شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحمد ديدات.. ذو اللسان الأعجمي!

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

أحمد ديدات.. ذو اللسان الأعجمي! Empty أحمد ديدات.. ذو اللسان الأعجمي!

مُساهمة من طرف علاء الدين السبت فبراير 02, 2013 1:02 am

ومضى يجر أقدامه بأنفاس لاهثة، يبحث عن ظل وارف، يطّرح تحته بعد عناء يوم لهيب، لم تكن له عينان زرقاوان يرفرف بهما في وجوه الجميلات، ولم تكن له غرة ُ سائحة برّاقة، ولا غمازة خد تجعل من ابتسامته ترنيمة عاشق، ولم يرشف يوما نخبا معتقا مع أحدهم فماجت بهما العوالم، ولم يكن لذلك الرجل سوى رأس يميل به الكرى، وتقاسيم هندية، ونقطة حمراء كأنها قبلة ساخنة تركت أثرا بين حاجبيه.

كان يتحامل على ساقين ضئيلتين، يبيع خبزا وملحا وبعضا من الجرائد الصفراء آنذاك، لم تدعه صباحات الجوع يقترب من كلية (آدمز)على الرغم من قربها الشديد من دكانته الصغيرة، ولم يسعفه الصيف القائظ حتى من متابعة الطلبة وقت انصرافهم من الجامعة، كان على الرغم من وجهه الباسر وجبينه المعجون بعرق الظهيرة لديه توق شديد للقراءة والاطلاع.


ذات مرة وهو ينكتُ عن شاربه غبار الكراتين الغذائية المتراكمة في المستودع، والذي زج به الفقر ليعمل بين أركانه الموشاة بالعتمة بائعا بالأجرة اليومية وما أقلها! إذ به يسمع جلبة حول باب الدكان، فهرع ينزف عرقا لذلك المكان الذي لم يكن يعلم أنه إيذاناً له بهبوط سحابة سوداء محملة بالدخان، لتطل في وجهه الصغير وتنفخ دخانها في محياه، وحينما وصل وجد الطلبة الذين يمكثون ثلث يومهم في تلك الجامعة التنصيرية وقد تشبعت قلوبهم منها سما زعافا، وأشربت عقولهم شبهات لا تنتهي وأباطيل تتسع وأراجيف ما أنزل الله بها من سلطان.

قال أحدهم وهو يوجه الكلام لأحمد (متهكما): محمد رسولكم تزوج تسع نساء، ثم يضحك ويسخر حد القهقهة، وكان بسؤاله ذاك كأنه غرس نصلا في صدر أحمد نفذ إلى قلبه، ثم أدرك الآخر وقال: هل تعلمون أن محمدا نشر دينه بالسيف؟

ثم علت ضحكاتهما التي كانت أشبه ما تكون بفرقعة خلف الأفق، عم صوتها كل قطعة مركبة في جسده، وتهيأ مباشرة لسماع شيء على مفترق الوجع، وتدارك ذلك الضاحك الساخر ضميره العفن ثم قال: هيه أحمد هل تعلم أن نبيكم هذا قد نقل كتابه عن اليهودية والنصرانية؟

ثم يضحك ويتمايل كأنما هو في تلك الحالة، معتوه سلبوه ماله كله، فجن وبدأ يخرف ويلقي بالكلمات جُزافاً من عقله المخروم، وهكذا دواليك كان الطلبة التنصيريون يتمردون عليه ويترامون أسئلة على بعضهم البعض، ثم يوجهونها في نهاية حديثهم لأحمد، ذلك الفتى اليافع الذي لم يكن سوى مجرد مسلم، ولد وهو يعلم أن في السماء إله واحد، يعبده يصلي إليه يدعوه يناجيه يرفع بصره له، إله واحد وحسب.

كان موقف أحمد غاية في الصعوبة بعد أن انزوى بوجهه عنهم، واتكأ على خاصرة مهزومة، قام هو يقلب في دماغه أفكارا أغلبها سيئة، ويشعر أن صدره يحاول أن يشف عن قلبه كمدا وحسرة ويسأل نفسه: كيف لهم أن يستلذوا بإذلالي، وأن يدسوا في عنق كل كلمة قنبلة موقوتة؟ كيف لهم أن يصفعوا كبريائي ثم أصمت ُ دون أن أنبس ببنت شفة؟ كيف يحصل هذا وأنا المسلم الذي تدور في جنبات قلبي (لا إله إلا الله)؟ هذه الكلمة التي قامت لأجلها الدنيا وقامت بها السموات والأرض!.

هذه الكلمة التي تمطت بها البحار، وانتثرت فيها وبينها الهوام كيف أصمت؟ كيف أعجز عن ذود الشبهات عن ديانة اعتنقتها مذ نبت الظفر في يدي وامتد ظهري؟

هل ما أنا عليه خطأ؟ هل صحيح ما يقولون عن رسولنا؟

دخل أحمد ذات يوم غائم موجة من التفكير والانكباب على القراءة، والبحث والتنقيب في مستودع دكانته الذي اعتاد أن يستأجر فيه رئة أخرى يتنفس بها الصعداء، لكنه هذه المرة كان يبحث عن مستقبل جديد يسفر عن حياة جديدة، يبحث عن مستقبل يطل عليه من بين الكراتين المتكدسة في ذلك المكان الضيق؛ ليقول له: أنت على الحق فامض يا أحمد.

بدأ يقلب صحف صفراء قديمة حتى تثاءبت أتربة السنين في وجه الفضاء، وانهمك في البحث حتى تحسس كتاب مهترئ ما إن رفعه إلى قرب صدره حتى فاحت منه رائحة نفاذة تلجلج به صدره، وبدأ أنفه يحمرّ كأنه موضع قد عشعشت فيه بعوضة فثار جهازه التنفسي، وأصبح صوت عطاسه كأنه آله تفريخ سريعة، ومضى يحمد الله ويسترد بعض أنفاسه المضطربة وانكشف بصره على (إظهار الحق) كتاب قد تهايلت جلدته، وقضمت أطرافه بفعل فئران المحل المتربعة في زواياه دون ضريبة أو إيجار سنوي، إلا أن عنوان الكتاب كان وقعه على نفس أحمد شديد للغاية التي ليس بعدها غاية ولا مراد.

طاف في خلده أن وجود هكذا كتاب ماهو إلا كرجل ذي علم ونبوءة، مد له يده من بين أموات، ثم ما إن قبض على يده حتى توفي مرة أخرى، بعد أن سرت في يده على إثر تلك القبضة شيء من علم ونبوءة، وقد كان الكتاب قديما أصدر قبل ميلاد أحمد بثلاث سنوات في دولة الهند لعام 1918ميلاديا، أدرك أحمد وقتئذ أن الكتاب أكبر من عمره الافتراضي وحينها (تغير وجه تاريخ أحمد) تدفق الدم من جديد في عروقه الشاحبة بفوضى الجهل عن دينه وعن ربه ورسوله وقلبه الذي يقول له الحقيقية، وفطرته التي لن تخبره إلا بالله وقطته الصغيرة التي ترفع بصرها إلى السماء كلما جاءها المخاض!

وبدأ أحمد رحلته الجديدة في سماء كلها ألق وساعات كلها اجتهاد وعمل، لقد وجد بغيته وكأن الكتاب بمثابة يد نبي مسحت على رأسه، فهب نشطاً من عقال، استمر أحمد في قراءة كتب العقائد، وتضلع كثيرا في أناجيل النصارى ثم تعلم اللغة العربية التي عاركها لسانه كثيرا، وغلبته في أحايين كثيرة، تعلم اللغة التي باتت على لسانه وكأنها لحن أندلسي عتيق، سمعها المنصور فهز رأسه طربا من جمالها ثم قال: هيا نغزو بلاد كفر يا رجال.

لأجل الإسلام ولأجل الله فعل ذلك أحمد، أحب اللغة التي استمرت تعتلج في لسانه حتى آخر مطافات حياته المضيئة بنور السماء والجنة، ذلك أن الحب إذا دخل القلب فإنه لا يموت، إيه والله لا يموت!

واصل أحمد إلقاء المحاضرات في شتى بقاع الأرض، وصدع بالحق الجلي في معقل النصارى، أخبر من كان هناك أن الله واحد فلا تناقضوا أنفسكم وفطركم، ثم أسرع ليخبر أهل الهند أن النار التي يعبدها أغلبهم ليست إلا قبسا من جهنم التي خلقت بيد الله وحده، وفي دبي التي أصبحت الآن كأنها وجه رجل عربي تحولت عيناه زرقاوين، وانقلب شعر رأسه لأصفر زاهٍ، بيد أن الوجه وجه عربي أصيل لم يتغير، هناك همس للجميع (احذروا تنبهوا يا أحبه ليس في السماء سوى الله).

حتى في البحرين وقطر طبع على جبين الأحياء هناك فطرة الإسلام وأنه لا إله إلا الله، وحينما وصل لـ بريطانيا ربض على كرسي المسرح كما يربض أسد بعد التهام طريدة سمينة، فتراه يفند الحجج ويرد بقوة، ويُسكت خصمه ويفحمه، ثم يقتله بالحجة أمام الجميع، لم يكن يهاب إلا الذي من أجله مضى عمره جلّه، قد علم الله صدق نيته، فذر في قلوب الخلق محبته كما تذر الغمائم ماءها في البلاد (ولربي المثل الأعلى).

في يوم من الأيام حصل أحمد على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، وتقلد وساما ثقيلا على صدره قد خُط فيه (أهل الأرض يشهدون أنك يا أحمد تحب الله تعالى، وتحب رسوله)، كان مبهراً جدا في كل مناظراته التي كان يقيمها مع النصارى، وكان صوته فيها عليه مخائل العزة، وصوته ذلك فيه رنة الشرف، يشعر المرء أنه يسمع صوت عمر الفاروق حين يخطب أو يتكلم، فإن كلامه كأنه سيف يقصم رأس مشرك إلى نصفين، وكان قيام أحمد رغم دقة ساقيه قيام إجلال وإكبار، قيامه يروق لنا لأنه يشبه روح شهيد تتهيأ للارتفاع أكثر فأكثر، لم يكن وقوفه في مقامه ذلك إلا شبيهاً بوقوف صقر على تل مرتفع يترقب خروج أرنب صغير، فيختطفه جملة واحدة، أو يترقبه قليلا ثم ينقض عليه بمخالب من حديد فيمزقه إربا إربا.

علاء الدين
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51075
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحمد ديدات.. ذو اللسان الأعجمي! Empty رد: أحمد ديدات.. ذو اللسان الأعجمي!

مُساهمة من طرف علاء الدين السبت فبراير 02, 2013 1:03 am

كانت مناظراته مع جيمي سواجارت تشعرنا بعز الإسلام والمسلمين، ونرى ذلك جليا في أنفه الأفطس حين يشمخ أمام ثلة من المنصرين وهو يقول وقتها بهذه الهيئة: (لا تضحكوا على عقولنا، حين تقولون أن عيسى وروح القدس والله متحدون في شيء واحد)، ثم يصد عنهم بوجهه لجهة الحضور لينفث من فمه بقول اللهSadأأله مع الله؟ تعالى الله عما يشركون).

لن ننسى من أحمد إقحامه ذات يوم لـ كلارك في خنادق ضيقة أثناء مجادلته في طهارة مريم البتول إذ يقول: أناجيلكم تخبرنا بأن مريمكم امرأة تحب الرجال، وتغازلهم ليلا وتتغنج و....، أما مريمنا فقد ذكرها الله في سورة كاملة باسمها كأجمل ما يصف الله امرأة من الجنة، إذ يقول الله عنها:"وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"
سورة التحريم، لكم مريمكم يا قوم، ولنا مريمنا الطاهرة البتول، وكان كلارك وأحمد يدمغ باطله كأن في حلقه جفافا يكاد يبتلع لأجله ماء عينيه؛ ليحدر ريقه المتيبس ما على لسانه النتن.

كان أعجوبة والله في نقض الخزعبلات التنصيرية، وكان يغضب لله غضبا ما أجمله وما أسماه وأقواه، كان طوفان الدم يغلي في رأسه، ويهدر في شريانه حينما يقتربون بالسوء من ربه خالقه ومولاه، ولم تكن تلك القوة في جسده، بل كان متوسط الجسم والوزن والطول أيضا لكن يد الله كانت في صدره، وبرد اليقين كان يشفي علة نفسه، كان أحمد بطوليا يمشي بنور الله شجاعا لا يهاب أي سؤال يطرح عليه أمام الملأ.

مواقف منحوتات في جدار الذاكرة عن ديدات، ذات مرة قامت فتاة تضج أنوثة وفتنة والتقطت مكبر الصوت ثم قالت، وعيون الملأ عليها كأنها كتيبة جيش ظالم استفزه عدو ضعيف: يا سيد أحمد لدي سؤال، وأنا بحاجة ماسة لجواب مفصل عليه دون أن تجمل القول فيه، ثم تحاملت على قدمها الأخرى وقالت:
ـ في شرعكم تخبؤن المرأة في لحائف سود؛ حتى تصبح كأنها غراب بحجم كبير - ضحك الجمهور - واستمرت قائلة أليس هذا من الظلم؟ أليس هذا تخلفا واضحا ورجعية وسلب للحقوق التي يقال عنها أقل حقوق المرآة؟ لم الإسلام يعامل المرآة بهذه الطريقة القاسية؟

فقام لها مبتسما وفي طريقه للوصول لمكبر الصوت كان يصد بنظره عنها تارة، ويوجه بصره إليها تارة أخرى وحين اقترب من المكبر أمسك مقدمته وكأنه يمسك بعنق حمامة منتوفة الريش ثم قال:
ـ قبل أن أجيبك أريد أن أسألك: هل اشتكت إحدى نساء المسلمات لك حتى تقفي موقف المدافع عنها؟

وهنا امتلأت القاعة ضحكا وضجيجا لم يقطع ضحكهم إلا صوت شجي رخيم يرتل قول الله تعالى بعربية شبه مستعمرة: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً* لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)) (الأحزاب : 59 -62).

ثم بدأ يفكك لها المسألة بعد أن خف احمرار وجهها خجلا من جوابه وقال: حين تسيرين في طريق ما سيصادفك دكان صغير به حلوى وماء، سوف تخرجين نقودك لتشتري بعض من الحلوى التي قد اشتهيتيها، فيقدم لك بائع عجوز شب الشيب في راسه (مثلي) حلوى قد نزع عنها تغليفها وتلصقت بها بعض القاذورات والأتربة، وفي أعلاها ذبابة برازيلية تتمنطق الحلوى دون أدنى خوف من البائع ومنك أكنت تقبلين بها يابنتي؟
فقالت بتعجب وغثيان؟ بالطبع لا هذا مقرف للغاية؟
ثم قال لها:
وماذا برأيك سوف تصفين ذلك البائع الذي أخبرتك أنه (عجوز مثلي )؟
فقالت: بالجنون والعتة بالتأكيد.
فقال: كذلك نساؤكم بالنسبة لنا كلهن جميلات، كلهن مذاقهن جميلا، ولكن متسخات لا نقدر على الاقتراب منهن مثلما نقترب من الحلوى المغلفة والتي لا يأكلها إلا من يفتحها بنفسه؛ لذلك نحن بالحجاب نحمي النساء من الذباب والقاذورات، ومن تلك الذبابة البرازيلية.. يضحك الجميع وتنتهي المناظرة! والحق يغرد من حنجرة أحمد.

في وقت آخر تقوم سائلة فتقول له:
السيد أحمد هل أنتم شهوانيون للحد الذي يجعلكم لا تشبعون من امرأة واحدة؟
يجيب الشيخ عليها بكل أدب ووقار وهدوء أترين الشيب في رأسي؟
أتظنين أني لا أحب النساء؟
إني أخشى على نفسي من أي امرأة أصادفها هنا في نيويورك؛ لأننا معشر الرجال مجبولين على حب المرأة، لا تظني أني رجل عجوز ولم تعد تحركني رغبتي في النساء، صدقيني لو رأيت فتاة تلبس كما تلبسون وأطلقت بصري لشعرت في صدري كمثل النار تحرقني إن لم أقترب منها و...
- يضحك الجمهور-
ولكننا معشر المسلمين مأمورون بغض البصر إلا عن نسائنا، فقد قال الله تعالى: ـ بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ـ "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {24/30} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)سورة النور، ولأن الله يعلم أن المرأة يكفيها رجل واحد، وأن طاقة الرجل أكبر ويتسع لأكثر أحل له أربع زوجات!

ابنتي:
أنتم تعانون من العنوسة، يا ابنتي لو أن كل رجل تكفل برعاية أربع نساء لانتهت أزمتكم. دائما مشاكلكم لا يحلها سوى الإسلام، ابحثي وتأملي وسوف تجدين أني صادق فيما قلت..

لله درك يا أحمدنا..
كبر سن أحمد، ولم تضعف همته عن ذود الشبهات عن الإسلام، وعن حياض التوحيد بقلمه، ولا يفتر بلسانه، ولا يتعب ببطولته وشجاعته في قول الحق، فلم يهاب أحد، ولا يخشى إلا ربنا سبحانه، هكذا ظل أحمد في كل مكان وزمان يمشي بنور من الله وهدى في قلبه وحجة دامغة تفجر كل شبهة.

تساءلنا كثيراً كيف له أن يتحمل الوجوه التي أعرضت عن وجه الله في قاعات المناظرة؟ كيف احتمل العيش مرارا بين المنصرين ومخاطبتهم ومحاجتهم؟ كيف استطابت أذنه أراجيفهم عن أنقى البشر وأتقاهم وعن الذات الإلهية؟

ألا يشعر برغبة في أن يعيش حياته كرجل مسلم عادي، يصوم ويصلي ويحج، بدلا من أن يعيش مناظرا عالميا سخر نفسه للتوقيع عن مراد الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم؟

أعلن للملأ أجمع على التلفاز المشوش آنذاك، وحضورهم المزدحم في القاعات الكبرى في نيويورك هشاشة حججهم؛ لتضج القاعة بأسرها بأصوات الموحدين، وضجيجها كان بكافرها وملحدها وبوذيها، بنسائها ورجالها أقصد بمسلميها الجدد.

كانت له حنكة توقع بالرجل في شباكه ضحية جهله وكفره بالله، وفي 2005/8 من شهر أغسطس وتحديدا في جنوب أفريقيا هبطت من الجنة ملائكة الله المبعوثة بالرحمة والسكينة لتزف للسماء، الروح التي عاشت لله وتدافع عنه، ترد عنه الأغاليط وتدرأ عنه الأكاذيب، تلك الروح التي عملت في معمل النسيج وإدارة الشركات وقيادة الحافلات سنوات وسنوات، وكذلك بيع السكاكر والملح والجرائد الصفراء في طفولته، هاهي الآن استقرت أخيرا على كرسي صنع من نور الله، يخطب ويناظر ويجادل ويفحم ويرد ليثبت للمنصرين وأعداء الملة و أعداء محمد عليه الصلاة والسلام والإسلام عبارة عاش أحمد بها ومات عليها (كتاب الله فوق الشبهات)..

مات قاهر المنصرين ورافع راية الحق والدين، المخلوق لأجل الدفاع عن الدين، على إثر مرض هز أركان جسده النحيل، فأقعده طريح الفراش حتى لم يعد للبوح قادرا، ولم يكن سوى عيناه التي كانت تلفظ الوجع باحتساب ورضا وجبين يتفصد منه حبات العرق الكريمة، مات أحمد ديدات بعد أن ملأ الكون ـ كل الكون ـ نورا وتسامحا وإشراقا وتوحيدا.
أطلقت الأفئدة لرحيله أفجع الرثاء، واستمطرت العيون أدمعها على فقيد الإسلام وحجة الله في أرضه، روحه الطاهرة اشتاقت لجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، لقد اشتاق لجنة تضمه إليها، غاب عنا أحمد الهندي بعد أن قال قولته الشهيرة: ((إن تلميذي زاكر نايك عمل في أربع سنوات ما عملته أنا في 40 سنة)).. توارت روح أحمدنا إلى السماء التي منها هبط وكفن بشهادة الناس له بخير ودفن أخيرا في تاريخ العظماء.

علاء الدين
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51075
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أحمد ديدات.. ذو اللسان الأعجمي! Empty رد: أحمد ديدات.. ذو اللسان الأعجمي!

مُساهمة من طرف الامبراطورة السبت فبراير 02, 2013 10:23 am

الف شكر لك علي جهودك
الامبراطورة
الامبراطورة
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 7679
نقاط المنافسة : 57090
الجوائز : المركز الثالث
التقييم و الشكر : 0
تاريخ التسجيل : 17/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى