمانيون الجدد في الاطاحة بحكمه سنة 1876م، واعتلى العرش من بعده مراد الخامس شقيق عبد الحميد، ليكون السلطان الجديد، إلا أنه عُزل بعد مدة قصيرة قوامها حوالي ثلاثة أشهر، فتولى عبد الحميد الحكم من بعده.
كان السلطان عبدالحميد رحمه الله أول من فكر في طرح مفهوم الجامعة الإسلامية سعياً منه لتوحيد القوى الإسلامية لمجابهة الروح الاستعمارية الطامعة في الدولة العثمانية المترامية الأطراف، ورأى أن ذلك يتطلب جهودا كبيرة منها دور العلماء والدعاة في تنبي الفكرة إضافة إلى التواصل بين بلدان الإمبراطورية العثمانية فكان أن أنشأ خط سكة حديد ليربط منطقة الحجاز بعاصمة الدولة لتيسير الحج على المسلمين، وأعلن عن تبرعه للمشروع من ماله الخاص، كما دعا لبناء غواصة حربية وتسليح الجيش بشكل أفضل.
بالتوازي مع طموحات السلطان عبدالحميد في توحيد الأمة الإسلامية وبناء مصدات قوية لمجابهة الجهمات الاستعمارية كانت هناك طموحات صهيونية كبيرة في الاستيلاء على فلسطين، وكان موقفه الحاسم من هذه الفكرة ورفضه القاطع لها مما أثار أوروبا ضده، فقد كانت أوروبا المسيحية تريد تصدير مشكلة اليهود التي تعاني منها إلى الدولة العثمانية بإسكان المهاجرين اليهود وتوطينهم في فلسطين.
وكانت أول محاولة صهيونية لتثبيت أقدام الصهيونية في فلسطين هي الوساطة التي قام بها سفير النمسا لدى السلطان عبدالحميد باسم الزعيم الصهيوني ثيودور هرتزل بإستانبول في عام 1901م، وعرض هرتزل على السلطان توطين اليهود في فلسطين، مقابل ملايين الليرات العثمانية الذهبية، إضافة إلى أنه عرض على السلطان قرضاً بمبلغ مليوني ليرة.
كان هذا العرض لا يحتاج الكثير من التفكير ليدرك السلطان أن هرتزل يقدم له رشوة من أجل تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وبمجرد تحقيقهم لأكثرية سكانية سيطالبون بالحكم الذاتي، مستندين إلى الدول الأوروبية.. فطرده السلطان من مجلسه بصورة مهينة.
أما هرتزل فراح يكيد ويدبر وهو متمسك بأمله في تحقيق وطن قومي لليهود وقال قولته المشهورة " لن يدخل اليهود الأرض الموعودة طالما أن السلطان عبد الحميد قائمًا في الحكم مستمرا فيه".
وكانت صلابة عبد الحميد الثاني سببًا رئيسًا في تأخير مشروع الصهيونية العالمية.. بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين؛ لذلك سعى اليهود للإيقاع بالسلطان وتشويه صورته أثناء حكمه، فتغلغل بعضهم في جمعية الاتحاد والترقي التي أسقطت السلطان، وكان على رأسهم "عمانويل كراسو" الذي كان يعد أبرز أعضاء يهود الدونمة في حزب الاتحاد والترقي وصدرت تعليمات اليهود لمحفل المشرق الأعظم الفرنسي منذ عام 1900م بإدخال الماسونية إلى الدولة العثمانية تمهيداً لخلع السلطان عبدالحميد حيث أتخذ قرار بذلك فاختاروا مدينة سلانيك مقراً لهم.
وفي رسالة وجهها السلطان عبدالحميد إلى صديقه في دمشق الشيخ محمود أبو الشامات في عام 1911م نشرتها مجلة العربي الكويتية في عددها الصادر في شوال 1972م، قال السلطان عن سبب خلعه: (إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا عليّ بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة "فلسطين " ولم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف.. وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي: "إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً فضلاً عن 150مليون ليرة إنجليزية ذهباً.. فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي.. لقد خدمت الملة الإسلامية، والأمة المحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة.. فلم أسوِّد صحائفَ المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين العثمانيين، لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضاً".
جد اليهود في سعيهم لخلع السلطان وبالفعل تمكنوا من خلعه ونفيه إلى سلانيـك، وكان مما قاله السلطان في هذا: إنني أحمـد الله أنني لم أقبـل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة فلسطين.
توفّي السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى في الثامن والعشرين من ربيع آخر 1336 هـ الموافقِ العاشر من فبراير 1918م عن ستة وسبعين عامًا، واشترك في تشييع جنازته الكثير من المسلمين، ورثاه كثير من الشعراء.

وقد رثاه أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة قال فيها:

ضجت عليك مآذن ومنابر
وبكت عليك ممالك ونواح
الهند والـهة ومصر حزينة
تبكي عليك بمدمع سحاح
والشـام تسأل والعراق وفارس
أمحا من الأرض الخلافة ماح؟
نزعو عن الأعناق خير قلادة
ونضوا عن الأعطاف خير وشاح
من قائل للمسلمين مقالة
لم يوحها غير النصيحة واح
عهد الخلافة فيه أول ذائد
عن حوضها بيراعه نضاح
إني أنا المصباح لست بضائع
حتى أكون فراشة الم

علاء الدين
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51078
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى