شبكة و منتديات تولف أن آر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المطر

اذهب الى الأسفل

المطر Empty المطر

مُساهمة من طرف علاء الدين الخميس يناير 17, 2013 3:01 am


فتاة
تأتي لزيارتي حين يسقُطْ المطر ، أحظى برفقتها ، أشّعُر بحنانها برائحتها
(!) ، تُعانقني مثلُما تُعانق الارض المطر ، تنبعث منها رائحةً زكية


تُثّمل أنفاسي ، تُشبه تلكم الرائحة المُتصاعدة من الارض حين يحتضنُها المطر ..




أتذّكرون رائحة الأرض بعدما يسقُطْ عليها المطر ؟ أتذكرون كيف تكون الأرض
مُبتهجة والجبال صافيه والأشجار تتراقص أغصانُها وأوراقُها مُبتهجةً


بقدوم المطر ؟ الأطفال الرجال النساء الكُلّ في غِبطة وسرور الكُلّ سعيّد بسقوط " المطر " ، في هذه اللحظات ينتابني شُعور


جميل وغريب في آن واحد (!)، أختلي بنفسي أعتزلُ من حولي وأذهبْ بعيداً عن مرأى أعيُن الناس (!) أخلُد


مع ذاتي في مكان تحفّهُ السكيّنة والهدوء ، أغمضُ عيّناي لأستمتع بأجواء المطر برائحة الأرض بزقزقة العصافير


والهواء النقي العليّل ، أهيّمُ بخيالي في عالم يسكنهُ اثنان "أنا" و "فتاة المطر" ..!




تظّهُر فجأة في أحلامي (!) تقترب مني لـِ تجلس بجانبي ، "فتاة" لم أستطيع
أن أرى شيّئاً من ملامِح وجهها ، وفي كُلّ مرة أعجز أن أرسمُها ، كانت تظهر


لي حين يسّقُط المطر ، أغّمضْ عيّناي من أجلّ أنْ أراها ! ، وأرى ملامح وجهها ولكن لا جدوى ! أَخذّ نفسّاً عميقاً طمعاّ في أن


أشتمَّ رائحتها ، أغّمضْ عيّناي فأشّعُر بها تجلس بجانبي تُداعب بأناملُها قطرات المطر العالقةُ في رموش عيّناي ..




أُحاول أن أفتح عيّناي فـ تأبى (!) ، تقول لي لا تفْتح عيّنيكَ أبقيهما
مُغْلَقتان ، فإن فتحتَهما لن تراني ! أشعر بها كُلّما إزداد المطر ،
وأشتّم رائحتُها كُلّما إزّدادتْ


رائحة الارض العبقة بعد معانقتها المطر ، هكذا هى تفْرّز رائحةً عطرة ساحرة كُلّما إزّداد تساقط المطر !


وأرجو من -الله- بأن لا يتوقف المطر حتى لا تذهب تلكم الفتاة ..




أنسى العالم أنسى نفسي وترّتعدْ فرائصي تتشنّج أطرافي ولا أُبالي من شِدّة
البرد من أجل تلكلم اللحظات التي أقضيها بمعيّتها ! كُنتُ أخاف عليها


ولا أخاف على نفسي أُثرها على نفسي ،أخذها بين ذارعيّ أُدفّيها رغم يقيني بأنها خيال (!) ..




فتاة تزورني عندما يسقُط المطر لم أرى ملامحها قط (!) ، ولكن كُنتْ أشّعر
بها أشّعر بلمسة يديّها بريحة عِطرها ، أشعر بحنانها الذي يغّمُرني ، أشّعر
بجسدها الذي


كان يُدفئني وبعطْرها الذي كان يُنعشّني سألتُها عن اسمُها فقالت : ليسَ لي
اسم ، ولكَ إن شئت أن تُسمّيني " الأمل " .. ومنّذُ تلّكُم


اللحظة عشّقْتُ " الأمل " ، باتَ يُرافقني في كتاباتي ، ما أروعها من لحظات
! كأن المطر ينزل بشارةً لي ، كأنها كانت تشّعُر بي حين أشتاقُ إليّها !


فإذا انقطع المطر صلّيتُ صلاة الاستسقاء حتى لا تنقطع عن زيارتي عشّقْتُ المطر ورائحةُ الارض فـ كلاهُما لا يزالاَ يُذكراني بها ..




أيّتُها الفتاة : يا منْ عشّتُ معها ذكريات الطفولة ، يا أجمل طيفاً داعبَ
خيالي ! يا من تُحب الاختلاء بي بعيداً عن البشر ،اشّتقتُ إلى طفولتي ،
اشّتقتُ الى


المطر ورائحةُ الارض وصفا الحياة والهوا العليل ، اشّتقتُ إلى طيّفُك إلى
الحديثُ الذي كان يدورُ بيّننا ، اشّتقتُ إلى أناملُك التي كانت تُداعبْ


حبات المطر في وجهي ، اشّتقتُ إلى قربك ..




لحظات عشّتُها معك كأنها كانت حقيقة (!) كبُرنا معاً عشّنا سويَّةً تحت سقف واحد ، اختارُك قلبي


من بين كُلّ النساء ، وكفاني فخراً أن تكوني هدية القدر ، هديةً قررتُ أن أعيشُ معها في كُلّ الأيام وفي سائر الفصول


وفي كُلّ الأجواء ، أصبحتْ تلّكُم الفتاة التي كانت تزورني عند سقوط المطر
حقيقة ليست خيالاً (!)، فـ سبحانك ربي ! حين يسّقُط المطر الآن


أذهبْ مُسرعاً إلى نافذة غُرفتي لكي أرى المطر ، وأُناديها بأعلى صوتي
حبيبتي مطر مطر مطر ! فــ أغّمضْ عيّناي مثلُما كُنتُ أفعل في طفولتي


وأُناديها ولا أراها ! وأتذّكر بأنها الآن معي تُرافقُني حقيقة وليست خيالاً مثلُما عهدتُ ، فأنظر إلى السماء والدُموع تتلألأُ في


عيّناي سائلاً منْ أنزل المطر أن يجعلُها جنَّــــــتي في الأخرة مثلُما هي جنَّـــــــتي في الدُّنيا ..

علاء الدين
عضو Golden
عضو Golden

عدد المساهمات : 5552
نقاط المنافسة : 51073
التقييم و الشكر : 1
تاريخ التسجيل : 13/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى